الفرق بين المراجعتين لصفحة: «البقيع»

لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
 
سطر ١٣: سطر ١٣:


== الموقع الجغرافي ==
== الموقع الجغرافي ==
موقع بعض قبور البَقِیع
كان البَقِیع مسار الوصول إلى القبائل اليهودية المجاورة<ref>العین، ج1، ص184، «بقع»</ref> وإلى مقبرة اليهود<ref>العین، ج1، ص184؛ النهایه، ج1، ص146، «بقع»</ref> وقبيلة بني قريظة.<ref>تاریخ المدینه، ج1، ص306</ref> وقد ذكرت المصادر "يوم البَقِیع" كوقت لإحدى الحروب الدامية بين قبيلتي الأوس والخزرج في هذه المنطقة.<ref>معجم البلدان، ج1، ص474</ref>
كان البَقِیع مسار الوصول إلى القبائل اليهودية المجاورة<ref>العین، ج1، ص184، «بقع»</ref> وإلى مقبرة اليهود<ref>العین، ج1، ص184؛ النهایه، ج1، ص146، «بقع»</ref> وقبيلة بني قريظة.<ref>تاریخ المدینه، ج1، ص306</ref> وقد ذكرت المصادر "يوم البَقِیع" كوقت لإحدى الحروب الدامية بين قبيلتي الأوس والخزرج في هذه المنطقة.<ref>معجم البلدان، ج1، ص474</ref>


سطر ٣٠: سطر ٢٨:
كما أن دفن فاطمة بنت أسد وعباس عم النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك الأئمة الشيعة، في بيت عقيل بن أبي طالب الواقع غرب البَقِیع وبين البَقِیع والمسجد، يدل على أن المسلمين كانوا لا يزالون يدفنون موتاهم خارج مقبرة البَقِیع وفي بيوتهم.<ref>معجم البلدان، ج5، ص82؛ المسالک و الممالک، ص18</ref>
كما أن دفن فاطمة بنت أسد وعباس عم النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك الأئمة الشيعة، في بيت عقيل بن أبي طالب الواقع غرب البَقِیع وبين البَقِیع والمسجد، يدل على أن المسلمين كانوا لا يزالون يدفنون موتاهم خارج مقبرة البَقِیع وفي بيوتهم.<ref>معجم البلدان، ج5، ص82؛ المسالک و الممالک، ص18</ref>


 
== توسع البقیع ==
توسع البقیع
 
بعد وفاة عثمان بن عفان، منع دفنه في البقیع، فاضطروا إلى دفنه في حَشّ کوکب، بستانٍ بجانب الضلع الجنوبي الشرقي للبقیع، الذي كان محل دفن اليهود.<ref>تاريخ المدينة، ج1، ص306.</ref> ثم فيما بعد، في عهد بني أمية، أُلحق هذا الجزء بالبقیع.<ref>معجم البلدان، ج5، ص82.</ref><ref>معجم ما استعجم، ج1، ص266.</ref>
بعد وفاة عثمان بن عفان، منع دفنه في البقیع، فاضطروا إلى دفنه في حَشّ کوکب، بستانٍ بجانب الضلع الجنوبي الشرقي للبقیع، الذي كان محل دفن اليهود.<ref>تاريخ المدينة، ج1، ص306.</ref> ثم فيما بعد، في عهد بني أمية، أُلحق هذا الجزء بالبقیع.<ref>معجم البلدان، ج5، ص82.</ref><ref>معجم ما استعجم، ج1، ص266.</ref>


سطر ٣٩: سطر ٣٥:
استمر توسع البقیع حتى العصر الحاضر. البيوت والأزقة التي كانت تفصل بقیع العمات (مكان دفن عمات النبي) عن البقیع هُدمت سنة 1373 هـ.<ref>فصول من تاريخ المدينة، ص173.</ref> أُلحق بهذا الجزء، الذي مساحته تقريباً 3500 متر مربع، وأيضاً الزقاق بينهما المسمى زقاق العمات، بمساحة 824 متر مربع بالبقیع، فازدادت مساحته إلى 15000 متر مربع (150×100 متر).<ref>معالم مكة والمدينة، ص420.</ref> وفي سنة 1385 هـ، أُلحق قطعة مثلثية الشكل في شمال البقیع، تعود ملكيتها لبلدية المدينة، بمساحة 1612 متر مربع بالمقبرة.<ref>المجموعة المصورة، ج3، ص461.</ref> ومع التوسعة السعودية الثانية، أصبحت مساحة البقیع 180000 متر مربع.<ref>الارشاد، ج1، ص181.</ref>
استمر توسع البقیع حتى العصر الحاضر. البيوت والأزقة التي كانت تفصل بقیع العمات (مكان دفن عمات النبي) عن البقیع هُدمت سنة 1373 هـ.<ref>فصول من تاريخ المدينة، ص173.</ref> أُلحق بهذا الجزء، الذي مساحته تقريباً 3500 متر مربع، وأيضاً الزقاق بينهما المسمى زقاق العمات، بمساحة 824 متر مربع بالبقیع، فازدادت مساحته إلى 15000 متر مربع (150×100 متر).<ref>معالم مكة والمدينة، ص420.</ref> وفي سنة 1385 هـ، أُلحق قطعة مثلثية الشكل في شمال البقیع، تعود ملكيتها لبلدية المدينة، بمساحة 1612 متر مربع بالمقبرة.<ref>المجموعة المصورة، ج3، ص461.</ref> ومع التوسعة السعودية الثانية، أصبحت مساحة البقیع 180000 متر مربع.<ref>الارشاد، ج1، ص181.</ref>


