الفرق بين المراجعتين لصفحة: «سوق عکاظ»

من ويكي‌حج
(أنشأ الصفحة ب'عکاظ هی المعرض العربی العام أیام الجاهلیة، معرض بکل ما لهذه الکلمة من مفهوم لدینا نحن أبناء ه...')
 
 
(٨ مراجعات متوسطة بواسطة نفس المستخدم غير معروضة)
سطر ١: سطر ١:
عکاظ هی المعرض العربی العام أیام الجاهلیة، معرض بکل ما لهذه الکلمة من مفهوم لدینا نحن أبناء هذا العصر: فهی مجمع أدبی لغوی رسمی، له محکّمون تضرب علیهم القِباب، فیعرض شعراء کل قبیلة علیهم شعرهم وادبهم، فما استجادوه فهو الجید، وما بهرجوه فهو الزائف.
'''عکاظ''' هو سوق أقيم في أيام الجاهلية والإسلام یأتي إلیها العرب وتجّار البلاد الأخری مثل [[الروم]] [[بلاد الفارس|والفارس]] في کلّ عام قبل موسم [[حج|الحج]]. نتيجة لمختلف الشعب الحاضرة في عکاظ، وجدت أمتعة متوافرة ومتنوعة فیه. لم یکن عکاظ سوق فقط فکان کلّ قبیلة من العرب یقرأ أشعاره ویعرض أدبه؛ واختاروا الملوك ممثّل الشعب العربي في عکاظ وأتاه الناس لقصد التزویج والترفيه والمصارعة والتفاخر ونحو ذلك.


وحول هذه القِباب الرواة والشعراء من الأقطار العربیة عامة، فما ینطق الحکم بحکمه حتی یتناقل أولئک الرواة القصیدة الفائزة، فتسیر فی أغوار الجزیرة وأنجادها، تلهج بها الألسن فی البوادی والحواضر. یحمل إلی هذه السوق التهامی والحجازی والنجدی والعراقی والیمامی والیمنی والعمانی، کل ألفاظ حیّة ولغة قطرة، فما تزال عکاظ بهذه اللهجات نخلا واصطفاءً حتی یتبقی الأنسب الأرشق ویطرح المجفّو الثقیل.
کان عکاظ أقیم في واد متّسع وکبیر قرب [[الطائف]] في طریقه إلی [[مکة]] ومن [[شوال]] حتّی نهایة [[ذي القعدة]]. في الباقي من السنة، أقیم بشکل اسبوعي کلّ یوم أحد.


وعکاظ هی السوق التجاریة الکبری عامة، یحمل إلیها من کل بلد تجارته وصناعته کما یحمل إلیها أدبه، فالیها یجلب الخمر من هجر والعراق وغزة وبصری، والسمن من البوادی ویرد إلیها من الیمن البرود الموشاة والأدم، وفیها الغالیة وأنواع الطیب وأدوات السلاح، ویباع فیها الحریر والوکاء والحذاء والمسیّر والعدنی یحملها إلیها التجار من معادنها، وفیها من زیوت الشام وزبیبها وسلاحها ما اعتادت قریش أن تحمله فی قفولها إلی مکة. ویعرض فیها کثیر من الرقیق الذی ینشأ عن الغزو وسبی الذراری فیباع فیها بیع المتاع التجاری.
== وصف سوق عکاظ ==
عکاظ، هو الأکبر والأوسع والأعم من [[أسواق جزیرة العرب|أسواق العرب]]. کان العرب وغیرهم من التجار یجمعون فیه لمقاصد التجارية والأدبية والإجتماعية. وکان هذا السوق یقوم مقام الجریدة الرسمية في أيامنا هذه  ویمکن الإطلاع علی أحوال العرب بمطالعة أحوال أسواقهم خاصة الأکبر من أسواقهم.  


ویبیع فیها کلُّ غازٍ ما سلبه وکثیراً ما یکون هذا البیع سبباً فی قتل صاحبه إذا أبصر السلاح أحد من ذوی المقتول فعرفه، فإنه یضمرها فی نفسه وینتظر أن یظفر بالرجال لیثأر منه.
=== معرض الشعر ===
کانت قبائل العرب تجمع في سوق عکاظ بشکل عدّوه مجمعا أدبيا رسميا فیعرض شعراء کلّ قبيلة علی الباقي من العرب شعرهم وأدبهم وکان المستمعون یحکمون علی الشعر فاستجادوا البعض وبهرجوا بعضا آخر.  


