الفرق بين المراجعتين لصفحة: «البراءة من المشرکین»
(١٠ مراجعات متوسطة بواسطة مستخدمين اثنين آخرين غير معروضة) | |||
سطر ٦: | سطر ٦: | ||
البراءة من المشركين لها جذور في تاكيد [[القرآن الكريم]] على معاداة اعداء الله الى جانب المودة مع اولياء الله. هناك آيات كثيرة تتناول هذا الموضوع، الا ان معظم اهتمام القرآن الكريم بشان البراءة يتعلق بابلاغ [[آيات البراءة]] من المشركين في [[عصر نبي الاسلام(ص)]] وفي [[موسم الحج]] للعام التاسع من الهجرة. | البراءة من المشركين لها جذور في تاكيد [[القرآن الكريم]] على معاداة اعداء الله الى جانب المودة مع اولياء الله. هناك آيات كثيرة تتناول هذا الموضوع، الا ان معظم اهتمام القرآن الكريم بشان البراءة يتعلق بابلاغ [[آيات البراءة]] من المشركين في [[عصر نبي الاسلام(ص)]] وفي [[موسم الحج]] للعام التاسع من الهجرة. | ||
وايضا تعد البرائة من المشركين جزء من رسالة الانبياء.وقام النبي الاكرم (ص) بعد [[فتح مكة]] بتطهير [[بيت الله الحرام]] من الأصنام، وفي [[حج العام التاسع الهجري]] تم اعلان البراءة من المشركين كافة. وفقا للاحاديث والروايات كان [[الائمة المعصومين]] عليهم السلام يستفادون من فرصة الحج لاعلان عن البراءة من المشركين. | وايضا تعد البرائة من المشركين جزء من رسالة الانبياء. وقام النبي الاكرم (ص) بعد [[فتح مكة]] بتطهير [[بيت الله الحرام]] من الأصنام، وفي [[حج العام التاسع الهجري]] تم اعلان البراءة من المشركين كافة. وفقا للاحاديث والروايات كان [[الائمة المعصومين]] عليهم السلام يستفادون من فرصة الحج لاعلان عن البراءة من المشركين. | ||
==المصطلحات== | ==المصطلحات== | ||
مصدر كلمة البراءة | مصدر كلمة البراءة من «ب-ر-ء» وجاءت بهذه المعاني:الهجر <ref>معجم مقاییس اللغة، ج1، ص236؛ تاج العروس، ج1، ص113؛ قاموس قرآن، ج1، ص173، «برا.</ref> والتباعد<ref>الصحاح، ج1، ص36؛ قاموس قرآن، ج1، ص173، «برء.</ref> والتخلي عن شيء (ابتعاد االشخص عن شيء یشمئز منه<ref>مفردات، ص121، «برا.</ref> والتحذير والتخويف<ref>لسان العرب، ج1، ص33، «برا.</ref> والتطهير من العيوب والرجس).<ref>العین، ج8، ص289؛ مفردات، ص121؛ التحقیق، ج1، ص239، «برا.</ref> | ||
البراءة والتبري و[[الولاية]] و[[التولي]] هما من [[فروع الدين]] للمسلمين وفي المصطلح الديني فان البراءة بمعنى التبري والكراهية من اعداء الله.<ref>التبیان، ج2، ص65-66.</ref> | البراءة والتبري و[[الولاية]] و[[التولي]] هما من [[فروع الدين]] للمسلمين وفي المصطلح الديني فان البراءة بمعنى التبري والكراهية من اعداء الله.<ref>التبیان، ج2، ص65-66.</ref> | ||
سطر ١٧: | سطر ١٧: | ||
==آية البرائة== | ==آية البرائة== | ||
في [[القرآن الكريم]] و [[السنة النبوية]] (ص)<ref>الکافي، ج2، ص125.</ref> فان العداء مع اعداء الله و[[المسلمين]] قد جاء دائما الى جانب التودد مع اولياء الله. | في [[القرآن الكريم]] و [[السنة النبوية]] (ص)<ref>الکافي، ج2، ص125.</ref> فان العداء مع اعداء الله و[[المسلمين]] قد جاء دائما الى جانب التودد مع اولياء الله. ويولي القران الكريم المزيد من اهتمام بموضوع البراءة من المشركين في زمن [[نبي الاسلام (ص)]] في السنة الهجرية التاسعة من [[موسم الحج]].<ref>الکشاف، ج2، ص242-245؛ جوامع الجامع، ج2، ص36.</ref> | ||
ويولي القران الكريم المزيد من اهتمام بموضوع البراءة من المشركين في زمن [[نبي الاسلام (ص)]] في السنة الهجرية التاسعة من [[موسم الحج]].<ref>الکشاف، ج2، ص242-245؛ جوامع الجامع، ج2، ص36.</ref> | |||
في هذا العام، عندما انتهت حروب المسلمين مع [[الكفار]] والاعداء، واعتنق اهالي مناطق [[الطائف]] و[[الحجاز]] و[[تهامة]] و[[نجد]] والعديد من القبائل في جنوب [[شبه الجزيرة العربية]] الدين الاسلامي. في مثل هذه الظروف، فان نزول اوائل [[سورة التوبة]] بالاضافة إلى تبيين الأسس المعنوية للحكومة الاسلامية والتعبير عن افكارها ومعتقداتها التوحيدية ومواجهة اولئك الذين يحاربون هذا النهج،<ref>حیاة محمد، ص296-297؛ ابعاد سیاسي واجتماعي حج، ص106-107.</ref> فانه كان تاكيدا على [[وحدة]] المسلمين وتضامنهم وحماية للمسلمين الجدد امام دعايات [[المشركين]] والظالمين. | في هذا العام، عندما انتهت حروب المسلمين مع [[الكفار]] والاعداء، واعتنق اهالي مناطق [[الطائف]] و[[الحجاز]] و[[تهامة]] و[[نجد]] والعديد من القبائل في جنوب [[شبه الجزيرة العربية]] الدين الاسلامي. في مثل هذه الظروف، فان نزول اوائل [[سورة التوبة]] بالاضافة إلى تبيين الأسس المعنوية للحكومة الاسلامية والتعبير عن افكارها ومعتقداتها التوحيدية ومواجهة اولئك الذين يحاربون هذا النهج،<ref>حیاة محمد، ص296-297؛ ابعاد سیاسي واجتماعي حج، ص106-107.</ref> فانه كان تاكيدا على [[وحدة]] المسلمين وتضامنهم وحماية للمسلمين الجدد امام دعايات [[المشركين]] والظالمين. | ||
