https://wikihaj.com/view/%D9%85%D8%B3%D8%AC%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%DB%8C%D9%87_(%D9%85%D8%AF%DB%8C%D9%86%D9%87)

مسجد الراية، كما يطلق عليه اسما مسجد القرين ومسجد ذُباب؛ ويقع على قمة جبل ذُباب شمالي المدينة المنورة.

نُصبت للنبي (ص) أثناء معركة الأحزاب خيمة على جبل ذُباب كان يصلي فيها، وبنى المسلمون بعد ذلك مسجد الراية تعظيماً واحتراماً لهذا المكان.

الموقع

يقع مسجد ذُباب في الشمال الغربي من المسجد النبوي،[١] وعلى قمة جبل ذُباب الصغير، على الجانب الأيمن من شارع عثمان بن عفان،[٢] ويقع هذا الجبل شرق جبل سَلْع بالقرب من ثنية الوداع.[٣]


الوضع الحالي

يقع المسجد المذكور على جبل صغير يعرف حاليا باسم "جبل الراية"،[٤] حيث أن مدخل المسجد من جهة القبلة من الجنوب.[٥]

يتميز المسجد بمظهر بسيط بدون مئذنة أو آيات أو أيّ نقوش بارزة من الداخل والخارج.[٦] وفي الوقت الحالي؛ وضمن واحدة من عمليات الإعمار أواخر عام 2022م؛ عاد مظهر المسجد من الطلاء الأبيض إلى الحالة الحجرية ذات الطراز القديم، كما تم هدم المنازل المحيطة بالمسجد في أواخر عام 2023م.

خلفية تاريخية

أثناء حفر الخندق حول المدينة المنورة في السنة الخامسة للهجرة ضمن مجريات معركة الأحزاب، نصبت خيمة للنبي (ص) في هذا المكان لتخفيف التعب عنه وللإشراف على حفر الخندق، وكان النبي (ص) يصلي فيها.[٧]

الأسماء

يقال أن سبب تسمية الجبل والمسجد باسم "مسجد الراية" هو أن عَلَماً (رايةً) قد رُفع للموالي في هذا المكان في وقعة الحرة (63هـ).[٨] وربما يرجع هذا الاسم أيضاً إلى رفع راية الإسلام على هذا الجبل أثناء غزوة الخندق. [٩]وقيل أيضاً بأن ذُباب رجل يمني صلبه مروان بن الحكم أعلى هذه الشاهقة.[١٠] كما له اسم آخر هو "مسجد القرين"[١١].

تاريخ البناء

من المحتمل أن هذا المسجد بني لأول مرة في عهد إمارة عمر بن عبد العزيز على المدينة المنورة.[١٢] وتم تدمير مبناه في فترة ما قبل القرن التاسع للهجرة، ثم أعيد بناؤه حوالي عام 845هـ على يد الأمير جانبك النيروزي.[١٣]

ورأى عبد القدوس الأنصاري (وفاة 1403هـ/1983م) هذا المسجد في نهاية القرن الرابع عشر الهجري فلاحظ أن طول وعرض البناء 4 أمتار وارتفاعه 6 أمتار، ويعتقد الأنصاري أن بناء المسجد الحجري يشبه ماكان عليه في القرن التاسع.[١٣] كما وصف الشنقيطي (1393هـ/1973م) أيضاً هذا المسجد في عام 1405م بأنه بناء بالأحجار من الطراز القديم. ووفقاً له، فإن المسجد كان يحتوي على غرفة رئيسية فقط وفناء بدون باب.[١٤]

كما وصفه إلياس عبد الغني عام 1418هـ/1997م بأنه مُجصَّص ظاهراً وباطناً، وله مصلّى مغطى بقبة، مما جعل مساحة المسجد أكبر وتُقام الصلوات الخمس فيه.[١] ويذكر كعكي، وهو باحث معاصر في المدينة المنورة، في كتابه الصادر عام 2011م، أن المسجد لا يزال على الشكل نفسه الذي وصفه الأنصاري. ومع ذلك، فقد أخبر كعكي عن إعادة بناء المسجد في عهد آل سعود.[١٥]

معرض الصور

صور للمسجد، عام 2021م (تاريخ بداية ظهور المسجد باللون الأبيض غير معروف).

صور المسجد بعد تجديده عام 2022م

صور عام 2024م، بعد تخريب البيوت المحيطة بالمسجد

صور قديمة لبناء المسجد

الهوامش

  1. ١٫٠ ١٫١ المساجد الأثرية، ص80
  2. معالم المدينة المنورة بين العمارة والتاريخ، ج 4،‌ المجلد2، ص 160و164
  3. الرحلة العياشية، ج1، ص396
  4. تاريخ معالم المدينة المنورة قديماً وحديثاً، ص184
  5. معالم المدينة المنورة بين العمارة والتاريخ، ج4،‌ م2، ص168
  6. معالم المدينة المنورة بين العمارة والتاريخ، ج4،‌ مجلد2، ص172
  7. وفاء الوفاء، ج3، ص 201
  8. وفاء الوفا، ج3، ص204
  9. الدر الثمین فی معالم دار الرسول الامین، ص71
  10. تاريخ مدينة ابن شبة، ص62
  11. مساجد الاثریة، ص80
  12. وفاء الوفاء، ج3، ص202
  13. ١٣٫٠ ١٣٫١ آثار المدينة المنورة، ص129
  14. الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين، ص172
  15. معالم المدينة المنورة بين العمارة والتاريخ، ج4،‌ مجلد2، ص 166

المصادر

  • الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين، غالي محمد أمين الشنقيطي، جدة، دار القبلة، ١٩٩٢م.
  • المجموعة المصورة لأشهر معالم المدينة المنورة، عبد العزيز كعكي، المدينة، ١٩٩٩ م.
  • معالم المدينة المنورة بين العمارة والتاريخ، عبد العزيز كعكي، المدينة، ۲۰۱۱م.
  • آثار المدينة المنورة، عبد القدوس الأنصاري، المكتبة السلفية بالمدينة المنورة، الطبعة الثالثة، 1393هـ.
  • المساجد الأثرية، محمد إلياس عبد الغني 1418هـ، مطابع الرشيد بالمدينة المنورة، الطبعة الثانية، 1419هـ.
  • وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفی، علي بن عبد الله السمهودي، تحقيق قاسم السامرائي، لندن، مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، ۲۰۰۱م.
  • تاريخ المدينة المنورة، ابن شَبّة النميري، عمر بن شبة، تحقيق: فهيم شلتوت، جدّة، 1399هـ.
  • الرحلة العياشية، أبو سالم عبد الله بن محمد العياشي، دار السويدي للنشر والتوزيع، الطبعة الأولی، 2006م.
  • تاريخ معالم المدينة المنورة قديماً وحديثاً، الخياري، أحمد ياسين أحمد، الریاض، المملکة العربیة السعودیة، الأمانة العامة للاحتفال بمرور مائة عام علی تأسيس المملكة.