حج الأنبياء
حج الأنبياء، وهو تقريرٌ للروايات الإسلامية لحج الأنبياء من آدم (ع) إلى محمد (ص). ووفقًا لبعض الأحاديث، فإن جميع الأنبياء قد أدوا فريضة الحج وبعضهم تم تصريح أسمائهم على وجه التحديد لأداء فريضة الحج. ووفقًا للروايات الإسلامية، أن آدم عليه السلام هو أول من بنى الكعبة المشرفة وأدى فريضة الحج بمساعدة جبريل، وبعد ذلك أدى الأنبياء من بعده فريضة الحج. ودمر طوفان نوح الكعبة، ولكن كان الأنبياء من بعد نوح يؤدون فريضة الحج دون معرفة موقع الدقيق للكعبة المشرفة، حتى أعاد النبي إبراهيم(ع) بناء الكعبة. موسى، عيسى، سليمان، داوُد، خضر، يونس، وإلياس من الأنبياء الذين ورد في الروايات الإسلامية ذكر حضورهم في مكة المکرمة للحج.
فضیلته في الروايات
وورد ذكر حج الأنبياء في العديد من الأحاديث في المصادر الإسلامية؛ وفي بعض الكتب الروائية الشاملة، ورد باباً لهذه الروايات تحت عنوان "حج الأنبياء". وقد ورد ذكر بعض هذه الأحاديث ذيل الآية الشريفة التي أعتبرت الكعبة كأول بيت على وجه الأرض﴿إِنَّ أَوَّلَ بَیتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِی بِبَکهَ﴾ ، ورقم آخر، ذيل الآية الشريفة التي عرّفت الكعبة، ﴿الْبَيْتِ الْعَتِيقِ﴾ ، وكما أن بعض الأحاديث الواردة في ذيل الآية الشريفة ﴿وَلِکلِّ أُمَّهٍ جَعَلْنَا مَنسَکا﴾ تعتبر مناسك الحج من المناسك الواجبة لجميع الأمم.
الروايات عن حج الأنبياء
النبي آدم وشِيثْ
وبحسب الروايات ، فبعد هبوط آدم عليه السلام إلى الأرض، كلفه الله ببناء الكعبة وإقامة مراسم الحج. ورُوي عن حج النبي آدم (ع) أنه نزل بعد خروجه من الجنة على جبل صفا، ثم علمه جبرائيل مناسك الحج وأدى آدم جميع أعمال الحج بما في ذلك الطواف، رمي الجمرات، الذبح، الحلق، السعي وطواف النساء. وقد وردت في بعض الروايات نحو 700 حجّة و 300 عمرة لآدم(ع) على الأقدام. وبعد آدم (ع)، أعاد ابنه النبي شيث (ع) بناء الكعبة وأدى مناسك العمرة. واستمر مراسم أداء فريضةالحج بعد آدم بين أبنائه. وقد أهتم الأنبياء من بعده بعناية خاصة لتنظيم الحج.
النبي نوح
أدى النبي نوح (ع) فريضة الحج قبل السيل. وأثناء الطوفان، تم تكليفه بالطواف مع ركّابها حول الكعبة ونقلهم إلى منى. وفي طريق العودة، طافت هذه السفينة حول الكعبة مرة أخرى، وعملوا ركاب السفينة على ظهرها السعي بين الصفا والمروة.
النبي ابراهیم و اسماعیل
وبحسب بعض التقارير، اختفت الكعبة في طوفان نوح(ع). وأدى الأنبياء فريضة الحج دون معرفة موقع الدقيق للكعبة المشرفة. حتى تم تكليف النبي إبراهيم(ع) بإعادة بناء الكعبة وإحياء مناسك الحج. وبعد أن أعاد بناء الكعبة طلب من الله تعالى أن يريه مناسك الحج﴿وَأَرِنَا مَنَاسِکنَا﴾ .[١] وجاء جبرائيل إليه وعلمه مناسك الحج واحدا تلو الآخر. وبعد الأمر بدعوة الناس لأداء فريضة الحج وقف إبراهيم عليه السلام في مكان مرتفع ودعا الناس بصوت عالٍ إلى الحج. وأدى هو وابنه النبي إسماعيل(ع) وجماعة من قبيلة جرهم فريضة الحج. وبعد ذلك، استمر الحج كسنة مقدسة مع مناسك خاصة من الأنبياء الآخرون وأتباعهم.
