قبة ام سلمة

مراجعة ٠٧:٥٢، ٦ أغسطس ٢٠٢٠ بواسطة محمدسعيد نجاتي .گروه تاريخ (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)

قبة ام سلمة، هي مسجد یقع فوق جبل الرحمة وتعود تاريخها إلى قبل القرن الخامس الهجري. وتذهب المصادر الی ان مؤسس البناء كان حسين بن سلامة النوبي، أحد حكام اليمن في القرن الرابع الهجري وأجریت عملیات اعادة بناء هذه القبة وترمیمها في فترات تاريخية لاحقة.… وقد تعرضت هذه القبة الی الدمار في القرون الاخیرة حیث لم یبق لها اي اثر في القرن الرابع عشر الهجري.

تاریخ القبة

علی اساس ما ورد في المصادر التاریخیة لما قبل القرن الخامس، كانت هناك قبة ومسجد في منطقة عرفات یقع علی جبل الرحمة. وربما يكون الرّحالة الایرانیة ناصر خسرو (481 هـ) هو اول من أشار الى وجود بناء فوق جبل الرحمة في منتصف القرن الخامس الهجري.

خصوصیات القبة

وصف ناصر خسرو في رحلته المسماة «سفرنامه»، ان هذه القبة الضخمة مكوّنة من اربعة طوابق، وكانت تشعل فیها المصابیح والشموع لیلا ونهارا بحیث یمكن مشاهدة ضوئها من علی بعد مسافة فرسخین.

وقد قدم ابن جبیر وصفا دقيقا لقبة أم سلمة وكتب بأنه كان في وسطها مسجد یتزاحم الناس للصلاة فیه، وكانت حوله ارض مسطحة فسيحة تشرف على عرفات، وكان في جهة القبلة جدار، فیه محاریب منصوبة، یصلي فیه الناس.[١]

موسس البناء

ذكر ناصر خسرو في رحلته، أن بناء قبة ام سلمة كان قد تم في عهد ابن شاددل، وقد قام أمير عدن بدفع ألف دينار الی أمير مكة من اجل الحصول على موافقة للقیام بهذا العمل.[٢]

وبما ان ابن شاددل غير معروف في المصادر التاريخية، وهو مذكور فقط في رحلة ناصر خسرو فأن اسم هذا الشخص قد ینطبق علی حسين بن سلامة النوبي، حاكم الحكومة اليمنية تولی الحكم في الفترة ما بین 402 الی 373 هـ، الذي قدم خدمات اعماریة واسعة في اليمن والحجاز [٣] ، وقد ذكر المؤرخون اليمنيون بأن احد خدماته هو بناء مسجدا فوق جبل الرحمة.[٤]

انتسابها الی ام سلمة

وتشیر بعض المصادر التاریخیة في القرن السادس الی هذا البناء ذكر باسم المسجد او قبة ام سلمة - زوجة النبي، دون ذكر سبب هذه التسمیة.[٥] ویدل علی أن القبة كانت علی الاقل منسوبة في ذلك الوقت الی أم سلمة زوجة النبي (ص). لكن في بعض المصادر في العصور اللاحقة [٦]، اطلق عليها خطأ اسم قبة آدم. بينما نعلم أن قبة آدم كانت تقع في أسفل الجبل.

تخریب القبة واعادة بنائها

هدمت القبة في سنة 798ق. وأعید بناءها مجددا بواسطة السلطان الملك الظاهر سیف الدین برقوق من الممالیك في مصر.[٧]

واعید بناء الجزء الداخلي والخارجي للمبنى ایضا في عام 874 ق.[٨]

الوضع الحالي

ويبدو أن هذا المسجد او هذه القبة قد تعرضت للانهدام في القرون الاخیرة ولم یبق منها اي اثر في القرن الرابع عشر، بحيث ان عبد الله الغازي (المتوفى عام 1365 هـ) لم یشیر ابدا خلال تطرقه الى الاماكن المقدسة المرتبطة بطقوس الحج الی وجود هذا البناء علی جبل الرحمة.

الهوامش

  1. رحلة ابن جبیر، ابن جبیر، محمد بن احمد، ص151.
  2. سفرنامه، ناصر خسرو، 1389ش، 1389ش، ص139.
  3. الحسین بن سلامة النوبی ودوره في تاریخ الیمن الاسلامي»، شمري، محمدکریم، مجلة القادسیة للعلوم الانسانیة، ش13، ص23.
  4. تاریخ الیمن، عمارة الیمنی، عمارة بن علي، 1436ق، ص27؛ تاریخ وصّاب المسمّی الاعتبار في التواریخ والآثار، وصّابي، عبدالرحمان بن عمر، 1435ق، ص36.
  5. رحلة ابن جبیر، ابن جبیر، محمد بن احمد، ص151؛ استبصار في عجائب الامصار، سعد زغلول، ص35.
  6. مجموع فتاوی شیخ الاسلام احمد بن تیمیة، ابن تیمیة، احمد بن عبدالحلیم، 1398ق، ج26، ص133؛ الرحلة العیّاشیة، عیاشي، عبدالله بن محمد، 2006م، ج1، ص319.
  7. شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام، فاسي، محمد بن احمد، 1399م، ج1،ص565 ؛ اِتحاف الوری بأخبار اُمّ القری، ابن فهد، عمربن محمد، ج3، ص406.
  8. اِتحاف الوری باخبار اُمّ القری، ابن فهد، عمربن محمد، ج4، ص515.

المنابع

قالب:برگرفتگی

  • «الحسین بن سلامه النوبی ودوره فی تاریخ الیمن الاسلامی»، شمری، محمدکریم، مجله القادسیه للعلوم الانسانیه، ش13.
  • تاریخ وصّاب المسمّی الاعتبار فی التواریخ والآثار، وصّابی، عبدالرحمان بن عمر، 1435ق/ 2014م.، تحقیق: عبدالله محمد الحبشی، صنعاء: مکتبه الارشاد، چاپ سوم.
  • تاریخ الیمن، عماره الیمنی، عماره بن علی، 1436ق/ 2015م، بیروت: دار الکتب العلمیه.
  • رحله ابن جبیر، ابن جبیر، محمد بن احمد، بیروت: دار صادر.
  • مجموع فتاوی شیخ الاسلام احمد بن تیمیه، ابن تیمیه، احمد بن عبدالحلیم، 1398ق، جمع و ترتیب، عبدالرحمن بن محمد العاصمی، بی‌جا، بی‌نا.
  • شفاء الغرام باخبار البلد الحرام، فاسی، محمد بن احمد، 1999م، تحقیق: ایمن فؤاد سید و مصطفی محمد الذهبی، مکة: مکتبه النهضه الحدیثة، چاپ دوم.
  • اِتحاف الوری باخبار اُمّ القری، ابن فهد، عمربن محمد، تحقیق: فهیم محمد شلتوت، القاهرة، مکتبه الخانجی.