سطر ٢٦: | سطر ٢٥: | ||
===نزول آية البراءة=== | ===نزول آية البراءة=== | ||
قبل العام التاسع الهجري وفي مختلف المناسبات حرم الله المسلمين من التودد والاعتماد على المشركين و[[اليهود]] و[[المسيحيين]]، وابرام معاهدات التعاون معهم، وشدد في آيات مختلفة من القرآن الكريم على ضرورة الابتعاد عن المشركين وبيان مصيرهم المشؤوم (مثل هذه الايات: [[سورة الانعام]] الاية 106 و[[سورة التوبة]] الاية 5 و[[سورة القصص]] الاية 87 و[[سورةالفتح]] الاية 6 و[[سورة البينة]]، الاية 6). | قبل العام التاسع الهجري وفي مختلف المناسبات حرم الله المسلمين من التودد والاعتماد على المشركين و[[اليهود]] و[[المسيحيين]]، وابرام معاهدات التعاون معهم، وشدد في آيات مختلفة من القرآن الكريم على ضرورة الابتعاد عن المشركين وبيان مصيرهم المشؤوم (مثل هذه الايات: [[سورة الانعام]] الاية 106 و[[سورة التوبة]] الاية 5 و[[سورة القصص]] الاية 87 و[[سورةالفتح]] الاية 6 و[[سورة البينة]]، الاية 6). | ||
سطر ٣٢: | سطر ٣١: | ||
ومع ذلك، فان الوضع السياسي والاجتماعي لـ [[شبه الجزيرة]] والعلاقة بين المسلمين والمشركين اثر فتح مكة اصبحت بشكل بحيث اصبح التعبير عن البرائة من قبل الرسول الاكرم (ص) امرا حتميًا وضروريا لمنع بناء الثقة بين المسلمين والمشركين والكفار الناكثي للعهود وتمهيد الارضية لنشر واستدامة الإسلام. | ومع ذلك، فان الوضع السياسي والاجتماعي لـ [[شبه الجزيرة]] والعلاقة بين المسلمين والمشركين اثر فتح مكة اصبحت بشكل بحيث اصبح التعبير عن البرائة من قبل الرسول الاكرم (ص) امرا حتميًا وضروريا لمنع بناء الثقة بين المسلمين والمشركين والكفار الناكثي للعهود وتمهيد الارضية لنشر واستدامة الإسلام. | ||
نتيجة لهذه العوامل وفي شهر [[ذي حجة]] للعام التاسع من الهجرة والذي اطلق عليه [[عام البراءة]]، وبعد انتهاء غزوة تبوك<ref>الطبقات، ج2، ص125-128؛ زاد المسیر، ج3، ص314.</ref> ووفقا لما ادلى به البعض فان الاول من [[شوال]] في ذلك العام تم نزول الايات الأولى من سورة التوبة {{آیة|بَرَاءَةٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ | نتيجة لهذه العوامل وفي شهر [[ذي حجة]] للعام التاسع من الهجرة والذي اطلق عليه [[عام البراءة]]، وبعد انتهاء غزوة تبوك<ref>الطبقات، ج2، ص125-128؛ زاد المسیر، ج3، ص314.</ref> ووفقا لما ادلى به البعض فان الاول من [[شوال]] في ذلك العام تم نزول الايات الأولى من سورة التوبة {{آیة|بَرَاءَةٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ اِلَی الَّذِینَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُـشْرکِینَ... اَنَّ اللهَ بَرِیءٌ مِنَ الْمُشْرِکِینَ وَرَسُولُهُ...}}(سورة التوبة، 1-3)<ref>التفسیر الکبیر، ج15، ص524.</ref> وتم الاعلان فيها عن البراءة من المشركين الناكثين للعهود. | ||
===مهمة ايصال ايات البراءة=== | ===مهمة ايصال ايات البراءة=== | ||
وبحسب المصادر، اثر نزول الايات المذكورة سلم النبي الاكرم (ص) آيات البراءة إلى [[ابي بكر]] للذهاب بها الى مكة المكرمة وقراءتها للحجاج، ولكن لم يمض وقت طويل فقد نزل [[الجبرائيل]] وامر بابلاغ هذه الايات من قبل النبي (ص) فقط او شخص من اهل بيته ومن هذا المنطلق تسلم [[الامام علي عليه السلام | وبحسب المصادر، اثر نزول الايات المذكورة سلم النبي الاكرم (ص) آيات البراءة إلى [[ابي بكر]] للذهاب بها الى مكة المكرمة وقراءتها للحجاج، ولكن لم يمض وقت طويل فقد نزل [[الجبرائيل]] وامر بابلاغ هذه الايات من قبل النبي (ص) فقط او شخص من اهل بيته ومن هذا المنطلق تسلم [[الامام علي]] عليه السلام الايات في [[ذو الحليفة]] من ابي بكر <ref>نک: تفسیر عیاشي، ج2، ص73-74؛ مجمع البیان، ج5، ص6؛ تفسیر قرطبي، ج8، ص67-68.</ref>وقام بقراءتها للناس في يوم [[الحج الاكبر]] (10 ذي حجة).<ref>جامع البیان، ج10، ص85-86؛ مجمع البیان، ج5، ص7.</ref> | ||
===اوامر لابلاغ البراءة=== | ===اوامر لابلاغ البراءة=== | ||
