الفرق بين المراجعتين لصفحة: «كربلاء»

لا ملخص تعديل
سطر ٢٨: سطر ٢٨:
في السنة ١٤ هـ فتحت منطقة كربلاء على يد أحد قادة سعد بن أبي وقاص.<ref>بغیه النبلاء ص18 و 19.</ref> وفي السنة ٣٦ هـ، عندما كان [[أمير المؤمنين علي(ع)]] متوجّهاً إلى [[صفين]] لمقاتلة معاوية، أخبر بمقتل ابنه الحسين(ع) في هذا المكان وأمره بالصبر.<ref>الاخبار الطِوال،  ص 252 و 253.</ref> وفي سنة ٦٠ هـ استشهد [[الإمام الحسين(ع)]] في كربلاء، فدُفن هناك<ref>وقعه الطف، ص 250-258.</ref>، ومنذ ذلك الحين اكتسبت المدينة شهرتها من وجود [[ضريح سيد الشهداء(ع)]].<ref>آشنايى با تاريخ تمدن اسلامى، ص۱۴۶.</ref>
في السنة ١٤ هـ فتحت منطقة كربلاء على يد أحد قادة سعد بن أبي وقاص.<ref>بغیه النبلاء ص18 و 19.</ref> وفي السنة ٣٦ هـ، عندما كان [[أمير المؤمنين علي(ع)]] متوجّهاً إلى [[صفين]] لمقاتلة معاوية، أخبر بمقتل ابنه الحسين(ع) في هذا المكان وأمره بالصبر.<ref>الاخبار الطِوال،  ص 252 و 253.</ref> وفي سنة ٦٠ هـ استشهد [[الإمام الحسين(ع)]] في كربلاء، فدُفن هناك<ref>وقعه الطف، ص 250-258.</ref>، ومنذ ذلك الحين اكتسبت المدينة شهرتها من وجود [[ضريح سيد الشهداء(ع)]].<ref>آشنايى با تاريخ تمدن اسلامى، ص۱۴۶.</ref>


وفي عهد الخلافة العباسية بدأت كربلاء تتطوّر وتزدهر، إلا أنّ بعض الخلفاء العباسيين أبدوا معارضةً لذلك فتعطّل البناء والتعمير لفترات. ففي عهد هارون الرشيد، سنة ١٩٣ هـ، أصدر أمراً بهدم القبة المطهّرة والمنازل المحيطة بها. كما أنّ المتوكل العباسي خلال فترة حكمه من ٢٣٣ هـ إلى ٢٤٧ هـ أصدر أربع مرات، من بينها سنة ٢٣٦ هـ، أوامر بالتخريب وتمهيد الأرض حول قبر الإمام الحسين(ع) وهدم المنازل المحيطة به.
وفي عهد الخلافة العباسية بدأت كربلاء تتطوّر وتزدهر، إلا أنّ بعض الخلفاء [[العباسيين]] أبدوا معارضةً لذلك فتعطّل البناء والتعمير لفترات. ففي عهد هارون الرشيد، سنة ١٩٣ هـ، أصدر أمراً بهدم القبة المطهّرة والمنازل المحيطة بها.<ref>- تاریخ کربلاء و حائر حسینی،ص44.</ref> كما أنّ المتوكل العباسي خلال فترة حكمه من ٢٣٣ هـ إلى ٢٤٧ هـ أصدر أربع مرات، من بينها سنة ٢٣٦، أوامر بالتخريب وتمهيد الأرض حول قبر الإمام الحسين(ع) وهدم المنازل المحيطة به.<ref>- تاریخ کربلاء و حائر حسینی، ص 260 – 270.</ref>


