زيارة حمزة وشهداء أحد
زيارة حمزة وشهداء أحد، عمل مستحبّ برأي أکثر المذاهب الإسلامية، یأتي فيها الزائر قبور حمزة ابن عبد المطلب، عمّ رسول الله، وشهداء غزوة أحد، ویسلّم علیهم. روي أنّ رسول الله، کان یزور قبور شهداء أحد ویأمر بزیارتهم. قتل عدید من المسلمين في غزوة أحد بعد ما ترکوا بعض الجنديين مکانتهم وفاز المشرکين الحرب.
غزوة أحد
وقعت غزوة أحُد في السنة الثالثة بعد الهجرة بین المسلمین ومشرکي مکة في السفح الجنوبي من جبل أُحد. کان جیش المسلمين یفوز الحرب ولکن هُزّم بعد ما ترك بعض المسلمین مکانتهم لأجل جمع الغنائم. قتل عدید من المسلمين في هذه الغزوة منهم عمّ رسول الله، حمزة بن عبد المطلب، الذین دفنوا في سفح الجبل بأمر رسول الله. روي أنّ رسول الله کان یحبّ حمزة حبّا وسمّاه بعد شهادته بسيد الشهداء.[١]
الحکم الفقهي
روي أنّ رسول الله کان یزور مقبرة شهداء أحد کثیرا وکذا فعلت بنته فاطمة بعد وفاته وکان المسلمون بأمر رسول الله وتبعا لسیرته، یداومون علی زیارة شهداء أحد وحمزة بالخصوص. بانت أهمّية زیارته إلی نقطة نقل عن رسول الله أنّه قال: «من زارني ولم يزر عمّي فقد جفاني.»[٢]
فیعتقد علماء أکثر المذاهب الإسلامية أنّ زیارة حمزة وشهداء أحد مستحبّ ویترتّب علیها الثواب. [٣]
زيارة حمزة
أخبر النووي أنّ الأفضل في زیارة قبور شهداء إحد هو یوم الخمیس وأن یبدأ الزائر بمزار حمزة.
المروي عن أئمة الشیعة في زیارة حمزة هکذا:
«اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَمَّ رَسوُلِ اللهِ وَخَيْرَ الشُّهَدآءِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَسَدَ اللهِ وَاَسَدَ رَسوُلِهِ اَشْهَدُ اَنَّكَ جاهَدْتَ فىِ اللهِ وَنَصَحْتَ لِرَسوُلِ اللهِ وَجُدتَ بِنَفِسْكَ وَطَلَبْتَ ما عِنْدَ اللهِ وَرَغِبْتَ فيما وَعَدَ اللهُ.»
بعد ذلك، یصلّي رکعتين مستقبلا نحو القبلة ویقول هکذا بعد صلاته:
«اَللّهُمَّ صَـِلّ عَلى مُحَمَّد وَعَلى اَهْلِ بَيْتِهِ اَللّهُمَّ اِنّي تَعَرَّضْتُ لِرَحْمَتِكَ بلِزُوُقي بِقَبْرِ عَمّ نَبِيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلى اَهْلِ بَيْتِهِ لِتُجيَرني مِنْ نِقْمَتِكَ وَسَخَطِكَ وَمَقْتِكَ وَمِنَ الزَّلَلِ في يَوْم تَكْثُرُ فيهِ الْمَعَرّاتُ وَاْلأَصْواتُ وَتَشْتَغِلُ كُـِلّ نَفْس بِما قَدَّمَتْ وَتُجادِلُ كُِلّ نَفْس عَنْ نَفْسِها فَاِنْ تَرْحَمْنِي الْيَوْمَ فَلا خَوْفٌ عَلَيَّ وَلا حُزْنٌ وَاِنْ تُعاقِبْ فَمْولايَ لَـهُ الْقُدْرَةُ عَلى عَبْدِهِ اَللّهُمَّ فَلا تُخَيَّبْني الْيَوْمَ وَلا تَصْرِفْني بِغَيِرْ حاجَتي فَقَدْ لَزِقْتُ بِقَبْرِ عَمِّ نَبِيِّكَ وَتَقَرَّبْتُ بِهِ إِلَيْكَ اِبْتغآءَ مَرْضاتِكَ وَرَجآءَ رَحْمَتِكَ فَتَقَبَّلْ مِنّي وَعُدْ بِحِلمْكَ عَلى جِهْلي وَبِرَأفَتِكَ عَلى جِنايَةِ نَفَسي فَقَدْ عَظُمَ جُرْمي وَما اَخافُ اَنْ تَظْلمَني وَلِكنْ اَخافُ سُوءَ الْحِسابِ فَانْظُرِ الْيَوْمَ إِلى تَقَلَّبُي عَلى قَبْرَ عَمِّ نَبِيّكَ صَلَواتُكَ عَلى مُحَمَّد وَاَهْلِ بَيْتِه فَبِهِمْ فُكَّني وَلا تُخَيِّب سَعْي وَلا يَهوُنَنَّ عَلَيْكَ اِبْتَهالي وَلا يَحْجُبُ مِنْكَ صَوْتي وَلا تَقَلْبِني بِغَيْرِ قَضآءِ حَوآئِجي يا غِياثَ كُـِلّ مَكرْوُب وَمَحْزوُن يا مُفَّرِجَ عَنِ المَلهْوُفِ الحَيْرانِ الْغَريبِ الْغَريقِ الْمُشْرِفِ عَلىَ الْهَلَكَةِ صَـِلّ عَلى مُحَمَّد وَاَهْلِ بَيْتِهِ الطّاهِرينَ وَانْظُرْ اِلَىَّ نَظْرَةً لا اَشْقى بَعْدَها اَبَداً وَارْحَمْ تَضَرُّعي وَغُرْبَتي وَانْفَرادي فَقَدْ رَجَوْتُ رِضاكَ وَتَحرّيْتُ الْخَيْرَ الّذَي لا يُعْطيهِ اَحَدٌ سِواكَ وَلا تَرُدَّ اَمَلي.» [٤]
زيارة باقي شهداء أحد
یستحبّ زیارة الباقي من شهداء أحد أیضا؛ روي عن الإمام الصادق أنّ رسول الله کان یأتي قبور شهداء أحد و یقول هکذا:
«السلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار.»[٥]