وفقا لايات البراءة فان دخول المشركين الى [[المسجد الحرام]] وأداءهم لمناسك الحج يعد محرما كما | وفقا لايات البراءة فان دخول المشركين الى [[المسجد الحرام]] وأداءهم لمناسك الحج يعد محرما كما اداءهم باجساد عارية التي كانت من البدع السيئة لعدد من القبائل العربية وقريش<ref>سیرة ابن اسحق، ج2، ص75؛ السیرة النبویة، ج1، ص130-131؛ الروض الانف، ج1، ص249-250.</ref> اصبح عملا محرما. وتم منح للذين لم تكن لهم عهود مع الرسول الاكرم (ص) مهلة لمدة 4 اشهر <ref>البدایة والنهایة، ج5، ص44-45؛ مجمع البیان، ج5، ص7.</ref>لاعتناق [[الاسلام]] او مغادرة [[ارض الوحي]].<ref>نک: معاني القرآن، ج1، ص420؛ البدایة والنهایة، ج5، ص44-45؛ جوامع الجامع، ج2، ص37-38.</ref> | ||
وتم منح للذين لم تكن لهم عهود مع الرسول الاكرم (ص) مهلة لمدة 4 اشهر <ref>البدایة والنهایة، ج5، ص44-45؛ مجمع البیان، ج5، ص7.</ref>لاعتناق [[الاسلام]] او مغادرة [[ارض الوحي]].<ref>نک: معاني القرآن، ج1، ص420؛ البدایة والنهایة، ج5، ص44-45؛ جوامع الجامع، ج2، ص37-38.</ref> | |||
==البراءة في سائر آيات القرآن== | ==البراءة في سائر آيات القرآن== | ||
وبصرف النظر عن اية البراءة، فقد تم التاكيد في آيات أخرى من القرآن على الابتعاد عن المشركين، والابعاد المختلفة والمعاني والأحكام المتعلقة بهذه القضية. كما تم التاكيد على هذه الابعاد في سيرة والروايات المنقولة عن النبي (ص) والائمة المعصومين عليهم السلام. | وبصرف النظر عن اية البراءة، فقد تم التاكيد في آيات أخرى من القرآن على الابتعاد عن المشركين، والابعاد المختلفة والمعاني والأحكام المتعلقة بهذه القضية. كما تم التاكيد على هذه الابعاد في سيرة والروايات المنقولة عن النبي (ص) والائمة المعصومين عليهم السلام. | ||
*'''استذكار سيرة الانبياء''': استنادا لايات القرآن، فان البراءة من المشركين كانت من سيرة انبياء الله. ان مقارعة الشرك ومظاهر [[عبادة الأصنام]] والبراءة منهم قد بدات في عصر [[النبي نوح عليه السلام]] ([[سورة نوح]]، 1-28) واستمرت من قبل [[النبي إبراهيم (ع)]]. [[(سورة الممتحنة]]، 4). عندما علم إبراهيم (ع) أن عمه [[ازر]] هو عدو لله [[تبرئ]] منه.{{آیة|فَلَمَّا تَبَیَّنَ لَهُ اَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّاَ مِنْهُ...}}(سوره توبه، 114). ان تصرف إبراهيم(ع) في التبري من اعداء الله رغم وجود روابط قرابة وثيقة بينهما تحول الى انموذج لدى المسلمين.<ref>احکام القرآن، ج5، ص327.</ref> | *'''استذكار سيرة الانبياء''': استنادا لايات القرآن، فان البراءة من المشركين كانت من سيرة انبياء الله. ان مقارعة الشرك ومظاهر [[عبادة الأصنام]] والبراءة منهم قد بدات في عصر [[النبي نوح عليه السلام]] ([[سورة نوح]]، 1-28) واستمرت من قبل [[النبي إبراهيم (ع)]]. [[(سورة الممتحنة]]، 4). عندما علم إبراهيم (ع) أن عمه [[ازر]] هو عدو لله [[تبرئ]] منه.{{آیة|فَلَمَّا تَبَیَّنَ لَهُ اَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّاَ مِنْهُ...}}(سوره توبه، 114). ان تصرف إبراهيم(ع) في التبري من اعداء الله رغم وجود روابط قرابة وثيقة بينهما تحول الى انموذج لدى المسلمين.<ref>احکام القرآن، ج5، ص327.</ref> | ||
*[[نهى القرآن الكريم في التودد مع غير المسلمين]]: في آيات اخرى من القران الكريم ينهى [[الله]] المسلمين من الاعتماد على الظالمین{{آیة|وَ لا تَرْکَنُوا اِلَی الَّذینَ ظَلَمُوا...}}([[سوره هود]]، 113)، اليهود والمسيحيين والتولى | |||
*[[نهى القرآن الكريم في التودد مع غير المسلمين]]: في آيات اخرى من القران الكريم ينهى [[الله]] المسلمين من الاعتماد على الظالمین{{آیة|وَ لا تَرْکَنُوا اِلَی الَّذینَ ظَلَمُوا...}}([[سوره هود]]، 113) | |||
<ref>التبیان، ج2، ص434</ref> والتودد والمحبة لهم<ref>المیزان، ج5، ص373؛ التفسیر الکبیر، ج12، ص384.</ref>{{آیة|یا اَیُّهَا الَّذینَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْیَهُودَ وَ النَّصاری اَوْلِیاءَ بَعْضُهُمْ اَوْلِیاءُ بَعْض...}}([[سوره مائده]]، 51). وايضا بسبب احتمال ايجاد علقة وتودد بين المسلمين و[[اهل الكتاب]] وبالتالي التاثر باخلاقهم في الاتباع من هوى النفس فقد تم نهي المسلمين من التودد لهم:<ref>التفسیر الکبیر، ج12، ص384؛ المیزان، ج5، ص373.</ref>{{آیة|وَ مَنْ یَتَوَلَّهُمْ مِنْکُمْ فَاِنَّهُ مِنْهُمْ}}(مائدة، 51). | <ref>التبیان، ج2، ص434</ref> والتودد والمحبة لهم<ref>المیزان، ج5، ص373؛ التفسیر الکبیر، ج12، ص384.</ref>{{آیة|یا اَیُّهَا الَّذینَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْیَهُودَ وَ النَّصاری اَوْلِیاءَ بَعْضُهُمْ اَوْلِیاءُ بَعْض...}}([[سوره مائده]]، 51). وايضا بسبب احتمال ايجاد علقة وتودد بين المسلمين و[[اهل الكتاب]] وبالتالي التاثر باخلاقهم في الاتباع من هوى النفس فقد تم نهي المسلمين من التودد لهم:<ref>التفسیر الکبیر، ج12، ص384؛ المیزان، ج5، ص373.</ref>{{آیة|وَ مَنْ یَتَوَلَّهُمْ مِنْکُمْ فَاِنَّهُ مِنْهُمْ}}(مائدة، 51). | ||