أهمية البقیع لدى المسلمين
== أهمية البقیع لدى المسلمين ==
 
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أُمر بأن يدعو لأهل البقیع ويصلي عليهم.<ref>الکافی، ج4، ص559.</ref> وفي رواية أخرى، ذكر أن سبعين ألفاً من أصحاب الصفات الحسنة سيُحشرون من البقیع.<ref>بحار الأنوار، ج48، ص85.</ref>
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أُمر بأن يدعو لأهل البقیع ويصلي عليهم.<ref>الکافی، ج4، ص559.</ref> وفي رواية أخرى، ذكر أن سبعين ألفاً من أصحاب الصفات الحسنة سيُحشرون من البقیع.<ref>بحار الأنوار، ج48، ص85.</ref>
كما بشّر النبي أن من دُفن في البقیع سيشهد له أو يشفع له.<ref>المصنف، عبد الرزاق، ج3، ص574.</ref>
كما بشّر النبي أن من دُفن في البقیع سيشهد له أو يشفع له.<ref>المصنف، عبد الرزاق، ج3، ص574.</ref>
سطر ٥٠: سطر ٤٥:
كما كان البقیع محط اهتمام أهل البيت، وقد وردت تقارير عن زيارتهم للبقیع، وبعض المصادر سجلت ظهور كرامات للأئمة في البقیع.<ref>بحار الأنوار، ج97، ص217-219.</ref>
كما كان البقیع محط اهتمام أهل البيت، وقد وردت تقارير عن زيارتهم للبقیع، وبعض المصادر سجلت ظهور كرامات للأئمة في البقیع.<ref>بحار الأنوار، ج97، ص217-219.</ref>


زيارة البقیع
== زيارة البقیع ==
 
أفتى العديد من الفقهاء من الشيعة والسنة باستحباب زيارة البقیع.<ref>التهذيب، ج3، ص129.</ref><ref>المغازی، ج1، ص312.</ref>
أفتى العديد من الفقهاء من الشيعة والسنة باستحباب زيارة البقیع.<ref>التهذيب، ج3، ص129.</ref><ref>المغازی، ج1، ص312.</ref>
كانت أهمية البقیع عند المسلمين بحيث كانوا ينقلون جثث أحبائهم من أقاصي بلاد الإسلام لدفنها فيه، رغم التكلفة والظروف الصعبة، مثل نقل جثمان أمير چوپان.<ref>رحلة ابن بطوطه، ج1، ص360-361.</ref>
كانت أهمية البقیع عند المسلمين بحيث كانوا ينقلون جثث أحبائهم من أقاصي بلاد الإسلام لدفنها فيه، رغم التكلفة والظروف الصعبة، مثل نقل جثمان أمير چوپان.<ref>رحلة ابن بطوطه، ج1، ص360-361.</ref>
وفي عهد الأمويين، أُلحق حَشّ کوکب بالبقیع، ونُقل الحجر الذي وضعه النبي على قبر عثمان بن مظعون إلى قبر عثمان بن عفان.<ref>الکامل، ج8، ص214.</ref>
وفي عهد الأمويين، أُلحق حَشّ کوکب بالبقیع، ونُقل الحجر الذي وضعه النبي على قبر عثمان بن مظعون إلى قبر عثمان بن عفان.<ref>الکامل، ج8، ص214.</ref>


