باب النبي (مسجد الحرام)

مراجعة ١١:٢٦، ١ مايو ٢٠٢٣ بواسطة Hashemi (نقاش | مساهمات) (ويرايش عبارت ها)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)

باب النبي یعد من الابواب التی تقع فی الجانب الشرقي من المسجد الحرام والمدخل الثالث من المداخل القديمة للمسجد الحرام. واصبح معروفا بهذا الاسم بسبب دخول وخروج النبي (ص) الى المسجد من هذا الباب. وقد ورد أسماء أخرى لهذا الباب مثل باب الجنائز وباب الافضلية وباب النساء وباب القَفَص وباب الحَريرين. وتشير تقارير المؤرخين إلى عمليات التصليح واعادة البناء والتغييرات التي جرت خلال مختلف العصور في هذا المجال. وتشير المصادر ايضا الى وجود باب في المسجد النبي والمسجد الأقصى يعرف باسم باب النبي.

سبب التسمية

باب النبي هو المدخل الثالث من المداخل القديمة للـ مسجد الحرام، والذي اشتهر بهذاالاسم في المصادر القديمة بسبب دخول وخروج النبي الاكرم (ص) الى المسجد عندما سكن في منزل السيدة خديجة (س). [١]

أسماء أخرى

وقد اعتبر هذا الباب من الاماكن التي يستجب فيه الدعاء[٢] وخلال العهود التالية وردت اسماء اخرى لهذا الباب مثل: باب الجنائز في مصادر القرن التاسع الهجري بسبب حمل الجنائز من هذا الباب الى الخارج [٣] باب الافضلية بسبب قربها من مدرسة الافضلية [٤] [٥] وباب النساء في مصادر القرن الثالث عشر هجري بسبب تخصيص هذا الباب لدخول النساء [٦] نظرا لوجود سوق امام هذا الباب [٧] لبيع ادوات الزينة وأقمشة الحرير في القرن العاشر الهجري اطلق عليه باب القفص لأنه كانت سلال البائعين التي تحتوي على ادوات الزينة مصفوفة الى جانب هذا الباب. [٨] وايضا كان يطلق عليه باب الحريرين لانه كان يجتمع الى جوار هذا الباب بائعي الحرير [٩].

اول باب في المسجد الحرام

خلال عملية توسعة المسجد الحرام في عهد المهدي العباسي ( 158-169 هـ)، تم لاول مرة بناء باب ذات قبو (المدخل) وعرض سبعة اذرع (حوالي ثلاثة أمتار ونصف) وارتفاع 10 أذرع (حوالي خمسة أمتار) بحيث كان يتم الوصول الى المسجد الحرام من خلال المضي بخمسة سلالم [١٠] وقد اوردت النصوص انه اعتبارا من القرن الخامس الهجري كان هناك مدخلين للباب الا انه لم تذكر زمن اجراء التغييرات فيها. [١١]

اعادة بناء الباب

في عام 825 هـ. واثناء عملية التوسعة في عهد السلطان ابو نصر برسباي المملوكي ( 825-840 هـ)، قام جمال الدين يوسف المعمار بهدم باب النبي بشكل كامل واعاد بناؤه بقبوين وعمود. وقام أيضًا بصنع مصراعين للباب من الخشب الصاج لكل من هذه المداخل. [١٢] وقد تم تزيين واجهة العمود باحجار مصقولة، ومن الداخل باحجار خشنة وقاتمة اللون حتى ارتفاع اربعة اذرع (حوالي مترين). وقاموا بصنع الجزء العلوي من المدخلين على شكل أقواس مخروطية، وتزيين جوانبها بالاحجار الملونة. وتم تصميم منظرا من المحراب باحجار ملونة على العمود. [١٣] ووضعوا احجارا رخامية فوق القبوات نقشت عليها هذه الاية الشريفة:﴿اِنَّمَا یَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ وَ اَقَامَ الصَّلاَةَ وَ آتَی الزَّکَاةَ﴾ (سورة التوبة، 18) وكذلك اسم السلطان المملوكي تقی‌الدین مُقبل قُدَیْدی الذي تولى عملية توسعة الحرم وتاريخ إعادة بنائه. [١٤] هذه النقيشة يحتفظ بها اليوم في متحف الحرم المكي [١٥]. هذا الباب وبسبب صلابته الكبيرة لم يخضع للتغيير و اعادة البناء خلال عهد السلطان سليم الثاني ( 974-982 هـ) والسلطان مراد الثالث ( 982-1003 هـ)، وتم فقط تصليح 24 مقرنصا فوق الباب. [١٦]

تغيير واجهة فوق الباب

في عام 1314 هـ. وفي عهد السلطان عبد الحميد العثماني (1293-1327 هـ) مع ترميم المظهر العام للمسجد الحرام تم تغيير الواجهة فوق الباب وتم تصميم ثلاثة مستطيلات في اعلى الباب، في داخل المستطيل الاوسط، تم نقش ختم السلطان عبد المجيد وتزئينه بماء الذهب و تم كتابة تاريخ اعادة البناء فی اسفله. وتم تزيين المستطيلين في الجانبين بالزخارف الاسلامیة. وفوق هذه المستطيلات كانت هناك نقوش بتصميم الستار تكشف عن العمارة العثمانية في القرن الثاني عشر الى القرن الثالث عشر الهـجري وايضا عن العمارة الاوروبية.[١٧]