وتصل من تجارة فارس أشیاء إلی عکاظ: فإن النعمان بن المنذر ملک الحیرة کان یبعث إلی سوق عکاظ کل عام لطیحة (وهی فی الأصل العیر المحملّة مسکاً) فی جوار رجل شریف من أشراف العرب، یجیرها له ویحمیها من کل معتدٍ حتی تصل سالمة إلی عکاظ؛ فتباع هناک ویشری بثمنها ما یحتاج إلیه من أدم (جلود) الطائف وسائر المتاع إلی عکاظ: من حریر وعصب مسیّر، وبیعت فیها حلّة ذی یزن فاشتراها حکیم بن حزام لیهدیها رسول الله (١) ، بل إن عکاظ نفسها مشهورة بما یعرض فیها من جلود حتی قالوا: "أدیم عکاظی" نسبة إلیها.
کان لکلّ من العرب لهجة خاصة ینطقون بها فکان التهامی والحجازی والنجدی والعراقی والیمامی والیمنی والعمانی یبسط ویعرض لهجته بقرائة أشعاره في عکاظ.


حتی البضائع المجهولة الأصل المعروضة فی عکاظ تجد من شرائع القوم واعرافهم التی التزموها ما یجعلها کاسدة لا یرغب فیها أحد، فهذا بعض لصوص العرب "قربّ إبلاً للبیع فی سوق عکاظ وکان أغار علیها من کل وجه، فلما عرضها قیل له: "ما نارک؟ " (أی ماسمة إبلک؟ وکانوا یعرفون علامة کل قوم التی یسمّون إبلهم بها ویعفون کرمها من لؤمها) فلما کثر ذلک علیه أنشأ یقول:
=== الأمتعة التجارية ===
نتیجة لحضور تجار العالم من بلاد الفارس والهند والروم وغیرهم من البلاد؛ وجدت أمتعة مختلفة في سوق عکاظ. فإلیه یجلب الخمر من العراق وغزة والسمن من البوادي والألبسة الموشاة والأديم من الیمن؛ وکانت توجد فيها أنواع الطيب والسلاح والحرير والحذاء؛ وفيها من زیوت السوريا وزبيبها. وکان الرقيق یباع فیه أیضا. کانت عکاظ مشهورة خاصة بما یعرض فیها من الجلود حتی شهرت لفظة «أديم عکاظي». <ref>تهذیب تاریخ ابن عساکر: ۴١۴ - ۴١۵ .</ref>


== معرض لکثیر فی عادات العرب ==
جری بیع الحيوانات في عکاظ أیضا وکان لهم طریقة من فهم أنّ الحیوان لیس بمسروق: کان لکل قبيلة علامة خاصة یسمّون بها إبلهم. فعندما عرض شخص إبلا لیس علیه علامة قبيلته، عرفوا بأنّه لصّ. <ref>بلوغ الأرب، محمود شکري، ١۶٣:٢ .</ref>
فها هنا (قس بن ساعدة) یخطب الناس، بذکر الخالق ویعظهم بمن کان قبلهم ویأمرهم بالخیر (٣) . وهناک خالد بن أرطاة الکلبی تتعبه قبیلته وقد جاء لینافر جریر بن عبدالله الجبلی ومع هذا حیّه أیضاً وقد ساق کل منهما مالاً عظیماً ینافر علیه، وعرضا الحکومة علی رجالات قریش فأبوا أن یحکموا خوف الفتنة بین الحییّن، فالرجلان فی عکاظ ینتظران الأقرع بن حابس لیقوم بهذه الحکومة وقد ساق الرهَن فوضعوها عند عتبة بن ربیعة (۴) دون جمیع من شهد علی ذلک المشهد، وها هنا عمر بن الخطاب فی الجاهلیة یصارع (۵) ، وثمة کاهن وعراف وعائف وقائف، وقرد، وغنم، وصحیفة وکاتب. وهناک أناس من غواة الشهرة: هذا یمد رجله وینشد شعراً ویقول: "من کان أعز العرب فلیقطع رجلی" وآخر یأتی عکاظ ببناته ترویجاً لزواجهن، وأناس قدموها لیختاروا من یتزوجون إلیه. .


