|
|
سطر ١: |
سطر ١: |
| '''أبو بكر بن أبي قحافة''' كان من [[المسلم|المسلمين]] الأوائل و<nowiki/>[[المهاجرين]]، و<nowiki/>[[صحابي|صحابياً]] معروفاً، وحموَ [[النبي محمد (ص)|النبي]] (ص) والخليفة الأول من بعده. وكان مع النبي أثناء هجرته من [[مكة]] إلى [[المدينة]] وحاضراً في جميع [[غزوات النبي|غزواته]]. أصبح أبو بكر [[أمير الحج]] في السنة التاسعة للهجرة، في أول حج تمتّع للمسلمين من المدينة المنورة. وبحسب بعض الأخبار، كان أبو بكر أيضاً مسؤولاً عن [[الحج|الحجاج]] في [[السنة الهجرية الحادية عشرة]] أيام خلافته. | | '''الدرجات الخارجية للكعبة''' أو السلم الخارجي للكعبة؛ كانت تستخدم لدخول الكعبة منذ القدم. وقد وقف نبي الإسلام (ص) عليها في فتح مكة وألقى خطبته الشهيرة. كما صعد عليها الصحابي المعروف أبو ذر الغفاري وروى حديثاً في فضائل أهل البيت (ع) متّكئاً على باب الكعبة. |
| == اسمه ونسبه ==
| |
| أبو بكر هو عبد الله بن أبي قحافة من قبيلة بني تيم بن مرة القرشي،<ref>الطبقات، ج5، ص142؛ أنساب الأشراف، ج10، ص51.</ref> وأمه أم الخير سلمى بنت صخر؛ وهي ابنة عم أبي قحافة.<ref>أنساب الأشراف، ج10، ص100.</ref> ووفقاً لما ذكره البعض فإنه ولد قبل ثلاث سنوات من [[عام الفيل]].<ref>الطبقات، ج3، ص151.</ref> وقيل إنّ أبا بكر كان عمره 63 عاماً عندما توفي في [[السنة الهجرية الثالثة عشر]].
| |
|
| |
|
| كان اسمه قبل [[الإسلام]] عبد الكعبة، فغيّره [[النبي محمد (ص)|النبي]] (ص) إلى عبد الله.<ref>الاستيعاب، ج3، ص963.</ref> وكان يُكنّى بأبي بكر، وذكروا له عدّة ألقاب كالصدّيق<ref>الاستيعاب، ج3، ص963؛ شرح نهج البلاغة، ج3، ص207.</ref> والعتيق<ref>الإصابة، ج4، ص146-147.</ref>.<ref>الطبقات، ج3، ص126-128؛ الاستيعاب، ج3، ص963.</ref> | | كان مدخل الكعبة على مستوى الأرض قبل تجديد قريش للكعبة، ولكن أثناء عملية إعادة إعمارها في السنة الخامسة قبل البعثة تم رفع باب الكعبة فوق سطح الأرض لأول مرة، وبُني سلم للدخول إليها. كما تمّ تجديد هذا الدرج واستبداله عبر التاريخ مرات عديدة كانت آخرها عام 2000م. |
| === الزوجة والأولاد === | | == الموقع والتاريخ == |
| كانت كلّ من قُتيلة بنت عبد العزى، وأم رومان بنت عامر بن عويمر،<ref>أنساب الأشراف، ج10، ص101.</ref> و<nowiki/>[[أسماء بنت عميس الخثعمية]]، وحبيبة بنت خارجة بن زيد الخزرجية<ref>الطبقات، ج3، ص126.</ref> زوجات أبي بكر. وأبناؤه هم [[عبد الله بن أبي بكر|عبد الله]] و<nowiki/>[[عبد الرحمن بن أبي بكر|عبد الرحمن]] و<nowiki/>[[محمد بن أبي بكر|محمد]]. وبناته هنّ [[أسماء بنت أبي بكر|أسماء]] و<nowiki/>[[عائشة بنت أبي بكر|عائشة]] وأم كلثوم. وكانت عائشة زوجةً للنبي (ص)، وأسماء زوجةً [[الزبير بن العوام|للزبير بن العوام]] وأمّ [[عبد الله بن الزبير]].<ref>أنساب الأشراف، ج3، ص167؛ الأمالي، ص79.</ref>
