مسجد بني أُنيف هو أحد المساجد التاريخية في المدينة المنورة، وقد بني في مصلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم. يقع هذا المسجد بالقرب من مسجد قباء. ويُعرف أيضاً باسم "مسجد مصبِّح" أو "مسجد صبح". وأعيد بناء هذا المسجد عام 1442 هـ (2021 م) بعدما الخراب الذي لحق به عبر التاريخ.

مكان المسجد

يقع هذا المسجد بجوار معاقل عشيرة بني أنيف، على قمة تلة، وعلى بعد بضع مئات من الأمتار جنوب غرب مسجد قباء، بجانب مخازن غسان، وخلف محطة معالجة مياه الشرب.[١]

أسماء المسجد

يعود سبب تسمية هذا المسجد ببني أنيف هو أن بنائه يقع في مساكن قبيلة بني أنيف. وبنو أنيف فرع من قبيلة بلي، وبحسب الرواية فإنهم من أحفاد العمالقة.[٢] ويعرف أيضًا باسم مسجد المصبح أو الصبح بسبب صلاة الصبح التي صلاها النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيه.[٣]

قصة المسجد

توجد حول صلاة النبي في هذا المسجد ثلاث روايات:

الرواية الأولى:

أن النبي أدى صلاة الفجر في هذا المسجد أثناء هجرته إلى المدينة.[٤]

الرواية الثانية:

حين هاجر الإمام علي (ع) بعد النبي (ص) إلى مكة صلى النبي في مكان هذا المسجد أثناء خروجه لاستقبال علي (ع).[٥]

الرواية الثالثة:

عندما ذهب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لزيارة طلحة بن البراء؛[٦] صلى بالقرب من حصون عشيرة بني أنيف، فكان بنو أنيف يرشّون ذلك المكان بالماء حتى لا ينسوا مكانه، وبعد فترة قاموا ببناء مسجد في ذلك المكان، وهو نفس مسجد بني أنيف.[٧]

تاريخ المسجد

الروايات القديمة

تتحدث الروايات التاريخية عن وجود هذا المسجد في القرون السابقة.[٨] وقد تحدث عنه كل من المطري (673هـ)[٩] والفيروزآبادي (729هـ)[١٠] وأبي البقاء المكي (854هـ)[١١] والسمهودي (911هـ)[١٢] والعباسي.[١٣] ويصفه علي بن موسى في مطلع القرن الرابع عشر كالتالي:

"في الحرّة بالقرب من الحديقة المعروفة بالقويم مسجد صغير بلا سقف يعرف بالمصبح. عندما هاجر النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة المنورة كان هذا المسجد في طريقه".[١٤]

أخبار القرنين الرابع عشر والخامس عشر

يقول الخياري (1380هـ) عن هذا المسجد: "وهذا المسجد بجانب مستودعات غسان جنوب غرب قباء. وفي جهته الغربية يقع حصن مصبح وثنية الوداع حيث استقبل أهل المدينة النبي صلى الله عليه وآله وسلم".[١٥]

ويقول إبراهيم العياشي: "لم أجد من بقايا هذا المسجد إلا مسجدا كان يقع على تلة الحرة في الجهة الجنوبية من بئر كانت تقع بالقرب منه. ويعرف هذا المكان اليوم بالمصبح... لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلى الفجر في هذا المكان.[١٦]

ويذكر الصباغ (1420هـ) أيضًا موقع المسجد في الجنوب الغربي من مسجد قباء نقلاً عن وفاء الوفا، ثم يقول: "للمسجد بناء ارتفاعه متران وهيكل سقف، وداخله محراب صغير جداً". وبعد ذكر سبب تسمية المسجد بالمصبح ونقل رواية عاصم بن سويد، يرى أن موقع المسجد "بجوار مخازن غسان على طريق أراضي الشيخ عبد الحميد عباس (المعروفة بالعباسية)، والذي كان يعرف بالقائم قديما".[١٧]

ما ذكره المهندس كعكي في العصر الحاضر

في بداية القرن الخامس عشر وقع هذا المسجد عرضة للخراب عدة مرات، ولكن أعيد بناؤه بجهود أهل الخير. وآخر إعادة بناء لمسجد بني أنيف كانت في العام 1427هـ (2006م). في عملية إعادة البناء هذه؛ ومن أجل الحفاظ على مكان المسجد، تم تلبيس جدرانه بارتفاع متر و80 سم. وقد زار المهندس كعكي هذا المسجد عامي 1413هـ و1429هـ والتقط صوراً له.[١٨]

معرض الصور

صور المسجد قبل إعادة الإعمار

صور المسجد بعد إعادة الإعمار


الهوامش

  1. راجع:تاریخ معالم المدینة المنورة، ص 175 ؛ وفاء الوفاء، ج3، ص245-246؛ المساجد الأثریة، ص 41
  2. تاربخ معالم المدینة المنورة قدیما وحدیثا، ص28.
  3. راجع: المدینة بین الماضي والحاضر، ص 263.
  4. راجع: المدینة بین الماضي والحاضر، ص 261.
  5. المساجد والأماکن الأثرية ص 84-86.
  6. طلحة بن البراء بن عمیر بن وبرة بن ثعلبة بن غنم بن سری بن سلمة بن أنیف الأنصاري، أحد أصجاب النبي (ص) وتوفي في زمانه.
  7. التعریف بما أنست الهجرة، ص217؛ وفاء الوفاء، ج3، ص245
  8. راجع: وفاء الوفاء، ج3، ص245؛ عمدة الأخبار، ص303.
  9. التعریف بما انست الهجرة، ص217
  10. المغانم المطابة، (مخطوط)، رقم الصفحة 230.
  11. السخاوي، الضوء اللامع، ج4، ص85؛ راجع أيضاً: مکي، البحر العمیق فی المناسك (مخطوط)، رقم الصفحة 164.
  12. راجع: وفاء الوفا، ج3، ص245
  13. عمدة الأخبار، ص203.
  14. وصف المدینة المنورة، ص10.
  15. تاریخ معالم المدینة المنورة، ص 175
  16. المدینة بین الماضي والحاضر، ص 263
  17. الإصابة في معرفة مساجد طابة
  18. معالم المدينة المنورة بين العمارة والتاريخ، الجزء الرابع: تاريخ وعمارة المساجد الأثرية القديمة بالمدينة المنورة، ج4، ص 218 - 205.

المنابع