مستخدم:Khaled

من ويكي‌حج

حج الأنبياء

حج الأنبياء، وهو تقريرٌ للروايات الإسلامية لحج الأنبياء من آدم (ع) إلى محمد (ص). ووفقًا لبعض الأحاديث، فإن جميع الأنبياء قد أدوا فريضة الحج وبعضهم تم تصريح أسمائهم على وجه التحديد لأداء فريضة الحج. ووفقًا للروايات الإسلامية، أن آدم عليه السلام هو أول من بنى الكعبة المشرفة وأدى فريضة الحج بمساعدة جبريل، وبعد ذلك أدى الأنبياء من بعده فريضة الحج. ودمر طوفان نوح الكعبة، ولكن كان الأنبياء من بعد نوح يؤدون فريضة الحج دون معرفة موقع الدقيق للكعبة المشرفة، حتى أعاد النبي إبراهيم(ع) بناء الكعبة. موسى، عيسى، سليمان، داوُد، خضر، يونس، وإلياس من الأنبياء الذين ورد في الروايات الإسلامية ذكر حضورهم في مكة المکرمة للحج.


فضیلته في الروايات

وورد ذكر حج الأنبياء في العديد من الأحاديث في المصادر الإسلامية؛ وفي بعض الكتب الروائية الشاملة، ورد باباً لهذه الروايات تحت عنوان "حج الأنبياء". وقد ورد ذكر بعض هذه الأحاديث ذيل الآية الشريفة التي أعتبرت الكعبة كأول بيت على وجه الأرض﴿إِنَّ أَوَّلَ بَیتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِی بِبَکهَ﴾ ، ورقم آخر، ذيل الآية الشريفة التي عرّفت الكعبة، ﴿الْبَيْتِ الْعَتِيقِ﴾ ، وكما أن بعض الأحاديث الواردة في ذيل الآية الشريفة ﴿وَلِکلِّ أُمَّهٍ جَعَلْنَا مَنسَکا﴾ تعتبر مناسك الحج من المناسك الواجبة لجميع الأمم.

الروايات عن حج الأنبياء

النبي آدم وشِيثْ

وبحسب الروايات ، فبعد هبوط آدم عليه السلام إلى الأرض، كلفه الله ببناء الكعبة وإقامة مراسم الحج. ورُوي عن حج النبي آدم (ع) أنه نزل بعد خروجه من الجنة على جبل صفا، ثم علمه جبرائيل مناسك الحج وأدى آدم جميع أعمال الحج بما في ذلك الطواف، رمي الجمرات، الذبح، الحلق، السعي وطواف النساء. وقد وردت في بعض الروايات نحو 700 حجّة و 300 عمرة لآدم(ع) على الأقدام. وبعد آدم (ع)، أعاد ابنه النبي شيث (ع) بناء الكعبة وأدى مناسك العمرة. واستمر مراسم أداء فريضةالحج بعد آدم بين أبنائه. وقد أهتم الأنبياء من بعده بعناية خاصة لتنظيم الحج.


النبي نوح

أدى النبي نوح (ع) فريضة الحج قبل السيل. وأثناء الطوفان، تم تكليفه بالطواف مع ركّابها حول الكعبة ونقلهم إلى منى. وفي طريق العودة، طافت هذه السفينة حول الكعبة مرة أخرى، وعملوا ركاب السفينة على ظهرها السعي بين الصفا والمروة.

النبي ابراهیم و اسماعیل

وبحسب بعض التقارير، اختفت الكعبة في طوفان نوح(ع). وأدى الأنبياء فريضة الحج دون معرفة موقع الدقيق للكعبة المشرفة. حتى تم تكليف النبي إبراهيم(ع) بإعادة بناء الكعبة وإحياء مناسك الحج. وبعد أن أعاد بناء الكعبة طلب من الله تعالى أن يريه مناسك الحج﴿وَأَرِنَا مَنَاسِکنَا﴾ .[١] وجاء جبرائيل إليه وعلمه مناسك الحج واحدا تلو الآخر. وبعد الأمر بدعوة الناس لأداء فريضة الحج وقف إبراهيم عليه السلام في مكان مرتفع ودعا الناس بصوت عالٍ إلى الحج. وأدى هو وابنه النبي إسماعيل(ع) وجماعة من قبيلة جرهم فريضة الحج. وبعد ذلك، استمر الحج كسنة مقدسة مع مناسك خاصة من الأنبياء الآخرون وأتباعهم.

النبي موسی

بعد النبي إبراهيم وإسماعيل عليهم السلام، أدى أنبياء آخرون فريضة الحج. وكما جاء في روايةٍ أن النبي موسى(ع) مع 70 نبيًا قد حجوا البيت على جمل أحمر، بعد أن مروا بمنطقة "الروحاء" مع التلبية، بذكر "لَبَّيْكَ يَا كَرِيم‏ُ لَبَّيْك‏" لبسوا الإحرام. وروى ابن عباس عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن سبعين نبياً، منهم موسى عليه السلام، أتوا إلى منى وصلوا في مسجد الخيف.

