إبراهيم بن محمد (ص)

مراجعة ١٤:٠٧، ٥ مارس ٢٠٢٠ بواسطة Hiba.hasani (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب'إبراهیم بن محمد(ص) هو آخر أبناء رسول الله(ص) ولد في السنة الثامنة للهجرة في المدینةالمنورة وتو...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)

إبراهیم بن محمد(ص) هو آخر أبناء رسول الله(ص) ولد في السنة الثامنة للهجرة في المدینةالمنورة وتوفي بعد عام ونيّف، أي في السنة العاشرة للهجرة. وقد أصيب النبي الأكرم بالحزن الشديد لوفاته وبكى عليه. دُفن بأمر من الرسول الأكرم (ص) في مقبرة البقیع . وأُقيمت على قبره قبة شبيهة بالقبب المقامة في البقيع، لكن تم تخريبها على يد الوهابيين . حدث أن كُسفت الشمس يوم وفاته، فظن الناس بأن وفاته هي السبب لحدوث هذا الكسوف. لكن النبي محمد (ص) قال: "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم هذه الآيات، فافزعوا إلى مساجدكم بالصلاة والدعاء والذكر". وبعد وفاة ابراهيم قالت بعض نساء النبي(ص) لو كان محمد نبياً لما مات ابنه، كما قال نعته آخرون بالأبتر. واستناداً إلى رواية للامام الكاظم (ع) فإن وفاة ابراهيم أوجدت ثلاث سنن استند المراجع إليها في استنباط ثلاثة أحكام فقهية (منها استحباب إقامة صلاة الميت على الطفل).

المحتویات • ۱الهوية • ۲الولادة • ۳الوفاة والدفن • ۴كسوف الشمس في يوم ولادة ابراهيم بن محمد (ص) • ۵سخرية الآخرين من الرسول (ص) • ۶مقبرة ابراهیم • ۷الهوامش • ۸المصادر والمراجع الهوية [تعديل | تعديل المبدأ] إبراهيم هو آخر أبناء رسول الله(ص). أمه، ماریة القِبطِیة، وهي أَمَةٌ أهداها المُقَوْقِس، حاکم الاسکندریة، للرسول الأكرم (ص) في السنة السادسة للهجرة..[۱] كانت مارية أمَةً بيضاء جميلة يحبها رسول الله (ص) [۲] تزوجها رسول الله (ص) بعد أن أسلمت وأسكنها في بستان نخیل یُعرف الیوم بـاسم «مَشْرَبة أم إبراهیم»[ملاحظات ۱] وهو من أموال بني النضير.[۳] الولادة[تعديل | تعديل المبدأ] ولد إبراهیم في شهر ذی‌الحجة سنة ثمانية للهجرة. في المدینة المنورة .[۴] بشّرت بولادته به سَلمَى، قابلة مارية، وأمة رسول الله (ص) المحررة، زوجها أبو رافع ، الذي بشّر بدوره الرسول(ص) بولادة ابنه إبراهيم فوهبه الرسول الأكرم (ص) عبداً [۵] و قال الرسول (ص): ولد لي الليلة غلام فسميته باسم أبي إبراهيم (ع).[۶] كما أشار (ص) إلى تحرر مارية من العبودية بعد الولادة فقال : "أعتقها ولدها".[۷] وبعد ولادة إبراهيم دخل جبرئیل على رسول الله (ص) وقال: السلام عليك يا أبا إبراهيم.[۸] وفي اليوم السابع من ولادته، عق الرسول(ص) عن ابنه وحلق رأسه وتصدّق بزنة شعره فضة على المساكين، وأمر بدفن شعره في الأرض. [۹] وقد تحول هذا السلوك الصادر عن الرسول الأعظم(ص) إلى سُنَّة يُستحب العمل بها بعد ولادة المولود.

تنافست نساء الأنصار أيهن ترضع إبراهيم، فإعطاه الرسول (ص) لأم بردة الأنصارية، وهي ابنة منذر بن زيد من بني نجار [۱۰] و زوجها بَراءِ بن أوس[۱۱] .  وكان رسول الله (ص) يزور ابنه في قبيلة بني النجار كل يوم ويقضي قيلولته بجنبه.[۱۲]

