الفرق بين المراجعتين لصفحة: «البراءة من المشرکین»

من ويكي‌حج
لا ملخص تعديل
سطر ٣٩: سطر ٣٩:
===اوامر لابلاغ البراءة===
===اوامر لابلاغ البراءة===
   
   
وفقا لايات البراءة فان دخول المشركين الى [[المسجد الحرام]] وأداءهم لمناسك الحج يعد محرما كما [[اداءهم باجساد عارية]]التي كانت من البدع السيئة لعدد من القبائل العربية وقريش<ref>سیرة ابن اسحق، ج2، ص75؛ السیرة النبویة، ج1، ص130-131؛ الروض الانف، ج1، ص249-250.</ref> اصبح عملا محرما. وتم منح للذين لم تكن لهم عهود مع الرسول الاكرم (ص) مهلة لمدة 4 اشهر <ref>البدایة والنهایة، ج5، ص44-45؛ مجمع البیان، ج5، ص7.</ref>لاعتناق [[الاسلام]] او مغادرة [[ارض الوحي]].<ref>نک: معاني القرآن، ج1، ص420؛ البدایة والنهایة، ج5، ص44-45؛ جوامع الجامع، ج2، ص37-38.</ref>
وفقا لايات البراءة فان دخول المشركين الى [[المسجد الحرام]] وأداءهم لمناسك الحج يعد محرما كما اداءهم باجساد عارية التي كانت من البدع السيئة لعدد من القبائل العربية وقريش<ref>سیرة ابن اسحق، ج2، ص75؛ السیرة النبویة، ج1، ص130-131؛ الروض الانف، ج1، ص249-250.</ref> اصبح عملا محرما. وتم منح للذين لم تكن لهم عهود مع الرسول الاكرم (ص) مهلة لمدة 4 اشهر <ref>البدایة والنهایة، ج5، ص44-45؛ مجمع البیان، ج5، ص7.</ref>لاعتناق [[الاسلام]] او مغادرة [[ارض الوحي]].<ref>نک: معاني القرآن، ج1، ص420؛ البدایة والنهایة، ج5، ص44-45؛ جوامع الجامع، ج2، ص37-38.</ref>


==البراءة في سائر آيات القرآن==
==البراءة في سائر آيات القرآن==

مراجعة ٠٩:٥٤، ٩ أبريل ٢٠٢٠

مراسم البراءة من المشرکین

ان البراءة من المشرکین تعني لغویا التنفر والتبري من المشرکین وفي المصطلح الراهن یطلق علی المساعي والاعمال التي تقام علی الصعید السیاسي للـحج بشکل اجتماعي وفي اطار مراسم البراءة من المشرکین خلال ایام الحج في مکة.

انطلقت مراسم البراءة من المشركين في عام 1979 على شكل مسيرات احتجاجية من قبل الحجاج الايرانيين خلال اداء مناسك الحج في مكة المكرمة وذلك بعد الثورة الاسلامية في ايران واثر تاكيد الامام الخميني (رض) على الابعاد السياسية للاسلام وتوسيع المفهوم القرآني والسنة النبوية الشريفة للاعلان عن البراءة من المشركين ومن اعداء الاسلام في كافة الازمنة. ويتم خلال هذه المسيرات الهتاف بشعارات ضد الشرك والطواغيت في ذلك الزمن مؤكدين على وحدة والاخوة بين المسلمين.

البراءة من المشركين لها جذور في تاكيد القرآن الكريم على معاداة اعداء الله الى جانب المودة مع اولياء الله. هناك آيات كثيرة تتناول هذا الموضوع، الا ان معظم اهتمام القرآن الكريم بشان البراءة يتعلق بابلاغ آيات البراءة من المشركين في عصر نبي الاسلام(ص) وفي موسم الحج للعام التاسع من الهجرة.

وايضا تعد البرائة من المشركين جزء من رسالة الانبياء. وقام النبي الاكرم (ص) بعد فتح مكة بتطهير بيت الله الحرام من الأصنام، وفي حج العام التاسع الهجري تم اعلان البراءة من المشركين كافة. وفقا للاحاديث والروايات كان الائمة المعصومين عليهم السلام يستفادون من فرصة الحج لاعلان عن البراءة من المشركين.

المصطلحات

مصدر كلمة البراءة من «ب-ر-ء» وجاءت بهذه المعاني:الهجر [١] والتباعد[٢] والتخلي عن شيء (ابتعاد االشخص عن شيء یشمئز منه[٣] والتحذير والتخويف[٤] والتطهير من العيوب والرجس).[٥]

البراءة والتبري والولاية والتولي هما من فروع الدين للمسلمين وفي المصطلح الديني فان البراءة بمعنى التبري والكراهية من اعداء الله.[٦]

يشير مصطلح «البراءة من المشركين» اليوم الى اداء مجموعة من الجهود الجماعية في البعد السياسي للحج في اطار اقامة مراسم للبراءة من المشركين في مكة المكرمة.

آية البرائة

في القرآن الكريم و السنة النبوية (ص)[٧] فان العداء مع اعداء الله والمسلمين قد جاء دائما الى جانب التودد مع اولياء الله. ويولي القران الكريم المزيد من اهتمام بموضوع البراءة من المشركين في زمن نبي الاسلام (ص) في السنة الهجرية التاسعة من موسم الحج.[٨]

في هذا العام، عندما انتهت حروب المسلمين مع الكفار والاعداء، واعتنق اهالي مناطق الطائف والحجاز وتهامة ونجد والعديد من القبائل في جنوب شبه الجزيرة العربية الدين الاسلامي. في مثل هذه الظروف، فان نزول اوائل سورة التوبة بالاضافة إلى تبيين الأسس المعنوية للحكومة الاسلامية والتعبير عن افكارها ومعتقداتها التوحيدية ومواجهة اولئك الذين يحاربون هذا النهج،[٩] فانه كان تاكيدا على وحدة المسلمين وتضامنهم وحماية للمسلمين الجدد امام دعايات المشركين والظالمين.

