الشعب في اللغة

کتب الجوهري في الصحاح أنّ «الشِعب» بالکسر، هو الطريق في الجبل وجمعها الشعاب.[١] علی رأي ابن منظور في کتابه لسان العرب، «الشعب» ما انفرج بین جبلين ومسیر الماء في بطن من الأرض.[٢]

مکان شعب أبي طالب

تقع مکة في أرض جبلية وبين شعاب کثيرة وحوالي المسجد الحرام ثلاثة شعاب متقاربة وهي شعب أبي طالب، وشعب بني هاشم وشعب بني عامر؛ کان أجداد النبي وقومهم ساکني هذه الشعاب الثلاثة. فوقع شعب أبي طالب جنب جبل الصفا. ولد النبي محمّد في بیت معروف بدار ابن یوسف في شعب أبي طالب الذي بدّلته الخيزران، أم هارون الرشيد العباسي، إلی مسجد یصلّی فیه و جدّد بنائه مکرّرا حتّی جعله السعوديون مکتبة.[٣]

مقاطعة النبي والمسلمين في شعب أبي طالب

کان رسول الله یبلّغ دین الإسلام في مکة وکان عدد أصحابه تکثر فأحسّت أئمة القريش بالخطر واجتمعوا علی أن یکتبوا کتابا یتعاقدون فيه علی المسلمين أن لا ینکحوا إلیهم ولا ینکحوهم، ولا یبیعوهم شیئا ولا یبتاعوا منهم فکتبوا هذا في صحیفة وتعاهدوا علیها. ثمّ علّقوا الصحيفة في جوف الکعبة توکيدا علی أنفسهم؛ کان کاتب الصحيفة منصور بن عکرمة بن عامر. تضيّقت مکة علی المسلمين بعد هذه المقاطعة وانحصروا في شعب أبي طالب وکانت هذه الفترة أشدّ ما لقي رسول الله وأصحابه بمکة واستمرّت لمدة ثلاث سنين.[٤] کان بعض التجار منهم المطعم بن عدي وهشام بن عمرو بن ربيعة یأتون بقليل من الطعام إلی الشعب وأنفق أبو طالب مع خديجة أموالا کثيرة في هذه الفترة ولکن ما زال المسلمون یعاني من جوع حتی أکلوا أوراق الأشجار وقدر ذکر في الأخبار أنّ الکفّار سمعوا أصوات أنين صبيان المسلمين یصرخون من الجوع.[٥]

نقض الصحيفة

بعد ثلاث سنين في الظروف الصعبة، أخبر النبي عمّه أبا طالب بأنّ الله بعث علی الصيحفة الأرضة وقد أکلت الأرضة کلّما کتب الکافرون في صحيفتهم إلّا اسم الله. فخرج أبو طالب من شعبه ومعه بنو هاشم إلی قريش فظنّ الکافرون أنّ الجوع غلب علیهم. ولکن أخبروهم بما قال رسول الله واشترط علیهم أنّه إن کان ما أخبر عنه النبي کاذبا یدفعه إلی قريش لأن یقتلوه؛ ولکن إن کان صادقا انتهت المقاطعة. فقبلت قريش ذلك وفتحوا الصحيفة ووجدوا ما قال أبو طالب صادقا. فخرج المسلمون من الشعب وأسلم یومئذ قوم من سکان مکة.[٦]

مواقع ذات صلة

الهوامش

  1. الصحاح، الجوهري، 1 : 156 .
  2. لسان العرب، ابن منظور، 7 : 126 .
  3. الوافي بالوافيات، صلاح الدين الصفدي، 5 : 242 .
  4. أعيان الشيعة، السيد محسن الأمین، 1 : 335 .
  5. إتحاف الوری بأخبار أمّ القری، عمر بن محمد بن فهد، 1 : 283 .
  6. الصحيح من سيرة النبي الأعظم، العاملي، 2 : 120 و 121 .

المنابع