العلم في المدينة
أهمية العلم عند الإسلام
الإسلام أول دين سماوي اقترنت ولادته بالدعوة إلی القرائة والحث علی التعلم، فالکلمة التي هتف بها الوجي ووعتها أسماع النبي محمد هي الأمر بالقرائة. افتتاح نزول القرآن علی النبي بالإمر بالقرائة ظاهرة متميزة لا نعثر علی مایماثلها في أي کتاب سماوي غیره. تعنی في إحدي دلالاتها أنّ القرآن کتاب یهدف إلی تعمیم المعرفة وإشاعة العلم و استئصال منابع الأمية والجهل. و یتجلی هذا المعنی بصورة واضحة في بیان القرآن لمهمة النبي المتمثلة في التزکية وتعليم الکتاب و الحکمة.
المراکز العلمية عند الشيعة
من المعالم الشاخصة في مسیر مدرسة أهل البيت الاهتمام بالعلم وتوفير العلماأ کما نقرا ذلک في تاریخ أتباع هذه المرسة من الشيعة في مختلف مراحل الترایخ. فلم تمنعهم ظروف الإضطهاد السیاسي والقمع العنيف من أجهزة الخلفاء و السلاطين من طلب العلم. ویمکن القول بأنّ التشيع تحقق في العلوم الإسلامية بعمق مثلما تحقق وظهر و الثورات الإسلامية منذ عاشوراء صبغ التاريخ الإسلامي بلون الدم و الشهادة. وکما لا نحتاج إلی جهر کبیر للتدليل علی دور الثوار الشيعة في مقاومة سلاطين الجور. المدينة هي الرحم الذي ولدت فيه بذرة التشيع واحتضن الجيل الأول من شيعة الإمام علي ابن أبي طالب و تواصل توطن إئمة اهل البيت فيها إلی الإمام الحسن العسکري ولم یغادرها أحد منهم إلا لضرورات سیاسیة أو عسکرية أو علمية أو أن یستقدمه السلطان الجائر فيسيره إلی بغداد أو سامراء. إن تراث أهل البيت وعلوم الإمامة فاضت من المدينة إلی بقية الأمصاربعد النتشار التشيع في شتی أقاليم الدولة الإسلامية آنذاک. و کان المسجد النبوي هو المرکز العلمي الأهم الذي عقدت تحت سقفه الحلقات الدراسية الأولی عند الشيعة.
مدرسة المدينة بعد غیاب الإمام علي
لم تقفل مدرسة المدينة أبوابها بعد هجرة اميرالمومنين إلی الکوفة عام 35 للهجرة. ثم استشهاده في مسجد الکوفة بعد خمس سنوات من هذا التاريخ وإنما تعاقبت عليها عدة أجيال من تلامذة الإمام علي وتلامذتهم. إد امتدت الحرکة العلمية في المدينة بأبناء علي من الأدئمة بتلامذته الآخرين. الذين برز منهم عبدالله بن عباس الذي باشر تعليم التفسير والحديث والفقه والأدب.