كما ان مختلف نكوث العهد من قبل المشركين تعد من اسباب نزول ايات البراءة من المشركين. وکان النبي الاکرم(ص) قد ابرم قبل فتح مکة ولا سيما غزوة تبوك، المعاهدات والصلح وعدم القتال مع عدد من القبائل العربية، بما في ذلك بني مدلج[١٠] وبني نضير وبني قريظة وبني قينقاع[١١] وبني عادياء[١٢] وايله[١٣]، وكذلك مع قبائل خزاعة[١٤]، وقريش[١٥] ومسيحيي نجران.[١٦] الا ان الكثير منهم انتهكوا عهودهم. بالاضافة الى ذلك كان هناك منافقون في المجتمع الاسلامي بمن فيهم جد بن قيس [١٧] وقبائل مثل مزينة[١٨] وجهينة[١٩] واشجع[٢٠] وغفار[٢١] واسلم[٢٢] وكانت اطاعة النبي (ص) فرضا عليهم الا انهم تخلوا عن مواكبة المسلمين في غزوة تبوك وجاءوا باعذار لعدم المشاركة في القتال ومن خلال عدم تقديم العون للجيش الاسلامي فقد انتهكوا عهدهم بمساعدة الرسول الاكرم (ص) ضد الأعداء والكفار.[٢٣]

نزول آية البراءة

قبل العام التاسع الهجري وفي مختلف المناسبات حرم الله المسلمين من التودد والاعتماد على المشركين واليهود والمسيحيين، وابرام معاهدات التعاون معهم، وشدد في آيات مختلفة من القرآن الكريم على ضرورة الابتعاد عن المشركين وبيان مصيرهم المشؤوم (مثل هذه الايات: سورة الانعام الاية 106 وسورة التوبة الاية 5 وسورة القصص الاية 87 وسورةالفتح الاية 6 وسورة البينة، الاية 6).

ومع ذلك، فان الوضع السياسي والاجتماعي لـ شبه الجزيرة والعلاقة بين المسلمين والمشركين اثر فتح مكة اصبحت بشكل بحيث اصبح التعبير عن البرائة من قبل الرسول الاكرم (ص) امرا حتميًا وضروريا لمنع بناء الثقة بين المسلمين والمشركين والكفار الناكثي للعهود وتمهيد الارضية لنشر واستدامة الإسلام.

نتيجة لهذه العوامل وفي شهر ذي حجة للعام التاسع من الهجرة والذي اطلق عليه عام البراءة، وبعد انتهاء غزوة تبوك[٢٤] ووفقا لما ادلى به البعض فان الاول من شوال في ذلك العام تم نزول الايات الأولى من سورة التوبة ﴿بَرَاءَةٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ اِلَیالَّذِینَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُـشْرکِینَ... اَنَّ اللهَ بَرِیءٌ مِنَ الْمُشْرِکِینَ وَرَسُولُهُ...﴾ (سورة التوبة، 1-3)[٢٥] وتم الاعلان فيها عن البراءة من المشركين الناكثين للعهود.

مهمة ايصال ايات البراءة

وبحسب المصادر، اثر نزول الايات المذكورة سلم النبي الاكرم (ص) آيات البراءة إلى ابي بكر للذهاب بها الى مكة المكرمة وقراءتها للحجاج، ولكن لم يمض وقت طويل فقد نزل الجبرائيل وامر بابلاغ هذه الايات من قبل النبي (ص) فقط او شخص من اهل بيته ومن هذا المنطلق تسلم الامام علي عليه السلام الايات في ذو الحليفة من ابي بكر [٢٦]وقام بقراءتها للناس في يوم الحج الاكبر (10 ذي حجة).[٢٧]

اوامر لابلاغ البراءة

وفقا لايات البراءة فان دخول المشركين الى المسجد الحرام وأداءهم لمناسك الحج يعد محرما كما اداءهم باجساد عارية التي كانت من البدع السيئة لعدد من القبائل العربية وقريش[٢٨] اصبح عملا محرما. وتم منح للذين لم تكن لهم عهود مع الرسول الاكرم (ص) مهلة لمدة 4 اشهر [٢٩]لاعتناق الاسلام او مغادرة ارض الوحي.[٣٠]

البراءة في سائر آيات القرآن

وبصرف النظر عن اية البراءة، فقد تم التاكيد في آيات أخرى من القرآن على الابتعاد عن المشركين، والابعاد المختلفة والمعاني والأحكام المتعلقة بهذه القضية. كما تم التاكيد على هذه الابعاد في سيرة والروايات المنقولة عن النبي (ص) والائمة المعصومين عليهم السلام.

(سوره توبه، 114). ان تصرف إبراهيم(ع) في التبري من اعداء الله رغم وجود روابط قرابة وثيقة بينهما تحول الى انموذج لدى المسلمين.[٣١]

(سوره هود، 113)،اليهود والمسيحيين والتولى [٣٢] والتودد والمحبة لهم[٣٣]﴿یا اَیُّهَا الَّذینَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْیَهُودَ وَ النَّصاری اَوْلِیاءَ بَعْضُهُمْ اَوْلِیاءُ بَعْض...﴾ (سوره مائده، 51). وايضا بسبب احتمال ايجاد علقة وتودد بين المسلمين واهل الكتاب وبالتالي التاثر باخلاقهم في الاتباع من هوى النفس فقد تم نهي المسلمين من التودد لهم:[٣٤]﴿وَ مَنْ یَتَوَلَّهُمْ مِنْکُمْ فَاِنَّهُ مِنْهُمْ﴾ (مائدة، 51).

  • السماح في لعن الظالمين: سمح القران الكريم باطلاق اللعن على الظالمين.﴿لا یُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ اِلاَّ مَنْ ظُلِمَ﴾

(سورة النساء، 148). ان حكم هذه الاية مطلقة وليس لها زمن أو مكان. نظرا للظلم الذي كان يمارسه المستكبرون ضد المسلمين فان الاية يمكن اعتبارها دليلا على السماح بالبراءة من المشركين، في ظل الظلم الذي يمارسه المتكبر على المسلمين.

  • البراءة، صفة اتباع النبي (ص): في الآية 29 من سورة الفتح، تم وصف اتباع النبي (ص) بصفة التولى للمسلمين والتبري من الاعداء [٣٥]﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَ الَّذینَ مَعَهُ اَشِدَّاءُ عَلَی الْکُفَّارِ رُحَماءُ بَیْنَهُمْ...﴾

.بحيث قالواإن شدة البراءة من المشركين واعداءالله بدرجة كانت بحيث تجنبوا المسلمون فيها الاتصال بأجسادهم وملابسهم.[٣٦]

  • فالله عدو للكافرين:القرآن الكريم وفي مواجهة بين الله والكفار يعتبر عدائهم مع الله والانبياء والملائكة سيما جبرائيل وميكائيل هو سببا لعداوة الله معهم.﴿مَن کانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَ مَلائِکَتِهِ وَ رُسُلِهِ وَ جِبْرِیلَ وَ مِیکالَ فَاِنَّ اللهَ عَدُوٌّ لِلْکافِرِین﴾