قال المرزوقی:
=== الأحوال الإجتماعية ===
کان البعض یخطب الناس بذکر الخالق ویعظهم بالخير منهم «قس بن ساعدة». تشکّلت منافرات ومخاصمات بين قبيلين أحيانا فممثّل کلّ منهما یخبر بفضائل قبیلته ویعرض الحکومة علی أشخاص مختلفة الذین أبوا أن یحکموا لأجل الحيلولة دون الفتنة بین الحيين. <ref>رسائل الجاحظ: ١٠٢ ، بلوغ الأرب، محمود شکري، ٣٠١:١ - ٣٠۵ .</ref>


"کان فی عکاظ أشیاء لیست فی أسواق العرب: کان الملک من ملوک الیمن یبعث بالسیف الجیّد، والحلّة الحسنة، والرکوب الفاره، فیقف بها وینادی علیه: "لیأخذه أعز العرب" یرد بذلک معرفة الشریف والسید فیأمره بالوفادة علیه ویحسن صلته وجائزته".
عُدّ سوق عکاظ موقع ریاضي أیضا فروي أنّ عمر بن الخطاب کان یصارع بعکاظ في الجاهلية.


وکان کسری یبعث فی ذلک الزمان بالسیف القاطع والفرس الرائع والحلة الفاخرة فتعرض فی تلک السوق وینادی منادیه: "إن هذا بعثه الملک إلی سید العرب" فلا یأخذه إلا من أذعنت له العرب جمیعاً بالسؤدد فکان آخر من أخذه بعکاظ حرب بن أمیة، وکان کسری یرید بذلک معرفة ساداتهم لیعتمد علیهم فی أمور العرب فیکونوا عوناً له علی اعزاز ملکه وحمایته من العرب. . . . " (۶) .
کان هناك کاهن وعراف وقائف (عالم الأنساب) وکاتب ووسائط الترفیه مثل القرد ونحوه.  


وهی ندوة سیاسیة عامة، تقضی فیها أُمور کثیرة بین القبائل: فمن کانت له إتاوة علی قبیلة تزل عکاظ فجاءُوه بها، ومن أراد تخلید نصر لحیه فعل فعل عمرو بن کلثوم فرحل إلی عکاظ وخلده فیها شعراً. ومن أراد إجارة أحد هتف بذلک فی عکاظ؛ حتی یسمع الناس عامة ومن أراد اعلان الحرب علی قوم أعلنه فی عکاظ، حتی (جمیعة الأمم) أو (هیئة الأمم المتحدة) وما قامتا به من مجهود (رسمی) فی سبیل السلم الخاص، کان لها صورة مصغرة تشبهها بحسب الظاهر (لا فی الحقیقة، لأن عکاظ لم تکن ترائی فتستغل الدعایة الشریفة لتسیغ للقوی أکل الضعیف) ، فقد روی الأصفهانی أنه: "اجتمع ناس من العرب بعکاظ منهم قرة بن هبیرة القشیری والمخیّل وهو فی جوار قرة، فی سنین تتابعت علی الناس فتواعدوا وتوافقوا ألا یتفاوروا حتی یخصب الناس! ". (٧) ولا یخفی علینا أنه کانت تکون فی عکاظ "وقائع مرة بعد مرة " (٨) .
روي أیضا أنّه کان رجال یأتون عکاظ ببناتهم للزواج ویختار الآخرون منهنّ زوجة.<ref>طبقات ابن سعد ٢٣۵:١ .</ref>  ومن أراد إجارة أحد هتف بذلك فی عکاظ.


١١۴وکانت هذه السوق تقوم فی العرب یومئذ مقام الجریدة الرسمیة فی أیامنا هذه وقد تقدم آنفاً شیء من ذلک فی أمر الجوار وأخبار الحروب.
نتیجة لإجتماع العرب کلّهم في عکاظ، کان الملوك یختارون ممثّل الشعب في هذا السوق؛ فکان ملك یمن مثلا یرسل بسيف قیّم و حلّة حسنة وفرس رائع، یقف عند هؤلاء الأشياء شخصا ینادي أنّ هذه للأفضل والأعزّ من العرب. فلا یأخذها أحد إلّا من أذعن له العرب جميعا أنّه السید والشريف منهم. عندما أخذ الشخص الجائزة، عرف الملك بأنّه معتمد بین الناس وفیکون عونا له في کسب حماية العرب. <ref>مثیر العزم الساکن فی فضائل البقاع والأماکن، أبن الجوزی، کراس الخامس عشر .</ref>


