آیة الحج

آية الحج ؛ الآية السابعة والتسعون من سورة آل عمران تحتوي على تشریع وجوب الحج. وفقا لهذه الآية، فإن الحج یعد واجبا على كل من اصبح مستطيعا لاداء هذه الفريضة. ان بعض الآيات الأخرى، مثل الآية 196 من سورة البقرة والآية 27 من سورة الحج تم تسميتهما بآيات الحج. بعض الفقهاء اعتبر الآية بانها عامة وان وجوبها تشمل جميع ابناء البشر حتى غير المسلمين ويعتقدون أن الإسلام هو فقط شرط لصحة اداء الحج. وفقا للهجة الآية ، فان الحج من العبادات التي يجب اداءها عبر الاخلاص وبقصد كسب رضا الله (سبحانه وتعالی).

"وَلِلَّـهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا".

مضمون الآية

وفقا لهذه الآية، جعل الله الحج فريضةً على من يستطيع اداءها وان من يرفض اداء هذه الفريضة ويكفر فان الله غني عن العالمين: فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ۗ وَلِلَّـهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّـهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ. و

الآيات المتعلقة بالحج واركانه و احكامـه عديدة ومنتشرة في السور القرآنية، الا ان الآية المعروفة بـ "آية الحج"، والتي أشار إليها العديد من المفسرين والعلماء بهذاالمعنى ، هي الآية 97 من سورة آل عمران. بالإضافة إلى ذلك ، قام بعض المفسرون والفقهاء بوصف الايتين 196 من سورة البقرة و آیه ۲۷ سوره حجّ.

وفقا لبعض الروايات والاحاديث المنقولة فإن آخر آية نزلت في المدينة المنورة قبل توجه النبي (ص) الى مكة المكرمة لأداء مناسك الحج هي آية الحج. ووفقا لرواية اخرى منقولة فان الاية قد نزلت الى جانب سائر آيات سورة آل عمران في المدينة المنورة في العام الثالث من الهجرة. وان الرسول الاكرم(ص) حتى العام الـ 10 من الهجرةلم يؤدي مناسك الحج .

تعاليم الآية

متى وجب الحج كفريضة؟

يختلف المفسرون حول زمن تشريع وجوب الحج يعتقدالبعض أن وجوب الحج تم تشريعه في زمن إبراهيم(ع)، كما هو المذكور في الآية 27 من سورة الحج. وقد دعا إبراهيم (ع)الناس إلى الحج، واستمر هذاالوجوب حتى فترة البعثة النوبية الشريفة وان الاية: {وَلِلَّهِ عَلَی النَّاسِ حِجُّ البَیتِ} قد اكدت على وجوب هذه الفريضة . والبعض الاخر يعتقد ان السورة الحج مكية وان دلالة الاية وَأَذِّن فِی النَّاسِ بِالحَجِّ في وجوب الحج تعود الى قبل الهجرة. ويرى الاخرون ان بسبب نزول سورة ال عمران والآية وَلِلَّهِ عَلَی النَّاسِ حِجُّ البَیتِ في العام الثالث من الهجرة وتشريع وجوب الحج يرتبط بنفس هذا العام. وعزا البعض أيضا ان نزول الاية 196 من سورة البقرة في السنة السادسة للهجرة أو نزول الآية 96 من سورة ال عمران ادت الى وجوب الحج الا ان العديد من المفسرين يرى ان ان وجوب الحج يعود الى العام العاشر مع نزول الاية 97 من سورة ال عمران او الاية 27 من سورة الحج. كما ان روايات من المعصومين عليهم السلام قد ايدت هذا الكلام. وقد اعتبر البعض ان وجود حرف اللام في (لِلَّهِ} و كلمة {عَلَی} في الاية وَلِلَّهِ عَلَی النَّاسِ حِجُّ البَیتِ وايضا الجملة الاسمية والخبرية لها تؤكد على وجوب الحج.

