https://wikihaj.com/view/%D9%85%D8%B3%D8%AC%D8%AF_%D8%B4%D8%AC%D8%B1%D9%87_(%D9%85%D8%AF%DB%8C%D9%86%D9%87)

تم تعديل المقال الأساسي

 
المعلومات الأولية
المکان ذو الحليفة بالقرب من مكة
الإستعمال مسجد، ميقات الإحرام
الجهة الدينية
المرتبطة مع دین/مذهب الإسلام

التوجيه

تحميل الخريطة...

مسجد الشجرة في المدينة المنورة هو أحد المواقيت الخمسة، وهو ميقات أهل المدينة والقادمين من المدينة إلى مكة. ويقال بأن نبي الإسلام (ص)كان يحرم منه عندما كان يعزم إلى مكة لأداء فريضة الحج. كما يطلق عليه أسماء أخرى من قبيل ذو الحُلَيفة ومسجد الميقات وأبيار علي.

وبحسب المؤرخين فإن مسجد الشجرة بني في زمن خلافة عمر بن الخطاب وتم تجديده عدة مرات حتى الآن. وهو يقع اليوم على بعد ثلاثة كيلومترات من المدينة المنورة، بالقرب من طريق (المدينة_مكة) السريع.

الموقع الجغرافي

مسجد الشجرة هو أحد المساجد التاريخية في المدينة المنورة،[١] ويقع على بعد حوالي ثمانية كيلومترات جنوب هذه المدينة.[٢] وكان الرسول (ص) يحرم من هذا المسجد لأداء مناسك الحج أو العمرة.[١] وفي هذا المكان أخذ الإمام علي (ع) آيات البراءة من الخليفة الأول أبي بكر وأبلغها إلى المشركين في مكة.[٣]

وبناءاً على بعض الأقوال، فإن هناك مسجداً آخر في مكة المكرمة يحمل نفس الاسم، ويعد من أقدم المساجد في تلك المدينة.[٤]

أسماؤه

سمي هذا المسجد مسجد الشجرة نسبة لشجرة كان يجلس النبي (ص) في ظلها.[٥] بُني المسجد في منطقة تسمى ذو الحُلَيفة، وآبار أو أبيار علي، وهي منسوبة إلى علي بن أبي طالب (ع)، ولذلك يشتهر المسجد أيضاً باسم مسجد ذو الحُلَيفة ومسجد آبار علي أو بئر علي. ويُعرف بين الناس بمسجد الإحرام ومسجد الميقات. كما يسمى أيضاً مسجد الحسا.[٦]

تاريخ بناء المسجد

إن أول بناء للمسجد قديم جداً. كما تحدث بعض المؤرخين استناداً إلى الوثائق؛ عن بناء المسجد في العقود الأولى من التاريخ الإسلامي.[٧] ويعتقد المؤرخون أن هذا المسجد بني لأول مرة في عهد إمارة عمر بن عبد العزيز على المدينة المنورة بين 87-93 للهجرة.[٨]

إعادة الإعمار في القرن التاسع

وبحسب رواية المطري (وفاة 741هـ) فإن البناء القديم لهذا المسجد والذي كان بناء كبيراً؛ كان شبه مهدّم في زمنه (في النصف الأول من القرن الثامن)،[٩] ولكن بحسب رواية مؤرخ المدينة المنورة السمهودي (وفاة 911هـ) فإن جدران المسجد قد رُممت سنة 861 هـ على أساسات بنائه القديمة.[١٠]

إعادة الإعمار في القرن الرابع عشر

قيل بأن المسجد قد تعرض للهدم في أواخر القرن 11هـ،[١١] وفي عام 1090هـ قام رجل من الهند بإعادة بنائه بعد أن حصل على موافقة من الدولة العثمانية.[١٢]

وقد وصف حسام السلطنة المسجد عندما رآه عام 1298هـ قائلاً: "إن المسجد المذكور مربع الشكل، وطوله اثنان وخمسون ذراعاً. وهو مصنوع من الحجر والجص وفي جهته الجنوبية رواق عليه قبة، وقد تم تبييض قبته من الخارج، وفي وسطه محراب".[١٣]

وقد جاء في رواية العياشي في رحلته الأولى عام 1353هـ، عن هذا المسجد: "بناؤه مستطيل الشكل من اللبن والطین، ومسقوف بخشب النخل والجرید، وقد وقع محط عنایة مسؤولي تلك الفترة وتمت توسعته ...."[١٤]