*'''السماح في لعن الظالمين''': سمح القران الكريم باطلاق اللعن على الظالمين.{{آیة|لا یُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ اِلاَّ مَنْ ظُلِمَ}}([[سورة النساء]]، 148). ان حكم هذه الاية مطلقة وليس لها زمن أو مكان. نظرا للظلم الذي كان يمارسه المستكبرون ضد المسلمين فان الاية يمكن اعتبارها دليلا على السماح بالبراءة من المشركين، في ظل الظلم الذي يمارسه المتكبر على المسلمين. | *'''السماح في لعن الظالمين''': سمح القران الكريم باطلاق اللعن على الظالمين.{{آیة|لا یُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ اِلاَّ مَنْ ظُلِمَ}}([[سورة النساء]]، 148). ان حكم هذه الاية مطلقة وليس لها زمن أو مكان. نظرا للظلم الذي كان يمارسه المستكبرون ضد المسلمين فان الاية يمكن اعتبارها دليلا على السماح بالبراءة من المشركين، في ظل الظلم الذي يمارسه المتكبر على المسلمين. | ||
*'''البراءة، صفة اتباع النبي (ص)''': في الآية 29 من [[سورة الفتح]]، تم وصف اتباع النبي (ص) بصفة التولى للمسلمين والتبري من الاعداء <ref>تفسیر ابن کثیر، ج3، ص124.</ref>{{آیة|مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَ الَّذینَ مَعَهُ اَشِدَّاءُ عَلَی الْکُفَّارِ رُحَماءُ بَیْنَهُمْ...}}.بحيث قالواإن شدة البراءة من المشركين واعداءالله بدرجة كانت بحيث تجنبوا المسلمون فيها الاتصال بأجسادهم وملابسهم.<ref>مجمع البیان، ج9، ص192.</ref> | *'''البراءة، صفة اتباع النبي (ص)''': في الآية 29 من [[سورة الفتح]]، تم وصف اتباع النبي (ص) بصفة التولى للمسلمين والتبري من الاعداء <ref>تفسیر ابن کثیر، ج3، ص124.</ref>{{آیة|مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَ الَّذینَ مَعَهُ اَشِدَّاءُ عَلَی الْکُفَّارِ رُحَماءُ بَیْنَهُمْ...}}.بحيث قالواإن شدة البراءة من المشركين واعداءالله بدرجة كانت بحيث تجنبوا المسلمون فيها الاتصال بأجسادهم وملابسهم.<ref>مجمع البیان، ج9، ص192.</ref> | ||
*'''فالله عدو للكافرين''':القرآن الكريم وفي مواجهة بين الله والكفار يعتبر عدائهم مع الله والانبياء والملائكة سيما جبرائيل و[[ميكائيل]] هو سببا لعداوة الله معهم.{{آیة|مَن کانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَ مَلائِکَتِهِ وَ رُسُلِهِ وَ جِبْرِیلَ وَ مِیکالَ فَاِنَّ اللهَ عَدُوٌّ لِلْکافِرِین}}([[سوره بقره]]، 98) | *'''فالله عدو للكافرين''':القرآن الكريم وفي مواجهة بين الله والكفار يعتبر عدائهم مع الله والانبياء والملائكة سيما جبرائيل و[[ميكائيل]] هو سببا لعداوة الله معهم.{{آیة|مَن کانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَ مَلائِکَتِهِ وَ رُسُلِهِ وَ جِبْرِیلَ وَ مِیکالَ فَاِنَّ اللهَ عَدُوٌّ لِلْکافِرِین}}([[سوره بقره]]، 98) | ||
سطر ٧١: | سطر ٦٤: | ||
من خلال آيات القرآن، يمكن ان نعرف بان حكم البراءة يشمل جميع اعداء الله، بما في ذلك الكفار والمشركين و[[المنافقين]]<ref>تفسیر ابن ابي حاتم، ج6، ص1895؛ الکشاف، ج2، ص315.</ref> واليهود والمسيحيين.<ref>التبیان، ج3، ص550.</ref> المشركون وكفرانهم بالله ورسله | من خلال آيات القرآن، يمكن ان نعرف بان حكم البراءة يشمل جميع اعداء الله، بما في ذلك الكفار والمشركين و[[المنافقين]]<ref>تفسیر ابن ابي حاتم، ج6، ص1895؛ الکشاف، ج2، ص315.</ref> واليهود والمسيحيين.<ref>التبیان، ج3، ص550.</ref> المشركون وكفرانهم بالله ورسله | ||