| | وينقل الأزرقي أنّ مدخل الكعبة كان مستوياً على سطح الأرض قبل ترميمها، ولكن جرى رفعه أثناء عملية إعادة إعمارها في السنة الخامسة قبل البعثة وبُني سلم للدخول إليها. وبعد ذلك كان الداخلون إلى الكعبة يقومون بخلع أحذيتهم ووضعها تحت سلم المدخل. |
| == إسلامه == | | === فضيلة المكان === |
| ذكروا أنّ إسلام أبي بكر كان بعد إسلام [[الإمام علي|علي]] (ع).<ref>السيرة النبوية، ابن هشام، ج1، ص266؛ الطبقات، ج3، ص128؛ المصنف، ابن أبي شيبة، ج7، ص498؛ تاريخ الطبري، ج2، ص316؛ أنساب الأشراف، ج10، ص100.</ref> وبعد [[الإسلام]]؛ اشترى أبو بكر بعضاً من عبيد قريش المسلمين المعرضين للتعذيب وأعتقهم.<ref>المعارف، ص177.</ref>
| | وقف النبي (ص) في فتح مكة (10هـ) على درج الكعبة وألقى خطبته الشهيرة. وفي رواية أيضاً أنّ أبا ذر أحد أصحاب النبي (ص) المعروفين صعد على درجات الكعبة متكئاً على بابها وروى حديثاً في فضائل أهل البيت (ع). |
| | == البناء وإعادة الإعمار == |
| | تم إصلاح وترميم واستبدال الدرج أو السلم الخارجي عدة مرات. وقد وصف الأزرقي - وهو مؤرخ وكاتب سيرة عاش في القرن الثالث الهجري - الدرج الخارجي للكعبة بأنه مصنوع من خشب الساج ويبلغ طوله 8.5 ذراعاً (ما يزيد قليلاً عن 4 أمتار) وعرضه 3.5 ذراعاً (قرابة 2 متر) وذو 13 درجة. في القرن القمري الخامس، كان عرض السلم يستوعب 10 أشخاص. |
|
| |
|
| وقد رافق أبو بكر [[النبي محمد (ص)|النبي]] (ص) في دعوة القبائل أيام الحج وآخر سنوات إقامته بمكة، لمعرفته بأنساب العرب.<ref>المعجم الكبير، ج6، ص62؛ شرح الأخبار، ج2، ص382-386.</ref> وحين [[هجرة النبي|هاجر]] النبي إلى [[المدينة]] كان أبو بكر بصحبته.<ref>تاريخ الطبري، ج2، ص100.</ref>
| | ووُصف درج الكعبة في القرن السادس الهجري بأنه مؤلف من تسع درجات، ذات قواعد خشبية، وتستخدم أربع عجلات لتسهيل حركته. وفي عام 766هـ، بُني درج جديد للكعبة بأمر من سلطان مصر المملوكي شعبان بن الحسين. وفي عام 814هـ تم إصلاح بعض الأجزاء الخشبية من هذا الدرج. |
| == بعد الهجرة إلى المدينة ==
| |
| [[المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار|آخى]] رسول الله (ص) بين أبي بكر و<nowiki/>[[سالم مولى حذيفة]]<ref>المعارف، ص273.</ref> أو [[خارجة بن زيد]].<ref>المحبّر، ص73.</ref> وكان قد آخى بينه وبين [[عمر بن الخطاب|عمر]] قبل ذلك بمكة.<ref>السيرة النبوية، ابن هشام، ج4، ص206.</ref> وشارك أبو بكر في جميع [[غزوات النبي|الغزوات]] وفي بعض [[سرايا النبي|السرايا]] على عهد رسول الله (ص).<ref>أسد الغابة، ج3، ص318.</ref> وجاء في بعض الأخبار أنه كان حامل لواء [[المهاجرين]] في [[غزوة بني المصطلق]] في [[السنة الهجرية الخامسة]].<ref>المغازي، ج1، ص407.</ref>