أنبياء آخرون

بحسب بعض الروايات بدأ النبي عيسى عليه السلام بالحج أو العمرة بقوله "لَبَّيْكَ عَبْدُكَ ابْنُ أَمَتِكَ لَبَّيْكَ". وكما دعا النبي داود(ع) في عرفات عندما رأى موجة كبيرة من حركة الحجاج. وأدى أيضاً النبي سليمان (ع) فريضة الحج مع الجن و الإنس و الطيور وقد غطى الكعبة بقطعة قماش مصرية. وبحسب الروايات، أدى النبي يونس (ع) فريضة الحج بترديد التلبية "لَبَّيْكَ كَشَّافَ الْكُرَبِ الْعِظیمِ لَبَّيْك"، والنبي خضر(ع) وإلياس(ع) يؤدون فريضة الحج كل عام في الموسم المحدد. وفي بعض الروايات، ذُكر أيضًا حج النبي هود(ع) وصالح(ع).

النبي محمد(ص)

مع ظهور الإسلام، تم تشريع مناسك الحج كواحدة من الفرائض الدينية للمسلمين، وأدى النبي محمد(ص) فريضة الحج. ووفقا لبعض الروایات، أدى النبي محمد (ص) عشرين حجة وثلاث عمرات مفردة، وكلها تمت في شهر ذي القعدة. وكان الحج الوحيد للنبي(ص) بعد هجرته في السنة العاشرة للهجرة مع مائة ألف مسلم وكان يُعرف باسم حجة الوداع.

حج جميع الأنبياء في الأحاديث دون ذكر أسمائهم

وقد ورد في بعض الروايات حج الأنبياء دون ذكر أسمائهم. وبحسب بعض الروايات، فإن جميع الأنبياء باستثناء النبي هود(ع) وصالح(ع) فلم يستطيعوا أن يحجوا البيت حيث تشاغلوا بأمر دعوة قومهم. ولكن أعتبروا هذا الرأي ضعيفاً. بالإضافة إلى ذلك، تشير بصراحة بعض الأحاديث حج النبي هود(ع) وصالح (ع)، و حتی يقال إنهما ماتا في مكة ودفنا بالقرب من الكعبة. ولذلك، فإن جميع الأنبياء قد أدوا فريضة الحج. وكما تؤكد بعض الأحاديث المنقولة عن أئمة الشيعة هذا القول؛ كما قال الإمام علي (ع) في حديث أن الكعبة مطاف الأنبياء من آدم(ع) إلى الخاتم(ص).

الهوامش

  1. سورة البقرة(2)، الآیة 128؛ ترجمة القرآن (انصاریان)، ص20.

