الشاذَرْوان هو تأزير مائل قصير موجود في الجزء السفلي من جدار الكعبة، ما عدا جهة حِجْر إسماعيل وأسفل باب الكعبة. ويُعتبر الشاذَرْوان جزءاً من الكعبة التي بُنيت على يد إبراهيم (ع)، والتي أنقصته قريش من الكعبة أثناء تجديدها. وقد عدّ فقهاء الشيعة وبعض فقهاء السنة الطواف فوقه باطلاً؛ بدليل أن الطواف يجب أن يكون حول الكعبة وليس داخل الكعبة.

المعلومات الأولية
الأسامي الأخری تأزير، عماد
المکان مكة، المسجد الحرام
الإستعمال تحديد موقع أساسات الكعبة زمن إبراهيم (ع)، وحفظ الكعبة من السيول
تأریخ البناية
المؤسس عبد الله بن الزبير أو الخزاعيون
الإعمار أواخر القرن الثالث الهجري، العقد الأول من سنة 670هـ، 1098هـ، 1417هـ

ويعتبر علي أكبر دهخدا أن الشاذروان كلمة فارسية الأصل، وتعني الستار الكبير الذي يُضرب أمام باب المنزل وأروقة الملوك والسلاطين.

أعيد بناء الشاذروان أو استبداله عدة مرات عبر التاريخ، ومن التغييرات المهمة التي طرأت عليه تغطيته بالجص والرخام في نهاية القرن الهجري الثالث وتبديله بالسطح المائل في العقد الأول من السنة الهجرية 670هـ. والشاذروان اليوم؛ مكسو بأحجار المرمر البيضاء، وتمّ تضمينه 57 حلقة ذهبية لتثبيت ستار الكعبة. كما يوجد على الشاذروان، على الجانب الأيمن من باب الكعبة، ثماني قطع من المرمر الثمين، تعود لأحجارِ المطاف في عام 631 هـ.

تعريف إجمالي

الشاذروان، تأزير مائل قصير موجود في الجزء السفلي من جدار الكعبة ما عدا جهة حِجْر إسماعيل وأسفل باب الكعبة. ويعتبر علي أكبر دهخدا أن الشاذروان كلمة فارسية الأصل، وتعني الستار الكبير الذي يُضرب أمام باب المنزل وأروقة الملوك والسلاطين.[١] ويعتقد البعض أنها سميت الشاذروان (شادُر بان) لأن ستار الكعبة متصل بالحلقات التي يتموضع عليها. كما قيل للشاذروان "تأزير"؛ لأنه كالإزار للكعبة.[٢]

لا يوجد شاذروان أسفل جهة حِجْر إسماعيل، كذلك لايوجد أسفل باب الكعبة، وبدلاً من ذلك تم بناء درجة مسطحة بارتفاع 345 سم.[٣]

خلفية تاريخية

يُعتبر الشاذَرْوان جزءاً من الكعبة التي بُنيت على يد إبراهيم (ع)، والذي أنقصته قريش من الكعبة أثناء تجديدها.[٤] قلص القرشيون مساحة الكعبة من أربع جهات؛[٥] إضافة إلى ضلع حجر إسماعيل، وتم تقليصه طبعاً أكثر من غيره، حيث كان قبل ذلك يمتد من الكعبة إلى نصف حجر إسماعيل.[٣] ولهذا السبب فإن جانب حجر إسماعيل لا يوجد فيه شاذروان.[٣]

ومن المعروف أن الشاذروان بشكله الحالي هو من عمل عبد الله بن الزبير في عام 64هـ.[٦] وقيل بأنه صممه لحماية جدار الكعبة من نفوذ الماء له ولتجنب ملامسة أجساد الطائفين لستار الكعبة، كي لا يصيب أجسادهم الضرر ويتلف الستار أثناء الزحام.[٧] وهناك آراء أخرى حول المرة الأولى التي تم فيها بناء الشاذروان.[٦]

