ضریح رسول الله
ضریح رسول الله، وهو، عبارة عن جدار نحاسي شبكي، والذي بني حول قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد النبوي بالمدينة المنورة. أجزاء من هذا الضريح مصنوعة من صفر المشغول وأجزاء من الحديد. وتم بناء هذا الضريح عام 888 الهجري. على مر التاريخ، عدة مرات، تم بناء الجدران أو الأسوار حول الحجرة النبوية. ولأول مرة في عمارة الوليد بن عبد الملك، تم بناء الجدار ذا الأضلاع الخمسة حول الحجرة الشريفة. وفيما بعد، مرَّةً في العصر المملوكي، بنى بيبرس جداراً شبكياً حول الحجرة الشريفة (سنة 668هـ)، وأعاد قايتباي بناءها مرة أخرى (سنة 888هـ).
تشكيل الضريح من البداية
وكان قبر النبي يقع في حجرة عائشة أو بيت النبي وعائشة، وهو إحدى الغرف الملحقة بالمسجد النبوي. وبعد وفاة النبي عاشت عائشة في غرفتها ولم يكن هناك حاجز بين مكان إقامتها وقبر النبي(ص). ومع ذلك، في العصورالتالية، إلى جانب عمارة المسجد النبوي، أصبحت الحجرة الشريفة ومنطقة القبر النبوي جزءًا منفصلاً.
أول سور حول قبر الرسول
وفي فترة عمارة الوليد بن عبد الملك قاموا ببناء الجدار ذا الاضلاع الخمسة حول الحجرة الشريفة. ومع بناء هذا الجدار، تم أيضًا وضع جزء من الروضة الشريفة داخل الضريح. وكان شكلها ذا الاضلاع الخمسة حتی لا تشبه الكعبة المشرفة فی بنائها. وكذلك من صلى خلفه إلى القبلة، لأن الجزء الثلاثي كان مساويا لهم، مواجهة القبر لم ینطبق عليهم.
تشكيل المنطقة النهائية للضريح في العصر المملوكي
وفي سنة 668 الهجرية، قام الملك الظاهر بيبرس المملوكي ببناء مقصورة من الخشب بارتفاع 3.5 متر حول الحجرة. وتم بناء هذا الجدار، مستطيل الشكل حول الضريح الرئيسي. كما أدخل مساحة بيت السیدة فاطمة(س) في هذه المقصورة. وكانت حدود هذة المقصورة من الجهة الشمالية تصل إلى محراب التهجد. كما تم بناء ثلاثة أبواب للمقصورة. وقد وضع هذا الضريح في جهة القبلة، شرق الحجرة الشريفة وغربها وبين أسطوانة الوفود والسرير والحارس، بحيث تم وضع نصف هذة الأساطين داخل الضريح. ولكن لم يكن هناك ضريحٌ في الجانب الشمالي منه.
وفي سنة 694 الهجرية، قام الملك العادل زين الدين كتبغا ببناء شباکاً دائراً في المقصورة الخشبية ورفعه حتی وصله بسقف المسجد.
الضريح الذي بني في عهد قايتباي
وفي سنة 888 الهجرية، في عهد قايتباي، أعيد بناء الضریح أو الجدار المحيط بقبر النبي (ص). وقد بنوا هذا الضریح تقلیداً لما أحدثه بيبرس، مع هذا الفارق، أنهم أيضًا، بنوا ضریحاً في شمال الحجرة الشريفة وربطوه بالجزء الشرقي والغربي. وهكذا كان للضريح الجديد أربعة أبواب. وقد ذكر بعض الباحثين أن الضريح الذي اليوم يضم بداخله قبر النبي الأعظم(ص)، هو الذي بني سنة 888 الهجرية بأمر قايتباي.
