اهتمام العرب بالتجارة

تقع جزیرة العرب بین بلاد الفارس والروم والإفريقية والبحر الهندي الذي یربطها إلی بلاد الهند؛ هذا الموقع الجغرافي أدّی إلی تشکیل طرق تجارية تواصل بین هذه البلاد في الجزیرة العربية وکانت التجار من البلاد المختلفة تأتي إلی أسواق جزيرة العرب لبیع وشراء بضائعهم. فکان من المعقول للعرب، رجالا ونساءا، أن یکونوا منتفعين من التجارة إما مباشرة بممارسة التجارة أنفسهم أو بالواسطة مثلا بالعمل في القوافل وعرض الخدمات.

سوق عکاظ

عکاظ، هو الأکبر والأوسع والأعم من أسواق العرب. کان العرب وغیرهم من التجار یجمعون فیه لمقاصد التجارية والأدبية والإجتماعية. نتيجة لمختلف الشعب الحاضرة في عکاظ، وجدت أمتعة متوافرة ومتنوعة فیه.کان عکاظ أقیم في واد متّسع وکبیر قرب الطائف في طریقه إلی مکة ومن شوال حتّی نهایة ذي القعدة. في الباقي من السنة، أقیم بشکل اسبوعي کلّ یوم أحد.

کان لکلّ من العرب لهجة خاصة ینطقون بها فکان التهامی والحجازی والنجدی والعراقی والیمامی والیمنی والعمانی یبسط ویعرض لهجته بقرائة أشعاره في عکاظ؛ واختاروا الملوك ممثّل الشعب العربي في عکاظ وأتاه الناس لقصد التزویج والترفيه والمصارعة والتفاخر ونحو ذلك.[١]

سوق مجنة

مجنّة سوق حوالي مکة علی أميال منها وتقع قریبا من جبل یقال له الأصفر؛ عدّ أهالي مکة أرضها من الأراضي الجميلة وذات میاه. بعد انقضاء سوق عکاظ، أتاها العرب لممارسة التجارة وعرض الشعر والمفاخرة. أدّی توافر الأمتعة المختلفة في مجنة، إلی ذکر هذا في الأشعار. کانت مجنة قائمة علی أرض قبیلة کنانة.

أتی قریش وغیرهم من العرب سوق مجنة وعکاظ وذي‌المجاز محرما للحج، لا یأتون شیئا من محرماته. تتلفظ کلمة «مجنّة» بفتح المیم وکسرها.[٢]

ذي المجاز

وقع ذوالمجاز في منی وکانت أرضه قریبة من قبيلة هذيل وهم أهله فورد الأشعار فيه من شعراء قبيلة هذيل أکثر من باقي الشعراء. أتی الحجاج ذا المجاز في بداية ذي الحجة و بعد ما انقشعوا عن سوق مجنة. بقوا في ذي المجاز حتی الیوم الثامن من ذي الحجة. جری فیه أحداث متکثرة من التجارة والتفاخر وطلب ثار ونحوها. [٣]

سببا عن قرب زمانته من بداية الحج، أتوه الحجاج من العرب ممن ذهب إلی مجنة وعکاظ وممن أتی الحجّ خاصة من دون الأسواق قبله؛ وعدّوا ذا المجاز من مواسم الحجّ. [٤]

دومة الجندل

مواقع ذات صلة

الهوامش

المنابع

  1. تهذیب تاریخ ابن عساکر: ۴١۴ - ۴١۵ - بلوغ الأرب، محمود شکري، ١۶٣:٢ .
  2. أخبار مکة، الأزرقي: ١٣٢ .
  3. شرح المواهب، الزرقاني, ٣٠٩:١ .
  4. تهذیب تاریخ ابن عساکر ج۴١۵:۴ .