(سوره بقره، 98)

البراءة في تعاليم النبي (ص) والائمة المعصومين (ع)

قام النبي (ص)كسائر انبياء الله بمقارعة الكفار وعبدة الاصنام. بعد فتح مكة قام بتطهير بيت الله من الاصنام وفي العام التاسع الهجري اعلن البراءة من المشركين جميعا.[٣٧] اعتبر عدد من العلماء ان الاتباع من سيرة الانبياء هي الاقتضاء بـالايمان لهم مؤكدين ان المسلمين يتبعون في التولي كـمناسك الحج من النبي (ص) وفي التبري يجب ايضاان يتبعونه وان يتبرؤون من المشركين.[٣٨]

الروايات الشيعية تؤكد ان الدين ليس الا الحب والبعض في سبيل الله.[٣٩] وقد تناول ائمة الشيعة مرارا باهمية موضوع البراءة من اعداء الله والتودد الى اولياء الله[٤٠] لدرجة أنه ذكرت في العديد من الادعية والزيارات بان هذا العمل يعتبر السبب في التقرب الى الله.«... انی اتقرب الی الله... بموالاتك ... وبالبرائة ممن... قاتلك ....»[٤١]

نطاق البراءة

من خلال آيات القرآن، يمكن ان نعرف بان حكم البراءة يشمل جميع اعداء الله، بما في ذلك الكفار والمشركين والمنافقين[٤٢] واليهود والمسيحيين.[٤٣] المشركون وكفرانهم بالله ورسله [٤٤] واليهود من خلال كفرانهم بالرسول الاكرم(ص) وعدائهم لجبرائيل[٤٥] والمسيحيين من خلال كفرانهم برسول الله (ص) واعتبارهم المسيح (ع) ابن الله (سورة التوبة، 30؛ والمنافقين من خلال عداءهم مع النبي الاكرم (ص) وكفرانهم به (سورة المنافقون، 1)، تعد مصاديق لمعاداة الله ورسوله. هناك عدد من الروايات التي تؤيد هذا الرأي أيضًا.[٤٦] يمكن القول ان الحديث عن المشركين بشكل مطلق (سورة التوبة، 28-11)، واهل الذمة من المشركين والكفار (سورة التوبة، 29-32)، ومكتنزي الذهب (سورة التوبة، 34-35) والمنافقين (سورة التوبة، 50-57). يؤكد في سورة التوبة أن البراءة لا تختص بالمواجهة مع المشركين الناكثين للعهود.

طرق التعبير عن البراءة

البراءة هي حالة روحية، ويتم التعبير عنها بطرق مختلفة تتناسب مع الاوضاع والظروف، مثل الكراهية في النفس وتغيير ملامح الوجه والتعبير بالكلمات،﴿وَ اِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَ ما یَعْبُدُونَ اِلاَّ اللهَ...﴾ (سورة کهف، 16) او الابتعاد عن الشخص الذي يتم التبري منه(... وَ اجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ...)}} (سورة نحل، 36) والقتال معه.(سورة توبة، 1-3) تعتبر الهجرة من هيمنة الكفار واعداء الله نوعا من البراءة العملية ولذلك فان الله يسقط عن المؤمنين اي التزام من عاتقهم ازاء سائر المؤمنين الذين لم يهاجروا من أراضي الكفار، الا في مساعدتهم في دينهم.(سوره انفال، 72)[٤٧] ويرى علماء الإسلام ان البراءة بمعنى التبري النفسي والابتعاد عن التقارب معهم يشمل كافة اعداء الله والكفار.

ان التعبير عن البراءة واللعن والمواجهة العملية لا يقتصر الا على الكفار والمستكبرين الذين لا يلتزمون بعهدهم ويظهرون عداءهم لله والمسلمين.[٤٨] لهذا السبب، يشير القرآن الكريم إلى سبب القتال والعداء مع هؤلاء الاشخاص هو عدم التزامهم بعهدهم مع المسلمين، وليس كفرهم،﴿وَ اِنْ نَکَثُوا اَیْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَ طَعَنُوا فی دینِکُمْ فَقاتِلُوا اَئِمَّةَ الْکُفْرِ اِنَّهُمْ لا اَیْمانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ یَنْتَهُونَ﴾ .(سورة توبة، 12) لذلك التعبير عن البراءة من الذين لم يلتزموا بعهدهم اعتبروه واجبا على كافة المسلمين والمتحالفين معهم.[٤٩]

الخطاب العام للمسلمين وإعلان البراءة من المشركين في جوار الكعبة يشير ايضا الى ان مفهوم البراءة في هذه الايات يتجاوز الحالة الروحية ويتطلب الابتعاد عن الكافرين والمشركين وفرض العزلة عليهم.[٥٠]

البراءة من المشركين والحج

ومن وجهة نظرة مؤيدي البراءة من المشركين فانه نظرا لعدم تخصيص مكان وزمان محددين للبراءة من اعداء الله فان الحرم وايام الحج يعدان أنسب موقع للتعبير عن البراءة من المستكبرين وذلك نظرا للتجمع الاسلامي العظيم.[٥١]

ان التعابير القرانية﴿قِیَامًا لِلنَّاسِ﴾ (سورة مائدة، 97)؛﴿مثابةً للناسِ و اَمْناً﴾ (سورة بقرة، 125)؛﴿وُضِعَ للناس﴾ سوره آل‌عمران، 96)؛﴿مُبَارَکًا وَهُدًی لِلْعَالَمِینَ﴾ (سوره آل‌عمران، 96) التي تشير الى طبيعة ودور الحج الاجتماعي وبيت الله الحرام[٥٢] يمكن اعتبارها البراءة من المشركين احدى النتائج الاجتماعية للحج وذلك نظرا للتغيير في مصاديقها ووفقا لاحوالات المجتمع الاسلامي ومتطلبات العصر. كما يمكن اعتبار التعابير في الروايات مثل جهاد الضعفاء وتوصيف الحج من عوامل تعزيز الدين[٥٣] هي اشارة الى البعد السياسي للحج وموضوع البراءة من المشركين.

