الإمام علي(ع)
الإمام علي(ع) هو الإمام الأوّل للشيعة وزوج السيّدة فاطمة الزهراء(س) ووالد الإمام الحسن(ع) و الإمام الحسين(ع)، والذي يعتقد الشيعة أنّه من جانب الله نال مقام الإمامة والخلافة بعد النبيّ(ص). كان الإمام علي أوّلَ من آمن برسول الإسلام(ص) من الرجال، وصهرَه، وأحد أصحابه المقرّبين. وكان من الشخصيات المؤثّرة في تاريخ صدر الإسلام.
تحدّث الإمام علي(ع) في خطبه ورسائله عن الحجّ و آثاره، واعتبر الحجّ و العمرة من وسائل القرب إلى الله تعالى، ووصفهما بأنّهما مطهّران للذنوب. ومن نظر الإمام، فإنّ الحجّ والعمرة مظهرٌ لتواضع العباد أمام عظمة الله تعالى.
أدّى الإمام علي(ع) الحجّ عدّة مرّات في حياة النبيّ(ص)، ومنها في السنة التاسعة حيث تولّى تبليغ آية البراءة من المشركين في جمع الحجّاج. كما رافق النبيّ(ص) في حجّة الوداع. ولا يُعرف على وجه الدقّة عدد حججه بعد عهد النبيّ، وقد قيل إنّه لم يتمكّن من أداء الحجّ زمن خلافته.
توجد أماكن ومعالم في الحجاز وسائر البلاد الإسلاميّة تُنسب إلى الإمام علي(ع) أو تحمل اسمه؛ منها: دار الإمام علي في المدينة والكوفة، مسجد الإمام علي، آبار علي، وعين الإمام علي. وقبره في مدينة النجف بالعراق من المزارات المهمّة عند الشيعة.
حياته ومكانته
عليّ بن أبي طالب وُلِد في سنة 30 عام الفيل[١] (23 سنة قبل الهجرة) في مكّة وداخل الكعبة[٢]. نشأ منذ طفولته في بيت النبيّ(ص)[٣]، ويُعرف بأنّه أوّل رجل أسلم[٤]. الإمام علي هو زوج السيّدة فاطمة الزهراء(س)[٥] و والد الإمام الحسين(ع)، الإمام الحسن(ع)، السيّدة زينب و السيّد العبّاس.[٦]
في سنة 40 للهجرة، وأثناء صلاة الصبح في مسجد الكوفة، ضَرَبه عبد الرحمن بن ملجم المرادي، أحد الخوارج من النهروان، فمكث ثلاثة أيام جريحًا ثم استُشهد.[٧]
خلافة رسول الله
يعتقد الشيعة أنّ خليفة النبيّ(ص) يجب أن يُعيَّن عن طريق الوحي الإلهي، وأنّ النبيّ من قِبَل الله تعالى عيّن عليّ بن أبي طالب خليفةً بعده وقائدًا للأمّة الإسلاميّة.[٨] ومع ذلك، فإنّ الإمام علي بعد النبيّ مكث خمسًا وعشرين سنة في بيته في عهد الخلفاء الثلاثة الأوائل، ثمّ بعد مقتل عثمان بن عفّان، الخليفة الثالث، بُويع[٩] له بالخلافة[١٠] في سنة 35 للهجرة[١١]. وخلال خلافته التي استمرّت قرابة خمس سنوات، جعل حكم النبيّ نموذجًا لحكومته وقام بإصلاحات.[١٢]
فضائل الإمام علي من كلام النبيّ
ذكر النبيّ(ص) فضائل كثيرة للإمام علي[١٣]، الذي كان من أصحابه وأقرب أنصاره[١٤]. ورُوي عن النبيّ أنّه قال: «لن يفترق علي عن الحقّ ولا الحقّ عن علي».[١٥] شارك علي في جميع غزوات النبيّ إلا غزوة تبوك، حيث أبقاه النبيّ في المدينة نائبًا عنه.[١٦] وقد عُدّ الإمام علي مثالًا كاملًا لتربية النبيّ في الكمالات والفضائل الإنسانيّة،[١٧] كما وُصف بأنّه فريد في التقوى والعبادة.[١٨]