آداب زيارة البقیع
== آداب زيارة البقیع ==
 
من آداب زيارة البقیع: الاغتسال<ref>وفاء الوفاء، ج3، ص100.</ref> وصلاة ثمان ركعات (ركعتان لكل إمام).<ref>مرآة الحرمين، ج1، ص480.</ref>
من آداب زيارة البقیع: الاغتسال<ref>وفاء الوفاء، ج3، ص100.</ref> وصلاة ثمان ركعات (ركعتان لكل إمام).<ref>مرآة الحرمين، ج1، ص480.</ref>
وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم عبارات للمتوفين في البقیع، منها:
وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم عبارات للمتوفين في البقیع، منها:
سطر ٦٩: سطر ٦٢:
أما زيارة أئمة البقیع، فوردت لها أدعية وزيارات خاصة، مثل زيارة إبراهيم بن النبي وفاطمة بنت أسد.<ref>بحار الأنوار، ج97، ص217-219.</ref>
أما زيارة أئمة البقیع، فوردت لها أدعية وزيارات خاصة، مثل زيارة إبراهيم بن النبي وفاطمة بنت أسد.<ref>بحار الأنوار، ج97، ص217-219.</ref>


طريقة الدفن في مقبرة البقیع
== طريقة الدفن في مقبرة البقیع ==
 
بعد دفن عثمان بن مظعون، وضع النبي صلى الله عليه وسلم حجراً على قبره ليُعرف القبر وليُدفن المسلمون بجانبه.<ref>الکافی، ج4، ص559.</ref>
بعد دفن عثمان بن مظعون، وضع النبي صلى الله عليه وسلم حجراً على قبره ليُعرف القبر وليُدفن المسلمون بجانبه.<ref>الکافی، ج4، ص559.</ref>
ودفن النبي صلى الله عليه وسلم ابنه إبراهيم مثل عثمان، وغطى جسده في اللحد بالآجر، وبعد الدفن سقى عليه الماء ووقف على القبر وسلم عليه.<ref>بحار الأنوار، ج48، ص85.</ref>
ودفن النبي صلى الله عليه وسلم ابنه إبراهيم مثل عثمان، وغطى جسده في اللحد بالآجر، وبعد الدفن سقى عليه الماء ووقف على القبر وسلم عليه.<ref>بحار الأنوار، ج48، ص85.</ref>
سطر ٧٨: سطر ٧٠:
كما يظهر من بعض التقارير وما يُمارس حتى اليوم، تُحفَر القبور على شكل أسطوانات رأسية، وفيها حفرة أفقية بحجم الميت، ويُوضع الميت فيها، ومن ثم قد يُدفن أكثر من شخص في قبر واحد.<ref>الإستيعاب، ج4، ص1813.</ref>
كما يظهر من بعض التقارير وما يُمارس حتى اليوم، تُحفَر القبور على شكل أسطوانات رأسية، وفيها حفرة أفقية بحجم الميت، ويُوضع الميت فيها، ومن ثم قد يُدفن أكثر من شخص في قبر واحد.<ref>الإستيعاب، ج4، ص1813.</ref>


المدفونون
== المدفونون ==
 
ذكرت التقارير أسعد بن زرارة الخزرجي<ref>الطبقات، ج3، ص303.</ref> أو عثمان بن مظعون القرشي<ref>المستدرک، ج3، ص186.</ref> كأول من دُفن في البقیع. وذكر ابن شبه أن أسعد هو أول أنصاري، وعثمان أول مهاجر.<ref>الطبقات، ج3، ص305.</ref>
ذكرت التقارير أسعد بن زرارة الخزرجي<ref>الطبقات، ج3، ص303.</ref> أو عثمان بن مظعون القرشي<ref>المستدرک، ج3، ص186.</ref> كأول من دُفن في البقیع. وذكر ابن شبه أن أسعد هو أول أنصاري، وعثمان أول مهاجر.<ref>الطبقات، ج3، ص305.</ref>


أهل البيت وأقارب النبي
=== أهل البيت وأقارب النبي ===
 
الأئمة: الإمام الحسن المجتبي(ع)، الإمام زين العابدين(ع)، الإمام محمد الباقر(ع)، الإمام جعفر الصادق(ع) مع فاطمة بنت أسد، والعباس عم النبي، دفنوا مقابل المدخل الرئيس للبقیع باتجاه الجنوب يميناً.<ref>كامل الزیارات، ص530.</ref>
الأئمة: الإمام الحسن المجتبي(ع)، الإمام زين العابدين(ع)، الإمام محمد الباقر(ع)، الإمام جعفر الصادق(ع) مع فاطمة بنت أسد، والعباس عم النبي، دفنوا مقابل المدخل الرئيس للبقیع باتجاه الجنوب يميناً.<ref>كامل الزیارات، ص530.</ref>