كان رسول الله(ص) يراه شبيهاً به، فعن ابن سعد في رواية عن عائشة أنها قالت : دخل عليّ رسول الله(ص) ومعه ابنه إبراهيم يحمله، فقال انظري إلى شبهه بي. قالت عائشة : أرى شبهها، فقال (ص): أما ترين بياضه ولحمه، فقالت: من قصر عليه اللقاح أبيض وسمن.[۱۳] كان حمل السيدة مارية سبباً في إثارة غيرة نساء النبيّ الأخريات .[۱۴] وفي رواية عن الإمام الباقر(ع) أن الرسول (ص) أمر السيدة مارية بالحجاب [ملاحظات ۲] بما لم يرق لنساء النبي وزاد في حسدهن .[۱۵] ولعل ذلك كان السبب في إخراج السيدة مارية من المدينة المنورة. الوفاة والدفن [تعديل | تعديل المبدأ] توفي إبراهيم بعد عام ونيف، وكان يوم ثلاثاء في العاشر من ربيع الأول سنة عشرة للهجرة.[۱۶] ورأى البعض أنه توفي يوم الثامن عشر لشهر رجب من ذات العام ‌.[۱۷] وقد اختلف على مدة عمره فقيل كانت 16 أو 18 [۱۸] أو 22 شهراً.[۱۹] وبناء على أنه ولد في ذي الحجة من السنة الثامنة للهجرة وتوفي في ربيع الأول من السنة العاشرة للهجرة فهذا يعني أن مدة حياته كانت 16 شهراً. وقد قال رسول الله(ص) بعد فقده : "إن له مرضعاً في الجنة".[۲۰] حزن الرسول الأكرم(ص) لفقده ابنه إبراهيم حزناً شديداً وبكى عليه. وقد أجاب (ص) على من قال له معزياً: "أنت أحقّ من عظم الله حقه" قائلاً: "تدمع العين ويحزن القلب، ولا نقول ما يسخط الرب".[۲۱] وقد أمر الرسول (ص) بعد وفاة إبراهيم بأن يجهزه الإمام علي (ع) من أجل الدفن، فقام الإمام علي بن أبي طالب (ع) بتغسيله وتكفينه.[۲۲] ثم أمر الرسول (ص) بدفنه بجانب صاحبه الأسبق والمقرّب عثمان بن مظعون [ملاحظات ۳] وعليه فقد دفن إبراهيم في مقبرة البقيع بأمر من الرسول(ص) بجانب صاحبه الذي كان يحبه كثيراً عثمان بن مظعون.[۲۳] وفي أثناء الدفن أمر رسول الله (ص) الإمام علي(ع) بأن ينزل إلى القبر ليضع حجر اللحد، فظن الناس بأنه لا يجوز للأب دخول قبر ولده، فقال رسول الله (ص): "أيها الناس إنه ليس عليكم بحرام أن تنزلوا في قبور أولادكم، ولكن لست آمن عليكم إذا حل أحدكم الكفن عن ولده أن يلعب الشيطان فيصيبه من الجزع ما يحبط أجره"..[۲۴] وبعد دفن إبراهيم أمر النبي (ص) بأن يُرش الماء على قبره.[۲۵] ونقل عن الرسول الأعظم(ص) أنه قال لو عاش إبراهيم، لرفعتُ الجزية عن كل قبطيّ ولما أصبح أي من أخواله عبداً. كما نُقل بأن مباحثات جرت بين الإمام الحسن المجتبى (ع) ومعاوية حول التسامح في أخذ الجزية من أهالي حَفْن من منطقة اَنِصنا [۲۶] وهو محل ولادة أم إبراهيم.[۲۷] الكسوف عند وفاة إبراهيم[تعديل | تعديل المبدأ] حدث أن تزامن يوم وفاته مع كسوف للشمس، مما حمل الناس للظن بأن الوفاة هي السبب في حصول الكسوف، فأمر رسول الله(ص) بجمع الناس في المسجد، ثم قال: أن الشمس والقمر آيتان من آيات الله.[۲۸] سخرية الآخرين من الرسول (ص) [تعديل | تعديل المبدأ] بعد وفاة ابراهيم سخرت بعض نساء النبي(ص) بالقول لو كان محمد نبياً لما مات ابنه.[۲۹] كما نعته آخرون بالأبتر.[۳۰] كما قال البعض إن النبي(ص) نسي أن يصلي على ابنه إبراهيم صلاة الميت لما أصابه من الحزن والجزع، فأخبره جبرئيل بقولهم، فقال(ص) للناس: إن جبرئيل أتاني وأخبرني بما قلتم، زعمتم أني نسيت أن أصلي على ابني لما أصابني من الحزن والجزع، ألا وإنه ليس كما ظننتم ولكن اللطيف الخبير فرض عليكم خمس صلوات، وجعل لموتاكم من كل صلاة تكبيرة، وأمرني أن لا أصلي إلا على من صلى.[۳۱] والمقصود من هذه العبارة الأخيرة هو أن يكون الطفل قد بلغ سبع سنين على الأقل، وعليه ففي فقه الشيعة تجب صلاة الميت فقط على جثمان الطفل الذي أتم ست سنوات من عمره.[۳۲] واستناداً إلى رواية للامام الكاظم (ع) فإن وفاة ابراهيم أوجدت ثلاث سنن (منها استحباب إقامة صلاة الميت على الطفل) استند المراجع إليها في استنباط ثلاثة أحكام فقهية؛ منها استحباب صلاة الميت على الطفل وليس وجوبها .[۳۳] مقبرة ابراهیم[تعديل | تعديل المبدأ]