<ref>نک:ارشادالاذهان، ص609.</ref> واليهود من خلال كفرانهم بالرسول الاكرم(ص) وعدائهم لجبرائيل<ref>تفسیر ابن کثیر، ج1، ص228.</ref> والمسيحيين من خلال كفرانهم برسول الله (ص) واعتبارهم [[المسيح (ع)]] ابن الله (سورة التوبة، 30؛ والمنافقين من خلال عداءهم مع النبي الاكرم (ص) وكفرانهم به ([[سورة المنافقون]]، 1)، تعد مصاديق لمعاداة الله ورسوله. هناك عدد من الروايات التي تؤيد هذا الرأي أيضًا.<ref>الکافي، ج1، ص282.</ref> يمكن القول ان الحديث عن المشركين بشكل مطلق (سورة التوبة، 28-11)، واهل الذمة من المشركين والكفار (سورة التوبة، 29-32)، ومكتنزي الذهب (سورة التوبة، 34-35) والمنافقين (سورة التوبة، 50-57). يؤكد في سورة التوبة أن البراءة لا تختص بالمواجهة مع المشركين الناكثين للعهود. | <ref>نک:ارشادالاذهان، ص609.</ref> واليهود من خلال كفرانهم بالرسول الاكرم (ص) وعدائهم لجبرائيل<ref>تفسیر ابن کثیر، ج1، ص228.</ref> والمسيحيين من خلال كفرانهم برسول الله (ص) واعتبارهم [[المسيح (ع)]] ابن الله (سورة التوبة، 30؛ والمنافقين من خلال عداءهم مع النبي الاكرم (ص) وكفرانهم به ([[سورة المنافقون]]، 1)، تعد مصاديق لمعاداة الله ورسوله. هناك عدد من الروايات التي تؤيد هذا الرأي أيضًا.<ref>الکافي، ج1، ص282.</ref> يمكن القول ان الحديث عن المشركين بشكل مطلق (سورة التوبة، 28-11)، واهل الذمة من المشركين والكفار (سورة التوبة، 29-32)، ومكتنزي الذهب (سورة التوبة، 34-35) والمنافقين (سورة التوبة، 50-57). يؤكد في سورة التوبة أن البراءة لا تختص بالمواجهة مع المشركين الناكثين للعهود. | ||
==طرق التعبير عن البراءة== | ==طرق التعبير عن البراءة== | ||
البراءة هي حالة روحية، ويتم التعبير عنها بطرق مختلفة تتناسب مع الاوضاع والظروف، مثل الكراهية في النفس وتغيير ملامح الوجه والتعبير بالكلمات،{{آیة|وَ اِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَ ما یَعْبُدُونَ اِلاَّ اللهَ...}}([[سورة کهف]]، 16) او الابتعاد عن الشخص الذي يتم التبري منه(... وَ اجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ...)}} ([[سورة نحل]]، 36) والقتال معه.(سورة توبة، 1-3) تعتبر الهجرة من هيمنة الكفار واعداء الله نوعا من البراءة العملية ولذلك فان الله يسقط عن المؤمنين اي التزام من عاتقهم ازاء سائر المؤمنين الذين لم يهاجروا من أراضي الكفار، الا في مساعدتهم في دينهم.([[سوره انفال]]، 72)<ref>نمونه، ج7، ص256.</ref> ويرى علماء الإسلام ان البراءة بمعنى التبري النفسي والابتعاد عن التقارب معهم يشمل كافة اعداء الله والكفار. | البراءة هي حالة روحية، ويتم التعبير عنها بطرق مختلفة تتناسب مع الاوضاع والظروف، مثل الكراهية في النفس وتغيير ملامح الوجه والتعبير بالكلمات،{{آیة|وَ اِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَ ما یَعْبُدُونَ اِلاَّ اللهَ...}}([[سورة کهف]]<nowiki>، 16) او الابتعاد عن الشخص الذي يتم التبري منه(... وَ اجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ...)}} (</nowiki>[[سورة نحل]]، 36) والقتال معه.(سورة توبة، 1-3) تعتبر الهجرة من هيمنة الكفار واعداء الله نوعا من البراءة العملية ولذلك فان الله يسقط عن المؤمنين اي التزام من عاتقهم ازاء سائر المؤمنين الذين لم يهاجروا من أراضي الكفار، الا في مساعدتهم في دينهم.([[سوره انفال]]، 72)<ref>نمونه، ج7، ص256.</ref> ويرى علماء الإسلام ان البراءة بمعنى التبري النفسي والابتعاد عن التقارب معهم يشمل كافة اعداء الله والكفار. | ||
ان التعبير عن البراءة و[[اللعن]] والمواجهة العملية لا يقتصر الا على الكفار والمستكبرين الذين لا يلتزمون بعهدهم ويظهرون عداءهم لله والمسلمين.<ref>روابط بین الملل در اسلام، ص180-181.</ref> لهذا السبب، يشير القرآن الكريم إلى سبب القتال والعداء مع هؤلاء الاشخاص هو عدم التزامهم بعهدهم مع المسلمين، وليس كفرهم،{{آیة|وَ اِنْ نَکَثُوا اَیْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَ طَعَنُوا فی دینِکُمْ فَقاتِلُوا اَئِمَّةَ الْکُفْرِ اِنَّهُمْ لا اَیْمانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ یَنْتَهُونَ}}.(سورة توبة، 12) لذلك التعبير عن البراءة من الذين لم يلتزموا بعهدهم اعتبروه واجبا على كافة المسلمين والمتحالفين معهم.<ref>بیان السعادة، ج2، ص245.</ref> | ان التعبير عن البراءة و[[اللعن]] والمواجهة العملية لا يقتصر الا على الكفار والمستكبرين الذين لا يلتزمون بعهدهم ويظهرون عداءهم لله والمسلمين.<ref>روابط بین الملل در اسلام، ص180-181.</ref> لهذا السبب، يشير القرآن الكريم إلى سبب القتال والعداء مع هؤلاء الاشخاص هو عدم التزامهم بعهدهم مع المسلمين، وليس كفرهم،{{آیة|وَ اِنْ نَکَثُوا اَیْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَ طَعَنُوا فی دینِکُمْ فَقاتِلُوا اَئِمَّةَ الْکُفْرِ اِنَّهُمْ لا اَیْمانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ یَنْتَهُونَ}}.(سورة توبة، 12) لذلك التعبير عن البراءة من الذين لم يلتزموا بعهدهم اعتبروه واجبا على كافة المسلمين والمتحالفين معهم.<ref>بیان السعادة، ج2، ص245.</ref> | ||
