انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الحرمین»

من ويكي‌حج
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
== الحَرَمَیْن ==
== المكان والكلمة ==


الحَرَمَیْنُ یُطلقان على الحَرَمَینِ المَکِّیِّ وَالمَدَنیِّ. یَشمَلُ الحَرَمُ المَکّیُّ نِطاقًا من مدينةِ مَکةَ وَ یَشمَلُ الحَرَمُ المَدَنیُّ نِطاقًا من مدينةِ المُدِینَةِ. السَّببُ فی تَسْمِیَتِهِما حَرَمًا هُوَ تَقَدُّسُهُما وَاحترامُهُما وَحَرَمَةُ بَعْضِ الأَشیاءِ فیهِما. وَ لَهُمَا فَضائِلُ وَأَحْکامٌ مُشتَرَکةٌ فی الإسْلامِ؛ مَثَلًا قِیمَةُ قِیَامِ الصَّلاةِ فِی الحَرَمَیْنِ تَعادلُ أَلْفَ صَلاةٍ فِی غَیْرِهِما، وَحَظْرُ قَطعِ الأشْجارِ فِیهِما.
الحَرَمَیْن يُقصد بهما الحرم المكي والحرم المدني. الحرم المكي يشمل نطاقًا من مدينة مكة، والحرم المدني يشمل نطاقًا من مدينة المدينة. سبب تسمية هذين المكانين بالحرم هو حرمتها واحترامهما، بالإضافة إلى منع بعض الأمور فيهما. كما أن لهما فضائل وأحكام مشتركة في الإسلام؛ على سبيل المثال، صلاة في الحرمين تعادل ألف صلاة في أماكن أخرى، وقطع الأشجار فيهما محرم.<ref>1</ref><ref>2</ref>


ثَمَّ تَفاوتاتٌ أیضًا بَینَ الحَرَمَیْنِ المَکِّیِّ وَالمَدَنیِّ فی الأحکامِ؛ کَمَثَلِ أَنَّ بِحَسَبِ فَتَوَى بَعْضِ الفُقَهاَءِ، الصَّیدُ وَقَطعُ الأشجارِ فِی الحَرَمِ المَدَنیِّ لَیْسَ حَرَامًا وَلا یَلزَمُ کَفّارةٌ، وَأَنَّ الإحْرامَ لِلدُّخولِ إِلى الحَرَمِ المَدَنیِّ لَیسَ واجِبًا لِبَعْضِ الفُقَهاَءِ.
كما توجد اختلافات في الأحكام بين الحرمين المكي والمدني؛ فبحسب فقه بعض الفقهاء، الصيد وقطع الأشجار في الحرم المدني ليس حرامًا، وللدخول إليه لا يشترط لبس الإحرام.<ref>35</ref><ref>36</ref><ref>37</ref>


وَبِناءً على خِصائصِ کلِّ حَرَمٍ، ثَمَّ اخْتِلافٌ فِی أَیُّهُما أَفْضَلُ.
وبالنسبة لأي الحرمين أفضل، فقد حصل اختلاف في الآراء.<ref>39</ref>


== المَصْطَلَح ==
=== الكلمة ===


کَلِمَةُ «حَرَمَیْن» (حَرَمٌ مُثَنًّى) هِیَ تَثْنیةُ کَلِمَةِ «حَرَم».<ref>التحقیق، ج2، ص204، «حرم».</ref> وَ فی لُغَةِ اللُّغَویاتِ تَعْنِی مَنعًا أَوْ تَقدِیراً مَنعَیًّا.<ref>مفردات، ص229؛ لسان العرب، ج12، ص122، «حرم».</ref> وَبِالمُصْطَلَحِ تُطْلَقُ عَلَى الحَرَمِ المَکّیِّ وَالحَرَمِ المَدَنیِّ.<ref>جمهرة اللغه، ص390-391؛ معجم البلدان، ج2، ص243.</ref> و سَبَبُ تَسْمِیَتِهِما حَرَمًا هُوَ رِعایَتُهُما وَمَنَعُ بَعضِ الأُمورِ فیهِما.<ref>معجم مقاییس، ج2، ص45؛ مفردات، ص230، «حرم».</ref>
كلمة الحَرَمَیْن (حرمين) هي مثنى حَرَم<ref>1</ref> وفي المعاجم تعني المنع<ref>2</ref>، وفي الاصطلاح تشير إلى الحرم المكي والمدني.<ref>3</ref> سبب تسميتهما بالحرم هو حرمتها واحترامها ومنع بعض الأمور فيهما.<ref>4</ref>


== الحَرَم المَکِّیّ ==
== الحرم المكي ==


=== نِطاقُ الحَرَمِ المَکِّیِّ ===
الحرم المكي هو نطاق من مدينة مكة، وله في الإسلام أحكام خاصة مثل تحريم قطع الأشجار<ref>5</ref>، ومنع دخول الكفار<ref>6</ref>، وزيادة الدية في القتل.<ref>7</ref> يعتبر الحرم المكي مكانًا آمنًا؛ فالملجأ إلى الحرم، وإن كان مجرمًا، يكون في أمان مادام في الحرم، إلا إذا ارتكب جريمة داخل الحرم.<ref>8</ref>
(انظر: الحرم المكي)