الوضع الحالي للمسجد

تم ترميم هذا المسجد مرة عام 1375هـ/1955م في عهد آل سعود[١٥] وبنيت له منارة.[١٦] وأعيد ترميمه مرة أخرى عام 1408هـ/1988م. وتم تجديده وتوسيعه،[١٧] وتم بناء المرافق حوله كالحمامات ودورات المياه ومرآب للسيارات والأسواق والمطاعم. وتبلغ المساحة الإجمالية للمسجد والمنطقة المحيطة به 290 ألف متر مربع، تشمل مساحة مبنى المسجد، والمباني المرتبطة به وتُقدّر بـ 226 ألف متر مربع.[١٨]

ميقات الحج

مسجد الشجرة هو أحد مواقيت الحج.[١٩] ووفقاً لبعض المؤرخين، فإنّ نبي الإسلام (ص) كان يحرم من هذا المكان إذا قصد مكة لأداء فريضة الحج.[٢٠] ويعتبر الفقهاء مسجد الشجرة أحد مواقيت الحج الخمسة، ويعتقدون أنه ميقات أهل المدينة المنورة وكل من يقصد مكة عن طريق هذه المدينة.[٢١]

وجوب إحرام أهل المدينة من مسجد الشجرة

بحسب رأي مشهور فقهاء الشيعة، يتوجب على سكان المدينة المنورة الإحرام من مسجد الشجرة، ولا يجوز لهم الخروج من ميقات مسجد الشجرة بدون إحرام والذهاب إلى ميقات آخر كالجحفة مثلاً ليحرموا منه؛[٢٢] إلا من كان معذوراً (عاجزاً أو مريضاً) فيجوز له أن يحرم من هناك حينها.[٢٣]

وقيل أيضاً: أن هذا الحكم مختص بمن يخرج من المدينة المنورة إلى ذي الحُلَيفة ويمر بها غير محرم حتی يصل إلى الجحفة؛ وأما إذا لم يمر بذي الحليفة، وخرج من طريق آخر، ووصل إلى ميقات آخر، فلا إشكال في عمله؛ لأن العبور من الميقات لا ينطبق عليه عرفاً.[٢٤]

المحل الدقيق للميقات

ذو الحليفة هو اسم منطقة كبيرة كان يقع فيها مسجد الشجرة.[٢٥] وفي الروايات كان يُذكر "مسجد الشجرة" أحياناً على أنه ميقات الحج لأهل المدينة، وأحياناً أخرى يُستخدم تعبير "الشجرة" أو "ذو الحليفة".[٢٦] ويرى البعض أن الإحرام لا يصح إلا من داخل مسجد الشجرة، وأما البعض الآخر فيذهب لصحة الإحرام من خارج المسجد وبمحاذاته أيضاً.[٢٧]

معرض الصور


الهوامش

  1. ١٫٠ ١٫١ موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب، 2004م، ج4، ص811.
  2. البحر الرائق، 1418هـ، ج2، ص341.
  3. دانشنامة كلام إسلامي، 1388ش، ج1، ص77.
  4. آثار إسلامي مكة ومدينة، 1387ش، ج1، ص118.
  5. وفاء الوفاء، ج3، ص 421
  6. معالم المدينة المنورة، ج4، المجلد الرابع، ص485-487
  7. مدينة شناسي، 1367ش، ج1، ص183.
  8. معالم المدينة المنورة بين العمارة والتاريخ، ج4، المجلد الرابع، ص496
  9. التعريف بما أنست الهجرة، ص 190
  10. وفاء الوفاء، ج3، ص 424
  11. مدينة شناسي، 1367ش، ج1، ص184.
  12. المساجد الأثرية، 1418هـ، ص258.
  13. سفرنامة مكة، حسام السلطنة، ص139
  14. المساجد الأثرية، 1418هـ، ص258.
  15. مدينة شناسي، 1367ش، ج1، ص184.
  16. المساجد الأثرية، 1418هـ، ص258، معالم المدينة المنورة بين العمارة والتاريخ، ج4، المجلد 4، ص498
  17. آثار إسلامي مكة والمدينة، 1387ش، ج1، ص277؛ المساجد الأثرية، 1418هـ، ص259.
  18. المساجد الأثرية، 1418هـ، ص260.
  19. الكافي، 1407هـ، ج4، ص319.
  20. آثار إسلامي مكة ومدينة، 1387ش، ص275.
  21. مؤسسة دائرة المعارف، فقه إسلامي، فرهنگ فقه فارسي، 1387ش، ج3، ص712.
  22. «إحرام از جحفة وظیفة چه كسي است، ص 64-65.»
  23. «إحرام از جحفة وظیفة چه كسی است، ص 75.»
  24. «إحرام از جحفة وظیفة چه كسي است، ص65.»
  25. «ميقات مسير مدينة»، ص61
  26. تفصيل الشريعة في شرح تحرير الوسيلة، 1418هـ، ج3، ص20-24.
  27. «ميقات مسير مدينة»، ص62.

