الفرق بين المراجعتين لصفحة: «قبر السيدة خديجة (ع)»
Abu shahab (نقاش | مساهمات) |
Abu shahab (نقاش | مساهمات) |
||
سطر ٧٢: | سطر ٧٢: | ||
== بناء القبة والضريح == | == بناء القبة والضريح == | ||
[[ملف:گنبد مزار حضرت خدیجه قبل از تخریب.jpg|تصغير|قبة مزار السيدة خديجة (على يمين الصورة)، وابنها القاسم (على يسار الصورة) قبل الهدم]] | [[ملف:گنبد مزار حضرت خدیجه قبل از تخریب.jpg|تصغير|قبة مزار السيدة خديجة (على يمين الصورة)، وابنها القاسم (على يسار الصورة) قبل الهدم]] | ||
ولأول مرة في سنة 749هـ تم وضع حجر مكتوب عليه "هذا قبر السيدة خديجة" على | ولأول مرة في سنة 749هـ تم وضع حجر مكتوب عليه "هذا قبر السيدة خديجة" على قبرها،<ref>تحصیل المرام، ج2، ص646.</ref> وفي وقت لاحق، تم بناء صندوق خشبي عليه.<ref>تحصیل المرام، ص647.</ref> | ||
وفي سنة 950هـ بنى محمد بن سليمان أحد عمال [[مصر]] مقاماً وقبة حجرية | وفي سنة 950هـ بنى محمد بن سليمان أحد عمال [[مصر]] مقاماً وقبة حجرية لهذا القبر،<ref>تحصیل المرام، ص647.</ref> كما وضع صندوقًا جديدًا علیه، ووضع عليه قطعة قماش فاخرة، وعيّن خادمًا للمقام.<ref>تحصیل المرام، ص647؛ إفادة الأنام، ج2، ص150.</ref> | ||
وبعد أن هدمه [[آل سعود]]، أعيد بناء هذا المقام عام 1242هـ،<ref>إفادة الأنام، ج2، ص151.</ref> وبقي حتى القرن الرابع عشر. وتحدثت بعض الأخبار عن إرسال أقمشة من حكام مصر [[العثمانيين]] لاستخدامها على صندوق هذا المقام.<ref>إفادة الأنام، ج2، ص170.</ref> | وبعد أن هدمه [[آل سعود]]، أعيد بناء هذا المقام عام 1242هـ،<ref>إفادة الأنام، ج2، ص151.</ref> وبقي حتى القرن الرابع عشر. وتحدثت بعض الأخبار عن إرسال أقمشة من حكام مصر [[العثمانيين]] لاستخدامها على صندوق هذا المقام.<ref>إفادة الأنام، ج2، ص170.</ref> | ||
سطر ٨٠: | سطر ٨٠: | ||
وأشارت كتب رحلات السفر في القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين إلى قبر [[خديجة بنت خويلد|السيدة خديجة]]. فعلى سبيل المثال، ذكر الفراهاني المقام الخشبي للمقبرة عام 1302هـ،<ref>سفرنامه فراهانی، ص202.</ref> وتحدث رفعت باشا عن القبة العالية لمقبرة خديجة عام 1318هـ.<ref>[https://wikihaj.com/index.php?title=%D9%BE%D8%B1%D9%88%D9%86%D8%AF%D9%87:%D9%85%D8%B1%D8%A2%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%85%DB%8C%D9%86_%D8%A7%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%DB%8C%D9%85_%D8%B1%D9%81%D8%B9%D8%AA_%D9%BE%D8%A7%D8%B4%D8%A7_%D8%AC1.pdf&page=30 مرآة الحرمین، إبراهیم رفعت باشا، ج1، ص 30]</ref> | وأشارت كتب رحلات السفر في القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين إلى قبر [[خديجة بنت خويلد|السيدة خديجة]]. فعلى سبيل المثال، ذكر الفراهاني المقام الخشبي للمقبرة عام 1302هـ،<ref>سفرنامه فراهانی، ص202.</ref> وتحدث رفعت باشا عن القبة العالية لمقبرة خديجة عام 1318هـ.<ref>[https://wikihaj.com/index.php?title=%D9%BE%D8%B1%D9%88%D9%86%D8%AF%D9%87:%D9%85%D8%B1%D8%A2%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%85%DB%8C%D9%86_%D8%A7%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%DB%8C%D9%85_%D8%B1%D9%81%D8%B9%D8%AA_%D9%BE%D8%A7%D8%B4%D8%A7_%D8%AC1.pdf&page=30 مرآة الحرمین، إبراهیم رفعت باشا، ج1، ص 30]</ref> | ||
