تدمیر القبور

من ويكي‌حج
مراقد الأئمه (ع) في البقیع

تدمیر القبور والمقابر والقبب والابنیة والمراقد والآثار المبنیة علی قبور. ان الوهابیین یعارضون البناء علی القبور وتكریمها والتبرك بها. وبهذه العقیدة بادروا في الثامن من شوال عام 1344 للهجرة بتدمیر قبور اهل بیت النبي (ص) علیهم السلام وائمة الشیعة المدفونین في مقبرة البقیع كما قاموا بتدمیر قبور الصحابة والشخصیات الدینیة الكبیرة. وكانوا یریدون حتی تدمیر قبر النبي الأكرم (ص) ایضا، الا انهم غضوا النظر عن ذلك خوفا من ردود فعل المسلمین.

وقد قام الوهابیون بتدمیر المقابر التاریخیة في مكة والمدینة خلال مرحلتین الاولی في عام 1218 والاخری في عام 1344 للهجرة. بعد المرحلة الاولی من التدمیر واجه السلطان العثماني ضغوط كبیرة من الرأي العام الاسلامي، من هنا اصدر اوامرة الی حاكم مصر، محمد علي باشا بالهجوم علی الحجاز فقام بذلك وقتل عدد كبیر من الوهابیین وزعمائهم، كما تم القاء القبض علی شخص مثل سعود بن عبد العزیز ومن ثم تم اعدامه في اسطنبول.

بعد هذ الهجوم بادر السلطان العثماني بأعادة بناء القبور، الا ان الوهابیون وابناء سعود تمكنوا بعد لم شملهم وتعزیز قدراتهم وقوتهم واستلام فتوی التدمیر ان یبادروا مرة اخری بالهجوم علی المدینة والسیطرة علیها. وبعد الهیمنة علی هذه المدینة قاموا بتحریض الناس علی هذا الامر حیث بادر الناس انفسهم بتدمیر القبور تدمیرا شاملا.

اهداف التدمیر

القصد من تدمیر القبور، هو تدمیر المقابر والقبب والابنیة والمراقد والاثار التي بنیت علی قبور الائمة والشخصیات العظمی فقد كان الوهابیون یعارضون موضوع التبرك بـقبر النبي (ع) وقبور الصالحین[١] التي كانت تعتبر سنة وعادة طبیعیة بین المسلمین. وكانوا یعتبرون بناء المراقد علی القبور حراما.[٢] فهؤلاء بادروا في بدایة سیطرتهم علی مدن الحجاز وبدعم ومرافقة ال سعود (1344 ق) بتدمیر القبور ومراقد الحرمین مرتین.

طبعا خلافا لعقیدة الوهابیین فان بناء المراقد علی قبور الصالحین بنیة الاحترام وبهدف عبادة الله عزوجل لا یعتبر مصداقا للـشرك والوثنیة بل یعتبر عملا معنویا مستحبا.[٣]

في الماضي كانت الحوادث الطبیعیة مثل الفیضانات والزلازل هي التي تؤدي فقط لتدمیر وانهدام القبور.[٤] ویبدو ان الوهابیون کانوا اول فرقة مذهبیة قامت بتدمیر القبور والمراقد المقدسة. واحیانا حاول بعض الناس (غیر الوهابین) بتدمیر هذه الاماكن المقدسة بذریعة وجود كتب تذم الخلفاء الموجودین في ارض البقیع لكنهم لم یتمكنوا من فعل ذلك.[٥]

القبور التي دمّرها الوهابیون اضافة الی تدمیر القبور في طائف وجدة وكربلاء والمناطق الاخری كان اهم اهداف الوهابیون هو تدمیر مراقد وقبب مقبرة المعلاة في مكة والبقیع والمدینة.

مقبرة المعلاة

ان مقبرة جنة المعلاة تقع في القسم الشمالي من مدینة مكة وتشتهر باسم مقبرة المطیبین[٦] ومقبرة الحجون.[٧] وفي ایام الجاهلیة كانوا یدفنون الاموات في مدخل شعب ابي ذئب قرب حجون لكن بما ان النبي (ص) قد ذكر شعب المعلاة بالتمجید ومدح مكانها اصبح هذا المكان،المقبرة الجدیدة لأهالي مكة.[٨]

ان هذه المقبرة التي كانت تعود الی بني عبد مناف.[٩] وكان الصحابة یهتمون بها.[١٠] وكانت تضم قبور عبد مناف وعبد المطلب، وابو طالب وخدیجة (س) وبعض اولاد النبي (ص) والصحابة والتابعین والعلماء.[١١] ویذكر ان محمد بن سلیمان قد قام ببناء قبة قبر السیدة خدیجة (س) في عام 950 للهجرة.[١٢]

