الفرق بين المراجعتين لصفحة: «النبي إبراهيم (ع)»
Abu shahab (نقاش | مساهمات) ط added Category:مقالات جديدة using HotCat |
Abu shahab (نقاش | مساهمات) |
||
(٣ مراجعات متوسطة بواسطة مستخدمين اثنين آخرين غير معروضة) | |||
سطر ١: | سطر ١: | ||
'''إبراهيم (ع)''' يعتبر إمام [[الموحدين|الموحِّدين]] | '''إبراهيم (ع)''' يعتبر إمام [[الموحدين|الموحِّدين]] وأبا الأمم الموحِّدة لدى أتباع [[الديانات التوحيدية]]. كما ويُعرف في الثقافة الإسلامية وفي [[القرآن]] بأنه باني أو مرمّم [[الكعبة]]. وقد تحدّث القرآن الكريم والأحاديث الإسلامية عن [[الحج|حجّه]]، وهجرته إلى [[مكة]]، وبناء [[الكعبة]] بمشاركة [[إسماعيل (ع)]]. | ||
==إبراهيم (ع) بين | ==مكانة إبراهيم (ع) بين الأًقوام والأمم== | ||
إن كلمة إبراهيم هي كلمة بابلية، وهي عند بعض اللغويين مركبة من "إب" بمعنى الأب، و"راهيم" بمعنى الرحيم.<ref>الصحاح، ج 5، ص 1871؛ لسان العرب، ج 12، ص 48؛ البحر المحیط، ج 1، ص 542.</ref> واعتبر كل من | إن كلمة إبراهيم هي كلمة بابلية، وهي عند بعض اللغويين مركبة من "إب" بمعنى الأب، و"راهيم" بمعنى الرحيم.<ref>الصحاح، ج 5، ص 1871؛ لسان العرب، ج 12، ص 48؛ البحر المحیط، ج 1، ص 542.</ref> واعتبر كل من [[العهدين|القرآن]] و<nowiki/>[[القرآن|العهدين]] إبراهيم نموذجاً للتسليم [[الله|لله]] <ref>[[سوره هود]]، الآية 75؛ [[سورة التوبة]]، الآية 114</ref> وصاحب أسمى الفضائل الأخلاقية.<ref>کتاب مقدس، پیدایش، 12: 1-3؛ قصص الأنبياء، الجزائري، ص 110.</ref> وقد اعتبره القرآن رجلاً متسامحاً ورؤوفاً، يطلب المغفرة لنفسه وللآخرين، وكان دائماً مطيعاً لله، ويوصي أولاده بالتسليم لحكم الله ومشيئته.<ref>[[سورة البقرة]]، الآية 131، 132</ref> وقد وصفه الله عز وجل بـ"الحنيف" ( المبتعد عن الباطل إلى الحق)<ref>[[سورة النحل]]، الآية 120؛ [[سورة آل عمران]]، الآیة 17، 68؛ [[سورة النساء]]، الآية 125</ref> و"المسلم الأول".<ref>[[سورة الأنعام]]، الآية 163</ref> | ||
=== معرفة العرب بإبراهيم (ع) === | === معرفة العرب بإبراهيم (ع) === | ||
كان العرب قبل [[الإسلام]] يعرفون إبراهيم معرفة جيّدة. وقد تم وضع تشبيه أو تمثال له ول<nowiki/>[[إسماعيل (ع)]] داخل [[الكعبة]]، وبحسب إحدى الروايات، فقد قام [[النبي (ص)]] بإخراج هذين التمثالين من الكعبة عند فتح [[مكة]]، وحطّمهما.<ref>صحيح البخاري، ج 5، ص 93؛ فتح الباري، ج 8، ص 14.</ref> وبالإضافة لذلك، يمكن العثور على العديد من آثار إبراهيم، بما في ذلك المزارات والمقامات والأعمال التوحيدية المنسوبة | كان العرب قبل [[الإسلام]] يعرفون إبراهيم معرفة جيّدة. وقد تم وضع تشبيه أو تمثال له ول<nowiki/>[[إسماعيل (ع)]] داخل [[الكعبة]]، وبحسب إحدى الروايات، فقد قام [[النبي (ص)]] بإخراج هذين التمثالين من الكعبة عند فتح [[مكة]]، وحطّمهما.<ref>صحيح البخاري، ج 5، ص 93؛ فتح الباري، ج 8، ص 14.</ref> وبالإضافة لذلك، يمكن العثور على العديد من آثار إبراهيم، بما في ذلك المزارات والمقامات والأعمال التوحيدية المنسوبة إليه في جميع أنحاء المنطقة الساميّة، من بلاد [[ما بين النهرين]] إلى [[شبه جزيرة سيناء]]، مما يدل على سعة طيف تأثيره وعمقه بين قبائل وأمم هذه المنطقة.<ref>العرب والیهود، ص 251، 256.</ref> | ||