النبي موسی
بعد النبي إبراهيم وإسماعيل عليهم السلام، أدى أنبياء آخرون فريضة الحج. وكما جاء في روايةٍ أن النبي موسى(ع) مع 70 نبيًا قد حجوا البيت على جمل أحمر، بعد أن مروا بمنطقة "الروحاء" مع التلبية، بذكر "لَبَّيْكَ يَا كَرِيمُ لَبَّيْك" لبسوا الإحرام. وروى ابن عباس عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن سبعين نبياً، منهم موسى عليه السلام، أتوا إلى منى وصلوا في مسجد الخيف.
أنبياء آخرون
بحسب بعض الروايات بدأ النبي عيسى عليه السلام بالحج أو العمرة بقوله "لَبَّيْكَ عَبْدُكَ ابْنُ أَمَتِكَ لَبَّيْكَ". وكما دعا النبي داود(ع) في عرفات عندما رأى موجة كبيرة من حركة الحجاج. وأدى أيضاً النبي سليمان (ع) فريضة الحج مع الجن و الإنس و الطيور وقد غطى الكعبة بقطعة قماش مصرية. وبحسب الروايات، أدى النبي يونس (ع) فريضة الحج بترديد التلبية "لَبَّيْكَ كَشَّافَ الْكُرَبِ الْعِظیمِ لَبَّيْك"، والنبي خضر(ع) وإلياس(ع) يؤدون فريضة الحج كل عام في الموسم المحدد. وفي بعض الروايات، ذُكر أيضًا حج النبي هود(ع) وصالح(ع).
النبي محمد(ص)
مع ظهور الإسلام، تم تشريع مناسك الحج كواحدة من الفرائض الدينية للمسلمين، وأدى النبي محمد(ص) فريضة الحج. ووفقا لبعض الروایات، أدى النبي محمد (ص) عشرين حجة وثلاث عمرات مفردة، وكلها تمت في شهر ذي القعدة. وكان الحج الوحيد للنبي(ص) بعد هجرته في السنة العاشرة للهجرة مع مائة ألف مسلم وكان يُعرف باسم حجة الوداع.
حج جميع الأنبياء في الأحاديث دون ذكر أسمائهم
وقد ورد في بعض الروايات حج الأنبياء دون ذكر أسمائهم. وبحسب بعض الروايات، فإن جميع الأنبياء باستثناء النبي هود(ع) وصالح(ع) فلم يستطيعوا أن يحجوا البيت حيث تشاغلوا بأمر دعوة قومهم.
الهوامش
- ↑ سورة البقرة(2)، الآیة 128؛ ترجمة القرآن (انصاریان)، ص20.
المنابع
- الیماني، احمد زکي، دار السیدة خدیجة بنت خویلد فی مکة المکرمة دراسة تاریخیة للدار و موقعها و عمارتها، لندن، موسسة الفرقان للتراث الإسلامي، 1434هـ.
- ابن جبیر، محمد بن احمد، رحلة ابن جبیر، بیروت، دار و مکتبة الهلال، ب.ت.
- البتنوني، محمد لبیب، الرحلة الحجازیة، قاهرة، ناشر:المولف، 1329هـ.
- الفاسي، محمد بن احمد، العقد الثمين فى تاريخ البلد الأمين، محمد عبدالقادر احمد عطاء، بیروت، دار الكتب العلمية، 1419هـ.
- رفعت پاشا، ابراهیم، مرآة الحرمين، قاهرة، المكتبة الثقافية الدينية،
- السنجاري، علي بن تاج الدین، منائح الكرم فى أخبار مكة و البيت و ولاة الحرم، تصحیح: جمیل عبدالله محمد مصري، جامعه ام القري، معهدالبحوث العلمية و احياءالتراث الاسلامي، 1419هـ.