| |
| === إمارة الحج في السنة التاسعة للهجرة ===
| |
| خرج أبو بكر [[أمير الحج|أميراً على الحج]] في [[السنة التاسعة للهجرة]] وهو أول حج للمسلمين.<ref>المغازي، ج3، ص1077؛ الطبقات، ج3، ص132.</ref> وجاء في رواية أنه خرج من المدينة إلى مكة برفقة ثلاثمائة رجل ليبلغ [[سورة براءة]] عن رسول الله (ص).<ref>السيرة النبوية، ابن هشام، ج4، ص188.</ref> وأخذ معه في هذه الرحلة خمسة من الإبل [[التضحية|للتضحية]]، وأُمر أن يقف [[يوم عرفة]] في [[عرفات]]، خلافاً [[المشركين|للمشركين]] الذين كانوا يقفون في [[المشعر]]، وأن يخرج من عرفات بعد غروب الشمس ومن المشعر بعد طلوع الشمس.<ref name=":0" />
| |
|
| |
|
| وبعد أن [[الإحرام|أحرَم]] في [[ذو الحليفة|ذي الحليفة]] التقى وقت السحر ب<nowiki/>[[علي بن أبي طالب|علي]] (ع) في منطقة العرَج. وظن في البداية أنه قد تم عزله عن إمارة الحج؛<ref name=":0">المغازي، ج3، ص1077.</ref> ولكنه علم بعد حديث علي بأنّ علياً (ع) أصبح هو المسؤول الوحيد عن إبلاغ تلك الآيات مع نزول الآيات الأولى من [[سورة التوبة]] (سورة براءة).<ref>السيرة النبوية، ابن هشام، ج4، ص190.</ref><ref name=":0" /> وبناء على ذلك ذهب أبو بكر إلى مكة برفقة علي (ع)، وفي [[الحج]] خطب بالناس بعد ظهر اليوم السابع، ويوم عرفة، وبعد الظهر من عيد الأضحى في منى.<ref>المغازي، ج3، ص1078.</ref> وجاء في عدد من الروايات منها رواية عن [[ابن عباس]] أن أبا بكر عُزل عن إمارة الحج ورجع إلى المدينة.<ref>مسند أحمد، ج1، ص3؛ الإرشاد، ج1، ص65.</ref>
| | أرسل سيف الدين الشيخ المحمودي، المعروف بالمؤيد الشركسي، درجاً جديداً للكعبة عام 818هـ. وهناك رواية أخرى تفيد أنه تم إرسال درج للكعبة عام 817هـ من قبل سلطان مصر سيف الدين شيخو. |
| == خلافته ==
| |
| اجتمع فريق من [[الأنصار]] بعد وفاة النبي محمد (ص) وقبل دفنه في [[سقيفة بني ساعدة]]، وتمت مبايعة أبي بكر خليفة للنبي (ص).<ref>تاريخ الطبري، ج2، ص459؛ الجمل، ص119.</ref> رغم أنّ النبي كان قبل ذلك قد رفع يد علي بن أبي طالب (ع) في [[حجة الوداع]] في 18 من ذي الحجة سنة 10 للهجرة ([[حادثة الغدير]]) وأعلنه للناس حاكماً ووصياً من بعده.<ref>الكافي، ج8، ص27؛ أسد الغابة، ج3، ص136.</ref>
| |
| === ولاية الحجاج أيام الخلافة ===
| |
| عين أبو بكر في السنة الحادية عشرة للهجرة [[عمر بن الخطاب]] والياً على الحجاج، وأدى [[العمرة]] في شهر رجب في السنة الثانية عشرة للهجرة، وتولى مسؤولية الحجاج في موسم ذلك العام بنفسه.<ref>الطبقات، ج3، ص139.</ref> وقد ذكر البعض أن أبا بكر لم يحجّ أيام خلافته، وعين عمر بن الخطاب أو [[عتاب بن أسيد]] عاملَ النبي (ص) على مكة<ref>المحبّر، ص12.</ref> أو [[عبد الرحمن بن عوف]] أميراً على الحج.<ref>تاریخ دمشق، ج30، ص217.</ref>