السيرة النبوية(ص)

البراءة من الشرك وآثارها في مسار الاهداف الرئيسية للـتوحيد، كانت لها ماضي بين الانبياء السابقين سيما النبي ابراهيم (ع) وبغض النظر عن الاسس القرانية استمرت في عصر النبي الاعظم (ص) في مناسك مثل رمي الجمرات[٥٤] ولذلك استفاد النبي الاكرم (ص)من فرصة الحج لنشر الاسلام وطرد الشرك خلال اقامته في مكة المكرمة.[٥٥]

وتؤكد الآية 3 من سورة التوبة على البراءة سيما في ايام الحج وارض الحرم. وتشير الروايات أن النبي (ص) اعرب عن برائته للمشركين في حالات مثل القاءه الخطب في منى وعرفة وغدير خم في حجة الوداع مؤكدا على الابعاد السياسية للحج.[٥٦]

سيرة الائمة المعصومين عليهم السلام

في أعقاب وفاته، استمرت اعلان البراءة من اعداء الله في الحج واتسع نطاقه في البراءة من الحكام الظالمين لذلك كان الائمة الشيعة عليهم السلام يدعون مرارا المسلمين في اجتماع الحج العظيم الى الابتعاد والتبري عن المستكيرين وحكام الجور.

الإمام الحسين(ع): الامام الحسين (ع) من خلال الاستفادة من فرصة الحج قام بالكشف عن مفاسد معاوية ومساعيه الخبيثة في جمع من اصحابه والتابعين له[٥٧] محذرا المسلمين منه.[٥٨]

في عام 60 للهجرة عندما غادر المدينة اثر رفضه البيعة مع يزيد اختيار مكة لاطلاع المسلمين على معارضته مع يزيد وخلافته خلال اداء مناسك الحج.[٥٩]

الإمام سجاد(ع): تجاهل الامام السجاد عليه السلام في جوار الكعبة هشام بن عبد الملك الطاغوت في زمانه وادلى بحديث[٦٠] يكشف عن احتجاجه وبراءته منه.

سيرة سائر الائمة المعصومين: تفيد الروايات ان الامام الباقر[٦١] والامام الصادق[٦٢] والامام الكاظم عليهم السلام[٦٣] من خلال الاستفادة من فرصة الحج اعربوا عن احتجاهم للحكومات الظالمة في فترة زمانهم.

الاراء المعارضة للبراءة

في المقابل، عارض البعض اقامة مراسم البراءة من المشركين للأسباب التالية:

  • أ. البراءة من المشركين كانت مخصصة في عهد الرسول الاكرم (ص) ولا تنطبق في عصرنا هذا.
  • ب. تعتبر هذه المراسم من مصاديق الجدل في الحج بحيث تم النهي عنها في ﴿وَ لا جِدالَ فِی الْحَجِّ﴾

(الآية 197 من سورة البقرة.[٦٤]

  • ج. سيرة النبي (ص)في مناسك الحج لم تكن سوى التلبية والدعاء.
  • د.اطلاق الشعارات ضد الأعداء والهتافات تتعارض مع اهداف الحج وتعد معصية.[٦٥]

وردا على هذه الاشكاليات، يمكن القول أنه إلى جانب ان البراءة من المشركين والفاسدين، متجذرة في القرآن الكريم والسيرة النبوية (ص) وسيرة الأئمة المعصومين (ع)، فإن الاطار العام للبراءة في القرآن والسنة تحول دون تخصيصها بفترة تاريخية محددة لمنع العودة الى الكفر والشرك بمختلف أشكالها وايضا الحفاظ على وحدة المسلمين وتضامنهم، فيجب مواصلة مراسم البراءة من المشركين بشكل يتناغم مع اي فترة زمنية.[٦٦]

كما أن مفهوم البراءة عن طريق الجدل بمعنى النزاع مع الطرف الاخر ورده بالدليل او شبه الدليل[٦٧] فانه يختلف من حيث المصداق والاحكام. ان عددا من مصادر الروايات[٦٨] والتفاسير[٦٩] قد فسرت أيضا الجدل المحظور بشكل اخر،بحيث لم يشتمل أي منها على البراءة من المشركين.

اتساع نطاق البراءة

البعض يرى انه رغم نكث العهد من قبل المشركين وعدائهم ازاء المسلمين وحصر البراءة من مشركي مكة والحجاز في شبه الجزيرة العربية خلال صدر الاسلام فان مع انتشار الإسلام واتساع نطاق الظلم والعداء من قبل المستكبرين ازاء المسلمين في انحاء العالم فان زمان ومكان البراءة ايضا اصبح امرا متسعا.[٧٠]

الامام الخميني(رض) واحياء سنة البراءة من المشركين

يعود احياء سنة البراءة من المشركين وتبيين اسسها في الفترة الراهنة الى الامام الخميني (رض). بحيث يعتبر القاعدة الرئيسية للبراءة من المشركين هي التولي والتبري،[٧١] وبتوسيع مفهومها القرآني في سورة التوبة، يعتبر هدم اصنام الكعبة بأمر من النبي (ص) هو نوع من البراءة من المشركين ويعتقد بأن عنصرها الرئيسي هو رفض عبادة الاصنام واعلان البراءة من المشركين واعداء الإسلام وادانة سياساتهم التامرية والظالمة،[٧٢] ويجب على المسلمين ان يعرفوا الاصنام الجديدة في عصرنا الراهن والقيام بهدمها.[٧٣] وفقا لذلك فانه لا يعتبر البراءة محصورة بزمن ومكان محدد ويؤكد على تكرار هذه المراسم سنويا.[٧٤]

والنتيجة الاخرى لتوسيع معنى البراءة من وجهة نظرته هي اي دفاع عن المسلمين امام المستكبرين يعتبره شكلا من أشكال البراءة من المشركين.[٧٥]

عدم اكتمال الحج من دون البراءة: من وجهة نظرة مؤسس الجمهورية الإسلامية الايرانية فإن اهتمام الحجاج بالابعاد السياسية والاجتماعية للحج يفشل مخططات الظالمين ويمهد الارضية لنيل الحرية الحقيقة.[٧٦] وبناء على هذا الرأي،يعتبر الامام الخميني (رض) ان الحج من دون اداء البراءة من المشركين يعد غير مكتملا وعديم القيمة.[٧٧]

البراءة من الشرك والظلم: في رأيه، فان مراسم البراءة قد حولت الكعبة الى قاعدة دائمة للتوحيد وإعلان البراءة من الشرك والظلم، [٧٨] وبعض أعمال الحج، مثل رمي الجمرات تاتي في هذا السياق[٧٩] بالاضافة الى ذلك، يتطلب الإعلان عن البراءة في أي وقت الاساليب والبرامج المتناسبة لها[٨٠] وتنقيذها على شكل مسيرات تعد من الاساليب في العصر الراهن.[٨١]

نتائج البراءة:البراءة من مظاهر الشرك الى جانب اقامة ملتقيات للمسلمين فی جوار بيت الله الحرام بامكانها ان تترتب علیه ثمار مثل ترسيخ الاخوة، وحل الخلافات في الامة الاسلامية، وابراز عظمة الاسلام وذلة الكافرين.[٨٢]

