المزدلفة

مراجعة ٠٨:٥٣، ١٧ يناير ٢٠٢٤ بواسطة A.yasin (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)

مزدلفة (بمعنى الاقتراب) اسم مكان يقع قرب مكة حيث يجب على الحجاج الوقوف فيه بعد إفاضتهم من عرفات ليلاً. وقيل أن سبب هذه التسمية هو أن الناس يدخلون هذه المنطقة في زلف من الليل. ومن أسماء هذا المكان الأخرى هو (جَمْع)، لأن الحجاج يجتمعون فيه. وهذا المكان هو نفسه المشعر الحرام الذي ذُكر في القرآن الكريم.

وتقع مزدلفة بين منى وعرفات، وتبلغ مساحتها حوالي 9.63 كيلومتراً مربعاً، ويحدّها كل من وادي المأزمين وحياض. والوقوف بمزدلفة في الليلة العاشرة من شهر ذي الحجة من فرائض الحج.

مزدلفة في اللغة

"مزدلفة" اسم فاعل من "ازدلاف" بمعنى اقتراب؛ "وازدلف القوم"؛ أي اقتربوا. كما ذكروا من معاني الازدلاف الاجتماع، لأن الناس يتجمعون هناك.[١] ومن الأسماء الأخرى لمزدلفة: جَمْع،[٢] وقُزَح،[٣] والمشعر الحرام.[٤] وقيل إنّ إطلاق اسم المشعر على مزدلفة هو من باب المجاز، فمزدلفة في الواقع جزء من أراضي المشعر، وتقع ضمن نطاقه، غير أنهم يطلقون تسمية المشعر عليها أيضاً.[٥]

الموقع الجغرافي

تقع مزدلفة بين منى وعرفات، ويفصل وادي محسّر بينها وبين منى،[٦] وتبعد عن عرفات 6 كيلومترات، وعن جنوب شرق المسجد الحرام 8 كيلومترات، وتبلغ مساحة هذه المنطقة 9.63 كيلومتراً مربعاً.

ويحدّ هذه المنطقة من أحد جانبيها وادي أو هضبة المأزمين، ومن الجانب الآخر وادي محسر والحياض. وبعد أن يعبر الحاج وادي المأزمين فإنه يصل إلى مزدلفة أو أراضي المشعر الحرام.[٧]

 
لوحة تبيّن بداية حدود مزدلفة

الأحكام

تتفق جميع المذاهب الإسلامية على وجوب الوقوف بمزدلفة في الليلة العاشرة من ذي الحجة وأن ذلك ركن من أركان الحج،[٨] غير أنهم اختلفوا في زمان ومقدار الوقوف:

رأي الشيعة

يرى معظم فقهاء الشيعة أنّ الحاج بمجرّد أن يصل إلى المشعر في أي ساعة من ساعات ليل العاشر من ذي الحجة فيجب عليه أن ينوي طاعة الله تعالى ويبيت هناك، وهناك ينوي الوقوف ما بين طلوع الفجر وطلوع الشمس بنية خالصة من الرياء، ويستحب له أن يتحرك نحو منى قبل طلوع الشمس، ولكن شرط ألا يعبر من وادي محسّر قبل طلوعها.[٩]

رأي أهل السنة

ذكر أبو حنيفة أنّ وقت الوقوف هناك هو ما بين طلوع الفجر وطلوع الشمس، بينما يرى مالك أنّ الوقوف في أي ساعة من ساعات ليلة عيد الأضحى قبل طلوع الفجر يكفي للحاج. ويعتقد الشافعي بكفاية الوقوف في أي لحظة بعد منتصف ليلة العاشر هناك.[١٠]

حدود مزدلفة

 
خارطة جغرافية لمزدلفة وحدودها

طول مزدلفة من بداية المأزمين (المضيق بين مزدلفة وعرفة) وحتى بداية وادي محسّر 3812 متراً،[١١] ومن جدار بني شيبة بجانب المسجد الحرام حتى حدود مزدلفة من جهة منى 20507 ذراعاً.[١٢]

وتم تعيين حدود مزدلفة بلوحات كبيرة مكتوب عليها (بداية مزدلفة) و(نهاية مزدلفة) لتسهيل معرفتها.

الهوامش

  1. مجمع البحرين، ج5، ص68.
  2. معجم البلدان، ج2، ص181.
  3. قاموس الحرمين الشريفين، ص86.
  4. قاموس الحرمين الشريفين، ص204.
  5. راجع: «حدود عرفات. مزدلفة. منی»، ص157-158.
  6. قاموس الحج والعمرة، ص204.
  7. الشيخ الطوسي، النهاية، ج1، ص252؛ مرواريد، الينابيع الفقهية، ج7، ص198؛ ابن إدريس، السرائر، ج8؛ المحقق الحلي، الشرائع، ص634.
  8. حج در انديشه إسلامي، ص288؛ درسنامه مناسك حج، ص62؛ قاموس الحج والعمرة، ص252.
  9. درسنامه مناسك حج، ص62.
  10. قاموس الحج والعمرة، ص252.
  11. مرآة الحرمين، ج1، ص341.
  12. شفاء الغرام، ج1، ص505و507.

المنابع

  • «حدود عرفات. مزدلفة. منی»، حسن محمد تقي الجواهري، في مجلة ميقات الحج، السنة الأولى، 1415هـ.
  • شرائع الإسلام في مسائل الحلال والحرام، المحقق الحلي، جعفر بن الحسن، المحقق: البقال، عبد الحسین محمد علي، إسماعیلیان، قم، (د.ت).
  • السرائر الحاوي لتحریر الفتاوي (والمستطرفات)، ابن إدريس، محمد بن أحمد، المحقق: لجنة التحقيق، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين، قم، (د.ت).
  • النهاية في مجرد الفقه والفتاوی، الطوسي، محمد بن الحسن، دار الكتاب العربي، بیروت، (د.ت).
  • مجمع البحرين، الطريحي، فخر الدين بن محمد، المحقق: حسيني الأشكوري، أحمد، مكتبة المرتضوية، طهران - ایران، 1362ش.
  • قاموس الحرمين الشريفين، نعمتي، محمد رضا، مشعر، طهران - ایران، 1418ه.
  • مرآة الحرمين، صبري باشا، أيوب، المترجم: المنشي، عبد الرسول، مرکز بحوث التراث المكتوب، طهران - ایران، 1382ش.
  • شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام، الفاسي، محمد بن أحمد، المترجم: مقدس، محمد، مشعر، طهران - ایران، 1386ش.
  • الينابيع الفقهية، مرواريد، علي أصغر، بيروت، 1410ه.