عمار وأبوه ياسر وأمه سمية من الفئة المؤمنة حقا ومن هذه النخبة الطاهرة ومن هؤلاء الأصحاب الذين سجلوا بنا أمثلة رائعة کبيره.

قبل الإسلام

قبل الهجرة النبوية بسبع وخمسين سنة في مکة في حي بني مخزوم ولد عمار بن یاسر من أب عربي يمني وهو ياسر بن هامر بن مالك الکناني المذحجي العنسي القحطاني. قدم ياسر من بلاد اليمن من أخويه الحارث والمالك باحثين عن أخ رابع لهم في رحل طويلة شاقة انتهت بهم إلی مکة فرجع الحارث والمالك إلی اليمن فيما ألقی ياسر عصاه بها وحالف أبا حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم فاقترن بسمية بنت خياط من جواري أبي حذيفة ثم أعتقه هذا الأخير بعد أن ولد لهما عمار ومن هنا صار عمار وهو العربي القحطاني مولی لبني مخزوم ولکنهما بقيا مع أبي حذيفة إلی أن مات.

صفاته

کان عمار أدم اللون طوالا جعد الشعر حيث توجد شعرات في مقدم رأسه وفي مؤخره أيضا وما بينهما صلع فيه حبشية مجدع الأنف أشهل العينين لا يعير شيبه بعيد ما بين المنکبين وکان شجاعا قويا ذا فصاحة وبيان ورأي سديد. ومن صفاته أيضا أنه کان طويل الصمت طويل الحزن والکآبة وکان عامة کلامه عائذا بالله من فتنته.

إسلامه

في قصة إسلامه التي وقعت وکان له من العمر أربع وأربعون سنة في دار الأرقم.التي کانت تدعی بدار الإسلام لأنها الدار التي کان يتم فيها إسلام الراغبين باعتناق الدين الجديد يقول عمار: لقيت صهيب بن سنان علی باب دار الأرقم ورسول الله فيها قلقت له ما تريد قال لي ما تريد أنت؟ فقلت أدرت أن أدخل علی محمد فأسمع کلامه قال وأنا أريد ذلك فدخلنا معا فعرض علينا الإسلام فأسلمنا. ثم مکثنا يومنا علی ذلك حتی أمسينا ثم خرجنا ونحن مستخفون.

الإستشهاد

في الوقت الذي مازالت سياط الجلادين تلاحق جسد عمار کانت کلمات البشير النذير محمد بن عبدالله هي الأخری تلاحقه لتکون شفاء له ورحمة، صبرا يا آل ياس فإن موعدکم الجنة ويح ابن سمية! تقتلة الفئة الباغية آخر زادك من الدنيا ضياح لبن. قال رسول الله لعلي عندما ذکر عمارا أما أنه سیشهد معك مشاهد أجرها عظيم وذکرها کثير وثناؤها حسن.

لقد کان عمار راية للحق والهدی فقد ذکر عبدالله بن سلمة رأيت عمار يوم صفين شيخا کبيرا آدم طوالا أخد الحربة بيده ويده ترعد فقال والذي نفسی بیده لقد قاتلت بهذه الراي مع رسول الله ثلاث مرات وهذه الرابعة الذي نفی بيده لو ضربونا حتی یبلغوا بنا سعفات هجر لعرفت أن مصلحتنا علی الحق وأنهم علی الضلالة.