الفرق بين المراجعتين لصفحة: «مولد النبي (ص)»
أنشأ الصفحة ب'{{صندوق معلومات بناية | اسم الصفحة = مولد النبي | الصورة = مولد النبی۲.jpg | توضیح الصورة = مكتبة مكة التي بُنيت مكان مولد النبي | الأسامي الأخری = | المکان = مكة، المسجد الحرام | الإستعمال = مكتبة | المکرمة عند = | المرتبطة مع دین/مذهب = | المعتقدات = | المناسك...' |
Abu shahab (نقاش | مساهمات) لا ملخص تعديل |
||
| (٨ مراجعات متوسطة بواسطة مستخدمين اثنين آخرين غير معروضة) | |||
| سطر ٥١: | سطر ٥١: | ||
}} | }} | ||
'''مولد النبي (ص)''' هو دار عبد الله بن عبد | '''مولد النبي (ص)''' هو دار [[عبد الله بن عبد المطلب]]، حيث ولد فيه [[رسول الله (ص)]]؛ ويقع هذا المكان في مدينة [[مكة]] في [[شعب أبي طالب]]. وفي القرن الثاني للهجرة اشترت [[خيزران]] أم [[هارون الرشيد]] ذلك المكان، وجعلت منه مسجداً. | ||
وتظهر الأخبار من القرن السادس فصاعداً، أنه تم بناء نصب تذكاري مصنوع من الرخام المزخرف في جزء من المسجد احتفاء بمولد النبي (ص). ومع إعادة إعمار المسجد عام 1009هـ، تم بناء مئذنة وقبة كبيرة | وتظهر الأخبار من القرن السادس فصاعداً، أنه تم بناء نصب تذكاري مصنوع من الرخام المزخرف في جزء من المسجد احتفاء بمولد النبي (ص). ومع إعادة إعمار المسجد عام 1009هـ، تم بناء مئذنة وقبة كبيرة عليه. | ||
يعتبر مسجد مولد النبي من الأماكن المتبرّك بها في مكة، حيث كان أهل مكة يحضرون إليه كل عام في ليلة مولد النبي (ص). وأفادت تقارير من القرن العاشر بوجود طقوس رسمية خاصة أقيمت في الليلة الثانية عشرة من ربيع الأول، وذلك بحضور ممثل [[الدولة العثمانية]] في مكة (المشرف على [[المسجد الحرام]]). | يعتبر مسجد مولد النبي من الأماكن المتبرّك بها في مكة، حيث كان أهل مكة يحضرون إليه كل عام في ليلة مولد النبي (ص). وأفادت تقارير من القرن العاشر بوجود طقوس رسمية خاصة أقيمت في الليلة الثانية عشرة من ربيع الأول، وذلك بحضور ممثل [[الدولة العثمانية]] في مكة (وهو المشرف على [[المسجد الحرام]]). | ||
ونظراً لأهمية وشهرة مولد النبي فقد أعيد بناء هذا المبنى عدة مرات بأمر من السلاطين والحكام، إلا أنه تعرض للتدمير في عهد [[آل سعود]]، مثل كثير من الأماكن والمباني المقدسة بمكة (عام 1343هـ). وفي عام 1370هـ تم بناء مكتبة في هذا المكان | ونظراً لأهمية وشهرة مولد النبي فقد أعيد بناء هذا المبنى عدة مرات بأمر من السلاطين والحكام، إلا أنه تعرض للتدمير في عهد [[آل سعود]]، مثل كثير من الأماكن والمباني المقدسة بمكة (عام 1343هـ). وفي عام 1370هـ تم بناء مكتبة في هذا المكان تخليداً لذكراه، ولا تزال موجودة حتى الآن، وتسمى "مكتبة مكة المكرمة". | ||
==التاريخ== | ==التاريخ== | ||
| سطر ٦٣: | سطر ٦٣: | ||
====حتى القرن الثالث==== | ====حتى القرن الثالث==== | ||
وبحسب [[الأزرقي]] في كتابه [[أخبار مكة]]، والمعاصر للقرن الثالث للهجرة، فإن المولد النبوي، أي الدار التي ولد فيها النبي، آلت إلى [[عقيل بن أبي طالب]] بعد هجرته، وتم نقلها لأولاد عقيل حتى بيعت لمحمد بن يوسف الثقفي، فضمها إلى داره التي كانت تسمى البيضاء. ومن ثم قامت [[خيزران]] أم [[هارون الرشيد]] أثناء | وبحسب [[الأزرقي]] في كتابه [[أخبار مكة]]، والمعاصر للقرن الثالث للهجرة، فإن المولد النبوي، أي الدار التي ولد فيها النبي، آلت إلى [[عقيل بن أبي طالب]] بعد هجرته، وتم نقلها لأولاد عقيل حتى بيعت لمحمد بن يوسف الثقفي، فضمها إلى داره التي كانت تسمى البيضاء. ومن ثم قامت [[خيزران]] أم [[هارون الرشيد]] أثناء حجّها سنة 171هـ بشرائها، وشيّدت فيها مسجداً لإقامة الصلاة. ويصرح الأزرقي: أنه لا يوجد خلاف في محل مولد النبي لدى أهل [[مكة]].<ref>تاريخ مكة، الأزرقي، ج 2، ص 198.</ref> وقد أورد المؤرخ القديم لتاريخ مكة الفاكهي (وفاة 275 هـ) نفس الكلام.<ref>أخبار مكة في قديم الدهر وحديثه، ج 4، ص 5.</ref> | ||
