مسجد الشجرة(المدینة)
مسجد الشجرة، وهو من المساجد التاريخية بالمدينة المنورة، وأحد مواقيت الخمسة للحج. ويعتبر هذا المكان ميقات أهل المدينة، وكل من أراد الحج أو العمرة عن طريق المدينة. ويقال أنه كان إحرام الرسول صلی الله عليه وآله وسلم في أسفاره للحج والعمرة من هذا المكان. ولهذا المسجد اسماء أُخرى منها: ذُو الْحُلَیفة، مسجد الميقات و آبار علي(ع).
وبحسب قول المؤرخين، فقد تم بناء مسجد الشجرة في عهد خلافة عمر بن الخطاب، وقد تعرض للتدمير والإصلاح والتجديد لعدة مرات. ويقع مسجد الشجرة اليوم على بعد ثلاثة كيلومترات من المدينة المنورة، بجوار طريق المدينة-مكةالسريع، والذي، بالإضافة إلى التطوير الشامل، قد الحقت بالمسجد عدة مبانی للخدمات مثل: الحمامات والنافورة للاستحمام وموقف السيارات والمطاعم والأسواق.
الموقع الجغرافي
مسجد الشجرة هو أحد المساجد التاريخية بالمدينة المنورة ويقع على بعد حوالي ثمانية كيلومترات جنوب هذه المدينة. وكان إحرام الرسول صلی الله عليه وآله وسلم في أسفاره للحج والعمرة من هذاالمسجد. وفي هذا المكان أخذ الإمام علي (ع) آيات البراءة من أبي بكر، الخليفة الأول، وأبلغها إلى المشركين في مكة.
ووفقا لتقريرٍ، يوجد مسجد آخر بنفس الاسم بمكة المكرمة، وهو يعد من أقدم المساجد في تلك المدينة.
تاريخ بناء المسجد
وبحسب رواية من صحيح البخاري، بني المسجد في عهد خلافة عمر بن الخطاب. وقد روى بعض المؤرخين، استنادا إلى الأحاديث والوثائق عن ابن عمر وأنس بن مالك والإمام الصادق (ع)، عن بناء المسجد وواجهته في العقود الأولى الهجرية.
الإصلاح والتجديد في القرن التاسع
وبحسب رواية السمهودي (المؤرخ والمتوفى 911 هـ) فإن جدران المسجد جددت سنة 861 هـ، وبناه على أساسه القديم. وتم تجديده وكانت مساحته من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب حوالي ثمانیة واربعین متراً مربعاً.
الإصلاح والتجديد في القرن الرابع عشر
وقد تهدم المسجد في نهاية القرن الحادي عشر الهجري وجدد بناءه مسلم من أهل الهند في بداية القرن الرابع عشر الهجري بعد الاستئذان من الدولة العثمانية. وقد کتب العياشي في تقرير رحلته الأولى عام 1353هـ، عن هذا المسجد: "بناؤه مستطيل الشكل من اللبن والطین، ومسقوف بخشب النخل والجرید، أما وقد وصلته عنایة المسئولین وبني ووسع وجاءت بنایته روعة مما جعل أنظار الحجاج ترنه إلیه بعد جهله المطبق عندهم، وحتی عندالسکان في المدینة."
الإصلاح والتجديد الأخير
جدد بناء هذا المسجد في عهد مملكة عبد العزيز وبنيت له مئذنة. وكما خصص مالك فهد للمسجد حوالي تسعين ألف متر مربع والخدمات الجانبية مثل موقف السيارات؛ بحيث تبلغ مساحة المسجد - دون مساحة الملحقات الجانبية - حوالي 26 ألف متر مربع.
الموقع الحالي للمسجد
يقع مسجد الشجرة اليوم على بعد 8 كيلو مترات من المدينة، علی طريق المؤدي الی مكة وجدة.[١] الشكل الهندسي للمسجد هو مربع وله أربعة جوانب بمساحة 27000 متر مربع ويستوعب لـ 5000 مصلي. وتبلغ المساحة الكلية للمسجد بالساحات المحيطه به حوالي 290 ألف متر مربع. کما في التطوير الأخيرأيضًا، لتوفیر مستلزمات الحجاج و المعتمرین، قد الحقت بالمسجد عدة مبانی للخدمات مثل: الحمامات والنافورة للاستحمام وموقف السيارات (للمركبات الخفيفة والثقيلة) والمطاعم والأسواق، وقد بلغت التكلفة الاجمالیة للتوسعة 200مليون ريالاً سعودياً.
الاسماء الأُخرى
هذا المكان يشتهر بعدة اسماء مختلفة وهي:
- مسجد الشجرة:وكان في هذا المكان شجرة، كان ينزل تحتها النبي صلى الله عليه وسلم، ویستظل بها ویصلى ویحرم في سفره إلى الحج، وبعد أن بني المسجد في هذا المكان فأطلق عليه مسجد الشجرة نسبة لتلك الشجرة.
وقد ذكر بعض الفقهاء كالشيخ المفيد والسيد المرتضى وأبو الصلاح الحلبي، اسم مسجد الشجرة عند تسمية المواقیت.
- مسجد ذُو الْحُلَیفة: "حليفة" اسم لماء كان موجودٌ في ذلک المكان. وبحسب اعتقاد بعض الفقهاء كابن إدريس والشيخ الصدوق والشيخ الطوسي فإن "ذُوالْحُلَیفة" هو نفس مسجد الشجرة.
- مسجد الميقات: وهذا المكان هو أحد المواقيت التي يحرم فيها الحجاج، ولهذا السبب يعرف بمسجد الميقات.