وخیر ما یعطینا صورة واضحة عن عکاظ أن نعرض لأهم الأحداث التی جرت فیها، فنتمثل بوساطتها أحوال العرب فی هذه السوق الکبری، فی بیعهم وشرائهم وتخاصمهم وتفاخرهم وحربهم وسلمهم.
کان سوق عکاظ تشابه ندوة سياسية عامة؛ فعندما کان لشخص مال عند قبيلة أخری أعلنها في عکاظ وعندما کانت قبيلة أن تبدأ حربا علی قوم، أعلنته في عکاظ وعقدوا المواعدات والتوافقات في عکاظ.<ref>الأغاني، الإصفهاني، ٣٧:١١ .</ref>


واشد ما یثیر الاستغراب، هذا الشبه الکبیر بین عکاظ ومعارض هذا العصر، بل إن عکاظ لأوسع مدی فیما یعرض، فإنه لا یقتصر علی مواد التجارة والصناعة بل یتعداهما إلی الأدب والشعر والحرب والسلم والعادات. . . . . فإذا أنا أفضت فی وصف عکاظ وما فیها، فان ذلک إفاضة فی وصف سائر أسواق العرب أیضاً. فلیس فیهن سوق تسامیها. وما جری فی عکاظ جری قریب منه فی بقیة الأسواق مع مراعاة صغرها واقتصارها احیاناً علی اهل ناحیة واحدة، فلیکن تاریخ عکاظ إذاً تاریخاً لکل اسواق العرب، وتاریخاً لکثیر من عاداتهم الاجتماعیة أیضاً.
== معنی عکاظ ==
اشتقّت کلمة «عکاظ» من مادة «عـ کـ ظ» وذکرت معاني مختلفة لها: القهر، الحبس، ردّ الفخر والتجادل. ذهب اللغويون فيه وجه تسمية عکاظ مذاهب مختلفة نظرا إلی معانیها:


== الموقع الجغرافی لعکاظ: ==
# سمي هذا السوق عکاظ لأنّ العرب اجتمعوا فيه لیقهروا بعضهم علی بعض في المفاخرة.
عکاظ نخل فی واد بین مکة والطائف علی مرحلتین من مکة ومرحلة من الطائف، وموقعها جنوب مکة إلی الشرق. هذا زبدة ما یستخلص من تعاریفهم المتضاربة فی عکاظ (٩) . وتقوم السوق فی مکان منه یعرف بالأثیداء فیه میاه ونخل، وهو مستوٍ لا علم فیه ولا جبل إلا مکان من الأنصاب التی کانت لأهل الجاهلیة، وبها من دماء البدن کالأرحاء العظام (١٠) . کانوا یطوفون حول صخور فیها، وربما کان ذلک شعیرة من شعائرهم فقد ذکروا أنهم کانوا یحجّون إلیها وبالأثیداء کانت أیام الفِجار.
# سمي عکاظ لأنّ العرب تعکّظ فیه یعني تحبّسوا لینظروا في أمورهم.
# یقال له عکاظ وتأتي هذة الکلمة من التعاکظ بمعنی تفاخر.


والظاهر أن ما یطلق علیه (عکاظ) فی الأرض متسع فسیح فیه حرار وفیه أرضون مسقیة ذات نخیل. ولا شک أن أرضاً اتسعت بعض اجزائها لمعارک عدة أرض فسیحة واسعة، وبذلک نفهم کیف کانت السوق تتنقل فی عکاظ فلا تلازم بقعة واحدة لاتحید عنها یمیناً ولا شمالاً علی مدی السنین المتطاولة.
== الموقع الجغرافي لعکاظ ==
وقعت عکاظ بوادي في الجنوب الشرقي من مکة؛ في ما بين الطائف ومکة. کان مکان السوق یعرف باسم «الأثيداء» ویوجد فيه میاه ونخل. الظاهر أنّ الأثيداء کانت أرضا متّسعة من دون جبل مناسبة لإقامة السوق.<ref>معجم ما استعجم للکبری: ۶۶٠ .</ref>


وهی وما جوارها دیار قیس عیلان وهوازن منهم خاصة.
== مواعيد عکاظ ==
کان عکاظ سوقا سنويا واسبوعيا؛ فلم یکن جاریا دائما فکان تحفل بالناس في من أوائل شوال ویتمّ موعده بالشکل الرسمي في الیوم العشرين من ذي القعدة فکانت التجار عامة یذهبون إلی مجنة لمواصلة البیع والشراء ولکن لم یخلو السوق تماما حتّی أوائل ذي الحجة عند اقتراب یوم التروية؛ هذا موعده السنوي.