== هدم الضريح == | == هدم الضريح == | ||
مع سيطرة [[الوهابية|الحركة الوهابية]] على [[مكة]] وقيام [[الدولة السعودية | مع سيطرة [[الوهابية|الحركة الوهابية]] على [[مكة]] وقيام [[الدولة السعودية]] الأولى؛ تم هدم جميع المباني والقباب في [[جنة المعلاة]] يوم الأربعاء 29 ربيع الثاني 1218هـ، وتم تسوية قبور هذه المقبرة بالأرض.<ref>منائح الکرم، ج4، ص422؛ کشف الارتیاب، ص27.</ref> وبعد هزيمة هذه الحكومة على يد القوات العثمانية، تم بناء قبة أخرى فوق قبر ومقام السيدة خديجة، لكن هذا المبنى تعرض للتدمير أيضًا عام 1343هـ بعد قيام الدولة السعودية الثالثة.<ref>انظر: إفادة الأنام، ج2، ص151.</ref> | ||
== الهوامش == | == الهوامش == |
مراجعة ١١:٤٧، ١٥ مارس ٢٠٢٤
مزار السيدة خديجة (على اليمين)، وابنها القاسم (على اليسار) | |
المعلومات الأولية | |
---|---|
المکان | مقبرة جنة المعلاة |
الإستعمال | مزار |
تأریخ البناية | |
الأحداث | تهديمها سنة 1218 و 1343هـ |
|
قبر السيدة خديجة (ع) هو قبر خديجة بنت خويلد زوجة النبي محمد (ص)، والذي يقع في مقبرة أبي طالب (جنة المعلاة أو الحجون) في مكة المكرمة.
ذكرت المصادر التاريخية دفن جثمان السيدة خديجة (ع) في الحجون، غير أنّ الموقع الدقيق لقبرها لم يُعرف إلا في القرن الثامن الهجري. ومنذ النصف الأول من القرن الثامن الهجري؛ تم تحديد مكان في مقبرة المعلاة بمكة على أنه قبر السيدة خديجة، وتم بناء شاهد قبر عليه. وفيما بعد بني عليه مقام، وفي القرون الأخيرة بنيت له قبة شاهقة. وقد دمر الوهابيون مبنى هذا المقام عام 1218 هـ. ثمّ أعيد بناؤه مرة أخرى. حتى تم تدميره مجدداً عام 1343 هـ مع قيام حكومة آل سعود.
السيدة خديجة (ع)
- مقالة مفصلة: خديجة بنت خويلد
خديجة بنت خويلد بن أسد هي أولى زوجات النبي (ص).[١] تزوجها رسول الله وعمره 25 سنة،[٢] وكانت نتيجة هذا الزواج ستة أولاد؛ ولدان اسمهما القاسم وعبد الله، وأربع بنات بأسماء زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة (ع).[٣] وجاء في رواية عن النبي محمد (ص) أنّ خديجة وفاطمة ومريم وآسية (ع) هنّ سيدات نساء العالمين.[٤]
عاشت خديجة مع النبي محمد (ص) حوالي 25 سنة. وتوفيت بالمدينة المنورة في العاشر من رمضان في السنة العاشرة للبعثة.[٥]
مكان القبر
- مقالة مفصلة: مقبرة الحجون
أفادت المصادر أن السيدة خديجة دُفنت في مقبرة الحجون، وهي نفس المقبرة التي كانت تقع في باب المعلى، وتعرف أيضاً بمقبرة باب المعلاة.[٦]