| |
| == وفاته ==
| |
| توفي أبو بكر إثر مرضه في السابع من جمادى الآخرة سنة 13 للهجرة. وبعد عامين وثلاثة أشهر و26 يوماً من الخلافة، توفي عن عمر يناهز 63 عاماً،<ref>الطبقات، ج3، ص150-151.</ref> وعندما توفي ترك خلفه واحة من غنائم بني النضير وأراضٍ في البحرين والغابة و<nowiki/>[[خيبر]].<ref>المصنف، عبدالرزاق، ج9، ص101-102.</ref>
| |
|
| |
|
| == الهوامش ==
| | وفي خبر منقول عام 1040هـ في العصر العثماني، كان طول الدرج حوالي أربعة أمتار، وله سبع درجات مصنوعة من خشب الصنوبر مع صفائح من النحاس والحديد، وكان مثبتّاً على أربع عجلات من النحاس. |
| {{الهوامش}}
| |
| <references />
| |
| {{پایان}}
| |
|
| |
|
| == المنابع == | | وفي عام 1097هـ؛ أمر أحمد باشا - والي جدة العثماني وإمام الحرم آنذاك - ببناء درج جديد للكعبة مع درابزين على جانبيه في 16 رمضان من نفس العام. |
| {{الهوامش}}
| | === الدرج الذي تبرع به حكام الهند === |
| | يُذكر أنه في الأعوام 1116 و1240 و1300هـ، تم بناء أدراج جديدة وإرسالها إلى الكعبة من قبل الحكام المسلمين المحليين في الهند. |
| | == العهد السعودي == |
| | وفي عام 1376هـ، تم الكشف عن سلم خشبي جديد صنع في مصر بأمر من الملك سعود بن عبد العزيز، مكون من 11 درجة بأغطية فضية ومزخرفة بزخارف عربية ذهبية. |
|
| |
|
| * '''الإرشاد''': المفيد (م.413هـ.)، تحقيق: آل البيت:، بيروت، دار المفيد، 1414هـ.
| | وقد ذكر الكردي - أحد مؤرخي القرن الرابع عشر الهجري - نوعين من الأدراج الخارجية في عصره؛ أحدهما صغير يتّسع لشخص واحد، والآخر متحرك ويتّسع لعدة أشخاص. وكان هناك درجان من النوع الثاني يوضعان بجوار بئر زمزم ويستخدمان في حالات مثل غسيل الكعبة وتركيب الستائر والإصلاحات والمراسم المتعلقة بتوسعة الحرم. |
| * '''الاستيعاب''': ابن عبد البر (م.463هـ.)، تحقيق: البجاوي، بيروت، دار الجيل، 1412هـ.
| | === الدرج الخارجي الحالي === |
| * '''أسد الغابة''': ابن الأثير علي بن محمد الجزري (م.630هـ.)، تحقيق: علی محمد، بيروت، دار الكتب العلمية، 1415هـ.
| | تم افتتاح درج خارجي جديد في عام 2000م، أثناء مراسم غسل الكعبة المشرفة، وبحضور عدد من الوفود الإسلامية الحاضرة في الحج. وكان مصنوعاً من خشب الساج بطول 565 سم، وارتفاع 480 سم، وعرض 188 سم، ووزن 6.5 ألف كغ. ويعمل هذا الدرج الكهربائي بـ 24 بطارية ويتم التحكم فيه بشكل آلي. |
| * '''الإصابة''': ابن حجر العسقلاني (م.852هـ.)، تحقيق: علي محمد وآخرون، بيروت، دار الكتب العلمية، 1415هـ.