== الولادة و الهجرة من بابل == | == الولادة و الهجرة من بابل == | ||
وردت في الروايات الإسلامية معلومات واسعة عن حياة إبراهيم الشخصية، وتتفق جميع الروايات على أن إبراهيم ولد في أرض [[بابل]]، فيما يعرف الآن بجنوب العراق.<ref>معجم البلدان، ج 1، ص 383.</ref> | |||
وقد ورد الحديث عن هجرة إبراهيم (ع) من موطنه عدة مرات في [[القرآن الكريم]].<ref>سورة مريم الآية 48؛ سورة الصافات، آية 99؛ سورة العنکبوت، الآية 26؛ سورة الأنبياء، الآية 71؛</ref>وبحسب التفاسير فإن وجهة هذه الهجرة هي [[الأرض المقدسة | وقد ورد الحديث عن هجرة إبراهيم (ع) من موطنه عدة مرات في [[القرآن الكريم]].<ref>سورة مريم الآية 48؛ سورة الصافات، آية 99؛ سورة العنکبوت، الآية 26؛ سورة الأنبياء، الآية 71؛</ref>وبحسب التفاسير فإن وجهة هذه الهجرة هي [[الأرض المقدسة]]،<ref>جامع البيان، ج 20، ص 174؛ الكافي، ج 8، ص 371؛ بحار الأنوار، ج 12، ص 45.</ref> وفي رواية غير مشهورة كانت [[مصر]]،<ref>الكامل، ج 1، ص 100.</ref> وفي رواية عن [[ابن عباس]] أن وجهة هجرة إبراهيم كانت [[مكة]].<ref>جامع البيان، ج 17، ص2؛ مجمع البيان، ج 7، ص 100.</ref> وكانت هذه الهجرة بعد خلاص إبراهيم من [[نار النمرود]]،<ref>جامع البيان، ج 17، ص 60؛ الكافي، ج 8، ص 370-371.</ref> وفي عدة روايات، كانت بُعيد نفيه على يد [[النمرود]].<ref>الكافي، ج 8، ص 371؛ بحار الأنوار، ج 12، ص 39-154.</ref> | ||
====رواية التوراة==== | ====رواية التوراة==== | ||
وبحسب رواية [[التوراة]]، فإن إبراهيم خرج من [[أور كلدان]] مع أبيه [[تارح]] وزوجته [[سارة]] وابن أخيه [[لوط]] وهاجروا إلى [[حران|حاران]].<ref>الكتاب المقدس، پیدایش، 11: 31.</ref> ثم خرج من حاران إلى أرض [[كنعان]] بأمر من الله.<ref>الكتاب المقدس، پیدایش، 12: 4-5.</ref> تم ذكر [[أرض المقدس]] على أنها الوجهة النهائية لهجرته.<ref>الكتاب المقدس، پیدایش، 12: 1.</ref> وتؤكد بعض الروايات الإسلامية رواية التوراة، والتي تفيد بأن إبراهيم ذهب أولاً إلى حاران وأقام هناك فترة من الزمن، ثم غادرها مرة أخرى إلى [[فلسطين]].<ref>جامع البیان، ج 17، ص 61؛ تفسير القرطبي، ج 15، ص 98؛ ج 23، ص 65؛ إعلام القرآن، ص 23.</ref> | وبحسب رواية [[التوراة]]، فإن إبراهيم خرج من [[أور كلدان]] مع أبيه [[تارح]] وزوجته [[سارة]] وابن أخيه [[لوط]] وهاجروا إلى [[حران|حاران]].<ref>الكتاب المقدس، پیدایش، 11: 31.</ref> ثم خرج من حاران إلى أرض [[كنعان]] بأمر من الله.<ref>الكتاب المقدس، پیدایش، 12: 4-5.</ref> تم ذكر [[أرض المقدس]] على أنها الوجهة النهائية لهجرته.<ref>الكتاب المقدس، پیدایش، 12: 1.</ref> وتؤكد بعض الروايات الإسلامية رواية التوراة، والتي تفيد بأن إبراهيم ذهب أولاً إلى حاران وأقام هناك فترة من الزمن، ثم غادرها مرة أخرى إلى [[فلسطين]].<ref>جامع البیان، ج 17، ص 61؛ تفسير القرطبي، ج 15، ص 98؛ ج 23، ص 65؛ إعلام القرآن، ص 23.</ref> | ||