لكن أقدم التقارير حول الموقع الدقيق لقبرها مسجلة في مصادر تعود إلى القرن الثامن الهجري، ولم يكن موقع القبر معروفًا قبل ذلك. وقد روى ابن جبير (م 614هـ) في القرن السادس أن قبور مقبرة الحجون في باب المعلى تهدمت ونُسيت. ويذكر التجيبي الذي زار مكة سنة 696هـ أن أهل مكة يقولون بأن قبر خديجة (ع) في شعب يقع في طرف المعلاة، إلا أنه لا يُرى هناك أي قبر.[٧]
ومنذ القرن الثامن الهجري أصبح قبر السيدة خديجة مشهوراً في جنة المعلاة وورد ذكره في المصادر. ويذكر ابن بطوطة، الذي أقام في مكة في 729-730هـ، أنه لا يوجد سوى عدد قليل من القبور المعروفة في مقبرة المعلاة، بما في ذلك قبر السيدة خديجة.[٨]
وأفاد المرجاني (770هـ)، الجغرافي من القرن الثامن، أن مكان قبر خديجة في مكة غير معروف، ولكن جاء أحد الصالحين في المنام (أو حالة الكشف) أن قبرها إلى جانب قبر الفاضل بن عياض، وفي سنة 749هـ بني على المكان شاهد للقبر.[٩]
وقد شكك الفاسي (ت 832هـ) مؤرخ مكة الشهير في صحة نسبة هذا القبر إلى خديجة (ع)، ويرى أنه لم يدفن في المعلاة أحد من أصحاب النبي. كما شكك بعض الباحثين المعاصرين في صحة نسبة هذا القبر.[١٠]
بناء القبة والضريح
ولأول مرة في سنة 749هـ تم وضع حجر مكتوب عليه "هذا قبر السيدة خديجة" على قبرها،[١١] وفي وقت لاحق، تم بناء صندوق خشبي عليه.[١٢]
وفي سنة 950هـ بنى محمد بن سليمان أحد عمال مصر مقاماً وقبة حجرية لهذا القبر،[١٣] كما وضع صندوقًا جديدًا علیه، ووضع عليه قطعة قماش فاخرة، وعيّن خادمًا للمقام.[١٤]
وبعد أن هدمه آل سعود، أعيد بناء هذا المقام عام 1242هـ،[١٥] وبقي حتى القرن الرابع عشر. وتحدثت بعض الأخبار عن إرسال أقمشة من حكام مصر العثمانيين لاستخدامها على صندوق هذا المقام.[١٦]
وأشارت كتب رحلات السفر في القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين إلى قبر السيدة خديجة. فعلى سبيل المثال، ذكر الفراهاني المقام الخشبي للمقبرة عام 1302هـ،[١٧] وتحدث رفعت باشا عن القبة العالية لمقبرة خديجة عام 1318هـ.[١٨]
هدم الضريح
مع سيطرة الحركة الوهابية على مكة وقيام الدولة السعودية الأولى؛ تم هدم جميع المباني والقباب في جنة المعلاة يوم الأربعاء 29 ربيع الثاني 1218هـ، وتم تسوية قبور هذه المقبرة بالأرض.[١٩] وبعد هزيمة هذه الحكومة على يد القوات العثمانية، تم بناء قبة أخرى فوق قبر ومقام السيدة خديجة، لكن هذا المبنى تعرض للتدمير أيضًا عام 1343هـ بعد قيام الدولة السعودية الثالثة.[٢٠]
الهوامش
- ↑ سیرة ابن إسحاق، ص245؛ مناقب آل أبي طالب، ج1، ص149؛ تاریخ تحلیلي إسلام، ص39-40.
- ↑ تاریخ تحلیلی اسلام، ص39-40.
- ↑ الأعلام، ج2، ص302.
- ↑ ابن کثیر، البدایة والنهایة، 1407هـ، ج2، ص129.
- ↑ الطبقات الکبری، ج8، ص14؛ سیرة ابن هشام، ج1، ص416.
- ↑ إمتاع الأسماع، ج6، ص30
- ↑ مستفاد الرحلة، ص 340-341
- ↑ رحلة ابن بطوطة، ج1، ص381؛ الدروس الشرعیة، ج1، ص468.
- ↑ بهجة النفوس، ج2، ص1016
- ↑ العرب السنة العاشرة، رمضان و شوال 1395 - الجزء 3 و 4، ص 278-279
- ↑ تحصیل المرام، ج2، ص646.
- ↑ تحصیل المرام، ص647.