الذين وجبت عليهم اداء فريضة الحج

وقد اجمع البعض على ان الخطاب عاما في اية الحج، بمعنى أنه يشمل جميع الرجال والنساء والمؤمنين والكفار، لكنه لا يشمل القاصر بسبب عدم تكليف هذه الفريضة عليه. وفقا لرواية فان النبي الاكرم (ص)اعتبر ايضا مخاطبي هذه الاية هم اتباع سائر الاديان وامرهم بأداء فريضة الحج، لكنهم امتنعوا عن ادءها ولهذاالسبب، نزلت الآية 97 من سورة آل عمران {وَمَن کفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِی عَنِ العَالَمِینَ} ويعتقد الفقهاء الشيعة وبعض فقهاء اهل السنة أنه وفقا لهذه الآية، فإن الحج يعد واجبا على الكفار كالمؤمنين، وان الإسلام يعد شرط صحته ليس شرط وجوبه. ويرى الاخر ان فريضة الحج هي عبادة والكفار غير مكلفون باداء العبادات الاسلامية.

الاستطاعة (شرط وجوب الحج)

ان وجوب الحج في هذه الآية وَلِلَّهِ عَلَی النَّاسِ حِجُّ البَیتِ مَنِ استَطَاعَ إِلَیهِ سَبِیلا ، تكون شريطة الاستطاعة هناك خلافات في وجهات النظر بين المفسرين والفقهاء بشان الاستطاعة وهي شرط وجوب الحج ان البعض فسر الاستطاعة القدرة على توفير نفقات السفر والمركب (وسائط النقل) بحيث هناك رواية عن رسول الله(ص) تؤيد هذا الامر .البعض الاخر فسر الاستطاعة بصحة الجسم والقدرة على المشي . كما ان العديد من فقهاء الشيعة وايضا بعض فقهاء اهل السنة يعتبرون ان المقصود من الاستطاعة في الاية هو مقصود عام والذي يشمل الاستطاعة المالية والجسمية والطريق والزمان. كما ان الامام علي(ع) اعتبر ان المقصود من «السبيل» في الاية هو صحة الجسم والنفقات ومركب السفر هناك روايات اخرى من المعصومين (ع)م تؤيد هذا المعنى .

وجوب الحج على الفور

ان بعض المفسرين من اهل السنة اعتبروا ان نزول اية الحج في العام الثالث من الهجرة وعدم اداء النبي الاكرم(ص) الحج حتى العام العاشر من الهجرة هو دليل على عدم وجوب الحج على الفور وقد استدل فقهاء الشيعة والعديد من اهل السنة على وجوب الحج على الفور وفقا لاية الحج واية 196 من سورة البقرة وذلك بعد حصول الاستطاعة وسائر شروط وجوب الحج. هناك ادعاء ايضا بشان الاتفاق بوجهات النظر في هذا المجال.

تكرار الحج

وفقا لاية الحج وسائر الآيات ذات الصلة، فان الحج يكون فريضة على اي انسان لمرة واحدة لان الامر باداء الحج في الايات تدل على تحقق طبيعة الحج وان ذلك يتحقق من خلال الاداء لمرة واحدة اضافة الى الاجماع على هذا الموضوع والذي ادعى البعض ان اجابة رسول الله(ص) على من قاموا بالسؤال في هذا الصدد يؤيد هذا الامر.

معنى «من كفر» في الاية

يرى المفسرون ان المقصود من من كفر في اية الحج هو الشخص الذي ينكر وجوب الحج الا ان من يعتقد بوجوب الحج ولم يؤد هذه الفريضة لا يعتبر كافرا وفقا لاراء بعض المفسرين ان المقصود من من كفر ليس معنى الكفر والخروج عن الاسلام بل بمعنى كفران النعمة لان الامتثال بامر الله سبحانه وتعالى هو الشكر لنعم الله وعدم اطاعته هو كفران النعمة النبي الاكرم(ص) قال في اعقاب اية الحج:ان اي شخص يتمتع بنفقات السفر والمركب ولم يؤد هذه الفريضة فانه سيموت على دين اليهود او النصارى ان البعض قالوا ان معنى هذا الحديث هو التعامل القاسي مع من لم يؤد فريضة الحج وليس بمعنى ان يكون يهوديا او نصرانيا بمعنى الكلمة.

الاخلاص في الحج

وفقا للاية 97 من سورة ال عمران الحج يعد من الحقوق الالهية التي تقع على عاتق العباد: وَلِلَّهِ عَلَی النَّاسِ حِجُّ البَیتِ ويجب على عباد الله اداء فريضة باخلاص لوجه الله سبحانه وتعالى.

الروابط الخارجية

• اية الحج، ممثلية ولي الفقية في شؤون الحج والزيارة
• ايات الحج في القران الكريم، الراسخون
• منتخب احكام الحج، مركز واشنطن للتعليم الاسلامي

منابع

منبع اصلی مقاله: دانشنامه حج و حرمین شریفین مدخل آیه حج.