حجّ الإمام علي(ع)
أدّى الإمام علي(ع) الحجّ عدّة مرّات في حياة النبيّ(ص)، ولكن لا يُعرف بدقّة عدد حججه بعد ذلك.[١٩] ووفقًا للتقارير التاريخيّة، كان الإمام علي مع النبيّ(ص) في عمرة القضاء، وهي عمرة أدّاها رسول الله(ص) في السنة السابعة للهجرة مع جماعة من المسلمين.[٢٠]
كما تولّى الإمام علي في حجّ السنة التاسعة من الهجرة تبليغ آيات البراءة إلى الحجّاج[٢١]، وقد عُدّ هذا من فضائله.[٢٢] ومن الملاحظات في حجّ الإمام علي اجتنابه أكل الصيد، وانتفاعه من الأضحية، و اغتسال عند دخول الحرم، والجمع بين صلاتي المغرب والعشاء في مزدلفة.[٢٣]
شارك الإمام علي في حجّة الوداع مع النبيّ(ص)[٢٤]، وفي طريق العودة من هذه الحجّة أعلن النبيّ في غدير خمّ خلافة الإمام علي على الناس.[٢٥]
ويُذكر أنّه لانشغاله بالمعارك الثلاث (الجمل، صفّين، النهروان) لم يتمكّن في فترة خلافته من أداء الحجّ بنفسه ولا من تولّي إمارة الحجّ، ولذلك في سنتي 36 و37 هـ عيّن عبد الله بن عبّاس أميرًا للحجّ، وفي سنتي 38 و39 هـ عيّن عاملَه على مكّة، قثم بن عبّاس، أميرًا للحجّ. ووفقًا لرواية، كان كساء الكعبة يُرسل من العراق في زمنه.
الحجّ في نظر الإمام علي(ع)
تحدّث الإمام علي عن وجوب الحجّ، وحثّ المسلمين على أداء هذه الفريضة. وقد أشار في خطبه ورسائله إلى الآثار الروحيّة والاجتماعيّة والسياسيّة والاقتصاديّة للحجّ، واعتبر الحجّاج والمعتمرين ضيوف الله، ووصف الحجّ والعمرة بأنّهما من طرق القرب إلى الله، ووسيلة لرحمته، وممحاة للفقر، ومطهّرة للذنوب. ورأى أنّ الحجّ مظهر لتواضع العباد أمام عظمة الله تعالى، وشبّه زوّار بيت الله العتيق بالعطاش إلى الماء، وكالحمام الذي يلجأ إليه. ومن وجهة نظره، الحجّ شرف عظيم يمنحه الله لفئة من عباده.
أوصى الإمام علي في وصيّته للإمام الحسن(ع) والإمام الحسين(ع) بألّا يتركوا زيارة بيت الله، لأنّ تركه يجلب البلاء الإلهي. كما كتب إلى واليه على مكّة أمرًا بالاعتناء بشؤون الحجّ والحجّاج، وتأمين حاجاتهم الثقافيّة والرفاهيّة، ومنها توفير السكن مجانًا لهم واستقبالهم بالبشر.
وفي إحدى خطبه، وبعد ذكر بساطة بيت الله الحرام، تحدّث عن خصائص أرض مكّة، واعتبر أنّ اختيار الله لمكان الكعبة في أرض صخريّة قاحلة، لا في منطقة ذات جوّ لطيف ونباتات، إنّما هو ليكون امتحان الحجّ صعبًا وثوابه أعظم.
الأوقاف
طوال حياته، ولا سيّما خلال الخمس والعشرين سنة التي سبقت خلافته، انشغل الإمام علي بحفر الآبار، وإنشاء بساتين النخيل، وإقامة المزارع، ثمّ أوقف جميع هذه الممتلكات للفقراء والمحتاجين. وتشمل أوقافه أكثر من مئة (أو مئة وسبعين) بئرًا في منطقة ينبع، وآبارًا وعيونًا أخرى كثيرة في مناطق مختلفة، خصوصًا في المدينة وضواحيها، إضافةً إلى بساتين ومزارع عديدة.