أدوات التدمیر

ان الوهابیون في بدایة هجومهم علی مدن الحجاز كانوا ینفذون اهدافهم في تدمیر القبور بسلاح الفتوی والمناظرة. فقد بادر الوهابیون في عام 1210-1211 للهجرة وبعد المفاوضة مع الشریف غالب امیر مكة المكرمة بمناظرة علماء هذه المدینة واصروا علی اخذ فتوی من هؤلاء العلماء تؤكد علی حرمة بناء واصلاح المراكز لكنهم واجهوا بمعارضتهم، من هنا قاموا وبقباحة وقساوة اكثر بالتدمیر والقتل والنهب.[١٣]

مراحل التدمیر

ان اول هجوم للوهابیة بقیادة سعود بن عبد العزیز كان علی الحرمین في عام 1218 م. اذ حاصر مكة، [١٤] وفي رسالة له الی اهالي مكة خاطبهم فیها كالمشركین، ثم دخل مكة ودعا الناس الی ابادة المراقد والقبب وبعدها قام بتدمیر بناء زمزم والابنیة الموجودة حول الكعبة وعدد كبیر من المراقد والقباب. وقد مكث حوالي 20 یوما في مكة واعلن في رسالته الی السلطان العثماني بأنه أباد علائم الشرك.[١٥]

وقد ذكر بعض المؤرخین حوالي احداث عام 1221 ق انه بعد موسم الحج حذّر الوهابیون من خلال قراءة ایة البراءة من المشركین بأنهم لن یسمحوا في السنة القادمة لأي مشرك ان یحج.[١٦]

ان بعض المراقد مثل قبة آمنة (س) وخدیجة (س) التي تم اعادة بنائها بعد الهجوم الاول للوهابیین،[١٧] تم ابادتها وتدمیرها بالكامل في الهجوم الثاني في عام 1343-1344 ق. وقد بینت التقاریر الغربیة تصرفات وممارسات الوهابیون في تدمیر المراقد ونهب الاموال وابادة المدن وقتل الناس.[١٨]

مقبرة البقیع

تقع مقبرة البقیع في شرق المدینة وكانت تعرف باسم بقیع الغرقد سبب وجود نباتات كثیرة ذات اشواك حولها.[١٩] وهي مقبرة مستطیلة الشكل طولها 150 م وعرضها 100 م ویعود تاریخها الی بدایة الاسلام.[٢٠] وهناك حدیث عن النبي (ص) اعتبر فیه البقیع منطقة تنیر السموات والارض.[٢١]

ونقل بان النبي (ص) قد وضع صخرة كبیرة علی قبر عثمان بن مظعون كعلامة علی مكان دفنه الا ان مروان بن الحكم قد قام خلال فترة حكمه بنقل هذه الصخرة او الحجر ووضعها علی قبر عثمان بن عفان.[٢٢] كما كانت هناك قطعة من الرخام ایضا. یعود تاریخها الی عام 332 ق كتب علیها ان هذا قبر فاطمة (س) بنت النبي (ص)[٢٣] تعتبر علامة ودلیل لمعرفة محل القبور والمراقد والاضرحة.

وهناك تقریر من القرن السادس الهجري یؤكد علی وجود بناء وضریح حول عدد من قبور البقیع ویفید هذا المصدر بانه تم ابراز قبر مالك بن انس بالحجر والطین الی حوالي اربعة اشبار من الارض وكتبوا علی صخرة القبر منه ویوم وفاته. ثم ذكروا روضة عباس وروضة ابراهیم وعثمان بن عفان التي كانت اوضاعها شبیهة بوضع قبر مالك بن انس.[٢٤]

وقد بنی مجد الملك براوستاني القمي (492 هـ.) المستوفي العام للـسلجوقیین، ضریح عظیم علی قبور ائمة البقیع وكذلك علی قبر عثمان بن مظعون یتمیز بفن معماري وتزیینات خاصة ویشیر تقریر بن جبیر (م 614 ق) الی ان مراقد واضرحة ائمة البقیع كانت لا تزال باقیة بعد مرور قرن من بنائها. فلم یبادر احد غیر (البراوستاني) ببناء مراقد ائمة البقیع من هنا ان وصف ابن نجار (م 643 هـ) لمراقد واضرحة البقیع التي یعتقد بان بنائه قوي جدا هو اشارة الی نفس هذه المراقد والاضرحة.[٢٥]