• احکام القرآن: الجصاص (م.۳۷۰ق.)، به کوشش قمحاوی، بیروت،‌ دار احیاء التراث العربی، ۱۴۰۵ق؛
• ارشاد الاذهان: العلامة الحلی (م ۷۲۶ق.)، به کوشش فارس الحسون، قم، نشر اسلامی، ۱۴۱۰ق؛
• التبیان: الطوسی (م.۴۶۰ق.)، به کوشش العاملی، بیروت،‌ دار احیاء التراث العربی؛
• تذکرة الفقهاء: العلامة الحلی (م.۷۲۶ق.)، قم، آل‌ البیت:، ۱۴۱۴ق؛
• تفسیر ابن کثیر (تفسیر القرآن العظیم): ابن کثیر (م.۷۷۴ق.)، به کوشش شمس الدین، بیروت،‌ دار الکتب العلمیه، ۱۴۱۹ق؛
• التفسیر الکبیر: الفخر الرازی (م.۶۰۶ق.)، قم، دفتر تبلیغات، ۱۴۱۳ق؛
• تفسیر قرطبی (الجامع لأحکام القرآن): القرطبی (م.۶۷۱ق.)، بیروت،‌ دار احیاء التراث العربی، ۱۴۰۵ق؛
• جامع البیان: الطبری (م.۳۱۰ق.)، به کوشش صدقی جمیل، بیروت،‌ دار الفکر، ۱۴۱۵ق؛
• جواهر الکلام: النجفی (م.۱۲۶۶ق.)، به کوشش قوچانی و دیگران، بیروت،‌ دار احیاء التراث العربی؛
• الخلاف: الطوسی (م.۴۶۰ق.)، به کوشش سید علی خراسانی و دیگران، قم، نشر اسلامی، ۱۴۱۸ق؛
• الدر المنثور: السیوطی (م.۹۱۱ق.)، بیروت،‌ دار الکتب العلمیه، ۱۴۲۱ق؛
• روح المعانی: الآلوسی (م.۱۲۷۰ق.)، به کوشش علی عبدالباری، بیروت، ۱۴۱۵ق؛
• روض الجنان: ابوالفتوح رازی (م.۵۵۴ق.)، به کوشش یاحقی و ناصح، مشهد، آستان قدس رضوی، ۱۳۷۵ش؛
• ریاض المسائل: سید علی الطباطبائی (م.۱۲۳۱ق.)، قم، النشر الاسلامی، ۱۴۱۲ق؛
• شرائع الاسلام: المحقق الحلی (م.۶۷۶ق.)، به کوشش سید صادق شیرازی، تهران، استقلال، ۱۴۰۹ق؛
• الکافی: الکلینی (م.۳۲۹ق.)، به کوشش غفاری، تهران،‌ دار الکتب الاسلامیه، ۱۳۷۵ش؛
• کشاف القناع: منصور البهوتی (م.۱۰۵۱ق.)، به کوشش محمد حسن، بیروت،‌ دار الکتب العلمیه، ۱۴۱۸ق؛
• کشف الغطاء: کاشف الغطاء (م.۱۲۲۷ق.)، مهدوی، اصفهان؛
• کنز العرفان فی فقه القرآن: الفاضل المقداد (م.۸۲۶ق.)، به کوشش بهبودی، تهران، مرتضوی، ۱۳۷۳ش؛
• مجمع البیان: الطبرسی (م.۵۴۸ق.)، بیروت،‌ دار المعرفه، ۱۴۰۶ق؛
• المجموع شرح المهذب: النووی (م.۶۷۶ق.)،‌دار الفکر؛
• مسالک الافهام الی تنقیح شرائع الاسلام: الشهید الثانی (م.۹۶۵ق.)، قم، معارف اسلامی، ۱۴۱۶ق؛
• منتهی المطلب: العلامة الحلی (م.۷۲۶ق.)، چاپ سنگی؛
• المنیر: وهبة الزحیلی، بیروت،‌ دارالفکر المعاصر، ۱۴۱۱ق؛
• المیزان: الطباطبایی (م.۱۴۰۲ق.)، بیروت، اعلمی، ۱۳۹۳ق؛
• وسائل الشیعه: الحر العاملی (م.۱۱۰۴ق.)، قم، آل‌ البیت:، ۱۴۱۲ق.