التجديدات

أعيد بناء الشاذروان أو استبداله عدة مرات عبر التاريخ. من بعض التغييرات وأهمها ما يلي:

تمت تغطية الشاذروان بالجص والرخام نهاية القرن الثالث الهجري،[٦] وفي العقد الأول من عام 670هـ أصبح مائلاً.[٨] وقد كان الشاذروان قبلها عبارة عن درجات يطوف الناس من فوقها أحياناً .[٨] وبأمر أحمد باشا عام 1098هـ تم استبدال حجارة الشاذروان بحجارة الرخام.[٨] وفي عام 1417هـ في عهد الملك فهد خامس ملوك المملكة العربية السعودية، تم استبدال أحجار المرمر للشاذروان.[٩]

ووردت أنباء كذلك عن تجديد أجزاء من الشاذروان أو تغييرات أخرى فيه في الأعوام 542 و636 و661 و670 و838 و846 و1040هـ.[٨]

ثماني قطع من المرمر

يوجد على الشاذروان في الجانب الأيمن من باب الكعبة ثماني قطع من المرمر بجانب بعضها البعض، لونها أصفر مائل للأحمر المت، وعليها رسوم ونقوشات.[١٠] ويقع تحتها أسفل الشاذروان حجر أزرق متعامد مع أرضية المطاف، والظاهر مما هو مكتوب عليه أن هذه الحجارة وضعت في هذا المكان عندما تم تجديد بناء المطاف في 631هـ.[١١] وتُعد هذه القطع من الحجارة من أثمن الآثار الإسلامية في المسجد الحرام.[١١] كل قطعة من القطع الثمانية مستطيلة الشكل، وأكبرها بطول 33 سم وعرض 21 سم. وقد تم وضعها جميعاً جنباً لجنب على شكل مربع طول ضلعه 74 سم.[١١]

حلقات الشاذروان

يتموضع على الشاذروان حلقات قد غرست به، حيث يثبت بها ستار الكعبة في مكانه حتى لا تحركه الرياح.[١٢] وكانت هذه الحلقات مصنوعة من النحاس الأصفر[١٢] ومن ثم الفضة وتم استبدالها بحلقات ذهبية في عام 2016م.[١٣] وكان عدد الحلقات في الماضي 48 حلقة،[١٢] وازداد حتى 57 حلقة.[١٤]

الأحكام

بحسب فتوى فقهاء الشيعة، فإن الطواف فوق الشاذروان باطل،[١٥] ومن طاف فوق الشاذروان بسبب الزحام أو لأسباب أخرى، وجب عليه إعادة ما أداه من الطواف مرة أخرى.[١٦] والدليل على بطلان الطواف فوقه هو أن الشاذروان كما هو معلوم جزء من الكعبة، والطواف يجب أن يكون حول الكعبة، وليس داخلها.[١٧]

وبحسب مراجع التقليد عند الشيعة فإن لمس جدار الكعبة في المثلث الذي يقع فيه الشاذروان جائز ولا يضر بصحة الطواف؛ على الرغم من أن ترك ذلك يعد من الاحتياط الاستحبابي.[١٨]

وتختلف مذاهب الفقه عند أهل السنة حول حكم الطواف فوق الشاذروان. فاعتبرت الشافعية والمالكية الطواف فوقه باطلاً، في حين أن الحنفية لم تعتبره جزءاً من الكعبة، وأما الحنابلة فلا يعتبرون الطواف فوقه مبطلاً لصحة الطواف.[١٩]