ضريح ابراهیم ابن الرسول(ص) و عثمان بن مظعون إلى جانب سائر الأضرحة الموجودة في البقیع قبل التخریب بناء على ما جاء في مصادر المؤرخين، فقد كان هنالك في البقيع عدد من الأضرحة المبنية عليها قبب لأفراد من عائلة النبي (ص) وأصحابه، إلا أنها هُدمت على يد الوهابيين. ومنها قبة إبراهيم بن محمد التي كانت أعلى وأكبر من سائر القبب.[۳۴] ويكتب ابن بطوطه (م.۷۷۹ق.) الذي زار البقيع بنفسه سنة 725 هـ حول مشاهداته وما رآه: بقيع غَرْقَد هو أحد المشاهد المباركة في شرق المدينة المنورة وُيسار إليه من باب مشهور هو باب البقيع. وحين تخرج من هذه البوابة تجد إلى شِمالك قبر صفية وقبالته قبر مالك بن أنس، الذي يعلوه قبة صغيرة، وأمامه قبر ابن النبي الأكرم (ص) بقبة بيضاء.[۳۵] وقد ظلت قبب البقيع قائمة حتى عصر حكم السعوديين. ويذكر السمهودی القبب وخاصة قبة إبراهيم قائلا: ضريح إبراهيم هو كما ضريح الإمام الحسن المجتبى (ع) والعباس ملاصق للحائط الجنوبي للحرم وفي جداره تُرى شبكات.[۳۶] ويبدو أن هذه القبب كانت تخضع للتجديد. فوفقاً لما جاء في تقارير العقود الماضية حول قبة إبراهيم، قال رفعت باشا : أن هذه القبة فوق قبر إبراهيم بُنيت في عام 1233 هـ على يد السلطان محمود العثماني.[۳۷] الهوامش [تعديل | تعديل المبدأ] 1. ↑ السیرة النبویة، ج۱، ص۱۲۳؛ المعارف، ص۱۴۳؛ الاستیعاب، ج۱، ص۵۴. 2. ↑ الطبقات، ج۱، ص۱۰۷. 3. ↑ الطبقات، ج۱، ص۱۰۷. 4. ↑ تاریخ الیعقوبي، ج۲، ص۸۷؛ تاریخ الطبري، ج۲، ص۳۶۲. 5. ↑ أنساب الأشراف، ج۲، ص۱۱۹؛ المجموع، ج۵، ص۱۱۱. 6. ↑ الاستیعاب، ج۱، ص۵۴. 7. ↑ الطبقات، ج۱، ص۱۰۸. 8. ↑ الطبقات، ج۱، ص۱۰۸. 9. ↑ الاستیعاب، ج۱، ص۵۴. 10. ↑ تاریخ الیعقوبي، ج۲، ص۸۷؛ أنساب الأشراف، ج۲، ص۸۶. 11. ↑ أسد الغابة، ج۱، ص۳۹؛ ج۵، ص۵۶۸. 12. ↑ الطبقات، ج۱، ص۱۰۸؛ الإصابة، ج۷، ص۱۶۷. 13. ↑ الطبقات، ج۱، ص۱۰۹؛ أنساب الأشراف، ج۲، ص۸۶. 14. ↑ الطبقات، ج۱، ص۱۰۸. 15. ↑ الطبقات، ج۱، ص۱۰۸. 16. ↑ الطبقات، ج۱، ص۱۱۵. 17. ↑ مصباح المتهجد، ص۸۱۲. 18. ↑ الطبقات، ج۱، ص۱۱۲؛ أنساب الأشراف ، ج۲، ص۸۸. 19. ↑ تاریخ الیعقوبي ، ج۲، ص۸۷. 20. ↑ الطبقات، ج۱، ص۱۱۱؛ مسند أبي یعلی، ج۳، ص۲۵۱؛ فتح الباري، ج۳، ص۱۹۵. 21. ↑ المصنف، ج۳، ص۵۵۳؛ جمهرة أنساب العرب، ج۵، ص۱۴۶. 22. ↑ الکافی، ج۳، ص۲۰۸. 23. ↑ الطبقات، ج۳، ص۳۰۰؛ أنساب الأشراف، ج۱، ص۲۴۳؛ ج۱۰، ص۲۵۳. 24. ↑ الکافی، ج۳، ص۲۰۹؛ المحاسن، ج۲، ص۳۱۴. 25. ↑ الطبقات، ج۱، ص۱۱۳؛ الاستیعاب، ج۱، ص۱۵۷. 26. ↑ الطبقات، ج۱، ص۱۰۷. 27. ↑ الطبقات، ج۱، ص۱۱۵؛ مغني المحتاج، ج۴، ص۲۵۹؛ الجامع الصغیر، ج۲، ص۴۳۳. 28. ↑ مسند أحمد، ج۴، ص۲۴۵؛ جمهرة أنساب العرب، ج۵، ص۹۷. 29. ↑ تاریخ دمشق، ج۳، ص۱۷۶؛ النوادر، ص۱۰۳. 30. ↑ کتاب سلیم بن قیس، ص۲۷۸. 31. ↑ المحاسن، ج۲، ص۳۱۳؛ الکافی، ج۳، ص۲۰۸-۲۰۹. 32. ↑ الحدائق، ج۱۰، ص۳۷۱؛ نک: جواهر الکلام، ج۱۲، ص۸. 33. ↑ تذکرة ‌الفقهاء، ج۴، ص۱۶۷؛ الخلاف، ج۱، ص۶۷۸. 34. ↑ مرآة الحرمین، ج۱، ص۴۲۶. 35. ↑ رحلة ابن بطوطة، ص۱۴۳. 36. ↑ وفاء الوفاء، ج۳، ص۳۰۳. 37. ↑ مرآة الحرمین، ج۱، ص۴۲۶. ملاحظات 1. ↑ المشربة موجودة اليوم في شارع علي بن أبي طالب (ع) وهي محاطة بجدار من الاسمنت. 2. ↑ كما هو حال النساء الحرائر من غير الإماء. 3. ↑ «نَدفِنُه عند فَرَطنا عثمان بن مظعون». اعتبر عثمان هنا الأسبق من حيث أنه كان أول من دفن من المهاجرين في البقيع . المصادر والمراجع [تعديل | تعديل المبدأ]