الحَرَمُ المَکِّیُّ هُو نِطاقٌ مِن مَدینَةِ مَکَّةَ وَ لَهُ أَحکامٌ خَاصَّةٌ فِی الإسْلامِ، کَمَنْعِ قَطعِ الأشجارِ.<ref>الکافی، ج4 ص230-231؛ التهذیب، ج5، ص379-380؛ سنن النسایی، ج5، ص211.</ref> وَحَرَمَةُ دُخولِ الکُفّارِ إِلَیهِ،<ref>المبسوط فی فقه الامامیه، ج2، ص47؛ کنز العرفان، ج1، ص46؛ الام، ج1، ص71؛ ج4 ص187؛ المحلی، ج4، ص243.</ref> وَتَزایدُ دِیةِ القَتلِ فیه.<ref>المبسوط فی فقه الامامیه، ج7، ص116-117؛ المختصر النافع، ج2، ص302.</ref>
في الروايات، هناك ثلاث روايات عن سبب تحريم مكة: «خَلْق السماوات والأرض»<ref>9</ref>، «بعد هبوط آدم عليه السلام»<ref>10</ref>، و«عهد إبراهيم عليه السلام»<ref>11</ref>، وبعضهم جمع بين الثلاث.<ref>12</ref>


وَیُعْتَبَرُ الحَرَمُ المَکِّیُّ مَأْمُونًا؛ فَالمَلْتَجِئُ إِلَی الحَرَمِ یَکُونُ آمِنًا مَا دامَ فِیهِ ـ إلاّ أن یَرتَکِبَ جَریمةً داخِلَ الحَرَمِ.<ref>التبیان، ج2، ص537؛ کنز الدقائق، ج3، ص171.</ref>
الروايات تنسب سبب حرمة مكة إلى الكعبة.<ref>13</ref> وهناك اختلاف في تحديد حدود الحرم المكي بالضبط.<ref>14</ref> عبر التاريخ وحتى اليوم وُضعت علامات حول مكة تُسمى أنصاب الحرم لتحديد نطاقه وفق ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم.<ref>15</ref> وبحسب بعض الدراسات، حد الحرم من جهة الطائف 18333 متر، ومن جهة العراق 1335.5 متر، ومن جهة تنعيم (طريق المدينة) 6148 متر، ومن جهة اليمن 12009.75 متر<ref>16</ref>، ومحيطه 127 كيلومتر.<ref>17</ref>


فِی الأَحادیثِ أَمْکَنَ تَقسِیمُ سَبَبِ تَقدُّسِ مَکَّةَ إِلى ثَلاثِ مَراحلَ: خَلقُ السَّمَواتِ وَالأَرْضِ،<ref>صحیح البخاری، ج2، ص214؛ الکافی، ج4، ص225؛ من لا یحضره الفقیه، ج2، ص245-246.</ref> بَعدَ هُبوطِ آدمَ(ع)،<ref>من لایحضره الفقیه، ج2، ص192؛ الکافی، ج4، ص195؛ وسائل الشیعه، ج13، ص221؛ اخبار مکه، الازرقی، ج1، ص37-38؛ الزهور المقتطفه، ص33؛ شفاء الغرام، ج1، ص105.</ref> وَدَوْرَةُ إِبراهیمَ(ع).<ref>صحیح البخاری، ج3، ص22، 225؛ صحیح مسلم، ج4، ص112، 118.</ref> وَبَعْضُ المُؤَرِّخینَ جَمَعُوا بَینَ هَذِهِ المَراجعِ.[<ref>وفاء الوفاء، ج4، ص189.</ref>]
== الحرم المدني ==


أَکَّدَتِ الأَحادیثُ أنَّ سببَ تَقدُّسِ مَکَّةَ هُوَ الکَعْبَةُ.<ref>علل الشرائع، ج2، ص415؛ المحاسن، ج2، ص330؛ بحارالانوار، ج96، ص43-44.</ref> وَ یُوجَدُ اخْتِلافٌ حَوْلَ الحُدودِ الدَّقیقةِ لِلحَرَمِ المَکِّیِّ.<ref>الاحکام السلطانیه، ج2، ص164-165؛ النهایه، ص234.</ref> طِوالَ التّاریخِ وَحَتَّى الآنَ وُضعَتْ شُعَلٌ وَنُصُبٌ حَوْلَ المَدِینَةِ تُسَمَّى «انصاب الحرم» لِتَعیینِ حدودهِ استنادًا إلى الأَثرِ النّاقِلِ عن النّبِیِّ (ص).<ref>الحرم المکی، ص128-129؛ الحرم المکی، ص354.</ref>
الحرم المدني هو نطاق من مدينة المدينة وله احترام في الإسلام<ref>18</ref>، وله آداب وأحكام مثل فضل الغُسل<ref>19</ref> والطهارة عند الدخول إليه.<ref>20</ref> نطاقه يمتد من الشرق والغرب بين الحَرّة الشرقية والحَرّة الغربية<ref>21</ref>، ومن الشمال والجنوب بين جبل ثور وجبل عير.<ref>22</ref>


وکَما أَشِیرَتْ بَحْثَاتٌ إِلَى أَنَّ حُدودَ الحَرَمِ تَبلُغُ مِن طَریقِ الطَّائفِ 18333 مِترًا، وَمِن طَریقِ العِراقِ 1335.5 مِترًا، وَمِن طَریقِ التَّنعِیمِ (طَریقُ المَدِینَةِ) 6148 مِترًا، وَمِن طَریقِ الیَمَنِ 12009.75 مِترًا، وَمُحیطُهُ یَقرُبُ مِنَ 127 کِیلومِترًا.<ref>الحرم المکی الشریف، ص 157-158.</ref><ref>الحرم المکی الشریف، ص165.</ref>
وقد ذكرت أسباب مختلفة لتحريم المدينة:<ref>23</ref> «حماية المدينة وسكانها»<ref>24</ref>، «احترام النبي محمد صلى الله عليه وسلم»<ref>25</ref>، و«قداسة المكان الذي دُفن فيه».