| |
| * '''الأمالي''': المفيد (م.413هـ.)، تحقيق: غفاري واستاد ولي، بيروت، دار المفيد، 1414هـ.
| |
| * '''الإمامة والسياسة''': ابن قتيبة (م.276هـ.)، تحقيق: طه محمد، الحلبي وشركاه، (د.ت).
| |
| * '''أنساب الأشراف''': البلاذري (م.279هـ.)، تحقيق: زكار، بيروت، دار الفكر، 1417هـ.
| |
| * '''تاريخ الطبري (تاریخ الأمم و الملوك)''': الطبري (م.310هـ.)، تحقيق: محمد أبو الفضل، بيروت، دار إحياء التراث العربي، (د.ت).
| |
| * '''الجمل والنصرة لسيد العترة''': المفيد (م.413هـ.)، قم، مكتبة الداوري، (د.ت).
| |
| * '''السقيفة وفدك''': أحمد بن عبد العزيز الجوهري (م.323هـ.)، تحقيق: هادي الأميني، بيروت، شركة الكتبي، 1413هـ.
| |
| * '''السيرة النبوية''': ابن هشام (م.218هـ.)، تحقيق: السقاء وآخرون، بيروت، دار إحياء التراث العربي، (د.ت).
| |
| * '''شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار:''': النعمان المغربي (م.363هـ.)، تحقيق: جلالي، قم، دار إسلامي للنشر، 1414هـ.
| |
| * '''شرح نهج البلاغة''': ابن أبي الحديد (م.656هـ.)، تحقيق: محمد أبو الفضل، دار إحياء الكتب العربية، 1378هـ.
| |
| * '''الطبقات الكبرى''': ابن سعد (م.230هـ.)، تحقيق: محمد عبد القادر، بيروت، دار الكتب العلمية، 1418هـ.
| |
| * '''المحبّر''': ابن حبیب (م.245هـ.)، تحقيق: إيلزه ليختن شتيتر، بيروت، دار الآفاق الجديدة، (د.ت).
| |
| * '''مسند أحمد''': أحمد بن حنبل (م.241هـ.)، بيروت، دار صادر، (د.ت).
| |
| * '''المصنّف''': ابن أبي شيبة (م.235هـ.)، تحقيق: سعید محمد، دار الفكر، 1409هـ.
| |
| * '''المصنّف''': عبد الرزاق الصنعاني (م.211هـ.)، تحقيق: حبیب الرحمن، المجلس العلمي، (د.ت).
| |
| * '''المعارف''': ابن قتيبة (م.276هـ.)، تحقيق: ثروت عكاشة، قم، دار الشريف الرضي، 1373ش.
| |
| * '''المعجم الكبير''': الطبراني (م.360هـ.)، تحقيق: حمدي عبد المجيد، دار إحياء التراث العربي، 1405هـ.
| |
| * '''المغازي''': الواقدي (م.207هـ.)، تحقيق: مارسدن جونس، بيروت، الأعلمي، 1409هـ.
| |
الدرجات الخارجية للكعبة أو السلم الخارجي للكعبة؛ كانت تستخدم لدخول الكعبة منذ القدم. وقد وقف نبي الإسلام (ص) عليها في فتح مكة وألقى خطبته الشهيرة. كما صعد عليها الصحابي المعروف أبو ذر الغفاري وروى حديثاً في فضائل أهل البيت (ع) متّكئاً على باب الكعبة.
كان مدخل الكعبة على مستوى الأرض قبل تجديد قريش للكعبة، ولكن أثناء عملية إعادة إعمارها في السنة الخامسة قبل البعثة تم رفع باب الكعبة فوق سطح الأرض لأول مرة، وبُني سلم للدخول إليها. كما تمّ تجديد هذا الدرج واستبداله عبر التاريخ مرات عديدة كانت آخرها عام 2000م.