كما ان وصف ابن بطوطة (م 779 هـ.) یشیر الی في زمنه كانت هناك قبب واضرحة علی القبور المتنوعة في البقیع.[٢٦] كما یؤكد تقریر السمهودي (م. 911 ق) ایضا علی وجود مراقد وابنیة قویة علی قبور ائمة البقیع.[٢٧]

الهجوم الاول

ان هذا الضریح المقدس وبقیة مراقد الحرمین التي كانت تحظی باهتمام كبیر من قبل الناس وكتاب ذكریات الرحلات قد تم تدمیرها وابادتها في الهجوم الاول الذي قام به الوهابیون في اعوام (1218 – 1221 هـ) وافاد عبد الرحمن الجبرتي في تقریره ان القوات الوهابیة قد دخلت المدینة بعد محاصرتها لمدة سنة ونصف السنة واشاعة المجاعة فیها. وقامت هذه القوات بابادة جمیع المراقد والاضرحة ولم یستثنوا الا قبر النبي (ص).[٢٨] ولم یكتفوا بفرض المجاعة في المدینة فقط، انما تعرضت جدة ومكة وكل مدینة ابدت مقاومة ضد الوهابیة للمجاعة والقتل والنهب ایضا.[٢٩]

وقد تعرضت اضرحة ائمة البقیع وقبة الزهراء (س) للابادة في هذا الهجوم. كما تعرضت بقیة الاماكن المقدسة ایضا الی الدمار.[٣٠] وقد نهب الوهابیون الجواهر والقنادیل والذهب والفضة والستائر والسیوف ذات الجواهر المتعلقة بالملوك والخلفاء السابقین وجمیع الاشیاء القیمة الموجودة في المرقد النبوي ومراقد البقیع[٣١] حیث حملّوها علی الجمال واخذوا معهم وقسموها بین قومهم وقبیلتهم وبین شیوخ الوهابیة.[٣٢] ثم هجموا علی مراقد واضرحة شهداء غزوة احد ودمّروها تدمیرا كاملا.[٣٣]

ردود فعل المسلمین

بعد تدمیر عدد كبیر من المراقد والاماكن المقدسة اضطر السلطان العثماني اثر غضب الرأي العام الاسلامي ان یرسل محمد علی باشا الی محاربة سعود بن عبد العزیز. وقد قام محمد علي باشا حاكم مصر في 18 رجب عام 1223 او 1232 هـ.[٣٤] بارسال جیش بقیادة ابنه ابراهیم باشا لمحاربة الوهابیین.[٣٥]

حیث قام هذا الجیش بمحاصرة المدینة وقتل عدد كبیر من الوهابیین واسر عدد كبیر من الوهابیین الذي التجؤوا الی القلعة القریبة من الباب الشامي.[٣٦] اما سعود بن عبد العزیز الذي مني بالهزیمة فقد حاول ان یقنع محمد علي باشا بأن لا یرسله واصحابه الی السلطان العثماني الا ان جمیع مساعیه في هذا المجال باءت بالفشل.[٣٧]

وقد تم ارسال سعود بن عبد العزیز وجمیع اصحابه الذین القي القبض علیهم الی السلطان العثماني ومن ثم تم اعدامهم جمیعا في اسطنبول. الّا ان حركة الوهابیین تجذرت بین ابناء واقرباء ابن سعود. حیث ظهرت بعد فترة حركة جدیدة وتمكن الوهابییون في عام 1343 ق وبعد هزیمة الشرفاء الهاشمین (حكام المدینة) ان یسیطروا بالتدریج علی السعودیة. واسسوا في عام 1351 هـ. المملكة العربیة السعودیة في شكلها السیاسي وسیطروا علی جمیع الاماكن الدینیة واتموا تدمیرهم للمراقد والاضرحة.[٣٨]

المطالبة باعادة بناء المراقد والاضرحة

بعد الهجوم الاول للوهابیین، قام العثمانیون بطلب من كافة الناس باعادة بناء الكثیر من القبب والمراقد (ع).[٣٩] حیث قام محمد علي باشا بترمیم وبناء الاماكن المدمرة من مرقد النبي (ص).[٤٠] وفي عام 1233 هـ. تم بأمر من السلطان العثماني اعادة بناء بیت الاحزان المتعلق بفاطمة الزهراء علیها السلام وكذلك قبة زوجات النبي (ص) وكذلك قبة عثمان بن عفان.[٤١] وقد نشرت المصادر صور من وضع هذه المراقد قبل تدمیرها للمرة الثانیة.[٤٢]

