الحجر الأسود
یقع الحجر الأسود في الرکن الشرقي من الکعبة یسمّی بالرکن الحجري، وارتفاعه من الأرض متر ونصف متر.
جعل الحجر الأسود في الکعبة
علی ما روی القرآن الکريم والأحاديث، أمر الله نبيه إبراهيم أن یبني الکعبة ویساعده ابنه إسماعيل؛ عندما وصلا إلی الرکن الشرقي من جدار الکعبة من ارتفاع ذرعان وثلثا ذراع مقابل زمزم، سأل إبراهيم ابنه لحجر یکون علما للناس فيبتدئون منه الطواف ولم یجد إسماعيل حجرا مناسبا لهذا الموضع فأرسل الله حجرا بین یدي إبراهيم أعجبهما وهو الحجر الأسود فجعله في جدار الکعبة.(3)
جعل الحجر الأسود في مکانه بعد انهدام الکعبة
خمسة وثلاثون سنة بعد عام الفيل، حدث سيل عظيم في مکة وتهدّم بناء الکعبة؛ فقرّر کبراء قريش إعادة بنائها وبدئوا بهذا حتی ارتفع البناء إلی قامة الرجل وآن أن یضعوا الحجر الأسود في مکانه من الرکن. اختلفت کبراء کلّ قبيلة حینئذ في الشخص الذي یضعه في مکانه وینال هذا الشرف العظيم؛ عظم النزاع حتی کادت الحرب أن تنشب بينهم فقام أبو أمية بن المغيرة المخزومي وهو أسنّ أهل مکة وأراد أن یمنع وقوع القتال فاقترح أن یترکوا الشرّ والحسد والإختلاف وأن یحکموا بين أنفسهم أول من یطلع علیهم من باب الصفا هو الذي یجعل الحجر في مکانه. (5) فرضی الجميع وأخذوا ینظرون إی باب الصفا وإذا دخل محمّد بن عبدالله ولم یکن یبعث بالرسالة بعد. سءلوه شيوخ قريش أن یحکم بینهم فطلب محمدّ ثوبا فأتوا بالثوب ونشره بیدیه ورفع حجر الأسود وجعله في وسط الثوب. ثمّ سئلهم أن یأخذ کبير کلّ قبيلة بطرف من الثوب فتقدّم کبراؤهم وأخذوا بأطراف الثوب فأمرهم محمّد أن یحملوا الحجر إلی ما یحاذي موضعه في جدار الکعبة ثمّ رفع بنفسه الحجر ووضعه في الرکن. هکذا انحسم الخلاف بینهم ورضي الجميع واستمرّوا بإعادة باقي بناء الکعبة. (6)
إعتداء القرامطة علی الحجر الأسود
کان الحجر الأسود محترما في طوال الزمان ولم یعتد أحد علی حرمته ومکانته ولکن في زمن حکومة القرامطة بزعامة أبوطاهر القرمطي، وفي سنة 317 هـ. دخلوا مکة في یوم التروية ونهبوها وقتلوا الحجاج وقلعوا الحجر الأسود فحملوه معهم إلی الإحساء. کان غرضهم من هذا تحویل الحجّ من مکة إلی الإحساء وجرّ الناس إلی بلدهم وبقي عندهم اثنتين وعشرين سنة. کلّما حاول الخلفاء وزعماء القبائل بردّه إلی مکة فشلوا حتی توسط الشريف أبو علی عمر بن یحیی العلوي بین الخليفة المطيع لله والقرامطة، فأقبلوا ردّه وجاؤوا به إلی الکوفة وعلّقوه علی الأسطوانة السابعة من أساطين الجامع، ثمّ حملوه إلی مکة ووضعوه في مکانه بشهر ذي القعدة من سنة 339 هـ. وصنع له طوقان من فضة وأحکموا بنائه. (7)
الحجر الأسود في الروايات
هناك روايات عن رسول الله واهل بيته حول الحجر الأسود توضّح وجوهه المختلفة؛ روي أنّه کان أشدّ بیاضا من اللبن فاسودّّّ من خطايا الناس وأنّه لولا کانت ممسوسا بالذنوب الجاهلية، کان یشفي کلّ ذي عاهة. (13) روي أیضا أنّ الله تعالی عندما أخذ من بني آدم ميثاقا علي ربوبيته، التقم الحجر الأسود ذلك الميثاق. (15) وأنّ للحجر لسانا فصيحا يوم القيامة یشهد لمن وافی بالميثاق. (16) وقيل بأنّ الحجر الأسود ومقام إبراهيم جوهرتان من جوهر الجنة. (25)