وفي أيام المعتصم العباسي (٢٤٧ – ٢٤٨ هـ) ازداد إقبال الشيعة على السكن في كربلاء وإعمارها. ويُعدّ إبراهيم مجاب، حفيد الإمام السابع(ع)، أول علوي استقر في كربلاء حوالي سنة ٢٤٧ هـ. ومن حول منزله وضريح الإمام الحسين(ع) نشأت البيوت والأسواق تدريجياً. وعندما زار عضد الدولة الديلمي من آل بويه كربلاء سنة ٣٧٠ هـ، بلغ عدد السادة والعلويين المقيمين فيها حوالي ٢٢٠٠ نسمة.
وفي أيام المنتصر العباسي (٢٤٧ – ٢٤٨ هـ) ازداد إقبال الشيعة على السكن في كربلاء وإعمارها. ويُعدّ [[إبراهيم مجاب]]، حفيد الإمام السابع(ع)، أول علوي استقر في كربلاء حوالي سنة ٢٤٧ هـ. ومن حول منزله و<nowiki/>[[ضريح الإمام الحسين(ع)]] نشأت البيوت والأسواق تدريجياً. وعندما زار [[عضد الدولة الديلمي]] من [[آل بويه]] كربلاء سنة ٣٧٠ هـ، بلغ عدد السادة والعلويين المقيمين فيها حوالي ٢٢٠٠ نسمة.<ref>بغیه النبلاء ص 29 و30.</ref>


=== بعض الأحداث التاريخية ===
=== بعض الأحداث التاريخية ===


* '''هجوم الوهابيين (١٢١٦ هـ):''' في عيد الغدير من سنة ١٢١٦ هـ، هاجم جيش الوهابيين من نجد كربلاء بحوالي ٢٥ ألف مقاتل. وهرب والي المدينة آنذاك عمر آغا دون مقاومة، فبقيت المدينة بلا دفاع. وقتل الوهابيون الآلاف من السكان في ست ساعات، ودمّروا مرقد الإمام الحسين(ع) ونهبوا ممتلكات المدينة. كما استشهد العديد من العلماء وطلاب الحوزة الدينية، بينما نجا سيد علي الطباطبائي (صاحب رياض) بشكل معجز.
* '''هجوم الوهابيين (١٢١٦هـ):''' في عيد الغدير من سنة ١٢١٦ هـ، هاجم جيش الوهابيين من نجد كربلاء بحوالي ٢٥ ألف مقاتل. وهرب والي المدينة آنذاك عمر آغا دون مقاومة، فبقيت المدينة بلا دفاع. وَقَدْ قام الوهابيون، تحت شِعار «اُقتلوا المُشرِکین»، بقتلِ الناس؛ فخلالَ سِتِّ ساعاتٍ استُشهِدَ أکثرُ من خمسةِ آلافِ شخص، ودمّروا [[مرقد الإمام الحسين(ع)]] ونهبوا ممتلكات المدينة.<ref>مسیر طالبی،ج3، ص408و409.</ref> كما استشهد العديد من العلماء وطلاب الحوزة الدينية، بينما نجا سيد علي الطباطبائي (صاحب رياض) بشكل معجز.<ref>روضات الجنات،ج4، ص405.</ref>
* '''واقعة نجيب باشا (١٢٥٨ هـ):''' بعد خلاف بين إيران والدولة العثمانية ورفض أهالي كربلاء الخضوع للسلطة العثمانية، هاجم والي بغداد، نجيب باشا، المدينة في سنة ١٢٥٨ هـ. وأسفرت هذه الحملة عن قتل نحو عشرة آلاف من السكان والعلماء والسادة، وعُرفت باسم «واقعة غدير الدم».
* '''واقعة نجيب باشا (١٢٥٨هـ):''' بعد خلاف بين [[إيران]] والدولة العثمانية ورفض أهالي كربلاء الخضوع للسلطة العثمانية، هاجم والي بغداد، نجيب باشا، المدينة في سنة ١٢٥٨هـ.<ref>مکارم الآثار، ج5، ص1582و1583.</ref> وأسفرت هذه الحملة عن قتل نحو عشرة آلاف من السكان والعلماء والسادة، وعُرفت باسم «واقعة غدير الدم».<ref>موسوعه العتبات،ج 8 ص 126.</ref>
* '''هجوم نظام البعث العراقي (١٤١٢ هـ / ١٣٦٩ ش):''' خلال انتفاضة شعبانية سنة ١٤١٢ هـ، هاجمت قوات البعث الحرمين المطهّرين في النجف وكربلاء، واستشهد أو جُرح آلاف العراقيين والزائرين، وتضرّر ضريح الإمام الحسين(ع). ولا تزال آثار الطلقات النارية على جدران الحرم قائمة حتى اليوم.
* '''هجوم نظام البعث العراقي (١٤١٢هـ / ١٣٦٩ش):''' خلال [[انتفاضة شعبانية]] سنة ١٤١٢هـ، هاجمت قوات البعث الحرمين المطهّرين في النجف وكربلاء، واستشهد أو جُرح آلاف العراقيين والزائرين، وتضرّر ضريح الإمام الحسين(ع). ولا تزال آثار الطلقات النارية على جدران الحرم قائمة حتى اليوم.<ref>هشت بهشت، ص160.</ref>