الهجوم الثاني

في الهجوم الثاني للوهابیة علی المدینة بقیادة عبد الله بن مسعود في الثامن من شوال عام 1344 ق. افتی علماء الوهابیة بابادة وتدمیر المراقد والاضرحة في المدینة.[٤٣] ونقل بان الامیر السعودي حرّض في كلمته،اهالي وعلماء المدینة بأن یقوموا هم بأنفسهم مباشرة بتهدیم المراقد والقبب.[٤٤] وجاء في تقریر آخر بان الوهابیین قاموا بارسال زعیم قضاتهم یعني الشیخ عبدالله بلیهد الی علماء المدینة حیث اجتمع بهم وطلب منهم ان یبدوا رأیهم حول تدمیر القبور والمراقد وزعموا ان علماء هذه المدینة كانوا موافقین علی رأي الوهابیین ومتفقین معهم.

وقد قام الوهابیون في هذا الهجوم بتدمیر جمیع قبور ومراقد وقبب اعمام وعمات وزوجات وابناء النبي (ص) ومراقد الصحابة والتابعین والصالحین والعلماء اینما وجدوها ولم یبقوا أي اثر لهذه المراقد والقبور في البقیع.[٤٥] كما ابادوا جمیع صنادیق واضرحة البقیع بشكل كامل. ولم یتركوا الا قطع حجر صغیرة تدل علی قبورهم. وقد تم في هذا الهجوم تدمیر آخر علائم الاثار الماضیة حیث تم حتی تدمیر جمیع جدران مداخل البقیع ایضا.[٤٦]

بعد ذلك اطلق الوهابیون الرصاص علی مرقد النبي (ص) ونقل ان علماء الوهابیة كانوا موافقین علی ابادة المرقد النبوي الّا ان الامیر عبدالله بن سعود بسبب معرفته لعواقب هذا الامر وخوفه من المسلمین امتنع عن ارتكاب هذا العمل.[٤٧]

دوافع التدمیر

یعتقد البعض ان مبادرة الوهابیون بتدمیر القبور كان بأمر من بریطانیا.[٤٨] وجاء في تقریر موثق ومدعوم بكثیر من الوثائق بان الاوروبیین الذين كانوا یبذلون مساعیهم في البحث عن الاثار الحضاریة والمراقد والبقایا التاریخیة المتحجرة والمنقوشات الحجریة التي كانت موجودة في نجد والحرمین قد واجهوا ردود فعل شدیدة من قبل الوهابیین وأهالي نجد.فقد قام اهالي نجد بقتل عدد من الباحثین الغربیین الذين كانوا یبحثون عن الاشیاء المجهولة في السعودیة.[٤٩] من هنا یمكن اعتبار هذا الامر من دوافع الوهابیة لتدمیر القبور. طبعا وبدون أي شك ان اهم دوافع الوهابیة للقیام بهذا العمل هو رؤیتهم وعقیدتهم حول البناء علی القبور.

تدمیر الاثار التاریخیة

ان تدمیر الوهابیین لم یكن یقتصر علی المراقد فقط وانما یشمل القبور والكثیر من الآثار التاریخیة مثل بیت الامام السجاد (ع) وبیت الامام الصادق (ع) ومشربة ام ابراهیم ومسجد فاطمة، ومبرك ناقة النبي (ص) ومكان عریش النبي (ص) وبیت الارقم بن الارقم، وبیت ابو ایوب الانصاري، ومرقد علي العریضي ومساجد الشیعة واهل السنة حیث ابادوها جمیعا.[٥٠]

وقد قام عدد من الحجاج ورجال السیاسة في زمن حكم القاجار الذي سافروا في تلك الفترة الی الحرمین بوصف الوضع المأساوي للبقیع.[٥١] ومشاهدة البقیع في هذه الحالة قد أثار بالطبع غضب الزوار وهؤلاء الی جانب الاشارة الی حزنهم قد عبروا في ذكریاتهم عن امنیاتهم بأعادة بناء هذه الاماكن والمراقد.[٥٢]

كما ان عدد من الغربیین قد بادروا بعد ابادة هذه المراقد بزیارة هذه الاماكن وكتبوا تقریرا حول الاوضاع هنا.[٥٣] واشار سیر هارد فورد في ذكریاته عن ابادة قبب ائمة البقیع ونهب جواهر المرقد النبوي الشریف.[٥٤] وقد شبّه (ریتر) سلوك وتصرفات الوهابیین في ابادتهم لمراقد البقیع بزلزال مدمر. كما وصف دونالد سون ایضا الوضع المأساوي بعد مبادرة الوهابیون في ابادة القبور.[٥٥]