== الحَرَمُ المَدَنیُّ ==
== الفضائل المشتركة ==


(انظر: الحرم المدني)
بحسب الروايات الشيعية، صلاة في الحرمين تعادل ألف صلاة في غيرهما<ref>26</ref>، ومن مات في أحد الحرمين يُعتبر مهاجرًا إلى الله<ref>27</ref> ويكون في أمان من العذاب.<ref>28</ref>


الحَرَمُ المَدَنیُّ نِطاقٌ مِنْ مَدینَةِ الْمَدینَةِ یُحترَمُ فی الإسْلامِ، وَلَهُ آدابٌ وَأَحکامٌ مِثلَ فَضِیلَةِ الغُسلِ<ref>رک: صحیح مسلم، ج4، ص117-118؛ السنن الکبری، ج5، ص198؛ المعجم الکبیر، ج6، ص92؛ مسند الامام احمد بن حنبل، ج4، ص55-56؛ مجمع الزواید، ج3، ص306؛ التهذیب، ج10، ص216؛ وفاء الوفاء، ج1، ص117-118.</ref> وَالطُّهُورِ عِندَ الدُّخولِ.<ref>الکافی، ج4، ص550، التهذیب، ج6، ص5؛ الدر المختار، ج1، ص184؛ المجموع، ج8، ص273؛ فتح الوهاب، ج1، ص257.</ref>
== الأحكام المشتركة ==


حُدودُهُ مِنَ الشَّرقِ وَالغَربِ بَینَ الحَرَّةِ الشَّرقِیَّةِ وَالحَرَّةِالغَربِیَّةِ، وَمِنَ الشَّمالِ وَالْجَنوبِ بَینَ جَبَلِ الثَّورِ وَجَبَلِ العیرِ.<ref>الکافی، ج4، ص550، التهذیب، ج6، ص5؛ الدر المختار، ج1، ص184؛ المجموع، ج8، ص273؛ فتح الوهاب، ج1، ص257.</ref>
بحسب بعض الروايات الشيعية، صلاة كاملة في الحرمين لها فضل<ref>29</ref>، وقد رأى بعض الفقهاء الشيعة استحباب الصلاة كاملة في الحرمين<ref>30</ref>، ورأى آخرون التخيير بين الصلاة الكاملة والمقسمة<ref>31</ref>. وهناك اختلاف بين الفقهاء حول نطاق الصلاة الكاملة في مكة والمدينة.<ref>32</ref>


وَذُکِرَتْ أَسْبابٌ مُخْتَلِفَةٌ لِتَقَدُّسِ المَدِینَةِ، مِثلَ حِمامَتِها لِسُکَّانِها، وَاحْتِرامِها لِسَیِّدِنَا مُحمَّدٍ (ص)، وَقُدْسِ المَکانِ الَّذی دُفِنَ فِیهِ.<ref>وفاء الوفاء، ج1، ص117-118.</ref>
الخروج من الحرمين قبل طلوع الشمس وقبل صلاة الظهر مكروه.<ref>33</ref>
 
قطع الأشجار في الحرمين محرم.<ref>34</ref>
== الفضائل المشترکة ==
 
بِحَسبِ أَحادِیثِ الشِّیعَةِ، قِیمَةُ الصَّلاةِ فِی الحَرَمَیْنِ تُعادلُ أَلْفَ صَلاةٍ فِی غَیْرِهِما.<ref>الخِصال، ص628.</ref> وَمَنْ یَمُوتُ فِی أَحَدِ الحَرَمَیْنِ یُعَدُّ مُهاجِرًا إِلَى اللهِ وَیَکونُ آمِنًا مِنَ العَذابِ.<ref>کامل الزیارات، ص44؛ بحارالانوار، ج96، ص387.</ref>
 
== الأحکام المشترکة ==
 
فِی بَعْضِ الأَحادِیثِ الشِّیعِیَّةِ، صَلاةُ الكَمَالِ فِی الحَرَمَیْنِ مَذکُورَةٌ کَفَضِیلَةٍ.<ref>الکافی، ج4، ص558؛ سنن دارقطنی، ج2، ص244؛ الدعوات، ص241.</ref> وَبَعْضُ الفُقَهاَءِ الشّیعَةِ رَأَوْا استِحْبَابَ قِیَامِ الصَّلاةِ بِکَمَالِهَا فِی الحَرَمَیْنِ، وَبَعْضُهُم أَعْطَوا التَّخْیِیرَ بَیْنَ القِیَامِ بِصَلاتِهِم کَالمَجْزُوءِ وَالمَکْمَلِ.<ref>الکافی، ج4، ص524؛ وسائل الشیعه، ج8، ص526، 533.</ref>
 
الخُروجُ مِنَ الحَرَمَیْنِ قَبْلَ ظُهورِ الشَّمسِ وَقَبْلَ صَلاةِ الظُّهْرِ مَکْرُوهٌ.<ref>التهذیب، ج5، ص425؛ تذکرة الفقها، ج8، ص444؛ جواهر الکلام، ج14، ص330.</ref> وَقَطعُ الأشجارِ فِیهِما حَرَامٌ.<ref>مناهج الاخیار، ج3، ص695؛ جواهر الکلام، ج14، ص329.</ref>


== الاختلافات ==
== الاختلافات ==


بَینَ أَحکامِ الحَرَمِ المَکِّیِّ وَالحَرَمِ المَدَنیِّ فُروقٌ مَعْلُومَةٌ، مِثْلَ:
من أحكام الحرم المكي والمدني اختلافات، منها:


* بِحَسَبِ فَتَوَى بَعْضِ الفُقَهاَءِ الشّیعَةِ وَالسُّنّیَّةِ، الصَّیدُ وَقَطعُ الأشجارِ فِی الحَرَمِ المَدَنیِّ لَیسَ حَرَامًا وَلا یَلزَمُ کَفّارةٌ.<ref>رک: مناسک حج (محشی)، ص486؛ السرائر، ج1، ص342؛ العروة الوثقی، ج3، ص516.</ref>
بحسب فقه بعض الفقهاء الشيعة<ref>35</ref> والسنة<ref>36</ref>، الصيد وقطع الأشجار في الحرم المدني ليس حرامًا ولا كفارة عليه.
* وَبِحَسَبِ فَتَوَى بَعْضِ الفُقَهاَءِ الشّیعَةِ، الإحْرامُ لِلدُّخولِ إِلَى الحَرَمِ المَدَنیِّ لَیسَ واجِبًا.<ref>الکافی، ج4، ص17، 543؛ التهذیب، ج5، ص452؛ تذکرة الفقهاء، ج8، ص447؛ تحریر الاحکام، ج2، ص116، 882.</ref>
* وَکَذلِکَ تَرْکُزیةُ أَنَّ ما یَحْرُمُ فی الحَرَمِ المَکِّیِّ قَد لا یَحْرُمُ فی الحَرَمِ المَدَنیِّ.<ref>تذکرة الفقها، ج7، ص364، 375، 376.</ref>


== تفاضل الحَرَمَیْنُ (أیُّ الحَرَمِ أَفْضَلُ؟) ==
بحسب فقهاء الشيعة، للدخول إلى الحرم المدني لا يشترط لبس الإحرام.<ref>37</ref>


بِناءً على خِصائصِ کُلِّ وَاحِدٍ، ثَمَّ اخْتِلافٌ فِی تَفاضُلِهِما.<ref>تذکرة الفقها، ج7، ص380؛ نیز نک: منتهی المطلب، ج2، ص799؛ جواهر الکلام، ج20، ص77-79.</ref> فِی مَصَادِرِ الشِّیعَةِ حَدِیثٌ یَأْکِدُ فَضْلَ السَّکَنِ فی المَدِینَةِ عَلَى المَکَّةِ.<ref>المجموع، ج7، ص480، 497.</ref> وَفى مَصَادِرِ السُّنَّةِ أَسَالِیبٌ تُظْهِرُ فَضائِلَ المَدِینَةِ بِأَوْقاتِ مُخْتَلِفَةٍ لِحَیَاةِ النَّبِیِّ (ص).<ref>تذکرة الفقها، ج7، ص381؛ جواهر الکلام، ج20، ص79.</ref>
بحسب الروايات الشيعية، ما يحرم في الحرم المكي لا يحرم في الحرم المدني.<ref>38</ref>


وَمع ذلِکَ، لِمَکَّةَ مَقامٌ قَرَأَتْ لَهُ آیاتٌ فِی القُرْآنِ تُشِیرُ إِلى تَقَدُّسِها، وَهذا لَیْسَ مَذکُورًا لِلحَرَمِ المَدَنیِّ بِصَورَةٍ مُمَاثِلَةٍ فِی النُّصوصِ النَّزولیَّةِ.<ref>قرب الاسناد، ص301.</ref>
== تفاضل الحرمين (أي الحرم أفضل؟) ==


== انْصِبَةُ الحَرَمِ ==
بالنظر إلى خصائص كل منهما، اختلف العلماء في أيهما أفضل.<ref>39</ref>
بحسب رواية في المصادر الشيعية، السكن في المدينة أفضل من مكة<ref>40</ref>، وبحسب رواية من أهل السنة، فضائل المدينة لا تقتصر على حياة النبي صلى الله عليه وسلم.<ref>41</ref>


انصاب الحرم (النُّصُبُ التَّقْلیدیةُ لتحدیدِ حُدودِ الحَرَمِ) مَوضوعٌ مُتَّصِلٌ بِتَعیینِ الحُدُودِ التَّقْلیدیةِ لِلحَرَمَینِ.
مع ذلك، نزلت آيات تتعلق باحترام مكة<ref>42</ref>، بينما لا توجد آيات مماثلة عن الحرم المدني.


== الهوامش ==
== المواضيع ذات الصلة ==


== {{پانویس}} ==
أنصاب الحرم


== المصادر ==
== المصادر ==


== {{الهوامش}}
*'''الاحادیث الواردة فی فضائل المدینه'''، صالح بن حامد الرفاعی، دار الخضیری، ۱۴۳۰ق.
 
*'''الاحکام السلطانیه و الولایات الدینیه'''، علی بن محمد الماوردی، قم، مکتب الاعلام الاسلامی، ۱۴۰۶ق.
*'''الاحتجاج''': ابومنصور الطبرسی (م. 520ق.)، تحقیق محمد باقر، دارالنعمان، 1386ق.
*'''اخبار مکة و ما جاء فیها من الآثار'''، محمد بن عبدالله الازرقی، مکه، دارالثقافه، ۱۴۰۳ق.
 
*'''الام'''، محمد بن ادریس الشافعی، بیروت، دارالفکر، ۱۴۰۳ق.
*'''اخبار مکه''': الازرقی (م. 248ق.)، تحقیق رشدی الصالح، مکه، مکتبة الثقافه، 1415ق.
*'''بحار الانوار الجامعة لدرر اخبار الائمة الاطهار'''، محمد باقر المجلسی، بیروت، دار احیاء التراث العربی و مؤسسة الوفاء، ۱۴۰۳ق.
 
*'''التبیان فی تفسیر القرآن'''، محمد بن حسن الطوسی، بیروت، دار احیاء التراث العربی، ۱۹۶۳م.
*'''اخبار مکه''': الفاکهی (م. 279ق.)، تحقیق ابن دهیش، بیروت، دارخضر، 1414ق.
*'''تحریر الاحکام الشرعیة علی مذهب الامامیه'''، حسن بن یوسف حلی، قم، انتشارات مؤسسه امام صادق، ۱۴۲۰ق.
 
