مستخدم:A.yasin/الملعب 4
مسجد أبي بن كعب أو مسجد بني جُديلة (بني حُديلة) أو مسجد البقيع؛ هو أحد المساجد القديمة في المدينة المنورة، والذي بني في مكان صلاة النبي (ص)، لكنه غير موجود اليوم. وكان هذا المسجد يقع داخل مقبرة البقيع غربي قبور أمهات المؤمنين وقبر عقيل. ووفقاً لبعض الأخبار فقد تم بناء هذا المسجد في عهد عمر بن عبد العزيز والي المدينة المنورة، لكنه تعرض للدمار في القرنين الثامن والتاسع الهجريين. وفي عهد الحكومة العثمانية أعيد بناء هذا المسجد، إلا أنه تعرض للدمار مرة أخرى فيما بعد، ولا يوجد له اليوم أي أثر داخل مقبرة البقيع.
مكان المسجد
كان هذا المسجد يقع إلى جهة الغرب من قبور أمهات المؤمنين وقبر عقيل بالبقيع.[١] وفي المصادر القديمة ذُكر موقع المسجد على الجانب الأيمن من مدخل البقيع. لكن المقصود من باب المدخل غير الباب الحالي الذي بني في العصر السعودي، بل الباب الذي كان يقع شمال الباب الحالي قرب قبور عمات النبي.[٢]
بيت أبي بن كعب
كان هذا المسجد في الأصل منزل أبي بن كعب، ثم تم تحويله إلى مسجد، وبعد ذلك صار ضمن منطقة مقبرة البقيع. وفي رواية أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يميل إلى الصلاة في هذا المكان وصلى فيه مراراً.[٣]
وكان هذا المسجد يقع في حي بني حديلة أو بني جديلة،[٤] وسمّي هذا المسجد أيضًا بهذه الأسماء.
تاريخ البناء
ورد اسم المسجد في المصادر التاريخية القديمة للمدينة المنورة. لكن الأخبار المنقولة من القرنين الثامن والتاسع تظهر أن هذا المسجد قد تعرض للدمار. وقد ذكر السمهودي (م 911) اسم هذا المسجد من بين المساجد التي يُعرف موقعها بالإجمال؛ ولكن لا يوجد أثر لها. وينقل عن المطري (741هـ) أن هذا المسجد كان على حاله في زمانه. وبحسب السمهودي فإن مسجد أبي بن كعب كان يقع غرب قبر عقيل وقبور أمهات المؤمنين. ولم يبق من ذلك المسجد في زمانه إلا عمود واحد. وفي اعتقاد السمهودي فإن بقايا المبنى تشير إلى أن هذا المسجد بني في عهد عمر بن عبد العزيز.[٥]
القرن الرابع عشر
ذكر بعض المؤرخين وجود هذا المسجد في فترات لاحقة. وبحسب إبراهيم رفعت باشا في مرآة الحرمين، فقد أعيد بناء هذا المسجد في عهد الحكم العثماني. وقد بنى العثمانيون بناء قوياً ومحراباً له.[٦] وكتابه هو نتيجة رحلة الحج التي قام بها بين عامي 1318 و1325هـ (1907-1901م).[٧]
ونقل ياسين أحمد الخياري (1380هـ/1960م) نفس العبارة من كتاب «مرآة الحرمين».[٨] يقول في الكتاب الذي كتبه عام 1380هـ : "هذا المسجد اليوم هو نفس المبنى الذي يقع داخل سور البقيع على الجانب الأيمن، والله أعلم".[٨] كما رأى العياشي هذا المسجد في أواخر القرن الرابع عشر وذكره. ويصرح بأن الحكومة التركية قامت ببناء الجدار الغربي لهذا المسجد داخل البقيع على الجانب الأيمن من الباب الشمالي. وفي عهده تعرض هذا المسجد للدمار.[٩]
الوضع الحالي
إنّ المسجد غير موجود في أيامنا هذه، ومكانه أرض خالية. ويقال إن مكان هذا المسجد اليوم يقع شرقي السقيفة التي تكون عن يمين الداخل من باب البقيع.[١٠] وبحسب ما ذكره (الكعكي) فإن المسافة بين موقع مسجد أبي وسور البقيع الحديث 16 متراً، وبعده عن قبور أمهات المؤمنين 14.5 متراً، وبعده عن قبور أهل البيت هو 38.5 متراً.[١١]
لا يوجد أثر لهذا المسجد في الوقت الحالي. ويذكر عبيد الله بن محمد أمين الكردي، الذي كتب تعليقة على كتاب معالم المدينة النورة للخياري المطبوع عام 1410هـ ، ويكتب في الحاشية أن: "مسجد أبي بن كعب قد تهدم، ولا أثر له".[٨]
الهوامش
- ↑ المعالم المدینه بین العماره و التاریخ، جزء4، مجلد2، ص 633
- ↑ المعالم المدینه المنوره بین العماره و التاریخ، جزء 4، مجلد2، ص 637
- ↑ تاریخ المدینه المنوره، ج۱ ، ص64.
- ↑ تاریخ المدینه المنوره، ج1، ص 64
- ↑ وفاء الوفاء، ج۳، ص۲۱۱
- ↑ مرآة الحرمین، ج۱، ص ۴۲۰
- ↑ مراة الحرمین،ج، ص ۳
- ↑ ٨٫٠ ٨٫١ ٨٫٢ تاریخ معالم المدینه المنوره قدیما و حدیثا، ص ۲۰۳
- ↑ المدینه بین الماضی و الحاضر، ص ۱۶۹
- ↑ المعالم المدینه بین العماره و التاریخ، جزء 4، مجلد2، ص 629-630
- ↑ المعالم المدینه المنوره بین العماره و التاریخ، الجزء ۴، مجلد۲، ص ۶۳۸
المنابع
- تاریخ المدینة المنورة'، ابن شبه نمیری (م.۲۶۲ق)، قم، دارالفکر، 1410.
- تاریخ معالم المدینة المنورة قدیما و حدیثا، سید احمد یاسین خیاری، ریاض، الامانة العامة للاحتفال بمرور مائة عام علی تاسیس المملکة العربیة السعودیة، ۱۴۱۹ / ۱۹۹۹م.
- مرآة الحرمین، ابراهیم رفعت پاشا، قاهره، دارالکتب المصریه، 1925.
- المعالم المدینه المنوره بین العماره و التاریخ، عبدالعزیز کعکی، بیروت، ناشر:مولف، ۲۰۱۱
- المدینه بین الماضی و الحاضر، ابراهیم بن علی العیاشی، مدینه، المکتبه العلمیه، ۱۹۷۲م.
- وفاء الوفا باخبار دار المصطفی، نورالدین علی بن عبدالله السمهودی، تحقیق و تقدیم قاسم السامرائی، لندن، موسسه الفرقان للتراث الاسلامی، ۱۴۲۲ق. / ۲۰۰۱م.