محراب النبي

محراب النبي،وهو مكان مُصلاه النبي (ص)، ويقع في المسجد النبوي بين منبر النبي وقبره. ولم يكن للمسجد محراب في عهد النبي (ص)، إلى أن في توسعة المسجد النبوي في عهد وليد بن عبد الملك، تم بناء محراب في مكان صلاته.

وقام بَیبَرْس، الحاكم المملوكي في القرن السابع الهجري، ببناء محراب مجوف (منحوت في الحائط) في مكان مُصلاه النبي(ص). والأشرف قايتباي، ملك مصر في القرن التاسع، جدد المسجد وأعاد بناء المحراب الأجوف الذي بقي حتى ما بعد عهد الدولة السعودية.

التاریخ

في عهد النبي (ص) لم يكن هناك محراب على شكل جوف وداخل الجدار في مكان المسجد النبوي حيث كان يصلي.[١] ولم يكن لمُصلاه النبي (ص) علامةٌ إلا أنه بجوار الأسطوانة المعروفة بالمخلّقة.[٢] ولأول مرة في توسعة المسجد النبوي في عهد الوليد بن عبد الملك (حكم 86-96 هـ.)، تم بناء محراب في مكان مُصلاه النبي.[٣]

في العهد المملوكي

على الرغم من أن المصادر التاريخية لم تذکر إعادة بناء المحراب خلال فترة بَیبَرْس بوندغداري (658-676 هـ)، السلطان المملوكي الرابع. ولکن يعتقد بعض الباحثين، من خلال فحص الأدلة التاريخية، أن المحراب الأول بني على شكل المجوف(منحوت في الحائط) في إعادة البناء في عهد بَیبَرْس في المكان الذي صلى فيه النبي (ص)؛ لأنًّ روايات المصادر قبل هذا التاريخ لم تذكر وجود محراب مجوف في مكان مُصلاه النبوي.[٤]

وفي إعادة بناء المسجد النبوي في عهد قايتباي سلطان مصر عام (888 هـ)، بعد حريق بالمسجد النبوي ، أعيد بناء المحراب في مكان مُصلاه النبي. وفي نفس الفترة زخرفت بالرخام ونقشت عليها آيات من القرآن.[٥]

في العهد العثماني

وفي ترميم المسجد النبوي في عهد السلطان عبد المجيد الأول، تم طلاء محراب النبي، الذي بقي من زمن قايتباي، بالذهب. وفي هذه الفترة أيضا حفر الخطاط التركي عبد الله الزهدي آيات من القرآن ونصوصاً وأشعاراً على المحراب.[٦] وفي العهد السعودي، بقي نفس المحراب الذی کان فی عهد قايتباي.[٧]

المکان

بُني محراب النبي في مكان من المسجد النبوي حيث کان هناک یصلى رسول الله(ص). ويقع هذا المحراب بجوار الأسطوانة المعروفة بالمخلّقة[٨] وفي المسافة بين منبر الرسول (ص) وقبره (روضة الشريفة).[٩] وفقًا لقول المؤرخ رسول جعفريان، ليس هناك شك في أن مكان مُصلاه النبي هو المحراب الحالي.

ويوضع المحراب بحيث يضع السجود عليه جبهته في مكان جلوس النبي(ص)، لا على مكان سجوده. ومكان سجود النبي(ص) تحت المحراب.[١٠]

الهوامش

  1. مدینه منوره، ص 80.
  2. التعریف بتاریخ و معالم المسجد النبوي الشریف، ص 162.
  3. آثار اسلامی مکة و مدینة، 1382ش، ص222.
  4. عمارة المسجد النبوي، ص 227.
  5. عمارة المسجد النبوي، ص 342.
  6. المدینة المنورة، ص 118.
  7. تعمیر و توسعه مسجد شریف نبوی در طول تاریخ، ص 182و 183.
  8. المسجد النبوي عبر التاریخ، ص 163.
  9. المسجد النبوي عبر التاریخ، ص 163.
  10. التعریف بتاریخ و معالم المسجد النبوي الشریف، ص 164.

المنابع


  • الطبقات الكبری: محمد ابن سعد بن منیع (م.230ق.)، تحقيق محمد عبدالقادر، بيروت، دار الكتب العلمية، 1410هـ.