المزارات المنسوبة للإمام علي(ع)
توجد في البلدان الإسلاميّة أماكن تُنسب إلى الإمام علي وتُعدّ مزارات للمسلمين، ومنها:
- عين الإمام علي (قرب كربلاء)
- دار الإمام علي (الكوفة)
- حوض الإمام علي (كربلاء)
- مقام الإمام علي (كربلاء)
- مسجد پنجه الإمام علي (أربيل)
- المسجد الأزرق (مزار شريف، أفغانستان) وهو مرقد منسوب إلى الإمام علي(ع)
- ↑ الکافی، ج۱، ص۴۵۲.
- ↑ الإرشاد، ج۱، ص۵؛ سیره معصومان، ج۳، ص۴.
- ↑ حیات فکری و سیاسی امامان شیعه، ص۴۸.
- ↑ الإرشاد، ج۱، ص۶.
- ↑ الطبقات الکبری، ج۸، ص۱۶؛ حیات فکری و سیاسی امامان شیعه، ص۴۹.
- ↑ دانشنامه امیرالمؤمنین بر پایه قرآن، حدیث و تاریخ، ج۱، ص۱۲۶ و ص۱۸۵.
- ↑ الإرشاد، ج۱، ص۹؛ الکافی، ج۱، ص۴۵۲.
- ↑ فرق الشیعة، ص۱۷؛ دانشنامه امیرالمؤمنین بر پایه قرآن، حدیث و تاریخ، ج۱، ص۴۹۲ تا ص۵۳۶؛ منشور عقاید امامیّه، ص۱۴۹ و ص۱۵۱.
- ↑ دانشنامه امیرالمؤمنین بر پایه قرآن، حدیث و تاریخ، ج۳، ص۴۴۹.
- ↑ سيری کوتاه در زندگانی ائمه، ص۵.
- ↑ سیاستنامه امام علی، ص۲۳.
- ↑ سيری کوتاه در زندگانی ائمه (ع)، ص۵.
- ↑ دانشنامه امیرالمؤمنین بر پایه قرآن، حدیث و تاریخ، ج۱، ص۴۳۵ تا ص۴۵۷؛ دانشنامه امام امیرالمؤمنین علی بن ابی طالب، ج۱، ص۶۱، ص۶۹ و ص۷۲.
- ↑ سيری کوتاه در زندگانی ائمه(ع)، ص۴ و ۵.
- ↑ سيری کوتاه در زندگانی ائمه(ع)، ص۵.
- ↑ سيری کوتاه در زندگانی ائمه(ع)، ص۵.
- ↑ سيری کوتاه در زندگانی ائمه(ع)، ص۸.
- ↑ سيری کوتاه در زندگانی ائمه(ع)، ص۸.
- ↑ «تدابیر ائمه (ع) در حج»، ص۶۹.
- ↑ أنساب الأشراف، ج۱، ص۳۵۳؛ تفسیر نمونه، ج۲۲، ص۱۰۷.
- ↑ السیرة النبویه، ابن هشام، ج4، ص970-973؛ علل الشرایع، ج1، ص190؛ السیرة النبویه، ابن کثیر، ج4، ص68-69.
- ↑ «تدابیر ائمه (ع) در حج»، ص۷۰.
- ↑ حج الأنبیاء و الائمة علیهم السلام، ص۲۳۳ تا ص۲۳۶.
- ↑ تاریخ یعقوبی، ج2، ص109؛ الکافی، ج4، ص247-248؛ التهذیب، ج5، ص227.
- ↑ الإرشاد، ج۱، ص۱۷۰ تا ۱۷۶؛ زندگانى اميرمؤمنان امام على بن أبیطالب(ع)، ص۴۳.