مصلى النبي (ص) عبارة عن مكان مكشوف بلا بناء يقع في الجهة الغربية من المسجد النبوي، حيث كان رسول الله (ص) يقيم فيه صلاة العيد. وهذا المكان الذي كان محل إناخة إبل القوافل وسوق المدينة كان يسمى "المناخة"، وأطلق عليه فيما بعد ساحة المصلى.

مصلى رسول‌ الله
المعلومات الأولية
المکان المناخة غرب مسجد النبي (ص) في المدينة

التوجيه

تحميل الخريطة...

وقد بني في هذا المكان ثلاثة مساجد: مسجد الغمامة (أو مسجد المصلى)، ومسجد علي بن أبي طالب، ومسجد أبي بكر. ويذكر أن النبي (ص) أدى فيه صلاة عيد الأضحى، وصلاة عيد الفطر، وصلاة الاستسقاء، بالإضافة إلى بعض الصلوات الأخرى؛ ومنها صلاة الميت على النجاشي ملك الحبشة.

مكان المصلى

كان مصلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المدينة أرضاً مفتوحة من غير بناء غربي المسجد النبوي،[١] وكانت تسمى هذه المنطقة المناخة، وهو مكان إناخة الإبل، ويقام فيه سوق المدينة. وتسمى هذه الأرض أيضًا بساحة المصلى.[٢]

أماكن صلاة النبي في المناخة

تذكر المصادر أماكن في المناخة أدى فيها النبي صلاة العيد. وينبغي أن يؤخذ في الاعتبار أن الأماكن التي أشير إليها في هذه الأحاديث على أنها كانت مصلى للنبي لم تكن موجودة في زمن النبي وتم بناؤها في وقت لاحق.[٣] وفي الروايات التي نقلها ابن شبة أن النبي صلى العيد في الأماكن التالية (وكلها في المناخة):[٤]

  • قرب دار الشفاء
  • في حارة الدوس
  • في بيت حکیم بن عداء
  • في مساكن آل درة
  • في بيت کثیر بن الصلت
  • إلى جانب الصخور التي عند الحناطين
  • في قلعة بني زريق

مساجد المصلى في المناخة

لم تُبنَ مساجد المصلى في المناخة في عهد رسول الله والخلفاء. وتم بناء هذه المساجد لأول مرة في عهد إمارة عمر بن عبد العزيز (حاكم المدينة المنورة).[٥] وفي عهده تم تحويل العديد من أماكن صلاة النبي إلى مساجد. والمساجد القديمة التي بنيت في منطقة المصلى ثلاثة: الغمامة، ومسجد علي بن أبي طالب، ومسجد أبي بكر.[٦] وفي القرن التاسع، تم بناء مسجد باسم عمر بن الخطاب أيضًا في نفس المنطقة. وفي القرن الخامس عشر تم بناء مسجد آخر في المصلى يسمى مسجد عثمان.[٧] وقد اعتبر بعض الباحثين مسجد القشلة[٨] ومسجد بلال[٩] في المناخة من مساجد مصلى النبي هناك.

مسجد الغمامة

بني مسجد المصلى أو الغمامة في المكان الذي كان يصلي فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم آواخر أيام حياته.[٧]

مسجد أبي بكر

صلى أبو بكر صلاة العيد في مكان ما في المناخة أيام خلافته، وبعد ذلك بني مسجد أبي بكر في ذلك المكان.[١٠]

مسجد علي بن أبي طالب (ع)

كما صلى علي بن أبي طالب (ع) صلاة العيد في أحد أماكن المصلى، ثم بني مكانه مسجد سمي باسمه.[١١]

خارطة مواقع مساجد المصلى

الصورة أدناه توضح المسافة بين مساجد المصلى وأحد أركان المبنى الحالي للمسجد النبوي.  

صلاة النبي في المصلى

روي أن رسول الله كان يأتي المسجد يوم الفطر ويوم الأضحى فيصلي أولاً ثم يقف أمام الناس فيحدثهم وهم جالسون في صفوف الصلاة. وروي أن النبي صلى ذات يوم صلاة الفجر في مسجده ثم ذهب إلى المصلى، فجلس فيه يحدث الناس، فلما طلعت الشمس صلى ثم خطب بالناس. وورد أن النبي صلّى في المصلى أول مرة في السنة الثانية للهجرة.[١٢]

الحربة (رمح النبي)

وروي أيضاً أن النبي كان يحمل في يوم العيد عصا طويلة (حربة)، وكان في الصلاة يغرس هذه العصا في الأرض، وكان يصلي نحوها،[١٣] ويقال أن هذه الحربة أهداه إياها النجاشي.[١٤]

طريق النبي إلى المصلى

تؤكد مجموعة من الروايات التي نقلها ابن شبة في كتابه أن النبي كان يأتي المسجد يوم العيد من طريق، ويرجع من طريق آخر.[١٥]

صلاة الاستسقاء

يروى أن النبي أقام صلاة الاستسقاء في مكان يقال له الزوراء يقع في ساحة المصلى (المناخة).[١٦]

الصلاة على النجاشي

وروي أن النبي صلى صلاة الغائب على النجاشي ملك الحبشة بعد وفاته.

الدعاء

وروي أيضاً أن النبي كان إذا قدم من سفر ومر بالمسجد؛ قام في المسجد مستقبل القبلة يدعو.[١٧]

منبر المصلى

لم يكن لمصلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم منبر في عهده حتى أيام مروان بن الحكم. وروي أن النبي كان يقف أمام المصلين بعد الصلاة فيخطب بهم.[١٨] ولكن في زمن مروان بن الحكم وضعوا منبراً في مكان المصلى، وكان مروان يخطب قبل الصلاة، لأنه كان يعتقد أنه لا أحد سيجلس ليسمع كلامه بعد الصلاة.[١٩] كما نسبت بعض الروايات استعمال المنبر وقراءة الخطبة قبل الصلاة لعثمان بن عفان.[٢٠]

الهوامش

المنابع

  • تاریخ معالم المدینة المنورة قدیماً وحدیثاً، أحمد یاسین الخیاري، الریاض، الأمانة العامة للاحتفال بمرور مائة عام علی تأسیس المملکة، 1419هـ.
  • تاریخ المدینة المنورة، لابن شبة.
  • المساجد الأثریة في المدینة النبویة، محمد إلیاس عبد الغني، المدینة، (د.ت).
  • وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفی، علي بن عبد الله السمهودي، تحقیق قاسم السامرائي، لندن، مؤسسة الفرقان، 2001م.