== معنی عکاظ: ==
في غیر هذا من أيام السنة کان عکاظ یقام بشکل صغیر واسبوعي في یوم أحد للتجار والسکان في حوالیه. <ref>مدینة العرب فی الجاهلیة والإسلام، رشدي: ۵٩ .</ref>
أما اشتقاق عکاظ، ولِمَ سمیت بهذا الاسم؟ فقد ذهب اللغویون فیه مذاهب، قلبوا الکلمة علی معانیها المختلفة: فالقهر والحبس وردّ الفخر والتجادل والتحاج. . . . . کل هذه معان للعکظ وکلها صالحة لأن یعلل بها التسمیة فیقول قوم: سمیت عکاظ لأن العرب کانت تجتمع فیها فیعکظ بعضهم بعضاً فی المفاخرة أی یقهره ویعرکه، وقال آخرون إنها من تعکّظ القوم إذا تحبّسوا لینظروا فی أمورهم، وذهب غیرهم إلی انها من التعاکظ بمعنی التفاخر.


== المواقع ==
== مواقع ذات صلة ==
 
* [[أسواق جزيرة العرب]]
* [[الحج الجاهلي]]


== الهوامش ==
== الهوامش ==
{{الهوامش}}


<references />
{{پایان}}
== المنابع ==
== المنابع ==
{{اقتباس
| پیش از لینک = جريدة
| منبع = '''میقات الحجّ العدد 1'''‌، هیئت تحریریة، پژوهشکده حج و زیارت، تهران، مشعر، 1415
|‌ پس از لینک =
| لینک = https://mighatulhajj.hzrc.ac.ir/issue_10788_10794.html
}}

المراجعة الحالية بتاريخ ١٠:٤٤، ٨ ديسمبر ٢٠٢١

عکاظ هو سوق أقيم في أيام الجاهلية والإسلام یأتي إلیها العرب وتجّار البلاد الأخری مثل الروم والفارس في کلّ عام قبل موسم الحج. نتيجة لمختلف الشعب الحاضرة في عکاظ، وجدت أمتعة متوافرة ومتنوعة فیه. لم یکن عکاظ سوق فقط فکان کلّ قبیلة من العرب یقرأ أشعاره ویعرض أدبه؛ واختاروا الملوك ممثّل الشعب العربي في عکاظ وأتاه الناس لقصد التزویج والترفيه والمصارعة والتفاخر ونحو ذلك.

کان عکاظ أقیم في واد متّسع وکبیر قرب الطائف في طریقه إلی مکة ومن شوال حتّی نهایة ذي القعدة. في الباقي من السنة، أقیم بشکل اسبوعي کلّ یوم أحد.

وصف سوق عکاظ

عکاظ، هو الأکبر والأوسع والأعم من أسواق العرب. کان العرب وغیرهم من التجار یجمعون فیه لمقاصد التجارية والأدبية والإجتماعية. وکان هذا السوق یقوم مقام الجریدة الرسمية في أيامنا هذه ویمکن الإطلاع علی أحوال العرب بمطالعة أحوال أسواقهم خاصة الأکبر من أسواقهم.

معرض الشعر

کانت قبائل العرب تجمع في سوق عکاظ بشکل عدّوه مجمعا أدبيا رسميا فیعرض شعراء کلّ قبيلة علی الباقي من العرب شعرهم وأدبهم وکان المستمعون یحکمون علی الشعر فاستجادوا البعض وبهرجوا بعضا آخر.

کان لکلّ من العرب لهجة خاصة ینطقون بها فکان التهامی والحجازی والنجدی والعراقی والیمامی والیمنی والعمانی یبسط ویعرض لهجته بقرائة أشعاره في عکاظ.

الأمتعة التجارية

نتیجة لحضور تجار العالم من بلاد الفارس والهند والروم وغیرهم من البلاد؛ وجدت أمتعة مختلفة في سوق عکاظ. فإلیه یجلب الخمر من العراق وغزة والسمن من البوادي والألبسة الموشاة والأديم من الیمن؛ وکانت توجد فيها أنواع الطيب والسلاح والحرير والحذاء؛ وفيها من زیوت السوريا وزبيبها. وکان الرقيق یباع فیه أیضا. کانت عکاظ مشهورة خاصة بما یعرض فیها من الجلود حتی شهرت لفظة «أديم عکاظي». [١]

جری بیع الحيوانات في عکاظ أیضا وکان لهم طریقة من فهم أنّ الحیوان لیس بمسروق: کان لکل قبيلة علامة خاصة یسمّون بها إبلهم. فعندما عرض شخص إبلا لیس علیه علامة قبيلته، عرفوا بأنّه لصّ. [٢]

الأحوال الإجتماعية

کان البعض یخطب الناس بذکر الخالق ویعظهم بالخير منهم «قس بن ساعدة». تشکّلت منافرات ومخاصمات بين قبيلين أحيانا فممثّل کلّ منهما یخبر بفضائل قبیلته ویعرض الحکومة علی أشخاص مختلفة الذین أبوا أن یحکموا لأجل الحيلولة دون الفتنة بین الحيين. [٣]

عُدّ سوق عکاظ موقع ریاضي أیضا فروي أنّ عمر بن الخطاب کان یصارع بعکاظ في الجاهلية.