مصدر المقالة الأصلي: موسوعة الحج و الحرمین الشریفین مدخل ابراهیم بن محمد(ص).

• الاستیعاب: ابن عبدالبر (م.۴۶۳ق.)، تحقيق البجاوي، بیروت، دار الجیل، ۱۴۱۲ق • أسد الغابة: ابن اثیر علي بن محمد الجزري (م.۶۳۰ق.)، تحقيق عادل عبد الموجود و محمد علي معوض ، بیروت، دار الکتب العلمیة، ۱۴۱۵ق • الإصابة: ابن حجر العسقلاني (م.۸۵۲ق.)، تحقيق عادل عبد الموجود و محمد علي معوض، بیروت، دار الکتب العلمیة، ۱۴۱۵ق • أنساب الأشراف: البلاذري (م.۲۷۹ق.)، تحقيق زکار، بیروت، دار الفکر، ۱۴۱۷ق • تاریخ الطبري (تاریخ الأمم و الملوک): الطبري (م.۳۱۰ق.)، تحقيق جمع من العلماء، بیروت، الأعلمي، ۱۴۰۳ق • تاریخ الیعقوبي: أحمد بن یعقوب (م.۲۹۲ق.)، بیروت، دار صادر، ۱۴۱۵ق • تاریخ مدینة دمشق: ابن عساکر (م.۵۷۱ق.)، تحقيق علي شیري، بیروت، دار الفکر، ۱۴۱۵ق • تذکرة الفقهاء: العلامة الحلي (م.۷۲۶ق.)، قم، آل البیت:، ۱۴۱۴ق • الجامع الصغیر: السیوطي (م.۹۱۱ق.)، بیروت، دار الفکر، ۱۴۰۱ق • جمهرة انساب العرب: ابن حزم (م.۴۵۶ق.)، تحقيق جمع من العلماء ، بیروت، دار الکتب العلمیة، ۱۴۱۸ق • جواهر الکلام: النجفي (م.۱۲۶۶ق.)، تحقيق القوچاني و آخرون، بیروت، دار إحیاء التراث العربي