الموقع والتاريخ
وينقل الأزرقي أنّ مدخل الكعبة كان مستوياً على سطح الأرض قبل ترميمها، ولكن جرى رفعه أثناء عملية إعادة إعمارها في السنة الخامسة قبل البعثة وبُني سلم للدخول إليها. وبعد ذلك كان الداخلون إلى الكعبة يقومون بخلع أحذيتهم ووضعها تحت سلم المدخل.
فضيلة المكان
وقف النبي (ص) في فتح مكة (10هـ) على درج الكعبة وألقى خطبته الشهيرة. وفي رواية أيضاً أنّ أبا ذر أحد أصحاب النبي (ص) المعروفين صعد على درجات الكعبة متكئاً على بابها وروى حديثاً في فضائل أهل البيت (ع).
البناء وإعادة الإعمار
تم إصلاح وترميم واستبدال الدرج أو السلم الخارجي عدة مرات. وقد وصف الأزرقي - وهو مؤرخ وكاتب سيرة عاش في القرن الثالث الهجري - الدرج الخارجي للكعبة بأنه مصنوع من خشب الساج ويبلغ طوله 8.5 ذراعاً (ما يزيد قليلاً عن 4 أمتار) وعرضه 3.5 ذراعاً (قرابة 2 متر) وذو 13 درجة. في القرن القمري الخامس، كان عرض السلم يستوعب 10 أشخاص.
ووُصف درج الكعبة في القرن السادس الهجري بأنه مؤلف من تسع درجات، ذات قواعد خشبية، وتستخدم أربع عجلات لتسهيل حركته. وفي عام 766هـ، بُني درج جديد للكعبة بأمر من سلطان مصر المملوكي شعبان بن الحسين. وفي عام 814هـ تم إصلاح بعض الأجزاء الخشبية من هذا الدرج.
أرسل سيف الدين الشيخ المحمودي، المعروف بالمؤيد الشركسي، درجاً جديداً للكعبة عام 818هـ. وهناك رواية أخرى تفيد أنه تم إرسال درج للكعبة عام 817هـ من قبل سلطان مصر سيف الدين شيخو.
وفي خبر منقول عام 1040هـ في العصر العثماني، كان طول الدرج حوالي أربعة أمتار، وله سبع درجات مصنوعة من خشب الصنوبر مع صفائح من النحاس والحديد، وكان مثبتّاً على أربع عجلات من النحاس.
وفي عام 1097هـ؛ أمر أحمد باشا - والي جدة العثماني وإمام الحرم آنذاك - ببناء درج جديد للكعبة مع درابزين على جانبيه في 16 رمضان من نفس العام.
الدرج الذي تبرع به حكام الهند
يُذكر أنه في الأعوام 1116 و1240 و1300هـ، تم بناء أدراج جديدة وإرسالها إلى الكعبة من قبل الحكام المسلمين المحليين في الهند.
العهد السعودي
وفي عام 1376هـ، تم الكشف عن سلم خشبي جديد صنع في مصر بأمر من الملك سعود بن عبد العزيز، مكون من 11 درجة بأغطية فضية ومزخرفة بزخارف عربية ذهبية.
وقد ذكر الكردي - أحد مؤرخي القرن الرابع عشر الهجري - نوعين من الأدراج الخارجية في عصره؛ أحدهما صغير يتّسع لشخص واحد، والآخر متحرك ويتّسع لعدة أشخاص. وكان هناك درجان من النوع الثاني يوضعان بجوار بئر زمزم ويستخدمان في حالات مثل غسيل الكعبة وتركيب الستائر والإصلاحات والمراسم المتعلقة بتوسعة الحرم.
الدرج الخارجي الحالي
تم افتتاح درج خارجي جديد في عام 2000م، أثناء مراسم غسل الكعبة المشرفة، وبحضور عدد من الوفود الإسلامية الحاضرة في الحج. وكان مصنوعاً من خشب الساج بطول 565 سم، وارتفاع 480 سم، وعرض 188 سم، ووزن 6.5 ألف كغ. ويعمل هذا الدرج الكهربائي بـ 24 بطارية ويتم التحكم فيه بشكل آلي.