مسجد غَمامة، أو مسجد مصلى، هو مسجد يقع في غرب مسجد النبـي في مدينة المدينة المنورة. تم بناء مسجد غمامة جنبًا إلى جنب مع مسجديين آخرين (مسجد علي بن أبي طالب ومسجد أبو بكر)، والتي تُعرف بمساجد المصلى، في مكان مفتوح كان يُطلق عليه مَناخة، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يقيم صلاة عيد الأضحى والفطر.

البناية الحالية لمسجد غمامة هي التي تم إنشاؤها في عهد السلطان عبد المجيد العثماني (حكم: 1255-1277 هـ) ومنذ ذلك الحين تم ترميمها فقط.

موقع المسجد

يقع مسجد غمامة أو مسجد مصلى في الجنوب الغربي من مسجد النبـي، على أرض تُعرف بميدان مصلى. كانت هذه البقعة تُسمى مَناخة، وكانت صحراء يُقام فيها أيضًا السوق في المدينة. استخدم النبي صلى الله عليه وسلم هذا المكان المفتوح لإقامة صلاة العيد (قربان وفطر) وصلاة الاستسقاء.[١]

قالب:بیشتر حضرت محمد (ص) أقم الصلاة في أماكن مختلفة من المناخه، وفيما بعد، تم بناء مساجد في بعض هذه الأماكن، تُعرف بمساجد المصلى. ومن هذه المساجد مسجد علي بن أبي طالب (ع) ومسجد أبو بكر، كما ذكره المؤرخون.[٢]

وجه التسمية

غمامة تعني سحابة. وقد قيل إن النبي صلى الله عليه وسلم أثناء أدائه صلاة الاستسقاء، ظللته سحابة ثم نزل المطر.[٣]

يسمى مسجد غمامة أيضًا مسجد مصلى، لأن هذا المكان استُخدم كموضع لصلاة العيد في السنوات الأخيرة من حياة النبي صلى الله عليه وسلم.[٤]

تاريخ البناء

كان موقع مسجد غمامة آخر مصلى للنبي صلى الله عليه وسلم، وهو آخر مكان أُقيمت فيه صلاة العيد. بعد وفاته، استمرت إقامة صلاة العيد وصلاة الاستسقاء في نفس المكان. في زمن ابن زبالة (توفي: 200 هـ) وابن شبه (توفي: 262 هـ)، كان هذا الموقع يُعرف بمصلى.[٥]

يُقال إن هذا المكان كان بالقرب من منزل كثير بن صَلْت، أحد صحابة النبي، وكان يقع جنوبه.[٦]

 
پلان افقی مسجد مصلی

القرن التاسع وما بعده

ذُكر مسجد غمامة في تقارير مؤرخي المدينة من القرن الثامن[٧]، ويبدو أن سمهودي (توفي: 911 هـ) أكد أنه أسس أول مرة في زمن عمر بن عبد العزيز.[٨] وقد أشار سمهودي إلى أن هذا المسجد كان موجودًا في عهده، على الرغم من أنه كان متهدمًا. كما كُتب على باب هذا المسجد أنه تم إعادة بنائه بناءً على أمر عز الدين، شيخ حرم مكة (توفي: 761 هـ).[٩] وفي عام 861 هـ، أعاد الأمير برد بك، وهو معمار، بناء المسجد.[١٠]

ذُكر أن عياشي في رحلته في عام 1073 أشار إلى هذا المسجد الذي كان يُعرف بمسجد مصلى العيد.[١١]

إعادة البناء في العصر العثماني

تم إعادة بناء مسجد غمامة في عهد عبد المجيد الأول العثماني (حكم: 1255-1277 هـ/ 1839-1861 م) ولا تزال هذه البنية قائمة حتى الآن.[١٢] وقد أجريت إصلاحات في المسجد في زمن السلطان عبد الحميد الثاني (1293-1327 هـ/ 1876-1909 م).[١٣] كما تم ترميمه مرة أخرى في العصر السعودي، حيث تُظهر النقش الموجودة أن تاريخ ذلك كان عام 1411 هـ، خلال حكم الملك فهد.[١٤]

وصف البناء

يبلغ طول مسجد غمامة 26 مترًا، وعرضه حوالي 13 مترًا، ومجموع مساحته 338 مترًا. يحتوي المسجد على ستة قباب دائرية، أكبرها يقبع فوق المحراب. وفي كتابه المدينة المنورة؛ تطورها العمراني، قدّم صالح لمعي مصطفى وصفًا شاملاً وهندسيًا لمسجد غمامة.[١٥]

منبر مسجد مصلى

في الآونة الأخيرة، وُجد في هذا المسجد منبر يحتوي على تسع درجات، منقوش عليه كتابة من السلطان سليمان القانوني. ويُقال إنه كان هدية له إلى مسجد النبـي، والتي نُقلت إلى مسجد المصلى من عام 998 هـ/1590 م.[١٦] وقد نشر بعض الكتاب، ومنهم عبد العزيز كعكي، صورًا للمنبر في كتابه معالم المدينة المنورة بين العمارة والتاريخ الذي نُشر في عام 2011.[١٧] لكن هذا المنبر لا يُرى في الصور الحديثة لمسجد غمامة. قالب:مرجع

المعرض

مواضيع ذات صلة

مصلای پیامبر(ص)

هوامش

مراجع

  • التعريف بما أنست الهجرة من معالم دار الهجرة، محمد بن أحمد مطري (ت.741 هـ)، تحقيق سليمان رحيلـي، الرياض، دار الملك عبد العزيز، 1426 هـ؛
  • المدينة المنورة، تطورها العمراني وتراثها المعماري، صالح لمعي مصطفى، بيروت، دار النهضة العربية، 1981 م؛
  • المساجد الأثرية في المدينة المنورة، محمد الياس عبدالغني، المدينة، 1998.
  • المساجد الأثرية في المدينة المنورة، محمد الياس عبد الغني، المدينة، ناشر مؤلف، 2000 م.
  • تاريخ المدينة المنورة، أبو زيد عمر بن شبه، قم، دار الفكر، 1368 ش.
  • معالم المدينة المنورة بين العمارة والتاريخ، الجزء الرابع، عبد العزيز كعكي، بيروت، 2011 م.
  • وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى، نور الدين علي السمهودي، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1995.