التأكيد على تعریف المصادیق الجديدة للأعداء: نظرا للابعاد السياسة للاسلام اشار الإمام الخميني (رحمة الله عليه) وفي اول عيد الأضحى بعد انتصار الثورة الإسلامية في رسالة موجهة إلى الحجاج،الى ضرورة مواجهة آثار الطاغوت والعودة الى الاسلام الحقيقي.[٨٣]

في السنوات التالية،ايضا اكد على المصاديق الجديدة لاعداءالإسلام،مبينا ضرورة تعريفها والبراءة منها[٨٤] في الحج من اجل احباط مؤامراتهم.[٨٥] وكان يؤكد دوما من خلال مخاطبة القائمين على شؤون الحجاج على الاستفادة من طاقات الحج لتطهيرها من الطاغوت والعودةالى الاسلام الحقيقي.[٨٦]

البراءة من المشركين بعد الثورة الإسلامية

اقيمت اولى مراسم البراءة من المشركين للحجاج الايرانيين بعد انتصار الثورة في عام 1979 وذلك من خلال مسيرة هادئة انطلقت في المدينة المنورة وتحولت تدريجياً إلى مسيرة احتجاجية.

وكان يجتمع عدد كبير من الحجاج الإيرانيين وغير الإيرانيين بالتنسيق مع الحكومة السعودية في أماكن وهم يرددون الشعارات يعلنون من خلالها عن براءتهم من الشرك والطواغيت في ذلك الزمان ويدعون المسلمين الى الوحدة والأخوة.الا ان اثر تقارب الحكومة السعودية من الولايات المتحدة، فقد واجهت اقامة هذه المراسم صعوبات وقيود على الرغم من التنسيق بين الحكومتين الإيرانية والسعودية.[٨٧] ان اعتبار مراسم البراءة من المشركين بدعة من قبل اتباع محمد بن عبد الوهاب شكلت عقبة أخرى امام مراسم البراءة من المشركين.[٨٨]

مسيرة الوحدة في عام 1981

في اعقاب هذه القيود وخلال مسيرة الوحدة التي انطلقت في المدينة المنورة عام 1981 هاجمت القوات السعودية الحجاج الإيرانيين.في هذا العام بعث الملك خالد بن عبد العزيز، ملك السعودية برسالة الى الامام الخميني (رض) اشار فيها الى رأي علماء الحجاز في فردية فريضة الحج واعتبر تنظيم المظاهرات أثناء الحج بأنها بدعة ويزاحم سائر الحجاج.[٨٩]

الإمام الخميني وفي رده على هذه الرسالة دعا الدول الإسلامية الى الوحدة معتبرا النفاق والخلاف بانه يعد مصدرا لكافة معاناة المسلمين مشيرا الى الدور التاريخي للحرمين الشريفين باعتباره مركزا عباديا وسياسيا للمسلمين معتبرا توصيف اداء مراسم البراءة من المشركين في مكة المكرمة بالجريمة بانها ناتجة عن الفهم الخاطئ والمارب المغرضة والدعايات الضخمة للقوى العظمى.[٩٠]

الحج الدامي

وقد ادت اقامة مراسم البراءة من المشركين الى اتساع نطاق النزاع اعتبارا من عام 1983 الا انه في معظم الحالات كانت يتم تسوية المشاكل عبر التفاوض ومتابعة الطرفين. هذه الخلافات استمرت حتى عام 1987 وفي هذا العام ورغم التنسيق الكامل بين السلطات الايرانية والسعودية في اقامة مراسم البراءة من المشركين هاجمت القوات السعودية الحجاج في بعد ظهر اليوم السادس من ذي حجة 1407 هـ. في مکة[٩١]بعد لحظات من بدء المراسم والقاء كلمة المشرف على الحجاج مستخدمين الاسلحة البيضاء والنارية وتواكبها بعض الاشخاص ذي زي مدني كانوا منتشرين على اسطح المباني.[٩٢]

وبحسب البيان الرسمي لوزارة الخارجية الايرانية، اسفرت الهجمات عن استشهاد واسر وفقدان 366 شخصًا، وفي وقت لاحق وصل عدد القتلى الى 400 شخص.[٩٣] هذا الحادث ادى الى تسمية هذا اليوم بيوم الجمعة الدامي في مكة بجيث ادت الى ردة فعل شديدة للغاية من قبل الامام الخميني.[٩٤]

بعد هذا الحادث، قطعت العلاقات بين إيران والسعودية لمدة اربعة اعوام، فضلا عن توقف ايفاد الحجاج الايرانيين الى هذا البلد.[٩٥]

بعد وفاة الامام الخميني (رض)

بعد وافة الامام الخميني، اكد آية الله الخامنئي، منذ بداية قيادته، على مواقف مؤسس الثورة الاسلامية على الابعاد السياسية للحج، بما في ذلك الاعلان عن البراءة من المشركين، واعتبرها فرصة لمواجهة خطط الاستكبار والصهيونية.[٩٦]

على الرغم من استئناف العلاقات الايرانية - السعودية في عام 1991 وايفاد الحجاج، الا ان عملية منع السعوديين من اقامة مراسم البراءة من المشركين كانت مستمرة خلال هذه الفترة،بحيث اقامة هذه المراسم واجهت بصعوبات خلال هذه السنوات. في عام 1991 اقيمت المراسم امام بعثه الجمهورية الاسلامية الايرانية في مكة المكرمة.[٩٧][٩٨]وفي عام 1992 الموافق للسادس من ذي حجة عام 1412 اقيمت هذه المراسم بشكل عظيم كالعام السابق له.[٩٩]

مراسم البراءة خلال الاعوام الاخيرة

منذ عام 1993 وبسبب معارضة الحكومة السعودية وانتشار القوات العسكرية في محل اقامة المراسم[١٠٠] تم الغاء مراسم البراءة من المشركين في مكة المكرمة وبموافقة سماحة قائد الثورة اقيمت هذه المراسم في البدء في منى[١٠١] وفي السنوات التالية اقيمت في عرفات[١٠٢]. ومنذ ذلك الحين، تقام مراسم البراءة من المشركين كل عام في عرفات بخطاب سماحة قائد الثورة الاسلامية وبحضور شخصيات دينية وسياسية ومفكرين من الدول الاسلامية.