معرض الصور

الهوامش

  1. لغت‌ نامة دهخدا، ذيل واژه شاذروان.
  2. التاريخ القويم لمكة وبيت الله الكريم، ج3، ص 288
  3. ٣٫٠ ٣٫١ ٣٫٢ التاريخ القويم لمكة وبيت الله الكريم، ج3، ص 289.
  4. مرآة الحرمين، ج1، ص 263
  5. «مفرحة الأنام في تأسيس بيت‌ اللّه الحرام»، ص24.
  6. ٦٫٠ ٦٫١ ٦٫٢ التاريخ القويم لمكة وبيت الله الكريم، ج3، ص295.
  7. معرفي أماكن مكة مكرمة، 1391ش، ص47.
  8. ٨٫٠ ٨٫١ ٨٫٢ ٨٫٣ التاريخ القويم لمكة وبيت الله الكريم، ج3، ص295
  9. التاريخ القويم لمكة وبيت الله الكريم، ج3، ص296.
  10. التاريخ القويم لمكة وبيت الله الكريم، ج3، ص17.
  11. ١١٫٠ ١١٫١ ١١٫٢ التاريخ القويم لمكة وبيت الله الكريم، ج3، ص17
  12. ١٢٫٠ ١٢٫١ ١٢٫٢ التاريخ القويم لمكة وبيت الله الكريم، ج3، ص297
  13. «نصب حلقةهاي طلا روي شاذروان كعبة»، وكالة أخبار نادي صحافة الشباب
  14. «شاذروان الكعبة وجدار الحطيم بحلة جديدة»، موقع الوطن.
  15. جامع الفتاوی، 1386ش، ص116؛ راجع كذلك الجواهر، ج۱۹، ص۲۹۹، نقلا عن: فرهنگ اعلام جغرافيايي- تاريخي در حديث وسيرة نبوي، 1383ش، ص205.
  16. جامع الفتاوی، 1386ش، ص116.
  17. معرفي أماكن مكة مكرمة، 1391ش، ص46.
  18. جامع الفتاوی، 1386ش، ص116.
  19. شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام، ج2، ص 188

المصادر

  • «الانتهاء من أعمال استبدال رخام الشاذروان الكعبة المشرفة وجدار الحطيم»، صحيفة مكة الإلكترونية، تاريخ إدراج المطلب: 9 /1/ 2016م، تاريخ المشاهدة: 30 / 4/ 2024م.
  • تاريخ وآثار إسلامي مكة مكرمة ومدينة منورة، قائدان، أصغر، طهران، مشعر، 1386ش.
  • جامع الفتاوی، موسوي الشاهرودي، مرتضی، طهران، مشعر، 1386ش.
  • «شاذروان الكعبة وجدار الحطيم بحلة جديدة»، موقع الوطن، تاريخ إدراج المطلب: 25 ربیع الأول 1437هـ، تاريخ المشاهدة: 30/ 4/ 2024م.
  • شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام، الفاسي، محمد بن أحمد، تحقيق علي عمر، القاهرة، مكتبة الثقافة الدينية، 2008م.
  • فرهنگ اعلام جغرافيايي-تاريخي در حديث و سيره نبوي، شراب، محمد محمد حسن،ترجمة حميد رضا شيخي، تحقيق محمد رضا نعمتي، طهران، مشعر، 1383ش.
  • كعبة ومسجد الحرام در گذر تاريخ: گزيدة التاريخ القويم لمكة وبيت‌ الله الكريم، الكردي، محمد طاهر، ترجمة هادي أنصاري، طهران، مشعر، 1387ش.
  • موسوعة مرآة الحرمين، أيوب صبري باشا، أيوب، القاهرة، دار الآفاق العربية، 1424هـ.
  • مرآة الحرمين أو الرحلات الحجازية والحج ومشاعره الدينية، رفعت باشا، إبراهیم، مصر، دار الكتب المصرية، 1344هـ.
  • معرفي أماكن مكة مكرمة، حمو، محمود محمد، ترجمة مرتضی الحسينی الفاضلي، طهران، مشعر، 1391ش.
  • «نصب حلقه‌های طلا روی شاذروان کعبه»، وكالة أخبار نادي صحافة الشباب، تاريخ إدراج المطلب: 24/ 5/ 2017م.