*'''التحقیق فی کلمات القرآن الکریم'''، حسن مصطفوی، تهران، وزارت فرهنگ و ارشاد اسلامی، ۱۳۷۴ش.
*'''بحار الانوار''': المجلسی (م. 1110ق.)، بیروت، داراحیاء التراث العربی، 1403ق.
*'''تذکرة الفقهاء'''، حسن بن یوسف حلی، قم، مؤسسة آل البیت لاحیاء التراث، ۱۴۱۴–۱۴۲۳ق.
 
*'''تسنیم'''، عبدالله جوادی آملی، قم، اسراء، ۱۳۷۸ش.
*'''البرهان فی تفسیر القرآن''': البحرانی (م.1107ق.)، قم، البعثه، 1415ق.
*'''آثار اسلامی مکّه و مدینه'''، رسول جعفریان، تهران، نشر مشعر، ۱۳۹۰ش.
 
*'''تاریخ الاسلام و وفیات المشاهیر''': الذهبی (م. 748ق.)، تحقیق عمر عبدالسلام، بیروت، دارالکتاب العربی، 1410ق.
 
*'''تاریخ الیعقوبی''': احمد بن یعقوب (م. 292ق.)، بیروت، دارصادر، 1415ق.
 
*'''التبیان''': الطوسی (م. 460ق.)، تحقیق العاملی، بیروت، داراحیاء التراث العربی.
 
*'''التحریر و التنویر''': ابن عاشور (م. 1393ق.)، مؤسسة التاریخ.
 
*'''تفسیر ابن کثیر (تفسیر القرآن العظیم)''': ابن کثیر (م. 774ق.)، شمس الدین، بیروت، دارالکتب العلمیه، 1419ق.
 
*'''تفسیر اثنی عشری''': حسین حسینی شاه عبدالعظیمی، تهران، میقات، 1363ش.
 
*'''تفسیر ثعلبی (الکشف و البیان)''': الثعلبی (م. 427ق.)،  ابن عاشور، بیروت، داراحیاء التراث العربی، 1422ق.
 
*'''تفسیر سورآبادی''': عتیق نیشابوری (م. 494ق.)، سیرجانی، تهران، نشر نو، 1381ش.
 
*'''تفسیر العیاشی''': العیاشی (م. 320ق.)، رسولی محلاتی، تهران، المکتبة العلمیة الاسلامیه.
 
*'''تفسیر قرطبی (الجامع لاحکام القرآن)''': القرطبی (م. 671ق.)، بیروت، داراحیاء التراث العربی، 1405ق.
 
*'''تفسیر القمی''': القمی (م. 307ق.)، به کوشش الجزائری، قم، دارالکتاب، 1404ق.
 
*'''التفسیر الکبیر''': الفخر الرازی (م. 606ق.)، قم، دفتر تبلیغات، 1413ق.
 
*'''تهذیب الاحکام''': الطوسی (م. 460ق.)، موسوی و آخوندی، تهران، دارالکتب الاسلامیه، 1365ش.
 
*'''جامع البیان''': الطبری (م. 310ق.)، بیروت، دارالمعرفه، 1412ق.
 
*'''جوامع الجامع''': الطبرسی (م. 548ق.)، گرجی، تهران، 1378ش.
 
*'''الخصال''': الصدوق (م. 381ق.)، غفاری، قم، نشر اسلامی، 1416ق.
 
*'''الدر المنثور''': السیوطی (م. 911ق.)، بیروت، دارالمعرفه، 1365ق.
 
*'''الدرر فی اختصار المغازی و السیر''': ابن عبدالبر (م. 463ق.) .
 
*'''روح البیان''': بروسوی (م. 1137ق.)، بیروت، دارالفکر.
 
*'''روض الجنان''': ابوالفتوح رازی (م. 554ق.)، یاحقی و ناصح، مشهد، آستان قدس رضوی، 1375ش.
 
*'''روضة الواعظین''': الفتال النیشابوری (م. 508ق.)، محمد مهدی، قم، الرضی.
 
*'''زاد المسیر''': ابن الجوزی (م. 597ق.)، عبدالرزاق، بیروت، دارالکتاب العربی، 1422ق.
 
*'''زبدة التفاسیر''': فتح الله الکاشانی (م. 988ق.)، قم، المعارف الاسلامی، 1423ق.
 
*'''سبل الهدی''': محمد بن یوسف الصالحی (م. 942ق.)، عادل احمد و علی محمد، بیروت، دارالکتب العلمیه، 1414ق.
 
*'''سرزمین یادها و نشانه‌ها''': محمد فرقانی، تهران، مشعر، 1387ش.
 
*'''السنن الکبری''': البیهقی (م. 458ق.)، بیروت، دارالفکر.
 
*'''السیرة الحلبیه''': الحلبی (م. 1044ق.)، بیروت، دارالمعرفه، 1400ق.
 
*'''سیره ابن اسحق (السیر و المغازی)''': ابن اسحق (م. 151ق.)، زکار، قم، دفتر مطالعات تاریخ و معارف اسلامی، 1368ش.
 
*'''صحیح ابن حبان''': علی بن بلبان الفارسی (م. 739ق.)، الارنؤوط، الرساله، 1414ق.
 
*'''صحیح البخاری''': البخاری (م. 256ق.)، بیروت، دارالفکر، 1401ق.
 
*'''صحیح مسلم''': مسلم (م. 261ق.)، بیروت، دارالفکر.
 
*'''علل الشرائع''': الصدوق (م. 381ق.)، بحر العلوم، نجف، المکتبة الحیدریه، 1385ق.
 
*'''عمدة القاری''': العینی (م. 855ق.)، بیروت، داراحیاء التراث العربی.
 
*'''عوالی اللئالی''': ابن ابی‌جمهور (م. 880ق.)، عراقی، قم، سید الشهداء، 1403ق.
 
*'''عیون اخبار الرضا7''': الصدوق (م. 381ق.)، بیروت، اعلمی، 1404ق.
 