ردود فعل العالم الاسلامي

ان انتشار تقاریر حول تدمیر القبور والاماكن المقدسة والمساجد اثار غضب وقلق المسلمین وابدی الكثیر من رجال السیاسة والمسؤولین السیاسیین ورجال الدین في البلدان الاسلامیة ردود فعلهم علی هذه الاعمال وادانوها وادی خوف الوهابیین من مواجهة عامة المسلمین لهم الحیلولة دون ابادة المرقد النبوي الشریف رغم ذلك لا زال الوهابیون یعتقدون بان بناء مثل هذه المراقد والاماكن امر حرام.[٥٦]

بعد فترة من هذا التدمیر ابدی عدد من نفس الوهابیین والسعودیین اعتراضهم علی زعمائهم وادانوا اعمالهم المتطرفة.[٥٧] وقد اعترض عدد من البلدان والمدن البعیدة والقریبة باشكال مختلفة علی موضوع تدمیر القبب والمراقد المقدسة.

وقد ابدی عدد كبیر من اهالي اذربیجان الاتحاد السوفیتي واوزبكستان وتركمنستان وایران وتركیا وافغانستان والعراق والصین ومنغولیا والهند اعتراضهم عبر الرسائل والتقاریر وابدوا تأسفهم لهذا الامر وادانوه وفي نفس الوقت حذروا من عواقب تدمیر المرقد النبوي.[٥٨]

وقد اتخذ السید ابو الحسن الاصفهاني وبقیة العلماء في النجف وقم موقفا صارما ضد الوهابیة. ونقل بأن تقاریر وابناء تدمیر مقبرة البقیع جعلت ایة الله الحائري مؤسس الحوزة العلمیة في قم، یبكي علی منبر الدرس ویلغي محاضراته وبعدها اغلقت اسواق قم ایضا.[٥٩] وفي المؤتمر الاسلامي في كراتشي تفاوض علماء مثل محمد حسین كاشف الغطاء ومحمد تقي الطالقاني ووكیل آیة الله البروجردي مع ممثلي السعودیة واكدوا علی ضرورة اعادة بناء قبور البقیع.

اعتراض ایران

ان نبأ انتهاك قدسیة ائمة البقیع اثار قلق عامة الناس في ایران. حیث اعترض نواب مجلس الشوری الوطني علی ال سعود وبعد تشكیل لجنة قاموا في عام 1304 هـ. بارسال فریق الی الحجاز للتحقیق في هذا الامر.[٦٠] وفي نفس الوقت كانت الصحف والمجلات الایرانیة تتحدث عن مشاریع وخطط لمواجهة ال سعود.[٦١]

ونقل بان آیة الله البروجردي قد ارسل وكیله (محمد تقي الطالقاني (آل احمد) الی المدینة لدراسة هذا الامر. كما ذهب السید محسن الامین الی الحجاز لدراسة الوضع عن قرب وقد نتائج دراسته الی المسلمین. كما بادر عدد من الفقهاء باصدار فتاوي تؤكد علی وجوب اعادة بناء مراقد وقبور البقیع.[٦٢]

ردود الفعل العلمیة

من ردود الفعل الاخری علی ابادة القبور كان تألیف وكتابة كتب ورسائل في مجال تعزیز الاسس الفقهیة للبناء علی القبور. وقد زعزع محمد جواد البلاغي في رسالة رد الفتوی بهدم قبور الائمة في البقیع، اسس الفكر الوهابي في جواز تدمیر القبور.[٦٣] كما تم تألیف كتب ایضا حول التقاریر المأساویة لتدمیر قبور البقیع. ومنها كتاب عبد الرزاق موسوي آل مقرم الذي قدم في كتابه الثامن من شوال حدث عام 1343 هـ. تقاریر مفصلة عن حادثة تدمیر قبور البقیع.[٦٤]

وقد تم التطرق الی موضوع تدمیر مراقد ائمة البقیع بشكل مفصل في كتاب البقیع قصة تدمیر آل سعود للآثار الاسلامیة للمؤلف یوسف الهاجري وكتاب قبور ائمة البقیع قبل تقدیمها للكاتب عبد الحسین حیدري الموسوي. وقد تطرق حسن البرغاني في كتابه بقیع الغرقد الی تاریخ الهجوم الاول للوهابیة علی المدینة وتدمیرهم لقبور البقیع. كما تم تبیان ردود الفعل الخزینة للمسلمین ازاء ممارسات الوهابیة واعتراضهم علی هذه الاعمال في اطار اناشید واشعار . كما بین عدد من الشعراء اعتراضهم علی تدمیر القبور في اطار الشعر.[٦٥]