== السفر | == السفر إلى مكة == | ||
يذكر [[القرآن]]، على عكس [[التوراة]]، رحلة إبراهيم إلى [[مكة]]، والتي يُحتمل أنّها حصلت مرتين على الأقل. وفي الرحلة الأولى كانت معه [[هاجر]] و<nowiki/>[[إسماعيل]] أيضاً وأسكنهما بمكة. | يذكر [[القرآن]]، على عكس [[التوراة]]، رحلة إبراهيم إلى [[مكة]]، والتي يُحتمل أنّها حصلت مرتين على الأقل. وفي الرحلة الأولى كانت معه [[هاجر]] و<nowiki/>[[إسماعيل]] أيضاً وأسكنهما بمكة. | ||
سطر ٢٤: | سطر ٢٤: | ||
== بناء الكعبة == | == بناء الكعبة == | ||
ويظهر من بعض الآيات كالآية: ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيت وُضِعَ لِلنّاس...﴾<ref>[[سورة آل عمران]]، الآية 96</ref> والروايات الصريحة، أن [[الكعبة]] كانت موجودة قبل إبراهيم وبنيت بيد [[آدم (ع)|آدم]]،<ref>مجمع البيان، ج 1، ص 386؛ فتح الباري، ج 6، ص 290-291؛ كنز الدقائق، ج 1، ص 338-339.</ref>في حين يرى بعض المفسرين أن إبراهيم هو مؤسس الكعبة، ويعتبرون خبر بناء الكعبة على يد آدم (ع) ضعيفاً.<ref>تفسير ابن كثير، ج 1، ص 391.<nowiki></ref> | |||
ويظهر من الروايات الكثيرة الواردة أن مكان الكعبة لم يكن معروفاً لإبراهيم في البداية، و<nowiki/>[[جبرائيل]] هو من أنبأه بمكان بنائها.<ref>تفسير القمي، ج 1، ص 62؛ مجمع البيان، ج 1، ص 389؛ بحار الأنوار، ج 96، ص 38.</ref> ولم يرد ضمن آيات [[القرآن]] الأمر ببناء الكعبة لإبراهيم صراحة؛ لكن جاء في بعض الروايات التي تمسك بها المفسرون أن [[الله]] أوكل إليه أمر بنائها.<ref>تفسير القمي، ج 1، ص 61؛ الصافي، ج 1، ص 189؛ بحار الأنوار، ج 12، ص 99.</ref> | ويظهر من الروايات الكثيرة الواردة أن مكان الكعبة لم يكن معروفاً لإبراهيم في البداية، و<nowiki/>[[جبرائيل]] هو من أنبأه بمكان بنائها.<ref>تفسير القمي، ج 1، ص 62؛ مجمع البيان، ج 1، ص 389؛ بحار الأنوار، ج 96، ص 38.</ref> ولم يرد ضمن آيات [[القرآن]] الأمر ببناء الكعبة لإبراهيم صراحة؛ لكن جاء في بعض الروايات التي تمسك بها المفسرون أن [[الله]] أوكل إليه أمر بنائها.<ref>تفسير القمي، ج 1، ص 61؛ الصافي، ج 1، ص 189؛ بحار الأنوار، ج 12، ص 99.</ref> | ||
سطر ٣٤: | سطر ٣٤: | ||
[[مقام ابراهیم(ع)|مقام ابراهیم]] | [[مقام ابراهیم(ع)|مقام ابراهیم]] | ||
يوجد بجانب [[الكعبة]] أثر آخر لإبراهيم. ﴿وَإِذ جَعَلنَا البَيتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبرَاهِيمَ مُصَلًّی﴾<ref>[[سورة البقرة]]، الآية 125؛ | يوجد بجانب [[الكعبة]] أثر آخر لإبراهيم. ﴿وَإِذ جَعَلنَا البَيتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبرَاهِيمَ مُصَلًّی﴾<ref>[[سورة البقرة]]، الآية 125؛ [[سورة آل عمران|وسورة آل عمران]]، الآية 97</ref> ويقال أن هذا هو نفس الحجر الذي وضعه تحت قدميه أثناء بناء الكعبة. كما اعتبر البعض أن الكعبة نفسها هي [[مقام إبراهيم]].<ref>جامع البيان، ج 1، ص 746-747؛ التفسير الکبير، ج 4، ص 54.</ref> | ||
== دعوة الناس إلى الحج == | == دعوة الناس إلى الحج == | ||
سطر ٨٧: | سطر ٨٧: | ||
[[fa:حضرت ابراهیم(ع)]] | [[fa:حضرت ابراهیم(ع)]] | ||
[[en:Abraham (a)]] |