*'''فرهنگ کامل لغات قرآن''': عباس شوشتری، کاسب، تهران، گنجینه، 1374ش.
 
*'''قاموس الکتاب المقدس''': بطرس عبدالملک و دیگران، قاهره، دارالثقافه، 1994م.
 
*'''قاموس قرآن''': علی اکبر قرشی، تهران، دارالکتب الاسلامیه، 1371ش.
 
*'''الکافی''': الکلینی (م. 329ق.)، غفاری، تهران، دارالکتب الاسلامیه، 1375ش.
 
*'''الکشاف''': الزمخشری (م. 538ق.)، قم، بلاغت، 1415ق.
 
*'''کشف الاسرار''': میبدی (م. 520ق.)، حکمت، تهران، امیر کبیر، 1361ش.
 
*'''لسان العرب''': ابن منظور (م. 711ق.)، علی شیری، بیروت، داراحیاء التراث العربی، 1408ق.
 
*'''مجمع البیان''': الطبرسی (م. 548ق.)، بیروت، دارالمعرفه، 1406ق.
 
*'''مجمع الزوائد''': الهیثمی (م. 807ق.)، بیروت، دارالکتاب العربی، 1402ق.
 
*'''المجموع شرح المهذب''': النووی (م. 676ق.)، دارالفکر.
 
*'''المحاسن''': ابن خالد البرقی (م. 274ق.)، حسینی، تهران، دارالکتب الاسلامیه، 1326ش.
 
*'''مستدرک الوسائل''': النوری (م.1320ق.)، بیروت، آل البیت:، 1408ق.
 
*'''المستدرک علی الصحیحین''': الحاکم النیشابوری (م. 405ق.)، مرعشلی، بیروت، دارالمعرفه، 1406ق.
 
*'''مسند ابن راهویه''': اسحق بن راهویه (م. 238ق.)، البلوشی، مدینه، مکتبة الایمان، 1412ق.
 
*'''المصنّف''': عبدالرزاق الصنعانی (م. 211ق.)، حبیب الرحمن، المجلس العلمی.
 
*'''المعجم الاوسط''': الطبرانی (م. 360ق.)، قاهره، دارالحرمین، 1415ق.
 
*'''المعجم الکبیر''': الطبرانی (م. 360ق.)، حمدی عبدالمجید، داراحیاء التراث العربی، 1405ق.
 
*'''المعرب من الکلام الاعجمی''': الجوالیقی (م. 540ق.)، خلیل عمران، بیروت، دارالکتب العلمیه، 1419ق.
 
*'''من لا یحضره الفقیه''': الصدوق (م. 381ق.)، غفاری، قم، نشر اسلامی، 1404ق.
 
*'''من هدی القرآن''': سید محمد تقی مدرسی، تهران، دارمحبی الحسین7، 1419ق.
 
*'''مناقب آل ابی‌طالب''': ابن شهرآشوب (م. 588ق.)، گروهی از اساتید نجف، نجف، المکتبة الحیدریه، 1376ق.
 
*'''منهج الصادقین''': فتح الله کاشانی (م. 988ق.)، تهران، مکتبه محمد علمی، 1336ش.
 
*'''مواهب الرحمن''': سید عبدالاعلی السبزواری، بیروت، مؤسسه اهل بیت، 1409ق.
 
*'''مواهب علیّه (تفسیر حسینی)''': حسینی کاشفی (م. 910ق.)، جلالی، تهران، اقبال.
 
*'''المیزان''': الطباطبائی (م. 1402ق.)، بیروت، اعلمی، 1393ق.
 
*'''نثر طوبی''': الشعرانی (م. 1393ق.)، تهران، دارالکتب الاسلامیه، 1398ق.
 
*'''النوادر''': سید فضل الله الراوندی (م. 571ق.)، عسکری، قم، دارالحدیث، 1418ق.
 
*'''واژه‌های دخیل در قرآن مجید''': آرتور جفری، ترجمه: بدره‌ای، توس، 1386ش.
 
*'''وسائل الشیعه''': الحر العاملی (م. 1104ق.)، قم، آل البیت:، 1412ق.
 
*'''الوسیلة الی نیل الفضیله''': ابن حمزه (م. 560ق.)، الحسون، قم، مکتبة النجفی، 1408ق.
 
*'''وفاء الوفاء''': السمهودی (م. 911ق.)، خالد عبدالغنی، بیروت، دارالکتب العلمیه، 2006م.
 
*'''الیقین''': سید ابن طاوس (م. 664ق.)، انصاری، دارالکتاب، 1413ق.
 