عاقبة الباب

في التوسعة الثانية لـ آل سعود (1405-1413 هـ)، تم الحفاظ على هذين المدخلين في نفس الحالة السابقة ومن اجل توسعة المسجد في شرق المسعى تم بناء باب باسم باب النبي مقابل الباب القديم، هذا الباب الجديد له مدخل واحد وفوقه تم بناء قبو نصف دائري. [١٨]

باب النبي في اماكن اخرى

تشير المصادر إلى وجود باب في مسجد النبي (ص) في المدينة المنورة [١٩] و ايضا في المسجد الأقصى في القدس الشريف[٢٠] ،باسم باب النبي. وافاد ناصر خسرو (متوفى 481 هـ)، في تقرير له ولم يُعثر عليه في مصادر اخرى بوجود بابين باسم باب النبي على الجانب الشرقي من المسجد الحرام بحيث الباب الثاني كان له ثلاثة مداخل. [٢١]

الهوامش

  1. اخبار مکة، ازرقي، ج2، ص87-88؛ اخبار مکة، فاکهي، ج2، ص154.
  2. العقد الثمین، ج1، ص243.
  3. شفاء الغرام، ج1، ص313؛ تاریخ مکة المشرفة، ج1، ص156.
  4. نک: اخبار مکة، ازرقي، ج2، ص88، «پاورقی.
  5. قاموس الحرمین، ص54.
  6. التاریخ القویم، ج4، ص422؛ تاریخ عمارة واسماء ابواب المسجد الحرام، ص83؛ نک: اخبار مکة،ازرقي، ج2، ص88، «پاورقی.
  7. اخبار مکة، ازرقي، ج2، ص78؛اخبار مکة، فاکهي، ج2، ص189.
  8. الاعلام باعلام بیت الله الحرام، ص216؛ تاریخ عمارة المسجد الحرام، ص117.
  9. الاعلام باعلام بیت الله الحرام، ص216.
  10. اخبار مکة،ازرقي، ج2، ص78.
  11. سفرنامه ناصر خسرو، ص126؛ رحلة ابن جبیر، ص73؛ رحلةابن بطوطه، ج1، ص377.
  12. اتحاف الوری، ج3، ص599؛ تاریخ عمارة المسجد الحرام، ص118.
  13. اتحاف الوری، ج3، ص598-599؛ تاریخ عمارة و اسماء ابواب المسجد الحرام، ص84.
  14. تاریخ عمارة المسجد الحرام، ص117-118.
  15. تاریخ عمارة واسماء ابواب المسجد الحرام، ص84.
  16. تاریخ عمارة المسجد الحرام، ص117.
  17. تاریخ عمارة المسجد الحرام، ص117-118؛ تاریخ عمارة واسماء ابواب المسجد الحرام، ص86.
  18. موسوعة مکة المکرمة، ج4، ص427.
  19. البلدان، ص81؛ بهجة النفوس، ج1، ص476؛ تاریخ مکة المشرفة، ج1، ص291.
  20. البلدان، ص151.
  21. سفرنامه ناصر خسرو، ص126.

المنابع

  • اتحاف الوری: عمر بن محمد بن فهد (م. 885ق.)، بمحاولة عبدالکریم، مکة، جامعة ام‏ القری، 1408ق؛
  • اخبار مکة: الازرقي (م. 248ق.)، بمحاولة رشدي الصالح، مکة، مکتبة الثقافة، 1415ق؛
  • اخبار مکة: الفاکهي (م. 279ق.)، بمحاولة ابن دهیش، بیروت، دار خضر، 1414ق؛
  • الاعلام باعلام بیت الله الحرام: محمد بن احمد النهروالي (م. 990ق.)، بمحاولة علي محمد، قاهرة، مکتبة الثقافة الدینیة، 1425ق؛
  • البلدان: ابن الفقیه (م. 365ق.)، بمحاولة یوسف الهادي، بیروت، عالم الکتب، 1416ق؛
  • بهجة النفوس و الاسرار: عبدالله محمد المرجاني (م. 699ق.)، بمحاولة محمد شوقي، ریاض، مکتبة الملک فهد، 1425ق؛
  • التاریخ القویم: محمد طاهر الکردي، بمحاولة ابن دهیش، بیروت، دار خضر، 1420ق؛
  • تاریخ عمارة المسجدالحرام: حسین عبدالله باسلامة، جدة، تهامة، 1400ق؛
  • تاریخ مکة المشرفة: محمد ابن الضیاء (م. 854ق.)، بمحاولة علاء و ایمن، بیروت، دار الکتب العلمیة، 1424ق؛
  • رحلة ابن بطوطه: ابن‏ بطوطه (م. 779ق.)، بمحاولة التازي، رباط، المملکة المغربیة، 1417ق؛
  • رحلة ابن جبیر: محمد بن‏ احمد (م. 614ق.)، بیروت، دار مکتبة الهلال، 1986م؛
  • سفرنامه ناصر خسرو: ناصر خسرو (م. 481ق.)، طهران، زوّار، 1381ش؛
  • شفاء الغرام: محمد الفاسي (م. 832ق.)، بمحاولة فئة من العلماء، بیروت، دار الکتب العلمیة، 1421ق؛
  • العقد الثمین في تاریخ البلد الامین: محمد الفاسي (م. 832ق.)، بمحاولة فؤاد سیر، مصر، الرسالة، 1406ق؛
  • قاموس الحرمین الشریفین: محمد رضا النعمتي، مشعر، 1418ق؛
  • موسوعة مکة المکرمة و المدینة المنورة: احمد زکي یماني، مصر، مؤسسة الفرقان، 1429ق.