سطر ٩٥: | سطر ٨٨: | ||
===سيرة الائمة المعصومين عليهم السلام=== | ===سيرة الائمة المعصومين عليهم السلام=== | ||
في أعقاب وفاته، استمرت اعلان البراءة من اعداء الله في الحج واتسع نطاقه في البراءة من الحكام الظالمين لذلك كان [[الائمة الشيعة عليهم السلام]] يدعون مرارا [[المسلمين]] في اجتماع الحج العظيم الى الابتعاد والتبري عن المستكيرين وحكام الجور. | في أعقاب وفاته، استمرت اعلان البراءة من اعداء الله في الحج واتسع نطاقه في البراءة من الحكام الظالمين لذلك كان [[الائمة الشيعة عليهم السلام]] يدعون مرارا [[المسلمين]] في اجتماع الحج العظيم الى الابتعاد والتبري عن المستكيرين وحكام الجور. | ||
'''الإمام الحسين(ع)''': [[الامام الحسين (ع)]] من خلال الاستفادة من فرصة الحج قام بالكشف عن مفاسد [[معاوية]] ومساعيه الخبيثة في جمع من [[اصحابه]] و[[التابعين]] له<ref>کتاب سلیم بن قیس، ص787؛الاحتجاج، ج2، ص18-19؛ بحار الانوار، ج33،ص181-182.</ref> محذرا المسلمين منه.<ref>نک:الاحتجاج، ج2، ص18-19.</ref> | '''الإمام الحسين(ع)''': [[الامام الحسين (ع)]] من خلال الاستفادة من فرصة الحج قام بالكشف عن مفاسد [[معاوية]] ومساعيه الخبيثة في جمع من [[اصحاب|اصحابه]] و[[التابعين]] له<ref>کتاب سلیم بن قیس، ص787؛الاحتجاج، ج2، ص18-19؛ بحار الانوار، ج33،ص181-182.</ref> محذرا المسلمين منه.<ref>نک:الاحتجاج، ج2، ص18-19.</ref> | ||
في عام 60 للهجرة عندما غادر المدينة اثر رفضه البيعة مع [[يزيد]] اختيار مكة لاطلاع المسلمين على معارضته مع يزيد وخلافته خلال اداء مناسك الحج.<ref>سیره پیشوایان، ج9، ص11؛ زندگانی چهارده معصوم، ج7، ص38.</ref> | في عام 60 للهجرة عندما غادر المدينة اثر رفضه البيعة مع [[يزيد]] اختيار مكة لاطلاع المسلمين على معارضته مع يزيد وخلافته خلال اداء مناسك الحج.<ref>سیره پیشوایان، ج9، ص11؛ زندگانی چهارده معصوم، ج7، ص38.</ref> | ||
'''الإمام سجاد(ع)''': تجاهل [[الامام السجاد عليه السلام]] في جوار [[الكعبة]] [[هشام بن عبد الملك]] الطاغوت في زمانه وادلى بحديث | '''الإمام سجاد(ع)''': تجاهل [[الامام السجاد عليه السلام]] في جوار [[الكعبة]] [[هشام بن عبد الملك]] الطاغوت في زمانه وادلى بحديث<ref>نک: المناقب، ج3، ص306-307.</ref> يكشف عن احتجاجه وبراءته منه. | ||
<ref>نک: المناقب، ج3، ص306-307.</ref> يكشف عن احتجاجه وبراءته منه. | |||
'''سيرة سائر الائمة المعصومين''': تفيد الروايات ان [[الامام الباقر]]<ref>میقات حج، سال1، ش4، ص11، «بهره گیری از ابعاد سیاسی حج.</ref> و[[الامام الصادق]]<ref>مناقب اهل البیت، ص268.</ref> و[[الامام الكاظم عليهم السلام]]<ref>المناقب، ج3، ص427-429.</ref> من خلال الاستفادة من فرصة الحج اعربوا عن احتجاهم للحكومات الظالمة في فترة زمانهم. | '''سيرة سائر الائمة المعصومين''': تفيد الروايات ان [[الامام الباقر]]<ref>میقات حج، سال1، ش4، ص11، «بهره گیری از ابعاد سیاسی حج.</ref> و[[الامام الصادق]]<ref>مناقب اهل البیت، ص268.</ref> و[[الامام الكاظم عليهم السلام]]<ref>المناقب، ج3، ص427-429.</ref> من خلال الاستفادة من فرصة الحج اعربوا عن احتجاهم للحكومات الظالمة في فترة زمانهم. | ||
سطر ١١٣: | سطر ١٠٤: | ||
*أ. البراءة من المشركين كانت مخصصة في عهد الرسول الاكرم (ص) ولا تنطبق في عصرنا هذا. | *أ. البراءة من المشركين كانت مخصصة في عهد الرسول الاكرم (ص) ولا تنطبق في عصرنا هذا. | ||
*ب. تعتبر هذه المراسم من مصاديق الجدل في الحج بحيث تم النهي عنها في {{آیة|وَ لا جِدالَ فِی الْحَجِّ}}(الآية 197 من سورة البقرة.<ref>المباني الدینية والسیاسية البراءة من المشرکین، ص162؛ البرائة من المشرکین، ص232-251.</ref> | *ب. تعتبر هذه المراسم من مصاديق الجدل في الحج بحيث تم النهي عنها في {{آیة|وَ لا جِدالَ فِی الْحَجِّ}}(الآية 197 من سورة البقرة.<ref>المباني الدینية والسیاسية البراءة من المشرکین، ص162؛ البرائة من المشرکین، ص232-251.</ref> | ||
*ج. سيرة النبي (ص)في مناسك الحج لم تكن سوى التلبية والدعاء. | *ج. سيرة النبي (ص)في مناسك الحج لم تكن سوى التلبية والدعاء. | ||