یوم الهدم

اشتهر یوم الثامن من شوال بیوم الهدم وبقی في ذكریات الشیعة. فهم یذكرون دائما موضوع تدمیر قبور البقیع في مراسم الحزن والتأبین. وفي كل عام یقیمون في الثامن من شوال مجالس لرثاء ائمة البقیع ویتوقعون من خلال اعادة ذكری تدمیر قبور البقیع ان تتوفر الفرصة للمطالبة باعادة اعمار هذه المراقد.[٦٦]

الهوامش

  1. بقیع الغرقد، ص8-10
  2. شرح العقیدة الطحاویة، ج1، ص32
  3. التاریخ الامین، ص431-450؛ بقیع الغرقد، ص12
  4. اخبار مکة، ازرقي، ج2، ص317؛ اتحاف الوری، ج3، ص213
  5. صفویه در عرصه فرهنگ، ج2، ص783، 842
  6. اخبار مکة، فاکهي، ج4، ص60.؛ الجامع اللطیف، ص307.؛ تحصیل المرام، ج2، ص669
  7. الامکنة والمیاه، ج1، ص346؛ الامکنة والمیاه، ج2، ص418
  8. اخبار مکة، فاکهي، ج4، ص59؛ شفاء الغرام، ج1، ص284
  9. التاریخ القویم، ج6، ص167
  10. اخبار مکة، ج2، ص209؛ الزهور المقتطفة، ص103-104؛ التاریخ القویم، ج6، ص165
  11. بقیع الغرقد، ص43
  12. تاریخ مکة، ص572
  13. تاریخ الجزیرة العربیة، ص368-378
  14. عجائب الآثار، ج2، ص573
  15. عجائب الآثار، ج2، ص585؛ تاریخ الجزیرة العربیة، ص377-378
  16. عجائب الآثار، ج3، ص193
  17. افادة الانام، ج2، ص170؛ موسوعة العتبات المقدسة، ج2، ص303
  18. موسوعة العتبات المقدسة، ج3، ص333
  19. لصحاح، ج3، ص1187؛ لسان العرب، ج8، ص18؛ القاموس المحیط، ج3، ص6، «بقع»
  20. مرآة الحرمین، ج1، ص425؛ آثار المدینة المنورة، ص171-172.؛ بقیع الغرقد، ص34
  21. الدرة الثمینة، ص164؛ اثارة الترغیب، ج2، ص347
  22. موسوعة مرآة الحرمین، ج4، ص721
  23. موسوعة مرآة الحرمین، ج4، ص728
  24. الاستبصار، ص42
  25. الدرة الثمینة، ص166
  26. رحلة ابن‌ بطوطة، ج1، ص360-361
  27. وفاء الوفاء، ج3، ص100
  28. عجائب الآثار، ج3، ص91
  29. عجائب الآثار، ج2، ص604؛ عجائب الآثار، ج3، ص11
  30. خطر الوهابي، ص193
  31. رسائل في تاریخ المدینة، ص65؛ خاطرات سرهارد فورد، ص10
  32. دائرة المعارف تشیع، ج3، ص385، «بقیع»
  33. عتبات عالیات عراق، ص111
  34. خاطرات سرهارد فورد، ص11
  35. تاریخ مکة، ص603
  36. خزانة التواریخ النجدیة، ج4، ص174
  37. رسائل في تاریخ المدینة، ص66؛ مدینه‌شناسی، ص338-339
  38. تاریخ مکة، ص723-753؛ روزشمار تاریخ معاصر ایران، ج1، ص266؛ سلسله‌های اسلامی جدید، ص235
  39. موسوعة مرآة الحرمین، ج4، ص534
  40. رسائل في تاریخ المدینة، ص66
  41. مرآة الحرمین، ج1، ص426
  42. التاریخ الامین، ص479
  43. خزانة التواریخ النجدیة، ج8، ص159
  44. تاریخ مکة، ص587
  45. کشف الارتیاب، ص6
  46. معالم المدینة، ج3، ص213
  47. موسوعة العتبات المقدسة، ج3، ص218
  48. مراقد المعارف، ج2، ص282
  49. بررسی‌های تاریخی، ش65، ص74-75، «راوبط ایران با حکومت مستقل نجد»
  50. التاریخ الامین، ص365-366؛ بقیع الغرقد، ص49-51؛ معالم المدینة، ج3، ص213
  51. سفرنامه فرهاد میرزا، ص170؛ سفرنامه مکه حسام السلطنة، ص151-152؛ چهل سال تاریخ ایران، ج2، ص624
  52. تذکرة الطریق، ص139
  53. موسوعة العتبات المقدسة، ج3، ص218-219
  54. خاطرات سرهارد فورد، ص10
  55. موسوعة العتبات المقدسة، ج3، ص218، 330
  56. تاریخ حرم ائمة بقیع، ص51-52
  57. خزانة التواریخ النجدیة، ج8، ص159-160
  58. تخریب و بازسازی بقیع، ص55-56؛ بقیع الغرقد، ص52-53
  59. بقیع الغرقد، ص53
  60. دائرة المعارف بزرگ اسلامی، ج12، ص393، «بقیع»
  61. گزیده مقالات و روزنامه‌های مهم، ص195
  62. بقیع الغرقد، ص55
  63. معجم ما کتب فی الحج، ص171
  64. معجم ما کتب في الحج، ص85
  65. التاریخ الامین، ص366-368؛ بقیع الغرقد، ص335-341؛ دائرة المعارف تشیع، ج3، ص385، «بقیع غرقد»
  66. www.baghi.ir/content/view/941/52/