- مسجد آبار علي(ع): وقد نسب البعض هذه التسمية إلى "الإمام علي" وآخرون نسبه إلى "علي بن دينار" الذي ظهر في هذا الميقات عام 1998م، وحفر الآبار للحجاج. والبعض الآخر اعتبر أن هذة التسمية مشتقة من أسماء أشخاص آخرين.
ميقات الحج
وبحسب قول بعض المؤرخين، عندما كان النبي(ص) يذهب إلى مكة لأداء فريضة الحج، كان يحرم في سفره من هذا المكان إلى الحج.
میقات اهل المدینة
ووفقا للروایات الفقهية، فإن مسجد الشجرة هو أحد مواقیت الحج. كما يعتبر الفقهاء مسجد الشجرة أحد مواقيت الحج الخمسة، ويرون أنه يجب إن یحرم بعض المعتمرين للعمرة المفردة و التمتّع من هذا المكان. ويعتبر عند البعض أن مسجد الشجرة ميقات أهل المدينة، وكل من یقصد مكة المكرمة عن طريق هذه المدينة.
وفي هذا الصدد يطرح سؤال: وهو من أراد الحج عن طريق المدينة، هل یجوز له الإحرام من الجحفة (الميقات الذي في الطريق من المدينة إلى مكة، ويُعرف حسب الأحاديث بميقات أهل الشام)؟ ولایجوز له الإحرام في مسجد الشجرة؟! وقيل رداً على ذلك: بناءاً على رأي مشهور فقهاء الشيعة، أنه لا يجوز لأهل المدينة عدول الإحرام من ميقات مسجد الشجرة، إلى ميقات آخر كالجحفة؛ ولا يجوز الإحرام من الجحفة إلا لمن كان معذوراً (عاجزاً أو مريضاً). وقيل أيضاً: هذا الحكم مختصّ فيمن يخرج من المدينة إلى ذي الحليفة ويمرّ بها ولم يحرم حتی يصل إلى الجحفة؛ وأما إذا لم يمرّوا بذي الحليفة، وخرجوا من طريق آخر، وأتوا إلى ميقات ثاني، فلا إشكال في عملهم؛ لأن تجاوز الميقات عرفاً، لا ينطبق عليهم.
وذلك أن من مر بميقاتين جاز له أن يؤخر إحرامه إلى الثاني منهما على الراجح
بل الظاهر أنّه لو أتى إلى ذي الحليفة ثمّ أراد الرجوع منه والمشي من طريق آخر جاز ،
ويترك طريقا آخر ويذهب إلى ميقات آخر
اما اگر از ذوالحلیفه عبور نکنند و از راه دیگری خارج شوند و به میقاتِ دیگرى بروند، عملشان اشکالی ندارد؛ زیرا تجاوز از میقات، عرفاً بر آن صدق نمیکند.
لأنّ وجوب الإحرام من المواقيت الخمسة مختصّ بمن مرّ عليها، ولا يشمل القادم من طريق آخر لا يمرّ على أحدها
وبالجملة : يستفاد من الأدلّة أن أهل المدينة على قسمين المختار والمريض ، أمّا المختار فلا يجوز له الإحرام إلاّ من مسجد الشجرة ، وأمّا المريض فيجوز له الأمران .
يجوز لأهل المدينة ومن أتاها العدول إلى ميقات آخر كالجحفة أو العقيق ، فعدم جواز التأخير إلى الجحفة إنّما هو إذا مشى من طريق ذي الحليفة ، بل الظاهر أنّه لو أتى إلى ذي الحليفة ثمّ أراد الرجوع منه والمشي من طريق آخر جاز ، بل يجوز أن يعدل عنه من غير رجوع ، فإنّ الذي لايجوز هو التجاوز عن الميقات محلاّ ، وإذا عدل إلى طريق آخر لايكون مجاوزاً وإن كان ذلك وهو في ذي الحليفة ، وما في خبر إبراهيم بن عبد الحميد من المنع عن العدول إذا أتى المدينة ـ مع ضعفه ـ منزّل على الكراهة .
الميقات، وهو يقع في الطريق من المدينة إلى مكة، ويُعرف حسب الأحاديث بميقات أهل الشام.
ميقات أهل المدينة من الجحفة في الحالات الضرورية، مثل المرض وعدم القدرة.
مسجد الشجرة وهو ميقات أهل المدينة، وكل من أراد الحج عن طريق المدينة، ويجوز الإحرام من خارج المسجد محاذياً له من اليسار أو اليمين بأن يجعل القبلة أمامه والمسجد إلى جانبه والأحوط الإحرام من نفس المسجد مع الإمكان. الجنب، والحائض، والنفساء جاز لهم الإحرام حال العبور عن المسجد إذا لم يستلزم الوقوف فيه، بل وجب عليهم حينئذ، ولو لم يمكن لهم بلا وقوف فالجنب مع فقد الماء أو العذر عن استعماله يتيمم للدخول والإحرام في المسجد، وكذا الحائض والنفساء بعد نقائهما، وأما قبل نقائهما فإن لم يمكن لهما الصبر إلى حال النقاء فالاحوط لهما الإحرام خارج المسجد.
الموقع الدقيق للميقات
معرض صور
الهوامش
- ↑ المساجد الأثریة، 1418ق، ص258.
المنابع
- وفاء الوفاء باخبار دار المصطفی، نور الدین علي بن عبدالله السمهودي، تحقیق: قاسم السامرائي، لندن، موسسة الفرقان للتراث الاسلامي،2001م.
- معالم المدینة المنورة بین العمارة و التاریخ، عبدالعزیز الکعکي، بیروت، ناشر: المولف، 2011م.