*د.اطلاق الشعارات ضد الأعداء والهتافات تتعارض مع اهداف الحج وتعد معصية.<ref>البرائة من المشرکین، ص232-251.</ref> | *د.اطلاق الشعارات ضد الأعداء والهتافات تتعارض مع اهداف الحج وتعد معصية.<ref>البرائة من المشرکین، ص232-251.</ref> | ||
سطر ١١٩: | سطر ١١١: | ||
كما أن مفهوم البراءة عن طريق الجدل بمعنى النزاع مع الطرف الاخر ورده بالدليل او شبه الدليل<ref>الکلیات، ص353، «جدل. </ref> فانه يختلف من حيث المصداق والاحكام. | كما أن مفهوم البراءة عن طريق الجدل بمعنى النزاع مع الطرف الاخر ورده بالدليل او شبه الدليل<ref>الکلیات، ص353، «جدل. </ref> فانه يختلف من حيث المصداق والاحكام. | ||
ان عددا من مصادر الروايات<ref>الکافي، ج4، ص338؛ من لا یحضره الفقیه، ج2، ص328؛ البرهان، ج1، ص427.</ref> والتفاسير<ref>تفسیر ابن ابي حاتم، ج1، ص348-349؛ التبیان، ج2، ص164؛ تفسیر ابن کثیر، ج1، ص407.</ref> قد فسرت أيضا الجدل المحظور بشكل | ان عددا من مصادر الروايات<ref>الکافي، ج4، ص338؛ من لا یحضره الفقیه، ج2، ص328؛ البرهان، ج1، ص427.</ref> والتفاسير<ref>تفسیر ابن ابي حاتم، ج1، ص348-349؛ التبیان، ج2، ص164؛ تفسیر ابن کثیر، ج1، ص407.</ref> قد فسرت أيضا الجدل المحظور بشكل اخر، بحيث لم يشتمل أي منها على البراءة من المشركين. | ||
===اتساع نطاق البراءة=== | ===اتساع نطاق البراءة=== | ||
سطر ١٢٥: | سطر ١١٧: | ||
البعض يرى انه رغم نكث العهد من قبل المشركين وعدائهم ازاء المسلمين وحصر البراءة من مشركي مكة و[[الحجاز]] في [[شبه الجزيرة العربية]] خلال صدر الاسلام فان مع انتشار الإسلام واتساع نطاق الظلم والعداء من قبل المستكبرين ازاء المسلمين في انحاء العالم فان زمان ومكان البراءة ايضا اصبح امرا متسعا.<ref>حج27، ص85؛ میقات حج، ش25، ص35، 38-40، «المباني الدینية البراءة من المشرکین.</ref> | البعض يرى انه رغم نكث العهد من قبل المشركين وعدائهم ازاء المسلمين وحصر البراءة من مشركي مكة و[[الحجاز]] في [[شبه الجزيرة العربية]] خلال صدر الاسلام فان مع انتشار الإسلام واتساع نطاق الظلم والعداء من قبل المستكبرين ازاء المسلمين في انحاء العالم فان زمان ومكان البراءة ايضا اصبح امرا متسعا.<ref>حج27، ص85؛ میقات حج، ش25، ص35، 38-40، «المباني الدینية البراءة من المشرکین.</ref> | ||
== الامام الخميني(رض) واحياء سنة البراءة من المشركين == | ==الامام الخميني(رض) واحياء سنة البراءة من المشركين== | ||
يعود احياء سنة البراءة من المشركين وتبيين اسسها في الفترة الراهنة الى [[الامام الخميني (رض)]]. | يعود احياء سنة البراءة من المشركين وتبيين اسسها في الفترة الراهنة الى [[الامام الخميني (رض)]]. | ||
سطر ١٦٧: | سطر ١٥٩: | ||
بعد وافة الامام الخميني، اكد [[آية الله الخامنئي]]، منذ بداية قيادته، على مواقف مؤسس الثورة الاسلامية على الابعاد السياسية للحج، بما في ذلك الاعلان عن البراءة من المشركين، واعتبرها فرصة لمواجهة خطط الاستكبار و[[الصهيونية]].<ref>نک: صحیفة حج، ج2، ص172-173، 203.</ref> | بعد وافة الامام الخميني، اكد [[آية الله الخامنئي]]، منذ بداية قيادته، على مواقف مؤسس الثورة الاسلامية على الابعاد السياسية للحج، بما في ذلك الاعلان عن البراءة من المشركين، واعتبرها فرصة لمواجهة خطط الاستكبار و[[الصهيونية]].<ref>نک: صحیفة حج، ج2، ص172-173، 203.</ref> | ||
على الرغم من استئناف العلاقات الايرانية - السعودية في عام 1991 وايفاد الحجاج، الا ان عملية منع السعوديين من اقامة مراسم البراءة من المشركين كانت مستمرة خلال هذه الفترة،بحيث اقامة هذه المراسم واجهت بصعوبات خلال هذه السنوات. في عام 1991 اقيمت المراسم امام | على الرغم من استئناف العلاقات الايرانية - السعودية في عام 1991 وايفاد الحجاج، الا ان عملية منع السعوديين من اقامة مراسم البراءة من المشركين كانت مستمرة خلال هذه الفترة،بحيث اقامة هذه المراسم واجهت بصعوبات خلال هذه السنوات. في عام 1991 اقيمت المراسم امام بعثه الجمهورية الاسلامية الايرانية في مكة المكرمة.<ref>سیماي حج در سال 70، ص190.</ref><ref>کیهان، 30/3/1370.</ref>وفي عام 1992 الموافق للسادس من ذي حجة عام 1412 اقيمت هذه المراسم بشكل عظيم كالعام السابق له.<ref>نک:با کاروان ابراهیم، ص113-145.</ref> | ||
===مراسم البراءة خلال الاعوام الاخيرة=== | ===مراسم البراءة خلال الاعوام الاخيرة=== | ||
سطر ١٧٨: | سطر ١٧٠: | ||
==المنابع== | ==المنابع== | ||
{{الهوامش}} | {{الهوامش}} | ||
* '''آن سوی حج خونین''': سید حسن | * '''آن سوی حج خونین''': سید حسن میردامادي، طهران، مرکز تحقیقات و نشر حج، 1367ش. | ||