- ↑ تحصیل المرام، ص647.
- ↑ تحصیل المرام، ص647؛ إفادة الأنام، ج2، ص150.
- ↑ إفادة الأنام، ج2، ص151.
- ↑ إفادة الأنام، ج2، ص170.
- ↑ سفرنامه فراهانی، ص202.
- ↑ مرآة الحرمین، إبراهیم رفعت باشا، ج1، ص 30
- ↑ منائح الکرم، ج4، ص422؛ کشف الارتیاب، ص27.
- ↑ انظر: إفادة الأنام، ج2، ص151.
المنابع
- أسد الغابة في معرفة الصحابة: علي بن محمد بن الأثیر، بیروت، دار الفکر، 1409هـ.
- إفاده الأنام بذکر أخبار بلد الله الحرام، عبد الله بن محمد الغازی (1365هـ)، تحقيق عبد الملك بن عبد الله بن دهیش، مکة، مکتبة الأسدي، 1430هـ.
- الاستیعاب في معرفة الأصحاب، یوسف بن عبد الله بن عبد البر، تحقیق علي محمد البجاوي، بیروت، دار الجیل، الطبعة الأولى، 1412هـ.
- إمتاع الأسماع، تقي الدین المقریزي، بیروت، دار الکتب العلمیة، 1420هـ.
- الدروس الشرعیة في فقه الإمامیة، الشهید الأول، قم، موسسة النشر الإسلامية التابعة لجماعة المدرسین، الطبعة الثانية، 1417هـ.
- بهجة النفوس و الأسرار، عبد الله المرجاني (699هـ)، تحقيق محمد عبد الوهاب، بیروت، دار الغرب الإسلامي، 2002م.
- تاریخ و آثار اسلامی مکه مکرمه و مدینه منوره، اصغر قائدان، طهران، انتشارات مشعر، 1386ش.
- تحصیل المرام في أخبار البیت الحرام والمشاعر العظام ومکة والحرم وولاتها الفخام، محمد بن أحمد الصباغ (1321هـ)، تحقيق عبدالملك بن عبد الله بن دهیش، مکة، مکتبة الأسدي، 1424هـ.
- رحلة ابن بطوطة (تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار)، ابن بطوطة (779هـ)، تحقیق عبد الهادي تازي، الرباط، أکادیمیة المملکة المغربیة، 1417هـ.
- سفرنامه فرهاد میرزا (هدایة السبیل و کفایة الدلیل)، فرهاد میرزا معتمد الدولة، تصحیح غلام رضا الطباطبائي، طهران، علمي، 1366ش.
- سفرنامه میرزا داود وزیر وظایف، میرزا داود وزیر وظایف (1327هـ)، تحقيق قاضي عسکر، طهران، انتشارات مشعر، 1386ش.
- سفرنامه میرزا محمد حسین فراهاني، محمد حسین فراهاني (قرن 14)، تحقيق گلزاری، طهران، فردوسی، 1362.
- سفرنامه های حج قاجار(پنجاه سفرنامه)، رسول جعفریان، 8 مجلدات، طهران، نشر علم، الطبعة الأولى، 1389ش.
- شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام، محمد بن أحمد التقي الفاسي (832هـ)، تحقيق مجموعة من العلماء، بیروت، دار الکتب العلمیة، 1421هـ.
- کشف الارتیاب، السید محسن الأمین (1371هـ)، تحقيق الأمین، مکتبة الحریس، 1382هـ.
- مرآة الحرمین، إبراهیم رفعت باشا (1353هـ)، قم، المطبعة العلمیة، 1344هـ.
- مستفاد الرحلة والاغتراب، قاسم بن یوسف التجیبي، تحقیق عبد الحفیظ منصور، تونس، دار العربیة للکتاب، 1975م.
- منائح الکرم في أخبار مکة والبیت وولاة الحرم، علي بن تاج الدین السنجاري (1125هـ)، تحقیق جمیل عبد الله محمد المصري، مکة، جامعة أم القری، 1419هـ.
- منزل ومقبرة حضرت خدیجه علیها السلام بر اساس سفرنامه های حج، محمد رضا خادمیان، معرض صدف کوثر، الدورة الأولى، 1395/10/2، ص 267تا 275.