باب الرحمة:ان باب الرحمة كانت أحد أبواب الجانب الغربي للـمسجد النبوي في زمن النبي صلى الله عليه واله سلم، ولا یوجد هناك دلیل خاص لتسمیة هذه الباب بهذا الاسم. اما الاسماء الاخری التي تم اطلاقها علی هذه الباب فهي باب عاتكة وباب السوق. وكان عمر بن عبد العزيز قد وضع سلاسل علی باب الرحمة للحیلولة دون دخول الحیوانات الی المسجد. و كانت آثار هذه السلاسل باقیة على جانبي الباب حتى القرن التاسع الهجري. وخلال عملیة التطویر التي تمت في عهد المهدي العباسي لم يتغير مكان باب الرحمة. وحسب ماأفادت تقارير القرن الثالث فقد كانت هناك آيات من القرآن الكريم منقوشة علی الجهتين الامامیة والخلفیة لهذه الباب. وفي عهد السلطان سليمان العثماني تم أعادة بناء الأبواب الرئيسية للمسجد فیما تم الاحتفاظ بالأبواب الاصلیة. وخلال عملیة التطویر الاولی في العصر السعودي تم الحفاظ على الاثار الباقية من الفترة العثمانية، لكن تم استبدال طرفي الباب وتم وضع ابواب خشبية مزینة بالنحاس المطلي بالذهب مكانها، اما في عملیة التطویر الثانية في السعودية، لم یتم تغيير اي شيء في هيكل باب الرحمة ومكانها.

سبب التسمیة

تقع باب الرحمة على الجدار الغربي وهي أحد المداخل الثلاثة التي خصصت للمسجد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم. [1] ومع ان اسم هذه الباب مشهور ویعرفه الجمیع لكن لا یعرف احد سبب تسمیتها بهذا الاسم . ویشیر السمهودی (م. 911ق.) بانه نظرا للروایة التي ذكرها البخاري حول نزول أمطار الرحمة بدعاء النبي(ص) بناءا علی طلب اعرابي من البادیة [2] دخل المسجد من هذه الباب، ویستنتج بان هذه الباب أصبحت معروفة ًبباب الرحمة لهذا السبب. [3]

الأسماء الاخری من الأسماء الاخری التي كانت تسمی بها هذه الباب هي باب عاتكة لأنها كانت تقع أمام بيت عاتكة بنت عبد الله بن يزيد بن معاوية [4] أو بيت عاتكة بنت عبد المطلب عمة رسول الله (ص) [5]. كما كانت هذه الباب تسمى أيضا بباب السوق. لأنها كانت قريبة من سوق المدينة المنورة.

مكان الباب وضع عمر بن عبد العزيز (الذي حكم في الفترة مابین 99-101ق.) سلاسل علی باب الرحمة للحیلولة دون دخول الحیوانات الی المسجد و كانت آثار هذه السلاسل باقیة على جانبي الباب حتى القرن التاسع الهجري.، ولم یتم تغيیر مكان باب الرحمة خلال عملیة التطویر في زمن المهدي عباسي (ت 158-159 هـ) ولم يتم سوى تعليق ستائر على أبواب المسجد ومنها باب الرحمة. [8]

كتابة وجمل منقوشة علي القسم الداخلي والخارجي للباب تشير تقارير القرن الثالث الى وجود كتابة وجمل نقشت علی القسم الداخلي والخارجي لباب الرحمة. ، حيث كتب على القسم الداخلي بعد البسملة الآيات 285-286 من سورة البقرة: آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا اُنْزِلَ اِلَیْهِ مِنْ رَبِّهِ... . وكتب على قوسها بعد البسملةالأية رقم و129-128 من سورة التوبة: لَقَدْ جَاءَكمْ رَسُولٌ مِنْ اَنْفُسِكمْ عَزِیزٌ... وكذلك جملة:( وصلی الله علی محمد النبی و رحمة الله و بركاته» ، وفي الجزء الخارجي منها ، تم بعد البسملة كتابة الآية 16 من سورة النحل: " اِنَّ اللهَ یَاْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْاِحْسَانِ وَ اِیتَاءِ ذِی الْقُرْبَی...»اضافة الى هذه الجملة: ««امر عبدالله عبدالله امیرالمؤمنین بعمل هذا المسجد»

المسؤول عن اصلاح المسجد

أفاد ابن جبير (توفي عام 614 هـ) بآن الآبواب الرئيسية الاربعة بما في ذلك باب الرحمة كانت مفتوحة ، خلال عصره. [10] وتفيد التقارير أنه عندما أصبح يزد بك التاجي – معمار عصر ظاهر جقمق (حكم: 842-857 هـ) ، راعيًا لإصلاحات المسجد ، قام بآزالة السياج الموجود أمام الباب حيث كان الناس يخلعون أحذيتهم هناك وقام بتسوية المسافة بين السياج وباب الرحمة التي كانت أقل وجعلها بمستوى أرضية المسجد. [11]

إعادة بناء واصلاح الأبواب الرئيسية تم في عام 974 هـ. في عهد السلطان العثماني سليمان القانوني (926-974) ، أعادة بناء اصلاح مداخل الأبواب الرئيسية للمسجد وتم ايضا تسجيل النقوش المكتوبة عليها والتي شملت اسم السلطان وتاريخ البناء. [12] وتم الاحتفاظ بالأبواب السابقة المتعلقة بعصر المماليك التي كانت مصنوعة من خشب الجوز كما تم الاحتفاظ بنقوشها وزخارفها النحاسیة الجمیلة [13]


نقوش القوس

رغم الحفاظ على الأبواب القدیمة المنعلقة بفترة حكم عبدالمجید العثمانی (حكم: 1266-1277ق.) كان القسم الخارجي والداخلي لقوس باب الرحمة منقوش بعد البسملة بالآية 53 من سورة الزمر: قُلْ یَا عِبَادِیَ الَّذِینَ اَسْرَفُوا عَلَی اَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ اِنَّ اللهَ یَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِیعاً اِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ.... والآية 54 من سورة ألانعام: وَ اِذَا جَاءَك الَّذِینَ یُؤْمِنُونَ بِآیَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَیْكمْ كتَبَ رَبُّكمْ عَلَی نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ.....وتحتها ختم عبدالمجید العثماني [14] .وقد كتب علی الجانب الایمن من الباب جملة "يا مفتح الأبواب" و على الجانب الأيسر "افتح لنا خير الباب" [15] فيما كانت جملة "لا إله إلا الله محمد رسول الله" بارزة على حلقة الباب [16].

قبل الدخول كانت هناك مظلة مستطیلة الشكل كتب علی قسمها الامامي وبشكل بارز ایات من القران الكریم مع زخرفة من النباتات. كانت هذه المظلة قائمة علی اربعة اعمدة .[۱۷]


النقوش في العصر السعودي . خلال عملیة التطویر الاولی في العصر السعودي (1370-1375 هـ) ، تم الحفاظ على بقايا الفترة العثمانية وتم وضع خطة لحماية الآثار القديمة ونقوشها من أضرار أشعة الشمس. [18] كما تم استبدال طرفي الباب وتم وضع ابواب خشبية مزینة بالنحاس المطلي بالذهب مكانها ، اما في عملیة التطویر الثانية في السعودية ، لم یتم تغيير اي شيء في هيكل باب الرحمة ومكانها. وفي الحقيقة تم في جميع عمليات التطویر رعاية هذا الامر وهو ان یكون كل في مكانه كما كان في زمن النبي (ص).