المنابع


  • الازرقي، محمد بن عبدالله، اخبار مکة و ما جاء فیها من الآثار، تصحیح: رشدي الصالح ملحس، بیروت، دارالاندلس، 1416هـ.
  • المجلسي، محمد باقر، بحار الانوار الجامعه لدرر اخبار الائمه الاطهار، تصحیح: محمد باقر البهبودي و سید ابراهیم المیانجي و سید محمد مهدي موسوي الخرسان، بیروت، داراحیاء التراث العربي و مؤسسة الوفاء، 1403هـ.
  • ابن کثیر، اسماعیل بن عمر، البدایه و النهایه فی التاریخ، تصحیح: علي الشیري، بیروت، دار احیاء التراث العربي، 1408هـ.
  • الطبري، محمد بن جریر، تاریخ الطبري (تاریخ الامم و الملوک)، تحقیق: محمد ابوالفضل ابراهیم، بیروت، دار احیاء التراث العربي.
  • الطوسي، محمد بن حسن، التبیان فی تفسیر القرآن، تصحیح:احمد حبیب قصیر العاملي، بیروت، دار احیاء التراث العربي، 1963م.
  • ابن ابی حاتم، عبدالرحمن بن محمد، تفسیر ابن ابی حاتم (تفسیر القرآن العظیم)، تحقیق: محمد الطبیب، بیروت، دارالفکر.
  • العیاشي، محمد بن مسعود، تفسیر العیاشي، تحقیق: سید هاشم رسولي المحلاتي، طهران، مکتبة العلمیة الاسلامیة، 1380هـ.
  • القرطبي، محمد بن احمد، تفسیر قرطبی (جامع الاحکام القرآن و ال‍م‍ب‍ی‍ن ل‍م‍ا ت‍ض‍م‍ن م‍ن ال‍س‍ن‍ه و ای ال‍ف‍رق‍ان)، طهران، ناصر خسرو،1364ش.
  • الطوسي، محمد بن حسن، تهذیب الاحکام فی شرح المقنعة للشیخ المفید، تصحیح: سید حسن موسوي الخرسان و علي الآخوندي، طهران، انتشارات دارالکتب الاسلامیة، 1365ش.
  • الطوسي، محمد بن حسن، الخلاف فی الاحکام، قم، دفتر انتشارات الاسلامي، 1407هـ.
  • عمید الزنجاني،عباسعلي، در راه برپایی حج ابراهیمی، طهران، انتشارات المشعر.
  • الشمس الشامي، محمد بن یوسف، سبل الهدی و الرشاد فی سیرة خیر العباد، تصحیح: عادل احمد عبدالموجود و علي محمد معوض، بیروت، دارالکتب العلمیة، 1414هـ.
  • البیهقي، احمد بن الحسین، السنن الکبری، بیروت، دارالفکر، 1416هـ.
  • المطلبي، محمد بن اسحاق، سیرة ابن اسحاق، محمد حمید الله، معهد الدراسات و الابحاث للتعریف.
  • ابن کثیر، اسماعیل بن عمر، السیرة النبویة م‍ق‍ت‍ض‍ب‍ا م‍ن ال‍ب‍دای‍ة و ال‍ن‍ه‍ای‍ة، تصحیح: مصطفی عبدالواحد، بیروت، دارالمعرفة/ دار احیاء التراث العربي، 1396هـ.
  • شیخ الصدوق، محمد بن علی بن بابویه، علل الشرائع و الاحکام، تصحیح: سید محمد صادق بحرالعلوم، نجف، مکتبة الحیدریة، 1385هـ.
  • البدرالعیني، محمود بن احمد، عمدة القاري، بیروت، دار احیاء التراث العربي.
  • شیخ الصدوق، محمد بن علی بن بابویه، عیون اخبار الرضا، تحقیق: حسین الاعلمي، بیروت، مؤسسة الاعلمي، 1404هـ.
  • الامیني (م.1392هـ)، الغدیر، بیروت، دارالکتاب العربي، 1397هـ.
  • کنز العمال فی سنن الاقوال و الافعال، المتقی الهندی (م.۹۷۵هـ)، به کوشش بکری حیانی و صفوه السقاء، بیروت، مؤسسه الرساله، ۱۴۰۹هـ.
  • الکافی، محمد بن یعقوب کلینی (م.۳۲۹هـ)، به کوشش علی اکبر غفاری، تهران، انتشارات دارالکتب اسلامیه، ۱۳۷۵ش.
  • کمال الدین و تمام النعمه، شیخ صدوق محمد بن علی بن بابویه (۳۱۱-۳۸۱هـ)، به کوشش علی اکبر غفاری، قم، دفتر انتشارات اسلامی، ۱۴۰۵هـ.
  • مجمع البیان فی تفسیر القرآن، الفضل بن الحسن الطبرسی (۴۶۸-۵۴۸ق)، به کوشش محمد جواد بلاغی (۱۸۶۴-۱۹۳۳م)، تهران، انتشارات ناصرخسرو، ۱۳۷۲ش.
  • مجمع الزوائد و منبع الفوائد، علی بن ابی‌بکر الهیثمی (م.۸۰۷ق)، بیروت، دارالکتاب العربیه، ۱۴۰۸هـ.
  • المجموع شرح المهذب، یحیی بن شرف النووی (۶۳۱-۶۷۶ق)، بیروت، دارالفکر.
  • مستدرک الوسائل و مستنبط المسائل، حسین نوری (م.۱۳۲۰ق)، قم، مؤسسه آل البیت لاحیاء التراث، ۱۴۰۸هـ.
  • مسند الامام احمد بن حنبل، احمد بن حنبل (م.۲۴۱ق)، بیروت، دارالصادر، بی تا.
  • المعجم الکبیر، سلیمان بن احمد الطبرانی (۲۶۰-۳۶۰ق)، به کوشش حمدی عبدالمجید السلفی، بیروت، دار احیاء التراث العربی، ۱۴۰۵هـ.
  • من لایحضره الفقیه، شیخ صدوق محمد بن علی بن بابویه (۳۱۱-۳۸۱ق)، تحقیق و تصحیح علی اکبر غفاری، قم، دفتر انتشارات اسلامی، چاپ دوم، ۱۴۰۴هـ.
  • نهج البلاغه، شریف الرضی (م ۴۰۶ق)، شرح صبحی صالح، قم، دارالاسوه، ۱۴۱۵هـ.
  • الوافی، محمد بن شاه مرتضی فیض کاشانی (۱۰۰۶-۱۰۹۱ق)، تحقیق ضیاء الدین حسینی و کمال الدین فقیه ایمانی، اصفهان، کتابخانه امیرالمؤمنین، ۱۴۰۶هـ.
  • وسائل الشیعه (تفصیل وسائل الشیعه الی تحصیل مسائل الشریعه)، محمد بن الحسن الحر العاملی (۱۰۳۳-۱۱۰۴ق)، به کوشش عبدالرحیم ربانی شیرازی، بیروت، داراحیاء التراث العربی، ۱۴۰۳هـ.