=== فضل كربلاء ===
== فضل كربلاء ==
في الروايات، وُصفت أرض كربلاء بأنها من أفضل الأراضي بعد أرض الكعبة، ووُصفت بأنها أرضٌ مهيأة للجنة. وفي بعض الأحاديث، قُدّر فضل زيارة الإمام الحسين(ع) في كربلاء بمقدار الحج أو أكثر، كما ذُكر أنّ الأنبياء مثل موسى ونوح(ع) قد تواجدوا وتعبدوا في هذه الأرض.
في الروايات، وُصفت أرض كربلاء بأنها من أفضل الأراضي بعد أرض الكعبة<ref>کامل الزیارات،ص449و450؛ الاصول السته عشر،ص16.</ref>، ووُصفت بأنها أرضٌ مهيأة للجنة.<ref>کامل الزیارات،ص451؛ الاصول السته عشر،ص17.</ref> وفي بعض الأحاديث، قُدّر فضل [[زيارة الإمام الحسين(ع)]] في كربلاء بمقدار [[حج|الحج]] أو أكثر<ref>کامل الزیارات،ص449.</ref>، كما ذُكر أنّ الأنبياء مثل [[موسى]] و<nowiki/>[[نوح(ع)]] قد تواجدوا وتعبدوا في هذه الأرض.<ref>کامل الزیارات،ص452-455.</ref>


=== أيام زيارة كربلاء ===
== أيام زيارة كربلاء ==
يُعد يوم الأربعين من أهم أيام الزيارة. وورد في حديث عن الإمام العسكري(ع) أنّ زيارة الأربعين تُعد من علامات المؤمن الخمس. ووفقاً لإحصاءات العتبة العباسية، تراوحت أعداد الزائرين لمسيرة الأربعين بين ١١ و٢٢ مليون زائر من سنة ١٣٩٥ إلى ١٤٠٣قمري.
يُعد [[يوم الأربعين]] من أهم أيام [[الزيارة]]. وورد في حديث عن [[الإمام العسكري(ع)]] أنّ [[الأربعين|زيارة الأربعين]] تُعد من علامات المؤمن الخمس.<ref>تهذیب الاحکام، ج6، ص52.</ref> ووفقاً لإحصاءات العتبة العباسية، تراوحت أعداد الزائرين لمسيرة الأربعين بين ١١ و٢٢ مليون زائر من سنة ١٣٩٥ إلى ١٤٠٣شمسي.<ref>«[https://alkafeel.net/news/index?id=27092&lang=ar العتبة العباسیة تعلن أعداد الزائرین المشارکین فی إحیاء زيارة الأربعین]»، شبکة الکفیل العالمیة - الموقع الرسمی للعتبة العباسیة المقدسة.</ref>