انتقل إلى المحتوى

شقّ الصدر

من ويكي‌حج
مراجعة ١١:٢٨، ١١ أكتوبر ٢٠٢٥ بواسطة Heidar (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب'== شقّ الصدر == '''شَقُّ الصَّدر''' يشير إلى المعجزة التي نُسبت إلى النبيّ محمّد {{ص}}، حيث قيل إنّ عدداً من الملائكة شقّوا صدره، وأخرجوا قلبه، وغسلوه وطهّروه ثم أعادوه إلى مكانه. وقد وردت روايات مختلفة عن زمان ومكان وقوع هذه الحادثة، بل يرى بعضهم أنّها تكرّرت في م...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)

شقّ الصدر

شَقُّ الصَّدر يشير إلى المعجزة التي نُسبت إلى النبيّ محمّد قالب:ص، حيث قيل إنّ عدداً من الملائكة شقّوا صدره، وأخرجوا قلبه، وغسلوه وطهّروه ثم أعادوه إلى مكانه. وقد وردت روايات مختلفة عن زمان ومكان وقوع هذه الحادثة، بل يرى بعضهم أنّها تكرّرت في مراحل مختلفة من حياة النبيّ. وقد اختلف العلماء المسلمون من الشيعة وأهل السنّة في صحّة هذه الروايات، إذ إنّ أكثر علماء أهل السنّة قبلوها، في حين ردّها كثير من علماء الشيعة وعدّوها من الموضوعات أو من الإسرائيليات، بينما فسّرها آخرون تفسيراً رمزيّاً وشهوديّاً لا حسّيّاً.

المقدّمة

إحدى الروايات المشهورة في هذا الموضوع روتها حليمة السعديّة، وهي مرضعة النبيّ قالب:ص، حيث قالت إنّه عندما كان محمّد في طفولته في البادية عندها، جاءه رجلان بثياب بيضاء، فأخذاه وشقّا صدره، وأخرجا قلبه، وغسلاه في طَشْتٍ من ذهب، ثم أعاداه إلى مكانه.[١]

وقد وردت قصة شقّ الصدر في العديد من كتب السيرة، والتاريخ، والحديث، والتفسير، بصيغٍ متعددة.[٢] ومن مجموع هذه الروايات يُفهم أنّ حادثة شقّ الصدر وقعت أكثر من مرة في مراحل مختلفة من عمر النبيّ قالب:ص.[٣] وعدّ الرواة هذه القصة من فضائل النبيّ وكراماته، واعتبروا الهدف منها بيان طهارة الرسول وقداسته وعصمته.[٤]

مواقف العلماء

التعارض الموجود في نصوص هذه الروايات جعل العلماء المسلمين يقدّمون آراء مختلفة حول صحّتها.[٥] فقد قال الباحثون إنّ أكثر علماء أهل السنّة قبلوا قصة شقّ الصدر وعدّوها من كمالات النبيّ، بينما رأى معظم علماء الشيعة أنّها مختلقة ومن الإسرائيليات.[٦] كما ذهب بعض العلماء إلى أنّ وقوع هذه الحادثة كان من قبيل التمثّل أو التمثيل البرزخي، وحاولوا تقديم تفسيرٍ عقلانيّ لها.[٧] وبعض علماء الشيعة كالعلاّمة المجلسي قبلوا أصل القصة.[٨]

نقد الروايات

وجّه المحقّقون العديد من الانتقادات إلى روايات شقّ الصدر، منها أنّ هذه الروايات ضعيفة السند، وأنّ بعض رواتها إمّا ضعفاء أو مجهولون.[٩] كما قيل إنّ متون هذه الروايات ضعيفة ومتناقضة فيما بينها.[١٠] وأشار آخرون إلى أنّ هذه القصص تتناقض مع مفهوم العصمة ومع القرآن والعقل.[١١] واعتقد بعض الباحثين أنّ أصل هذه الروايات متأثّر بالأساطير القديمة أو الجاهلية، ويمكن العثور على عناصر مشابهة لها في تلك القصص.[١٢]

ومن النقاط الأخرى المثارة ضدّها وجود اختلافات كبيرة بين نصوص الأحاديث، وقد اعتبر بعضهم هذه الفروقات دليلاً على ضعفها، بينما رأى آخرون أنّها تدلّ على تكرّر الحادثة في أزمنة مختلفة.[١٣] كما صرّح العلّامة الطباطبائي بأنّ هذه القصة من نوع التمثّل البرزخي لا الواقعة الحسية، وردّ غير ذلك من التفاسير.[١٤] وقد فسّر بعض المفسّرين القصة بأنها تمثيلٌ للمعونة الإلهية في تقوية إرادة النبيّ قالب:ص وتطهيره من النقائص والوساوس الشيطانية.[١٥]

  1. وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى، السمهودي، ج۱، ص۲۴۵.
  2. نفس المصدر، ج۱، ص۲۴۶.
  3. البدایة والنهایة، ابن کثیر، ج۳، ص۱۲۹.
  4. دلائل النبوة، البيهقي، ج۲، ص۲۶۰.
  5. مجمع البيان، الطبرسي، ج۱۰، ص۲۵۱.
  6. بحار الأنوار، المجلسي، ج۱۸، ص۳۲۷.
  7. تفسير الميزان، الطباطبائي، ج۱۵، ص۲۴۸.
  8. نفس المصدر، ج۱۸، ص۳۳۱.
  9. ميزان الاعتدال، الذهبي، ج۲، ص۱۱۲.
  10. لسان الميزان، ابن حجر، ج۴، ص۲۱۱.
  11. تفسير القرطبي، ج۱۸، ص۹۷.
  12. القصص الديني في الجاهلية، عبد الحميد يونس، ص۵۲.
  13. السيرة الحلبية، الحلبي، ج۱، ص۲۱۶.
  14. تفسير الميزان، ج۱۵، ص۲۵۰.
  15. تفسير المنار، رشيد رضا، ج۱۲، ص۵۸.