{{پایان}} ==
* التحقیق، ج2، ص204، «حرم».
* مفردات، ص229؛ لسان العرب، ج12، ص122، «حرم».
* جمهرة اللغه، ص390-391؛ معجم البلدان، ج2، ص243.
* معجم مقاییس، ج2، ص45؛ مفردات، ص230، «حرم».
* الکافی، ج4 ص230-231؛ التهذیب، ج5، ص379-380؛ سنن النسایی، ج5، ص211.
* المبسوط فی فقه الامامیه، ج2، ص47؛ کنز العرفان، ج1، ص46؛ الام، ج1، ص71؛ ج4 ص187؛ المحلی، ج4، ص243.
* المبسوط فی فقه الامامیه، ج7، ص116-117؛ المختصر النافع، ج2، ص302.
* التبیان، ج2، ص537؛ کنز الدقائق، ج3، ص171.
* صحیح البخاری، ج2، ص214؛ الکافی، ج4، ص225؛ من لا یحضره الفقیه، ج2، ص245-246.
* من لایحضره الفقیه، ج2، ص192؛ الکافی، ج4، ص195؛ وسائل الشیعه، ج13، ص221؛ اخبار مکه، الازرقی، ج1، ص37-38؛ الزهور المقتطفه، ص33؛ شفاء الغرام، ج1، ص105.
* صحیح البخاری، ج3، ص22، 225؛ صحیح مسلم، ج4، ص112، 118.
* وفاء الوفاء، ج4، ص189.
* علل الشرایع، ج2، ص415؛ المحاسن، ج2، ص330؛ بحارالانوار، ج96، ص43-44.
* الاحکام السلطانیه، ج2، ص164-165؛ النهایه، ص234.
* الحرم المکی، ص128-129؛ الحرم المکی، ص354.
* الحرم المکی الشریف، ص157-158.
* الحرم المکی الشریف، ص165.
* رک: صحیح مسلم، ج4، ص117-118؛ السنن الکبری، ج5، ص198؛ المعجم الکبیر، ج6، ص92؛ مسند الامام احمد بن حنبل، ج4، ص55-56؛ مجمع الزواید، ج3، ص306؛ التهذیب، ج10، ص216؛ وفاء الوفاء، ج1، ص117-118.
* الکافی، ج4، ص550؛ التهذیب، ج6، ص5؛ الدر المختار، ج1، ص184؛ المجموع، ج8، ص273؛ فتح الوهاب، ج1، ص257.
* الکافی، ج4، ص550؛ التهذیب، ج6، ص5.
* الکافی، ج4، ص564-565؛ نیز نک: مسند الامام احمد بن حنبل، ج3، ص23؛ صحیح مسلم، ج4، ص113.
* صحیح مسلم، ج4، ص115؛ صحیح البخاری، ج8، ص10.
* وفاء الوفاء، ج1، ص117-118.
* رک: صحیح مسلم، ج4، ص117-118؛ السنن الکبری، ج5، ص198؛ المعجم الکبیر، ج6، ص92؛ مسند الامام احمد بن حنبل، ج4، ص55-56؛ مجمع الزواید، ج3، ص306؛ التهذیب، ج10، ص216.
* وفاء الوفاء، ج1، ص117-118.
* الخصال، ص628.
* کامل الزیارات، ص44؛ بحارالانوار، ج96، ص387.
* الکافی، ج4، ص558؛ سنن دارقطنی، ج2، ص244؛ الدعوات، ص241.
* الکافی، ج4، ص524؛ وسائل الشیعه، ج8، ص526، 533.
* التهذیب، ج5، ص425؛ تذکرة الفقها، ج8، ص444؛ جواهر الکلام، ج14، ص330.
* مناهج الاخیار، ج3، ص695؛ جواهر الکلام، ج14، ص329.
* رک: مناسک حج (محشی)، ص486؛ السرائر، ج1، ص342؛ العروة الوثقی، ج3، ص516.
* نک: الکافی، ج4، ص17، 543؛ التهذیب، ج5، ص452؛ تذکرة الفقهاء، ج8، ص447؛ تحریر الاحکام، ج2، ص116، 882.
* تذکرة الفقها، ج7، ص364، 375، 376.
* تذکرة الفقها، ج7، ص380؛ نیز نک: منتهی المطلب، ج2، ص799؛ جواهر الکلام، ج20، ص77-79.
* المجموع، ج7، ص480، 497.
* تذکرة الفقها، ج7، ص381؛ جواهر الکلام، ج20، ص79.
* قرب الاسناد، ص301.
* المرور بین العلمین، ص91-124؛ وفاء الوفا، ج1، ص85-95؛ الاحادیث الواردة فی فضائل المدینه، ص1-3.

مراجعة ١٩:٤٥، ١٨ نوفمبر ٢٠٢٥

المكان والكلمة

الحَرَمَیْن يُقصد بهما الحرم المكي والحرم المدني. الحرم المكي يشمل نطاقًا من مدينة مكة، والحرم المدني يشمل نطاقًا من مدينة المدينة. سبب تسمية هذين المكانين بالحرم هو حرمتها واحترامهما، بالإضافة إلى منع بعض الأمور فيهما. كما أن لهما فضائل وأحكام مشتركة في الإسلام؛ على سبيل المثال، صلاة في الحرمين تعادل ألف صلاة في أماكن أخرى، وقطع الأشجار فيهما محرم.[١][٢]

كما توجد اختلافات في الأحكام بين الحرمين المكي والمدني؛ فبحسب فقه بعض الفقهاء، الصيد وقطع الأشجار في الحرم المدني ليس حرامًا، وللدخول إليه لا يشترط لبس الإحرام.[٣][٤][٥]

وبالنسبة لأي الحرمين أفضل، فقد حصل اختلاف في الآراء.[٦]

الكلمة

كلمة الحَرَمَیْن (حرمين) هي مثنى حَرَم[٧] وفي المعاجم تعني المنع[٨]، وفي الاصطلاح تشير إلى الحرم المكي والمدني.[٩] سبب تسميتهما بالحرم هو حرمتها واحترامها ومنع بعض الأمور فيهما.[١٠]

الحرم المكي

الحرم المكي هو نطاق من مدينة مكة، وله في الإسلام أحكام خاصة مثل تحريم قطع الأشجار[١١]، ومنع دخول الكفار[١٢]، وزيادة الدية في القتل.[١٣] يعتبر الحرم المكي مكانًا آمنًا؛ فالملجأ إلى الحرم، وإن كان مجرمًا، يكون في أمان مادام في الحرم، إلا إذا ارتكب جريمة داخل الحرم.[١٤]

في الروايات، هناك ثلاث روايات عن سبب تحريم مكة: «خَلْق السماوات والأرض»[١٥]، «بعد هبوط آدم عليه السلام»[١٦]، و«عهد إبراهيم عليه السلام»[١٧]، وبعضهم جمع بين الثلاث.[١٨]