في السنوات الاخيرة انطلقت هذه المراسم صباح يوم عرفة في موقع بعثة سماحة قائد الثورة الاسلامية في صحراء عرفات بحيث بعد تلاوة ايات من القران الكريم يقوم الحجاج الايرانيين وغير الايرانيين باطلاق شعارات مثل «الموت لإسرائيل» و«الموت لامريكا»، و«یا ایها المسلمون اتّحدوا اتّحدوا» و«التفرقة والخلاف هي اتباعا للشيطان» ثم يقوم المشرف على الحجاج الايرانيين بقراءة خطاب سماحة قائد الثورة الاسلامية باللغتين الفارسية والعربية. في الختام يتم قراءة البيان الختامي یقوم الحجاج بتاييده بالتكبير بعد قراءة كل فقرة منه.[١٠٣]

الهوامش

  1. معجم مقاییس اللغة، ج1، ص236؛ تاج العروس، ج1، ص113؛ قاموس قرآن، ج1، ص173، «برا.
  2. الصحاح، ج1، ص36؛ قاموس قرآن، ج1، ص173، «برء.
  3. مفردات، ص121، «برا.
  4. لسان العرب، ج1، ص33، «برا.
  5. العین، ج8، ص289؛ مفردات، ص121؛ التحقیق، ج1، ص239، «برا.
  6. التبیان، ج2، ص65-66.
  7. الکافي، ج2، ص125.
  8. الکشاف، ج2، ص242-245؛ جوامع الجامع، ج2، ص36.
  9. حیاة محمد، ص296-297؛ ابعاد سیاسي واجتماعي حج، ص106-107.
  10. السیرة النبویة، ج2، ص434؛ الطبقات، ج2، ص7؛ تاریخ یعقوبي، ج2، ص66.
  11. اعلام الوری، ج1، ص157-158؛ امتاع الاسماع، ج1، ص69؛ نک: انساب الاشراف، ج1، ص371؛ المغازي، ج1، ص176.
  12. فتوح البلدان، ص44؛ معجم البلدان، ج2، ص67.
  13. فتوح البلدان، ص67.
  14. انساب الاشراف، ج1، ص79-80؛ المغازی، ج2، ص781-782؛ تفسیر فرات کوفی، ص162.
  15. الطبقات، ج2، ص74؛ انساب الاشراف، ج1، ص439-440؛ السنن الکبری، ج9، ص232-233؛ السیرة النبویة، ج4، ص851-852.
  16. الطبقات، ج1، ص219-220؛ فتوح البلدان، ص72-73.
  17. السیرة النبویة، ج4، ص944.
  18. الطبقات، ج1، ص222.
  19. الکامل، ج6، ص46؛ اسد الغابه، ج1، ص217.
  20. الطبقات، ج1، ص234.
  21. اسد الغابه، ج2، ص118.
  22. المغازي، ج3، ص1075.
  23. التفسیر الکبیر، ج15، ص523؛ جامع البیان، ج10، ص77؛ زاد المسیر، ج3، ص301-302؛ بحارالانوار، ج21، ص205.
  24. الطبقات، ج2، ص125-128؛ زاد المسیر، ج3، ص314.
  25. التفسیر الکبیر، ج15، ص524.
  26. نک: تفسیر عیاشي، ج2، ص73-74؛ مجمع البیان، ج5، ص6؛ تفسیر قرطبي، ج8، ص67-68.
  27. جامع البیان، ج10، ص85-86؛ مجمع البیان، ج5، ص7.
  28. سیرة ابن اسحق، ج2، ص75؛ السیرة النبویة، ج1، ص130-131؛ الروض الانف، ج1، ص249-250.
  29. البدایة والنهایة، ج5، ص44-45؛ مجمع البیان، ج5، ص7.
  30. نک: معاني القرآن، ج1، ص420؛ البدایة والنهایة، ج5، ص44-45؛ جوامع الجامع، ج2، ص37-38.
  31. احکام القرآن، ج5، ص327.
  32. التبیان، ج2، ص434
  33. المیزان، ج5، ص373؛ التفسیر الکبیر، ج12، ص384.
  34. التفسیر الکبیر، ج12، ص384؛ المیزان، ج5، ص373.
  35. تفسیر ابن کثیر، ج3، ص124.
  36. مجمع البیان، ج9، ص192.
  37. ابعاد سیاسي واجتماعي حج، ص98.
  38. تفسیر تسنیم، ج14، ص542؛ ج15، ص704.
  39. الخصال، ج1، ص21.
  40. صحیفة سجادیة، دعاي47؛ تفسیر منسوب به امام عسکري، ص19، 39.
  41. کامل الزیارات، ص177؛ المزار، ص482.
  42. تفسیر ابن ابي حاتم، ج6، ص1895؛ الکشاف، ج2، ص315.
  43. التبیان، ج3، ص550.
  44. نک:ارشادالاذهان، ص609.
  45. تفسیر ابن کثیر، ج1، ص228.
  46. الکافي، ج1، ص282.
  47. نمونه، ج7، ص256.
  48. روابط بین الملل در اسلام، ص180-181.
  49. بیان السعادة، ج2، ص245.
  50. ابعاد سیاسي واجتماعي حج، ص101.
  51. میقات حج، ش30، ص216-228، «برائت از مشرکین از دیدگاه امام خمیني.
  52. المیزان، ج14، ص369.
  53. نک: التهذیب، ج5، ص22.
  54. نک: علل الشرائع، باب177، ص437.
  55. نک:الطبقات، ج8، ص7؛ فتح الباري، ج1، ص60.
  56. نک: السیرة النبویة، ج4، ص1022-1025؛ تاریخ یعقوبي، ج2، ص102-109.
  57. کتاب سلیم بن قیس، ص787؛الاحتجاج، ج2، ص18-19؛ بحار الانوار، ج33،ص181-182.
  58. نک:الاحتجاج، ج2، ص18-19.
  59. سیره پیشوایان، ج9، ص11؛ زندگانی چهارده معصوم، ج7، ص38.
  60. نک: المناقب، ج3، ص306-307.
  61. میقات حج، سال1، ش4، ص11، «بهره گیری از ابعاد سیاسی حج.
  62. مناقب اهل البیت، ص268.
  63. المناقب، ج3، ص427-429.
  64. المباني الدینية والسیاسية البراءة من المشرکین، ص162؛ البرائة من المشرکین، ص232-251.
  65. البرائة من المشرکین، ص232-251.
  66. در راه برپایی حج ابراهیمي، ص166.
  67. الکلیات، ص353، «جدل.
  68. الکافي، ج4، ص338؛ من لا یحضره الفقیه، ج2، ص328؛ البرهان، ج1، ص427.
  69. تفسیر ابن ابي حاتم، ج1، ص348-349؛ التبیان، ج2، ص164؛ تفسیر ابن کثیر، ج1، ص407.
  70. حج27، ص85؛ میقات حج، ش25، ص35، 38-40، «المباني الدینية البراءة من المشرکین.
  71. صحیفة امام، ج20، ص111.
  72. صحیفة امام، ج20، ص314-315؛ صحیفه حج، ج1، ص184.
  73. صحیفة حج، ج1، ص197-199.
  74. صحیفة امام، ج20، ص94.
  75. صحیفة امام، ج20، ص317-318.
  76. صحیفة امام، ج15، ص168-169.
  77. صحیفةامام، ج21، ص22.
  78. مباني دیني وسیاسي برائت از مشرکان، ص86.
  79. ابعاد سیاسی واجتماعی حج، ص111.
  80. صحیفة حج، ج1، ص188-189.
  81. صحیفة حج، ج1، ص184، 197، 199.
  82. نک: وسائل الشیعه، ج11، ص16؛ میقات حج، ش30، ص227-228، «برائت از مشرکان از دیدگاه امام خمینی.
  83. صحیفةامام، ج10، ص158.
  84. صحیفة امام، ج18، ص86-89؛ ج19، ص333-345.
  85. صحیفه امام، ج13، ص207-211.
  86. میقات حج، ش30، ص98، «امارت حج وزعامت حجاج.
  87. نک: چارچوبی تحلیلی برای بررسی سیاست خارجی، ص88-89.
  88. مروري بر روابط ایران وعربستان در دو دهه اخیر، ص34.
  89. روزنامه جمهوری اسلامي، سال سوم، ش682.
  90. صحیفه امام، ج15، ص290.
  91. نک: آن سوی حج خونین، ص13-20.
  92. آن سوی حج خونین، ص15-20.
  93. کیهان، 12/5/1366؛ گل‌واژه‌های حج و عمره، ص112.
  94. صحیفة امام، ج20، ص349-350، 391؛ ج21، ص74.
  95. کیهان، 26/5/1366؛ عربستان سعودی، ص126.
  96. نک: صحیفة حج، ج2، ص172-173، 203.
  97. سیماي حج در سال 70، ص190.
  98. کیهان، 30/3/1370.
  99. نک:با کاروان ابراهیم، ص113-145.
  100. مروری بر روابط ایران وعربستان، ص95، 97.
  101. با کاروان عشق، ص171-173.
  102. صحیفه حج، ج2، ص230.
  103. حج27، ص324؛ حج25، ص294-301؛ حج29، ص162-172.