====رواية ابن جبير (القرن السابع)==== | ====رواية ابن جبير (القرن السابع)==== | ||
وقد زار ابن جبير (وفاة 614 هـ) هذا المسجد عام 579هـ ووصفه في كتاب رحلته.<ref>رحلة ابن جبير، ص 82، وص 125.</ref> واعتبر المبنى مسجداً رائعاً "يفتح هذا الموضع المبارك؛ فيدخله الناس كافة متبركين به، وذلك يوم الاثنين، في شهر ربيع الأول، شهر مولد النبي (ص)، وفي اليوم المذكور ولد (ص)، وتفتح [[الأماكن المقدسة]] المذكورة كلها. وهو يوم مشهود بمكة دائما"<ref>رحلة ابن جبير، ص 82</ref> | وقد زار ابن جبير (وفاة 614 هـ) هذا المسجد عام 579هـ ووصفه في كتاب رحلته.<ref>رحلة ابن جبير، ص 82، وص 125.</ref> واعتبر المبنى مسجداً رائعاً وقال:"يفتح هذا الموضع المبارك؛ فيدخله الناس كافة متبركين به، وذلك يوم الاثنين، في شهر ربيع الأول، شهر مولد النبي (ص)، وفي اليوم المذكور ولد (ص)، وتفتح [[الأماكن المقدسة]] المذكورة كلها. وهو يوم مشهود بمكة دائما"<ref>رحلة ابن جبير، ص 82</ref> | ||
وبحسب ابن جبير فإن المولد النبوي في هذا المسجد على هيئة صهريج صغير سعته ثلاثة أشبار، وفي وسطه رخامة خضراء سعتها ثلثا شبر مطوقة بالفضة فتكون سعتها مع الفضة المتصلة بها شبراً، ويقع محراب المسجد بإزائها.<ref>رحلة ابن جبير، ص 125 - 126.</ref> | وبحسب ابن جبير فإن المولد النبوي في هذا المسجد على هيئة صهريج صغير سعته ثلاثة أشبار، وفي وسطه رخامة خضراء سعتها ثلثا شبر مطوقة بالفضة فتكون سعتها مع الفضة المتصلة بها شبراً، ويقع محراب المسجد بإزائها.<ref>رحلة ابن جبير، ص 125 - 126.</ref> | ||
| سطر ٧٨: | سطر ٧٨: | ||
====آخر الأوصاف لمبنى مولد النبي قبل تدميره==== | ====آخر الأوصاف لمبنى مولد النبي قبل تدميره==== | ||
كتب الملا إبراهيم الكزروني، الذي تمكن من زيارة هذا البيت عام 1315هـ: "في يوم الجمعة الرابع عشر ذهبنا لزيارة [[النبي (ص)]] في مكان يعرف بمولد النبي (ص)، وذلك المكان يقع في سوق الليل. دخلنا إلى الداخل ونزلنا حوالي أربع عشرة درجة، ومن ثم دخلنا غرفة تحمل اسم المسجد، وذهبنا بعدها لغرفة أخرى. حيث يوجد الضريح فيها. فتح الخادم باب الضريح، فكان هناك حفرة داخله، وفي وسطها حجر أخضر، وهو مكان ميلاد حضرة النبي. | كتب الملا إبراهيم الكزروني، الذي تمكن من زيارة هذا البيت عام 1315هـ: "في يوم الجمعة الرابع عشر ذهبنا لزيارة [[النبي (ص)]] في مكان يعرف بمولد النبي (ص)، وذلك المكان يقع في سوق الليل. دخلنا إلى الداخل ونزلنا حوالي أربع عشرة درجة، ومن ثم دخلنا غرفة تحمل اسم المسجد، وذهبنا بعدها لغرفة أخرى. حيث يوجد الضريح فيها. فتح الخادم باب الضريح، فكان هناك حفرة داخله، وفي وسطها حجر أخضر، وهو مكان ميلاد حضرة النبي. | ||
[[ملف:مولد.jpg|400px|تصغير|مركز|خريطة مولد النبي (ص)]] | |||