کان هناك کاهن وعراف وقائف (عالم الأنساب) وکاتب ووسائط الترفیه مثل القرد ونحوه.

روي أیضا أنّه کان رجال یأتون عکاظ ببناتهم للزواج ویختار الآخرون منهنّ زوجة.[٤] ومن أراد إجارة أحد هتف بذلك فی عکاظ.

نتیجة لإجتماع العرب کلّهم في عکاظ، کان الملوك یختارون ممثّل الشعب في هذا السوق؛ فکان ملك یمن مثلا یرسل بسيف قیّم و حلّة حسنة وفرس رائع، یقف عند هؤلاء الأشياء شخصا ینادي أنّ هذه للأفضل والأعزّ من العرب. فلا یأخذها أحد إلّا من أذعن له العرب جميعا أنّه السید والشريف منهم. عندما أخذ الشخص الجائزة، عرف الملك بأنّه معتمد بین الناس وفیکون عونا له في کسب حماية العرب. [٥]

کان سوق عکاظ تشابه ندوة سياسية عامة؛ فعندما کان لشخص مال عند قبيلة أخری أعلنها في عکاظ وعندما کانت قبيلة أن تبدأ حربا علی قوم، أعلنته في عکاظ وعقدوا المواعدات والتوافقات في عکاظ.[٦]

معنی عکاظ

اشتقّت کلمة «عکاظ» من مادة «عـ کـ ظ» وذکرت معاني مختلفة لها: القهر، الحبس، ردّ الفخر والتجادل. ذهب اللغويون فيه وجه تسمية عکاظ مذاهب مختلفة نظرا إلی معانیها:

  1. سمي هذا السوق عکاظ لأنّ العرب اجتمعوا فيه لیقهروا بعضهم علی بعض في المفاخرة.
  2. سمي عکاظ لأنّ العرب تعکّظ فیه یعني تحبّسوا لینظروا في أمورهم.
  3. یقال له عکاظ وتأتي هذة الکلمة من التعاکظ بمعنی تفاخر.

الموقع الجغرافي لعکاظ

وقعت عکاظ بوادي في الجنوب الشرقي من مکة؛ في ما بين الطائف ومکة. کان مکان السوق یعرف باسم «الأثيداء» ویوجد فيه میاه ونخل. الظاهر أنّ الأثيداء کانت أرضا متّسعة من دون جبل مناسبة لإقامة السوق.[٧]

مواعيد عکاظ

کان عکاظ سوقا سنويا واسبوعيا؛ فلم یکن جاریا دائما فکان تحفل بالناس في من أوائل شوال ویتمّ موعده بالشکل الرسمي في الیوم العشرين من ذي القعدة فکانت التجار عامة یذهبون إلی مجنة لمواصلة البیع والشراء ولکن لم یخلو السوق تماما حتّی أوائل ذي الحجة عند اقتراب یوم التروية؛ هذا موعده السنوي.

في غیر هذا من أيام السنة کان عکاظ یقام بشکل صغیر واسبوعي في یوم أحد للتجار والسکان في حوالیه. [٨]

مواقع ذات صلة

الهوامش

  1. تهذیب تاریخ ابن عساکر: ۴١۴ - ۴١۵ .
  2. بلوغ الأرب، محمود شکري، ١۶٣:٢ .
  3. رسائل الجاحظ: ١٠٢ ، بلوغ الأرب، محمود شکري، ٣٠١:١ - ٣٠۵ .
  4. طبقات ابن سعد ٢٣۵:١ .
  5. مثیر العزم الساکن فی فضائل البقاع والأماکن، أبن الجوزی، کراس الخامس عشر .
  6. الأغاني، الإصفهاني، ٣٧:١١ .
  7. معجم ما استعجم للکبری: ۶۶٠ .
  8. مدینة العرب فی الجاهلیة والإسلام، رشدي: ۵٩ .

المنابع