المنابع


  • آثار المدینة المنورة : عبدالقدوس الانصاري، مدینة، المکتبة السلفیة، 1393ق؛
  • اتحاف الوری : عمر بن محمد بن فهد (م. 885ق.)، بمحاولة عبدالکریم، مکة، جامعة‌ام القری، 1408ق؛
  • اثارة الترغیب : محمد بن اسحق الخوارزمي (م. 827ق.)، بمحاولة الذهبي، مکة، مکتبة نزار مصطفی الباز، 1418ق؛
  • اخبار مکة : الازرقي (م. 248ق.)، بمحاولة رشدي الصالح، مکة، مکتبة الثقافه، 1415ق؛
  • اخبار مکة : الفاکهي (م. 279ق.)، بمحاولةابن دهیش، بیروت، دار خضر، 1414ق؛
  • الاستبصار في عجائب الامصار : نویسنده مراکشی (م. قرن6ق.)، بمحاولة سعد زغلول، بغداد، دار الشؤون الثقافیة، 1976م؛
  • افادة الانام : عبدالله بن محمد الغازي (م. 1365ق.)، بمحاولة ابن دهیش، مکة، مکتبة الاسدي، 1430ق؛
  • الامکنة و المیاه و الجبال و الآثار : نصر بن عبدالرحمن اسکندري (م. 561ق.)، ریاض، مرکز الملک فیصل، 1425ق؛
  • بررسی‌های تاریخی (مجله) ؛
  • بقیع الغرقد في دراسة شاملة : محمد امین امیني، طهران، مشعر، 1428ق؛
  • التاریخ الامین لمدینة سید المرسلین : عبدالعزیز المدني، مطبعة الامین، 1418ق؛
  • تاریخ الجزیرة العربیة في عصر شیخ محمد بن عبدالوهاب : حسین خلف شیخ خزعلي، بیروت، مکتبة الهلال، 2008؛
  • التاریخ القویم : محمد طاهر الکردي، بمحاولة ابن دهیش، بیروت، دار خضر، 1420ق؛
  • تاریخ حرم ائمه بقیع : محمد صادق نجمي، طهران، مشعر، 1386ش؛
  • تاریخ مکة : احمد السباعي (م. 1404ق.)، نادی مکة الثقافي، 1404ق؛
  • تحصیل المرام : محمد بن احمد الصباغ (م. 1321ق.)، بمحاولة ابن دهیش، 1424ق؛
  • تخریب و بازسازی بقیع به روایت اسناد : سید علي قاضی عسکر، طهران، مشعر، 1386ش؛
  • تذکرة الطریق : حافظ محمد کربلایي کرناتکي (م. قرن 13ق.)، بمحاولةاسرا دوغان، قم، نشر مورخ، 1386ش؛
  • الجامع اللطیف : محمد ابن ظهیره (م. 986ق.)، بمحاولة علي عمر، قاهرة، مکتبة الثقافة الدینیة، 1423ق؛
  • چهل سال تاریخ ایران : حسین محبوبي اردکاني، طهران، اساطیر، 1374ش؛
  • خاطرات سر‌هارد فورد جونز : سر‌هارد جونز، ترجمه: مانی صالحی علامة، طهران، نشر ثالث، 1386ش؛
  • خزانة التواریخ النجدیة : عبدالله بن عبدالرحمن بن صالح، آل سبام، 1419ق؛
  • خطر الوهابي ثلاث رسائل ضد الوهابیة : صالح الورداني؛
  • دائرة المعارف بزرگ اسلامي : زیر نظر بجنوردي، طهران، مرکز دائرة المعارف بزرگ، 1372ش؛
  • دائرة المعارف تشیع : زیر نظر سیدجوادي و دیگران، طهران، نشر شهید سعید محبي، 1375ش؛
  • الدرة الثمینة : محمد ابن النجار (م. 643ق.)، بیروت، دار الارقم؛