سافر محمد لبيب البتنوني سنة 1909م إلى مكة، وفي رحلته استوحى المخطط أعلاه من مخطط بناء النبي، ووصفه كما يلي: "هو مكان قد ارتفع الطريق عنه بنحو متر ونصف، وينزل إليه بواسطة درجات من الحجر توصل إلى باب يفتح إلى الشمال يدخل منه إلى فناء يبلغ طوله نحو اثني عشر متراً في عرض ستة أمتار وفي جداره الأيمن الغربي باب يدخل منه إلى قبة في وسطها ـ يميل إلى الحائط الغربي ـ مقصورة من الخشب، داخلها رخامة قد تقعر جوفها لتعيين مولد السيد الرسول (ص). وهذه القبة والفناء الذي خارجها لا يزيد مسطحهما عن ثمانين متراً مربعاً، وهما يكوّنان الدار التي ولد فيها رسول الله (ص).<ref>سفرنامه حجاز، ترجمة الرحلة الحجازیة محمد لیبي البتنوني، ص 146.</ref> | سافر محمد لبيب البتنوني سنة 1909م إلى مكة، وفي رحلته استوحى المخطط أعلاه من مخطط بناء النبي، ووصفه كما يلي: "هو مكان قد ارتفع الطريق عنه بنحو متر ونصف، وينزل إليه بواسطة درجات من الحجر توصل إلى باب يفتح إلى الشمال يدخل منه إلى فناء يبلغ طوله نحو اثني عشر متراً في عرض ستة أمتار وفي جداره الأيمن الغربي باب يدخل منه إلى قبة في وسطها ـ يميل إلى الحائط الغربي ـ مقصورة من الخشب، داخلها رخامة قد تقعر جوفها لتعيين مولد السيد الرسول (ص). وهذه القبة والفناء الذي خارجها لا يزيد مسطحهما عن ثمانين متراً مربعاً، وهما يكوّنان الدار التي ولد فيها رسول الله (ص).<ref>سفرنامه حجاز، ترجمة الرحلة الحجازیة محمد لیبي البتنوني، ص 146.</ref> | ||
| سطر ١٠١: | سطر ١٠٢: | ||
==الاحتفال بالمولد النبوي في مسجد مولد النبي== | ==الاحتفال بالمولد النبوي في مسجد مولد النبي== | ||
وفي القرن السادس تحدث [[ابن جبير]] عن حضور أهل مكة في | وفي القرن السادس تحدث [[ابن جبير]] عن حضور أهل [[مكة]] في مسجد مولد النبوي يوم الاثنين في شهر ربيع الأول بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوي. وتوجد أنباء عن الاحتفال به في هذا المكان في القرون اللاحقة. | ||
وقدم محمد بن أحمد النهروالي (990م) تقريراً مفصلاً عن طقوس المولد النبوي في القرن العاشر. | وقدم محمد بن أحمد النهروالي (990م) تقريراً مفصلاً عن طقوس المولد النبوي في القرن العاشر. | ||
| سطر ١١١: | سطر ١١٢: | ||
==هدم البناء وتشييد المكتبة== | ==هدم البناء وتشييد المكتبة== | ||
وفي عهد حكومة [[آل سعود]]، تم هدم دار مولد النبي في عام 1343هـ، كالعديد من المباني القديمة في [[مكة]]، | وفي عهد حكومة [[آل سعود]]، تم هدم دار مولد النبي في عام 1343هـ، كالعديد من المباني القديمة في [[مكة]]، بحُجّة مبالغة الناس في التبرك به<ref>معالم مكة التاريخية والأثرية، ص 294.</ref>. | ||
ونظراً لعدم وجود قبر يمكن زيارته في هذا المكان، حاول بعض الأشخاص لاحقاً الحصول على إذن لإعادة بنائه. | ونظراً لعدم وجود قبر يمكن زيارته في هذا المكان، حاول بعض الأشخاص لاحقاً الحصول على إذن لإعادة بنائه. | ||
| سطر ١٤٣: | سطر ١٤٤: | ||
*'''شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام'''، تقي الدين أحمد الفاسي، مكة، دار إحياء الكتب العربية، 1956 م. | *'''شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام'''، تقي الدين أحمد الفاسي، مكة، دار إحياء الكتب العربية، 1956 م. | ||
*'''منائح الكرم'''، علي بن تاج الدين السنجاري، مكة، جامعة أم القرى، 1998 م. | *'''منائح الكرم'''، علي بن تاج الدين السنجاري، مكة، جامعة أم القرى، 1998 م. | ||
[[تصنيف:أماكن تاريخية في مكة]] | |||
[[تصنيف:مساجد مكة]] | |||
[[تصنيف:أماكن منسوبة للنبي (ص)]] | |||
[[en:Birthplace of the Holy Prophet (s)]] | |||
[[fa:مولد النبی(ص)]] | |||
[[تصنيف:مقالات جديدة]] | |||