المنابع

  • آن سوی حج خونین: سید حسن میردامادی، تهران، مرکز تحقیقات و نشر حج، 1367ش.
  • ابعاد سیاسی و اجتماعی حج: محمد تقی رهبر، تهران، مشعر، 1377ش.
  • الاحتجاج: ابومنصور الطبرسی (م. 520ق.)، به کوشش سید محمد باقر، دار النعمان، 1386ق.
  • احقاق الحق: نورالله الحسینی الشوشتری (م. 1019ق.)، تعلیقات شهاب الدین نجفی، قم، مکتبة النجفی، 1406ق.
  • احکام القرآن: الجصاص (م. 370ق.)، به کوشش قمحاوی، بیروت، دار احیاء التراث العربی، 1405ق.
  • ارشاد الاذهان الی تفسیر القرآن: محمد سبزواری (م. 1409ق.)، بیروت، دار التعارف، 1419ق.
  • اسد الغابه: ابن اثیر (م. 630ق.)، بیروت، دار الکتاب العربی.
  • اعلام الوری: الطبرسی (م. 548ق.)، قم، آل البیت:، 1417ق.
  • امتاع الاسماع: المقریزی (م. 845ق.)، به کوشش محمد عبدالحمید، بیروت، دار الکتب العلمیه، 1420ق.
  • انساب الاشراف: البلاذری (م. 279ق.)، به کوشش زکار و زرکلی، بیروت، دار الفکر، 1417ق.
  • با کاروان ابراهیم در سال 71: جعفریان و خسروی، مشعر، 1371ش.
  • با کاروان عشق در سال 72: رسول جعفریان، تهران، مشعر، 1372ش.
  • بحار الانوار: المجلسی (م. 1110ق.)، بیروت، دار احیاء التراث العربی، 1403ق.
  • البدایة و النهایه: ابن کثیر (م. 774ق.)، به کوشش علی شیری، بیروت، دار احیاء التراث العربی، 1408ق.
  • البرائة من المشرکین بین المعنی الشرعی و التاویلات الشیعی: عبدالرحمن بن عبدالله آل علی، دار اضواء المجتمع.
  • البرهان فی تفسیر القرآن: البحرانی (م. 1107ق.)، قم، البعثه، 1415ق.
  • بیان السعاده: الجنابذی (م. 1327ق.)، بیروت، اعلمی، 1408ق.
  • تاج العروس: الزبیدی (م. 1205ق.)، به کوشش علی شیری، بیروت، دار الفکر، 1414ق.
  • تاریخ الیعقوبی: احمد بن یعقوب (م. 292ق.)، بیروت، دار صادر، 1415ق.
  • التبیان: الطوسی (م. 460ق.)، به کوشش العاملی، بیروت، دار احیاء التراث العربی.
  • التحقیق: المصطفوی، تهران، وزارت ارشاد، 1374ش.
  • تسنیم: جوادی آملی، قم، اسراء، 1378ش.
  • تفسیر ابن ابی‌حاتم (تفسیر القرآن العظیم): ابن ابی‌حاتم (م. 327ق.)، به کوشش اسعد محمد، بیروت، المکتبة العصریه، 1419ق.
  • تفسیر ابن کثیر (تفسیر القرآن العظیم): ابن کثیر (م. 774ق.)، به کوشش شمس الدین، بیروت، دار الکتب العلمیه، 1419ق.
  • تفسیر العیاشی: العیاشی (م. 320ق.)، به کوشش رسولی محلاتی، تهران، المکتبة العلمیة الاسلامیه.
  • التفسیر الکبیر: الفخر الرازی (م. 606ق.)، بیروت، دار احیاء التراث العربی، 1415ق.
  • التفسیر المنسوب الی الامام العسکری7: به کوشش ابطحی، قم، مدرسه امام مهدی، 1409ق.
  • تفسیر فرات الکوفی: الفرات الکوفی (م. 307ق.)، به کوشش محمد کاظم، تهران، وزارت ارشاد، 1374ش.
  • تفسیر قرطبی (الجامع لاحکام القرآن): القرطبی (م. 671ق.)، بیروت، دار احیاء التراث العربی، 1405ق.
  • تفسیر نمونه: مکارم شیرازی و دیگران، تهران، دار الکتب الاسلامیه، 1375ش.
  • تهذیب الاحکام: الطوسی (م. 460ق.)، به کوشش موسوی و آخوندی، تهران، دار الکتب الاسلامیه، 1365ش.
  • جامع البیان: الطبری (م. 310ق.)، به کوشش صدقی جمیل، بیروت، دار الفکر، 1415ق.
  • جوامع الجامع: الطبرسی (م. 548ق.)، به کوشش گرجی، تهران، 1378ش.
  • چارچوبی تحلیلی برای بررسی سیاست خارجی: روح الله رمضانی، ترجمه: علیرضا طیب، تهران، نشر نی، 1380ش.
  • حج25: رضا مختاری، تهران، مشعر، 1384ش.
  • حج27 گزارشی از حج‌گزاری 1427ق./ 1385ش.: حسن مهدویان.
  • حج29: حجت الله بیات و سید حسین اسحاقی، تهران، مشعر، 1388ش.
  • الخصال: الصدوق (م. 381ق.)، قم، جامعه مدرسین، 1403ق.