سطر ٩٢: سطر ٨٢:
زوجات النبي: أم سلمة، حفصة، زينب بنت جحش، زينب بنت خزيمة، صفية بنت حي، عائشة بنت أبي بكر، ومارية القبطية دفنوا شمال قبور البنات بمسافة حوالي ثمانية أمتار يمين.<ref>الطبقات، ج3، ص303.</ref>
زوجات النبي: أم سلمة، حفصة، زينب بنت جحش، زينب بنت خزيمة، صفية بنت حي، عائشة بنت أبي بكر، ومارية القبطية دفنوا شمال قبور البنات بمسافة حوالي ثمانية أمتار يمين.<ref>الطبقات، ج3، ص303.</ref>


الصحابة والتابعون
=== الصحابة والتابعون ===
 
بعض الصحابة: أبوسعيد الخدري، عثمان بن عفان، سعد بن أبي وقاص، سعد بن معاذ، عبد الله بن مسعود، كلثوم بن هدْم، خنيس بن حذافة، مقداد بن عمرو، وبعض شهداء أحد.<ref>المغازی، ج1، ص312.</ref>
بعض الصحابة: أبوسعيد الخدري، عثمان بن عفان، سعد بن أبي وقاص، سعد بن معاذ، عبد الله بن مسعود، كلثوم بن هدْم، خنيس بن حذافة، مقداد بن عمرو، وبعض شهداء أحد.<ref>المغازی، ج1، ص312.</ref>


الشخصيات الإسلامية
=== الشخصيات الإسلامية ===
 
مالك بن أنس (ت179ق)، محمد بن علي بن أبي منصور جمال الدين جواد الأصفهاني (ت559ق)، أبو شجاع ظهير الدين (ت488ق)، السمهودي (ت911ق)، أبو الفضل شهاب الدين النويري، جعفر بن حسن برزنجی (ت1317ق)، عبد القادر بن توفيق شلبي (ت1369ق)، السيد محمد تقی طالقاني (ت1376ق).<ref>وفاء الوفاء، ج3، ص100.</ref>
مالك بن أنس (ت179ق)، محمد بن علي بن أبي منصور جمال الدين جواد الأصفهاني (ت559ق)، أبو شجاع ظهير الدين (ت488ق)، السمهودي (ت911ق)، أبو الفضل شهاب الدين النويري، جعفر بن حسن برزنجی (ت1317ق)، عبد القادر بن توفيق شلبي (ت1369ق)، السيد محمد تقی طالقاني (ت1376ق).<ref>وفاء الوفاء، ج3، ص100.</ref>


سطر ١١٣: سطر ١٠١:


== تدمير البقیع ==
== تدمير البقیع ==
عندما سيطر الوهابيون على الحجاز واعتبروا زيارة القبور والقباب شركاً، جاء عام 1220ق حصار مدينه وتدمير قباب البقیع بأمر سعود بن عبد العزيز.<ref>فصول من تاریخ المدینه، ص170.</ref>
عندما سيطر الوهابيون على الحجاز واعتبروا زيارة القبور والقباب شركاً، جاء عام 1220ق حصار مدينه وتدمير قباب البقیع بأمر سعود بن عبد العزيز.<ref>فصول من تاریخ المدینه، ص170.</ref>وفي 1227ق استعادت الدولة العثمانية المدينة، وأعيد بناء بعض القباب في 1234ق بأمر السلطان محمود الثاني.<ref>فصول من تاریخ المدینه، ص173.</ref> لكن في الهجوم الوهابي 1344ق دُمرت جميع المعالم التاريخية.<ref>بقیع الغرقد، ص49.</ref>
وفي 1227ق استعادت الدولة العثمانية المدينة، وأعيد بناء بعض القباب في 1234ق بأمر السلطان محمود الثاني.<ref>فصول من تاریخ المدینه، ص173.</ref>
لكن في الهجوم الوهابي 1344ق دُمرت جميع المعالم التاريخية.<ref>بقیع الغرقد، ص49.</ref>


بعد حوالي 40 سنة، شيدت الحكومة السعودية مظلة حول القبور، وأُعيد بناء جدار البقیع في عهد الملك فهد، وتم رصف الطرق الداخلية بين 1418-1419ق.<ref>تخریب و بازسازی بقیع، ص98-147.</ref>
بعد حوالي 40 سنة، شيدت الحكومة السعودية مظلة حول القبور، وأُعيد بناء جدار البقیع في عهد الملك فهد، وتم رصف الطرق الداخلية بين 1418-1419ق.<ref>تخریب و بازسازی بقیع، ص98-147.</ref>