المصادر

  • الكافي في الفقه، الحلبي، أبو الصلاح، تقي الدين بن نجم‌ الدين، أصفهان، مكتبة الإمام أمير المؤمنين(ع) العامة، الطبعة الأولى، 1403هـ.
  • المقنع، الشيخ الصدوق، محمد بن علي بن بابويه، قم، مؤسسة الإمام الهادي(ع)، الطبعة الأولى، 1415هـ.
  • «إحرام از جحفة وظيفة چه كساني است»، روزبه بركت رضايي، فصلنامة ميقات حج، الرقم 96، تیر 1395ش.
  • «ميقات مسير مدينة»، سيد مرتضی موسوي شاهرودي، فصلنامه ميقات حج، الرقم 68، تابستان 1388ش.
  • «ميقات ذو الحليفة ومسجد الشجرة»، مكارم الشيرازي، ناصر، موقع مدرسة الفقاهة، تاريخ المشاهدة: 22 نيسان 2024م.
  • «مسجد الشجره در آستانه مناسك حج»، عليپور، بهزاد، وكالة أنباء فارس، تاريخ المشاهدة: 22 نيسان 2024م.
  • آثار إسلامي مكة ومدينة، جعفريان، رسول، طهران، مشعر، 1387ش.
  • البحر الرائق، المصري، أبو نجيم، بقلم زکريا عميرات، بيروت، دار الكتب العلمية، 1418هـ.
  • السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي، ابن ادريس الحلي، محمد بن منصور، قم، دفتر انتشارات إسلامي، الطبعة الثانية، 1410هـ.
  • سفرنامة مكة، حسام السلطنة، تحقيق رسول جعفريان، طهران، مشعر، 1374ش.
  • الكافي، الكليني، محمد بن يعقوب، تحقيق وتصحيح الغفاري، علي أكبر، آخوندي، محمد، طهران، دار الكتب الإسلامية، الطبعة الرابعة، 1407هـ.
  • المسائل الناصريات، السيد مرتضی، علي بن حسين، تحقيق مركز پژوهش وتحقيقات علمي فقه استدلالي تطبيقي، طهران، رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية‌، الطبعة الأولى، 1417هـ.
  • المساجد الأثرية في المدينة النبوية، عبد الغني، محمد إلياس، المدينة، مطابع الرشيد، الطبعة الثانية، 1419هـ.
  • المقنعة، الشيخ المفيد، محمد بن محمد بن النعمان، قم، كنگره جهاني هزاره شيخ مفيد، 1413هـ.
  • النهاية في مجرد الفقه والفتاوى، الشيخ الطوسي، محمد بن حسن، بيروت، دار الكتاب العربي، الطبعة الثانية، 1400هـ.
  • بررسي حكم احرام از محاذي مواقيت، از منظر مذاهب إسلامي، درافشان، محمد حسين، پژوهشنامه حج وزیارت، السنة الثالثة، الرقم 1، 1397ش.
  • تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف،‌ ابن‌ الضياء، 2008م.
  • تاريخ وآثار إسلامي مكة ومدينة، قائدان، أصغر، قم، الهادي، 1381ش.
  • التعريف بما أنست الهجرة، جمال الدين مطري، تحقيق سليمان الرحيلي، رياض، دار الملك عبد العزیز، 2005م
  • دانشنامة كلام إسلامي، مجموعة من المحققين، قم، مؤسسة الإمام الصادق(ع)، بإشراف جعفر السبحاني، 1388ش.
  • فرهنگ فقه فارسي، مؤسسة دائرة المعارف فقه إسلامي، بإشراف محمود هاشمي الشاهرودي. قم، مؤسسة دائرة المعارف فقه إسلامي، 1387ش.
  • مدينة شناسي، النجفي، محمد باقر، طهران، خرمايستان، الطبعة الأولى، 1367ش.
  • معالم المدينة المنورة بین العمارة والتاريخ، عبد العزيز بن عبد الرحمن كعكي، بيروت، 2011م
  • موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب، صبري باشا، أيوب، ترجمة ماجدة معروف، حسين مجيب المصري، عبد العزيز عوض، القاهرة، دار الآفاق العربية، 2004م.
  • تفصيل الشريعة في شرح تحرير الوسيلة-الحج، فاضل اللنکراني، محمد، بيروت، دار التعارف للمطبوعات‌، 1418هـ.
  • وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفی، علي بن عبد الله السمهودي، تحقيق قاسم السامرائي، لندن، مؤسسة الفرقان، 2001م.