الروايات تنسب سبب حرمة مكة إلى الكعبة.[١٩] وهناك اختلاف في تحديد حدود الحرم المكي بالضبط.[٢٠] عبر التاريخ وحتى اليوم وُضعت علامات حول مكة تُسمى أنصاب الحرم لتحديد نطاقه وفق ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم.[٢١] وبحسب بعض الدراسات، حد الحرم من جهة الطائف 18333 متر، ومن جهة العراق 1335.5 متر، ومن جهة تنعيم (طريق المدينة) 6148 متر، ومن جهة اليمن 12009.75 متر[٢٢]، ومحيطه 127 كيلومتر.[٢٣]

الحرم المدني

الحرم المدني هو نطاق من مدينة المدينة وله احترام في الإسلام[٢٤]، وله آداب وأحكام مثل فضل الغُسل[٢٥] والطهارة عند الدخول إليه.[٢٦] نطاقه يمتد من الشرق والغرب بين الحَرّة الشرقية والحَرّة الغربية[٢٧]، ومن الشمال والجنوب بين جبل ثور وجبل عير.[٢٨]

وقد ذكرت أسباب مختلفة لتحريم المدينة:[٢٩] «حماية المدينة وسكانها»[٣٠]، «احترام النبي محمد صلى الله عليه وسلم»[٣١]، و«قداسة المكان الذي دُفن فيه».

الفضائل المشتركة

بحسب الروايات الشيعية، صلاة في الحرمين تعادل ألف صلاة في غيرهما[٣٢]، ومن مات في أحد الحرمين يُعتبر مهاجرًا إلى الله[٣٣] ويكون في أمان من العذاب.[٣٤]

الأحكام المشتركة

بحسب بعض الروايات الشيعية، صلاة كاملة في الحرمين لها فضل[٣٥]، وقد رأى بعض الفقهاء الشيعة استحباب الصلاة كاملة في الحرمين[٣٦]، ورأى آخرون التخيير بين الصلاة الكاملة والمقسمة[٣٧]. وهناك اختلاف بين الفقهاء حول نطاق الصلاة الكاملة في مكة والمدينة.[٣٨]

الخروج من الحرمين قبل طلوع الشمس وقبل صلاة الظهر مكروه.[٣٩] قطع الأشجار في الحرمين محرم.[٤٠]

الاختلافات

من أحكام الحرم المكي والمدني اختلافات، منها:

بحسب فقه بعض الفقهاء الشيعة[٤١] والسنة[٤٢]، الصيد وقطع الأشجار في الحرم المدني ليس حرامًا ولا كفارة عليه.

بحسب فقهاء الشيعة، للدخول إلى الحرم المدني لا يشترط لبس الإحرام.[٤٣]

بحسب الروايات الشيعية، ما يحرم في الحرم المكي لا يحرم في الحرم المدني.[٤٤]

تفاضل الحرمين (أي الحرم أفضل؟)

بالنظر إلى خصائص كل منهما، اختلف العلماء في أيهما أفضل.[٤٥] بحسب رواية في المصادر الشيعية، السكن في المدينة أفضل من مكة[٤٦]، وبحسب رواية من أهل السنة، فضائل المدينة لا تقتصر على حياة النبي صلى الله عليه وسلم.[٤٧]

مع ذلك، نزلت آيات تتعلق باحترام مكة[٤٨]، بينما لا توجد آيات مماثلة عن الحرم المدني.

المواضيع ذات الصلة

أنصاب الحرم

المصادر

  • الاحادیث الواردة فی فضائل المدینه، صالح بن حامد الرفاعی، دار الخضیری، ۱۴۳۰ق.
  • الاحکام السلطانیه و الولایات الدینیه، علی بن محمد الماوردی، قم، مکتب الاعلام الاسلامی، ۱۴۰۶ق.
  • اخبار مکة و ما جاء فیها من الآثار، محمد بن عبدالله الازرقی، مکه، دارالثقافه، ۱۴۰۳ق.
  • الام، محمد بن ادریس الشافعی، بیروت، دارالفکر، ۱۴۰۳ق.
  • بحار الانوار الجامعة لدرر اخبار الائمة الاطهار، محمد باقر المجلسی، بیروت، دار احیاء التراث العربی و مؤسسة الوفاء، ۱۴۰۳ق.
  • التبیان فی تفسیر القرآن، محمد بن حسن الطوسی، بیروت، دار احیاء التراث العربی، ۱۹۶۳م.
  • تحریر الاحکام الشرعیة علی مذهب الامامیه، حسن بن یوسف حلی، قم، انتشارات مؤسسه امام صادق، ۱۴۲۰ق.
  • التحقیق فی کلمات القرآن الکریم، حسن مصطفوی، تهران، وزارت فرهنگ و ارشاد اسلامی، ۱۳۷۴ش.
  • تذکرة الفقهاء، حسن بن یوسف حلی، قم، مؤسسة آل البیت لاحیاء التراث، ۱۴۱۴–۱۴۲۳ق.
  • تسنیم، عبدالله جوادی آملی، قم، اسراء، ۱۳۷۸ش.
  • آثار اسلامی مکّه و مدینه، رسول جعفریان، تهران، نشر مشعر، ۱۳۹۰ش.
  1. 1
  2. 2
  3. 35
  4. 36
  5. 37
  6. 39
  7. 1
  8. 2
  9. 3
  10. 4
  11. 5
  12. 6
  13. 7
  14. 8
  15. 9
  16. 10
  17. 11
  18. 12
  19. 13
  20. 14
  21. 15
  22. 16
  23. 17
  24. 18
  25. 19
  26. 20
  27. 21
  28. 22
  29. 23
  30. 24
  31. 25
  32. 26
  33. 27
  34. 28
  35. 29
  36. 30
  37. 31
  38. 32
  39. 33
  40. 34
  41. 35
  42. 36
  43. 37
  44. 38
  45. 39
  46. 40
  47. 41
  48. 42