وبحسب وصف الكعكي في كتاب معالم المدينة المنورة، فإن هناك حائطين حول الحجرة الشریفة. والجدار الخارجي عبارة عن سياج شبكي، على شكل ضريح، وهو يتكون من سیاج خارجي في جهة المواجهة للحجرة الشريفة ومن الحديد في جهات الأخری. ويسمى هذا الجدار الذي على شكل الضریح بالشبَّاک. ويتكون هذا الضریح من ستة وحدات، اثنتان منها موضوعتان في الوسط، أمام قبر النبي(ص) وقبر أبي بكر وعمر. وقدتم عمل دائرة كبيرة كاشارة الي مقابلة الراس النبي الشريف. وهذا هو نفس المكان الشریف الذي يتوقف فيه الناس للتشرف بالزيارة والسلام علی النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا الضريح هو في الواقع الجدار الخارجي للحجرة. ويوجد داخل حدود هذا الضریح، حول قبور النبي والخلفاء، حائط ذو خمسةاضلاع، وهو نفس الحائط الذي بناه عمر بن عبد العزيز حول الحجرة النبوية لأول مرة. ويعرف بالحائط الخُمَاسي.
أبواب الضريح
للحرم النبوي ستة أبواب وهي مایلي:
- الباب الجنوبي: ويسمى "باب التوبة"، وعلیه صفیحة فضية أعلى هذا الباب، کتب علیه تاريخ صنعه سنة 1026هـ.
- الباب الشمالي: ويسمى "باب التهجد".
- الباب الشرقي: ويسمى "باب فاطمة".
- الباب الغربي: ويسمى "باب النبي".
- باب علی یمین المثلث داخل المقصورة.
- باب علی یسار المثلث داخل المقصورة.
الأعمدة الموجودة داخل الضريح
ومن أساطین المسجد النبوي المتبركة، أسطوانة الوفود وأسطوانة الحارس وأسطوانة السرير، وقد وُضعت من زمن بيبرس، في الجزء الداخلي من الضریح. بحيث يكون نصفه داخل الضريح. وبعد إصلاحات قايتباي وبناء مقصورة نحاسیة في الجزء الشمالي من الحجرة الشریفة، حيث دخل فیها أيضا حجرة فاطمة، تم وضع عمود القبر المربع داخل الضريح. وهذا الأمر دفع العلماء إلى الاحتجاج على قايتباي، لأن هذة الأسطوانة المتبركة كانت بعيداً عن متناول زیارة الناس. وبنفس الطريقة تم وضع أسطوانة التهجد الذي كانت تقع في الجزء الشمالي من حدود الضريح، وبوضع الضريح النحاسي في هذا الجزء تم وضعها داخل الضريح. بحيث كان نصفها داخل الضريح.
معرض صور
الهوامش
المنابع
- آثار اسلامي مکة و مدینة، رسول الجعفریان، مشعر.
- عمارة و توسعة المسجد النبوي الشریف عبر التاریخ، ناجي محمد حسن عبدالقادر الانصاري، نادی المدینة المنورة الادبي، 1996م.
- عمارة المسجد النبوي منذ انشائه حتی نهایة العصر المملوکي، محمد هزاع الشهري، قاهرة، مکتبة القاهرة للکتاب، 2001م.
- المدينة المنورة تطورها العمراني و تراثها فی المعماري،صالح لمعي مصطفی، دارالنهضة العربیة، بیروت، 1981م.
- معالم المدینة المنورة بین العمارة و التاریخ، عبدالعزیز بن عبدالرحمن الکعکي، ناشر:مولف، مدینة، 2011م.
- موسوعة مکة المکرمة و المدینة المنورة، احمد زکي الیماني، مؤسسة الفرقان، 1429هـ.
- وفاءالوفا باخبار دارالمصطفی،علي بن عبدالله السمهودي، تحقیق: قاسم السامرائي، ج2، موسسة الفرقان للتراث الاسلامي، 1422هـ -2001م.
- وفاء الوفاء، السمهودي (م.۹۱۱هـ)، ج1، بیروت، دار الکتب العلمیة، ۲۰۰۶م.