أسطوانة المخلقة
أسطوانة المُخَلَّقة، هي إحدى أساطين المسجد النبوي، وهي أقرب أسطوانة من محراب النبي (ص)، وهو المكان الذي كان يوضع فيه البخور لتطييب المسجد النبوي. وبعد تحويل القبلة في السنة الثانية للهجرة، كان النبي (ص) يصلي قدّام هذه الأسطوانة لفترة من الزمن، وبسبب ذلك أطلق عليها "أسطوانة العَلَم" حيث كان علامة لمحل صلاة النبي.
ورد في المصادر التأكيد على التبرك بهذه الأسطوانة واستجابة الدعاء عندها. ونُقل أيضًا أن الإمام الرضا (ع) صلّي عندها ستّ أو ثمان ركعات.
موقع أسطوانة المُخَلَّقة
"المُخَلَّقة" هي أقرب أسطوانة من محراب صلاة رسول الله (ص)، وتتصل به من الغرب،[١] واليوم متقدمة عن محلها الأصلي بقليل،[٢] وقد كتب في أعلاها في دائرة خضراء بخط ذهبي "أسطوانة المُخَلَّقة".[٣]
المفهوم
"مخلّقة" من "الخَلُوقُ" أو "الخِلاقُ" تعني الرائحة الطيبة، وهو نوع من الطيب يتخذ من الزعفران.[٤] وأُطلق على هذة الأسطوانة اسم " مُخلَّقة" لأنّه كانوا يطلونها بالخلوق، أو يجمرون عليها العود.[٥]
التاريخ
ووردت عدة روايات عن أوّل من قام بتطييب المسجد، وهو كما يلي:
- يُقال إنّ أول من طيّب المسجد النبوي هي زوجة عثمان بن مظعون، حيث تفل عثمان في المسجد، فغسلته زوجه ثم خلّقته.[٦]
- ورد عن جابر بن عبد الله الأنصاري أن أول من خلّق المسجد النبوي هو عثمان بن عفان.[٧]
- روي أنّ عمر بن عبد العزيز (حكم 99 - 101هـ.) أثناء حكم بني أمية، وخيزران، والدة هارون الرشيد، عام 170 للهجرة في دولة العباسيين،[٨] قاما بتعطير مسجد النبي.[٩] فربما منذ ذلك الزمان أصبح تطييب المسجد أمرا شائعا.
أسطوانة العَلَم
بعد تغيير القبلة في السنة الثانية للهجرة، كان النبي (ص) يقف أمام هذه الأسطوانة لبضعة أيام خلال الصلاة. ثم صلى في المحراب الحالي المعروف بمحراب النبي(ص)، فوقعت الأسطوانة -والتي هی أقرب أسطوانة إلى المصلّى- خلف المحراب. وكانوا يسمونها أسطوانة العَلَم، وهي إشارة إلى مصلى النبي.[١٠] ويعتقد بعض المؤرخين أن هذة الأسطوانة هي نفس أسطوانة التوبة،[١١] ولكن الواقدي اعتبرهما أسطوانتين منفصلتين.[١٢]
فضيلة أسطوانة المُخَلَّقة
وتعتبر أسطوانة المُخَلَّقة أحد الأماكن التي يستجاب الدعاء عندها.[١٣] وبحسب رواية، فإن سلمة بن الأكوع -وهو من الصحابة ومن رواة الحديث النبوي- كان يفضّل الصلاة بالقرب من هذة الأسطوانة، وعندما سألوه عن سبب ذلك قال إنّی رأيت رسول الله يتحرّى الصلاة عندها.[١٤] [١٥]
وبحسب روايات الشيعة فإن الإمام الرضا (ع) جاء إلى قبر النبي(ص) أثناء رحلة العمرة وصلى ست أو ثمان ركعات عند أسطوانة المُخَلَّقة.[١٦] وورد استحباب التبرك بهذة الأسطوانة.[١٧]
مواقع ذات صلة
الهوامش
- ↑ موسوعة مكة المكرمة، ج2، ص435.
- ↑ تاريخ و آثار اسلامي، ص191.
- ↑ تاريخ و آثار اسلامي، ص191؛ موسوعة مکة المکرمة، ج2، ص435.
- ↑ لسان العرب، ج10، ص91، «خلق».
- ↑ تاريخ و آثار اسلامي، ص191.
- ↑ الدرة الثمينة، ص100.
- ↑ الدرة الثمينة، ص100؛ موسوعة مکة المکرمة، ج2، ص436.
- ↑ موسوعة مکة المکرمة، ج2، ص436.
- ↑ وفاءالوفا، ج1، ص350
- ↑ المسجد النبوي، ص۵۰؛ وفاءالوفا، ج2، ص174.
- ↑ سبل الهدي، ج5، ص8؛ السيرة الحلبية، ج2، ص664.
- ↑ المغازي، ج2، ص507.
- ↑ سبل الهدي، ج3، ص322.
- ↑ مسند احمد، ج4، ص48؛ صحيح البخاري، ج1، ص127.
- ↑ وفاءالوفا، ج2، ص 174
- ↑ وسائل الشيعه، ج5، ص161؛ ج14، ص359؛ بحار الانوار، ج80، ص314.
- ↑ الغدير، ج5، ص124.
المنابع
- بحار الأنوار، المجلسي (و.1111هـ.)، بيروت، دار أحيا التراث العربي، 1403هـ.
- تاريخ و آثار اسلامي مکة مکرمة و مدينة منورة، اصغر قائدان، مشعر، 1386ش.
- تاريخ المدينة المنورة، ابن شبّة(262هـ.)، قم، دار الفكر، 1368ش.
- الدرة الثمينة في اخبار المدينة، محمد بن محمود النجار (م.643هـ.)، تصحيح: صلاح الدين، مرکز بحوث و دراسات المدينة، 1427هـ.
- سبل الهدي والرشاد، محمد بن يوسف الصالحي (ت 942هـ)، بجهود عادل أحمد وعلي محمد، بيروت، دار الكتاب العالمية، 1414هـ.
- السيرة الحلبية، الحلبي (1044هـ)، بيروت، دار المعرفة، 1400هـ.
- صحيح البخاري، البخاري (256هـ)، بيروت، دار الفكر، 1401هـ.
- الغدير، الاميني (م.1390هـ.)، بيروت، دار الکتاب العربي، 1397هـ.
- عمارة و توسعة المسجد النبوي الشريف عبر التاريخ، ناجي محمد حسن عبدالقادر الانصاري، نادي المدينة المنورة الادبي، 1996م.
- لسان العرب، ابن منظور (ت 711هـ)، قم، أدب الحوزة، 1405هـ.
- مدينة شناسي، السيد محمد باقر النجفي، 1364ش.
- المسجد النبوي عبر التاريخ، محمد السيد الوكيل، دار المجتمع، 1409هـ.
- مسند أحمد، أحمد حنبل (ت 241هـ)، بيروت، دار صادر.
- المغازي، الواقدي (ت 207هـ)، بجهود مارسدن جونز، بيروت، الأعلمي، 1409هـ.
- موسوعة مکة المکرمة والمدينة المنورة، أحمد زکي اليماني، مؤسسة الفرقان، 1429هـ.
- وسائل الشيعة، الحر العاملي (1104هـ)، قم، آل البيت، 1414هـ؛ وفاء الوفاء،السمهودي (911هـ)، مكة، موسسة الفرقان، 1422هـ.