  • رحلة ابن بطوطة : ابن بطوطة (م. 779ق.)، بمحاولة التازي، الرباط، المملکة المغربیة، 1417ق؛
  • رسائل في تاریخ المدینه : حمد الجاسر، ریاض، دار الیمامة؛
  • روزشمار تاریخ معاصر ایران : حسن فراهانی، طهران، مؤسسه مطالعات و پژوهش‌های سیاسی، 1385ش؛
  • الزهور المقتطفة من تاریخ مکة المشرفه : فاسي (م. 832ق.)، بمحاولة ذهبي، ریاض، مکتبة نزار، 1418ق؛
  • سفرنامه فرهاد میرزا : (م. 1305ق.)، بمحاولة طباطبایی، طهران، مؤسسه مطبوعاتی علمي، 1366ش؛
  • سفرنامه مکه حسام السلطنه : رسول جعفریان، طهران، مشعر، 1374ش؛
  • سلسله‌های اسلامی جدید راهنمای گاه‌شماری و تبارشناسی : ادموند کلیفورد باسورت، ترجمه: فریدون بدره‌ای، طهران، مرکز باستان‌شناسی اسلام و ایران، 1381ش؛
  • شرح العقیدة الطحاویه : عبدالرحمن بن البراک، بمحاولة عبدالرحمن السدیس، التدمریة، 1429ق؛
  • شفاء الغرام : محمد الفاسي (م. 832ق.)، بمحاولة فئة من العلماء، بیروت، دار الکتب العلمیة، 1421ق؛
  • الصحاح : الجوهري (م. 393ق.)، بمحاولة العطار، بیروت، دار العلم للملایین، 1407ق؛
  • صفویه در عرصه فرهنگ : رسول جعفریان، طهران، پژوهشکده حوزه و دانشگاه، 1379ش؛
  • عتبات عالیات عراق : اصغر قائدان، طهران، مشعر، 1387ش؛
  • عجائب الآثار : عبدالرحمن الجبرتي (م. 1237ق.)، بیروت، دار الجیل؛
  • القاموس المحیط : الفیروزآبادي (م. 817ق.)، بیروت، دار العلم؛
  • کشف الارتیاب : سید محسن الامین (م. 1371ق.)، بمحاولة امین، مکتبة الحریس، 1382ق؛
  • گزیده مقالات و روزنامه‌های مهم در باره خلیج فارس : امیر هوشنگ انوري، مقدمه و بازبینی حسن حبیبی، طهران، بنیاد ایران‌شناسی، 1387ش؛
  • لسان العرب : ابن منظور (م. 711ق.)، قم، ادب الحوزه، 1405ق؛
  • مدینه‌شناسی : سید محمد باقر نجفي، طهران، شرکت قلم، 1364ش؛
  • مراقد المعارف : محمد حرزالدین (م. 1365ق.)، بمحاولة محمد حسین حرزالدین، قم، سعید بن جبیر، 1371ش؛
  • مرآة الحرمین : ابراهیم رفعت باشا (م. 1353ق.)، قم، المطبعة العلمیة، 1344ق؛
  • معالم المدینة المنورة : عبدالعزیز، بیروت، مکتبة الهلال، 1419ق؛
  • معجم ما کتب فی الحج : عبدالجبار الرفاعي، طهران، مشعر، 1427ق؛
  • موسوعة العتبات المقدسة : جعفر خلیلي، بیروت، اعلمي، 1407ق؛
  • موسوعة مرآة الحرمین الشریفین : ایوب صبری باشا (م. 1290ق.)، قاهرة، دار الآفاق العربیة، 1424ق؛
  • وفاء الوفاء : السمهودی (م. 911ق.)، بمحاولة خالد عبدالغنی، بیروت، دار الکتب العلمیة، 2006م.