آیة القبلة
آية القبلة الآية 144 من سورة البقرة آية القبلة ، هی الایة المائة والاربعة والاربعون من سورة البقرة ، والتي تأمر بتغيير قبلة المسلمين من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة. كان نبي الإسلام ( ص ) والمسلمون في البداية يقيمون صلواتهم باتجاه بيت المقدس . في السنوات الأولى بعد الهجرة ، نزلت هذه الآية وأمرت المسلمين باقامة صلواتهم صوب المسجد الحرام. واعتبر المفسرون ان زمن نزول الاية كان ما بين 6 الى 19 شهرا بعد الهجرة . كما اعتبروا ان سبب نزول الاية هي ملامة اليهود ورغبة النبي ( ص ) . ان البعض يعتقد ان آية القبلة نزلت في مسجد بني سلمة . ويسمى هذا المسجد بمسجد ذو القبلتين . ويشير البعض أيضًا إلى ان الاية نزلت في مسجد النبي ( ص ). وفقًا لبعض الروايات فان الأنبياء السابقين اعتبروا اقامة الصلاة من قبل الرسول الاكرم (ص) صوب القبلتين من علامات نبوته .
النص و الترجمة قَد نَرَى تَقَلُّبَ وَجهِكَ فِی السَّمَاء فَلَنُوَلِّینَّكَ قِبلَةً تَرضَاهَا فَوَلِّ وَجهَكَ شَطرَ المَسجِدِ الحَرَامِ وَحَیثُ مَا كُنتُم فَوَلُّوا وُجُوِهَكُم شَطرَهُ وَإِنَّ الَّذِینَ أُوْتُوا الكِتَابَ لَیعلَمُونَ أَنَّهُ الحَقُّ مِن رَّبِّهِم وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا یعمَلُونَ[۱] و [2]
المفاهيم والدلالات
القبلة في اللغة بمعنى الاتجاه ( 3 ) و في المصطلح يطلق على الجهة التي تقع فيها الكعبة المشرفة ( 4 )
اسباب النزول
كان النبي الاكرم (ص ) في مكة المكرمة وخلال السنوات الأولى بعد الهجرة في المدينة المنورة يصلي صوب بيت المقدس الا ان رغبته كانت هي اقامة الصلاة صوب الكعبة المشرفة ، وبالتالي كان في انتظار الوحي لتغيير القبلة. بعد نزول الاية 144 من سورة البقرة بعث الله الارتياح والبهجة في نفس النبي (ص ) من خلال امره بتغيير القبلة صوب المسجد الحرام. وقد عرفت هذه الاية بـ "آية القبلة "( 5 ) ، كما من آیات 142 ،[6 )و 143 [ 7] و 150 [8 ] من سورة البقرة قد عرفت ايضا بايات تغيير القبلة . كما اعتبر بعض المفسرين ان الايات من 142 الى 144 في سورة البقرة بانها ايات تغيير القبلة.
زمان ومكان نزول الاية
يختلف المفسرون حول زمان ومكان نزول اية القبلة وتغيير القبلة لدى المسلمين ويشيرون الى ان الزمن يتراوح من 6 (10) والى 19 ( 11 ) شهرا بعد الهجرة النبوية . ان بعض المفسرين يعتبرون انه نظرا لتاريخ تغير القبلة والذي كان في شهر رجب من العام الثاني للهجرة هو الاصح بحيث تغيرت القبلة بعد 17 شهرا من الهجرة النبوية. (12 ) كما ان هناك ايضا خلاف في وجهات النظر بشان اية تغيير القبلة ونزولها في الصباح ام الظهر ام العصر ( 13 ) كما هناك خلاف في الراي حول مكان نزول الاية في حي بني سلمة( 14 ) المكان الذي اطلق عليه مسجد القبلتين ( 15 ) او مسجد النبي ( 16 )
سبب النزول سبب نزول اية القبلة
وقد اعتبر ان سبب نزول اية القبلة هو القاء اليهود في المدينة اللوم على النبي الاكرم (ص ) والمسلمين بسبب اقامة صلواتهم صوب بيت المقدس .
وقد قيل في سبب نزول آية القبلة ، أنه خلال هجرة النبي الاكرم( ص ) إلى المدينة المنورة ، كان العديد من سكان هذه المدينة هم من اليهود، النبي( ص ) امر باقامة الصلاة صوب بيت المقدس لجذب اليهود الى الاسلام ( 17 ) ومن هذا المنطلق فقد كان يهود المدينة في البداية سعداء الا ان بعد فترة القوا باللوم على المسلمين وقالوا: " إذا كان محمد ( ص ) ينتقد ديننا واسلافنا وقد جاء بشريعة مستقلة فلماذا يصلي صوب قبلتنا وليست لديه قبلة مستقلة ، في حين أن الكعبة والمسجد الحرام كانت قبلة لابراهيم (ع ) وكان النبي( ص )ايضا لديه الرغبة في اقامة الصلاة صوب الكعبة المشرفة(.18 ) ، لذلك ، عرض رسول الله( ص ) إلى جبرائيل طلبه الذي كان في قلبه لتغيير القبلة واقامة الصلاة صوب الكعبة.و أخبره جبرائيل أن يطلب بنفسه من الله بتغيير القبلة (19 ) النبي (ص ) ومن اجل رعاية الادب في محضر الله (سبحانه وتعالى ) لم يتكلم بهذا الامر( 20) الا انه وفقا لاية القبلة كان ينظر إلى السماء و ينتظر تغيير القبلة ، الا ان نزلت هذه الاية (21 ) ان انتظار تغيير القبلة ليس نابع من استياء النبي( ص )ازاء اقامة الصلاة صوب بيت المقدس بل كان يريد من الله( سبحانه وتعالى) ان يخصص له ولامته قبلة ، كما نرى في الاية الشريفة عبارة " ترضاها " ( 22 )
نظر النبي الاكرم( ص ) الى السماء
هناك نظرتان بخصوص سبب نظر النبي الاكرم (ص )إلى السماء: • لأنه قد وعد من قبل بتغيير القبلة فكان ينظر الى السماء في انتظار نزول جبرائيل و المجيء بحكم تغيير القبلة. • لم يتكلم النبي بامنيته في تغيير القبلة وكان ينظر إلى السماء وينتظر لانه لا يسمح للانبياء أن يسألوا الله شيئًا من دون اذن الهي.(23 )
علامة النبوة
وفقًا للروايات فان اقامة النبي الاكرم (ص ) صلواته صوب القبلتين كانت من علامات نبوته وقد اعلن بهذا الامر الأنبياء السابقون و كان علماء اليهود والمسيح مطلعون بذلك ( 24) . وفقًا للرواية المنقولة عن الإمام صادق (عليه السلام) ، النبي( ص ) كان يصلى بطريقة صوب بيت المقدس بحيث لا تكون الكعبة المشرفة وراء ظهره (25).