  • در راه برپایی حج ابراهیمی: عباسعلی عمید زنجانی، وزارت ارشاد.
  • روابط بین الملل در اسلام: جوادی آملی، به کوشش سعید بندعلی، اسراء، 1388ش.
  • الروض الانف: السهیلی (م. 581ق.)، به کوشش عبدالرحمن، بیروت، دار احیاء التراث العربی، 1412ق.
  • زاد المسیر: ابن جوزی (م. 597ق.)، به کوشش محمد عبدالرحمن، بیروت، دار الفکر، 1407ق.
  • السنن الکبری: البیهقی (م. 458ق.)، بیروت، دار الفکر.
  • السیرة النبویه: ابن هشام (م. 213/218ق.)، به کوشش محمد محیی الدین، مصر، مکتبة محمد علی صبیح، 1383ق.
  • سیره ابن اسحق (السیر و المغازی): ابن اسحق (م. 151ق.)، به کوشش محمد حمید الله‏، معهد الدراسات و الابحاث.
  • سیمای حج در سال70: سرهنگی، گیویان، بهبودی.
  • الصحاح: الجوهری (م. 393ق.)، به کوشش العطار، بیروت، دار العلم للملایین، 1407ق.
  • الصحیفة السجادیه: علی بن الحسین (ع)، قم، الهادی، 1418ق.
  • صحیفه امام: مجموعه سخنرانی امام خمینی1.
  • صحیفه حج: سخنان امام خمینی1 و آیت‌الله خامنه‌ای، مرکز تحقیقات حج.
  • الطبقات الکبری: ابن سعد (م. 230ق.)، بیروت، دار صادر.
  • عربستان سعودی: رقیه سادات عظیمی، وزارت امور خارجه، 1375ش.
  • علل الشرائع: الصدوق (م. 381ق.)، به کوشش بحر العلوم، نجف، المکتبة الحیدریه، 1385ق.
  • العین: خلیل (م. 175ق.)، به کوشش المخزومی و السامرائی، دار الهجره، 1409ق.
  • فتح الباری: ابن حجر العسقلانی (م. 852ق.)، بیروت، دار المعرفه.
  • فتوح البلدان: البلاذری (م. 279ق.)، بیروت، دار الهلال، 1988م.
  • قاموس قرآن: علی اکبر قرشی، تهران، دار الکتب الاسلامیه، 1371ش.
  • کامل الزیارات: ابن قولویه القمی (م. 368ق.)، نجف، مرتضویه، 1356ق.
  • کتاب سلیم بن قیس: الهلالی (م. 76ق.)، قم، الهادی، 1415ق.
  • الکافی: الکلینی (م. 329ق.)، به کوشش غفاری، تهران، دار الکتب الاسلامیه، 1375ش.
  • الکامل فی ضعفاء الرجال: عبدالله بن عدی (م. 365ق.)، به کوشش غزاوی، بیروت، دار الفکر، 1409ق.
  • الکشاف: الزمخشری (م. 538ق.)، قم، بلاغت، 1415ق.
  • گل‌واژه‌های حج و عمره: علیرضا بصیری، تهران، مشعر، 1387ش.
  • لسان العرب: ابن منظور (م. 711ق.)، قم، ادب الحوزه، 1405ق.
  • مبانی دینی و سیاسی برائت از مشرکین: جواد ورعی، مشعر، 1379ش.
  • مجمع البیان: الطبرسی (م. 548ق.)، بیروت، دار المعرفه، 1406ق.
  • مروری بر روابط ایران و عربستان در دو دهه اخیر: بهرام اخوان کاظمی، معاونت پژوهشی سازمان تبلیغات، 1373ش.
  • المزار الکبیر: محمد بن المشهدی (م. 610ق.)، به کوشش القیّومی، قم، النشر الاسلامی، 1419ق.
  • معانی القرآن: الفراء (م. 207ق.)، به کوشش نجاتی و نجار، مصر، دار الکتب المصریه.
  • معجم البلدان: یاقوت الحموی (م. 626ق.)، بیروت، دار صادر، 1995م.
  • معجم مقاییس اللغه: ابن فارس (م. 395ق.)، به کوشش عبدالسلام، قم، دفتر تبلیغات، 1404ق.
  • المغازی: الواقدی (م. 207ق.)، به کوشش مارسدن جونس، بیروت، اعلمی، 1409ق.
  • مفردات: الراغب (م. 425ق.)، نشر الکتاب، 1404ق.
  • من لا یحضره الفقیه: الصدوق (م. 381ق.)، به کوشش غفاری، قم، نشر اسلامی، 1404ق.
  • مناقب اهل البیت: : حیدر علی الشیروانی (م. قرن12ق.)، به کوشش الحسون، منشورات الاسلامیه، 1414ق.
  • مناقب آل ابی‌طالب: ابن شهرآشوب (م. 588ق.)، به کوشش گروهی از اساتید نجف، نجف، المکتبة الحیدریه، 1376ق.
  • المیزان: الطباطبائی (م. 1402ق.)، بیروت، اعلمی، 1393ق.
  • میقات حج (فصلنامه): تهران، حوزه نمایندگی ولی فقیه در امور حج و زیارت.
  • وسائل الشیعه: الحر العاملی (م. 1104ق.)، به کوشش ربانی شیرازی، بیروت، دار احیاء التراث العربی، 1403ق.