* '''ابعاد | * '''ابعاد سیاسي و اجتماعي حج''': محمد تقی رهبر، طهران، مشعر، 1377ش. | ||
* '''الاحتجاج''': ابومنصور | * '''الاحتجاج''': ابومنصور الطبرسي (م. 520ق.)، بمحاولة سید محمد باقر، دار النعمان، 1386ق. | ||
* '''احقاق الحق''': نورالله الحسینی الشوشتری (م. 1019ق.)، تعلیقات شهاب الدین نجفی، قم، مکتبة | * '''احقاق الحق''': نورالله الحسینی الشوشتری (م. 1019ق.)، تعلیقات شهاب الدین نجفی، قم، مکتبة النجفي، 1406ق. | ||
* '''احکام القرآن''': الجصاص (م. 370ق.)، | * '''احکام القرآن''': الجصاص (م. 370ق.)، بمحاولة قمحاوي، بیروت، دار احیاء التراث العربي، 1405ق. | ||
* '''ارشاد الاذهان الی تفسیر القرآن''': محمد | * '''ارشاد الاذهان الی تفسیر القرآن''': محمد سبزواري (م. 1409ق.)، بیروت، دار التعارف، 1419ق. | ||
* '''اسد | * '''اسد الغابة''': ابن اثیر (م. 630ق.)، بیروت، دار الکتاب العربي. | ||
* '''اعلام الوری''': | * '''اعلام الوری''': الطبرسي (م. 548ق.)، قم، آل البیت''':، 1417ق. | ||
* '''امتاع الاسماع''': | * '''امتاع الاسماع''': المقریزي (م. 845ق.)، بمحاولة محمد عبدالحمید، بیروت، دار الکتب العلمیة، 1420ق. | ||
* '''انساب الاشراف''': | * '''انساب الاشراف''': البلاذري (م. 279ق.)، بمحاولة زکار و زرکلی، بیروت، دار الفکر، 1417ق. | ||
* '''با کاروان ابراهیم در سال 71''': جعفریان | * '''با کاروان ابراهیم در سال 71''': جعفریان وخسروي، مشعر، 1371ش. | ||
* '''با کاروان عشق در سال 72''': رسول جعفریان، | * '''با کاروان عشق در سال 72''': رسول جعفریان، طهران، مشعر، 1372ش. | ||
* '''بحار الانوار''': | * '''بحار الانوار''': المجلسي (م. 1110ق.)، بیروت، دار احیاء التراث العربي، 1403ق. | ||
* '''البدایة و | * '''البدایة و النهایة''': ابن کثیر (م. 774ق.)، بمحاولة علي شیري، بیروت، دار احیاء التراث العربي، 1408ق. | ||
* '''البرائة من المشرکین بین المعنی الشرعی و التاویلات | * '''البرائة من المشرکین بین المعنی الشرعی و التاویلات الشیعي''': عبدالرحمن بن عبدالله آل علی، دار اضواء المجتمع. | ||
* '''البرهان | * '''البرهان في تفسیر القرآن''': البحراني (م. 1107ق.)، قم، البعثة، 1415ق. | ||
* '''بیان | * '''بیان السعادة''': الجنابذي (م. 1327ق.)، بیروت، اعلمي، 1408ق. | ||
* '''تاج العروس''': | * '''تاج العروس''': الزبیدي (م. 1205ق.)، بمحاولة علي شیري، بیروت، دار الفکر، 1414ق. | ||
* '''تاریخ | * '''تاریخ الیعقوبي''': احمد بن یعقوب (م. 292ق.)، بیروت، دار صادر، 1415ق. | ||
* '''التبیان''': | * '''التبیان''': الطوسي (م. 460ق.)، بمحاولة العاملي، بیروت، دار احیاء التراث العربي. | ||
* '''التحقیق''': | * '''التحقیق''': المصطفوي، طهران، وزارة الارشاد، 1374ش. | ||
* '''تسنیم''': | * '''تسنیم''': جوادي آملي، قم، اسراء، 1378ش. | ||
* '''تفسیر ابن ابیحاتم (تفسیر القرآن العظیم)''': ابن ابیحاتم (م. 327ق.)، | * '''تفسیر ابن ابیحاتم (تفسیر القرآن العظیم)''': ابن ابیحاتم (م. 327ق.)، بمحاولة اسعد محمد، بیروت، المکتبة العصریة، 1419ق. | ||
* '''تفسیر ابن کثیر (تفسیر القرآن العظیم)''': ابن کثیر (م. 774ق.)، | * '''تفسیر ابن کثیر (تفسیر القرآن العظیم)''': ابن کثیر (م. 774ق.)، بمحاولة شمس الدین، بیروت، دار الکتب العلمیة، 1419ق. | ||
* '''تفسیر | * '''تفسیر العیاشي''': العیاشي (م. 320ق.)، بمحاولة رسولي محلاتي، طهران، المکتبة العلمیة الاسلامیة. | ||
* '''التفسیر الکبیر''': الفخر | * '''التفسیر الکبیر''': الفخر الرازي (م. 606ق.)، بیروت، دار احیاء التراث العربي، 1415ق. | ||
* '''التفسیر المنسوب الی الامام | * '''التفسیر المنسوب الی الامام العسکري7''': بمحاولة ابطحي، قم، مدرسه امام مهدي، 1409ق. | ||
* '''تفسیر فرات | * '''تفسیر فرات الکوفي''': الفرات الکوفي (م. 307ق.)، بمحاولة محمد کاظم، طهران، وزارة الارشاد، 1374ش. | ||
* '''تفسیر قرطبی (الجامع لاحکام القرآن)''': | * '''تفسیر قرطبی (الجامع لاحکام القرآن)''': القرطبي (م. 671ق.)، بیروت، دار احیاء التراث العربي، 1405ق. | ||
* '''تفسیر نمونه''': مکارم | * '''تفسیر نمونه''': مکارم شیرازي و الاخرین، طهران، دار الکتب الاسلامیة، 1375ش. | ||
* '''تهذیب الاحکام''': | * '''تهذیب الاحکام''': الطوسي (م. 460ق.)، بمحاولة موسوي و آخوندي، طهران، دار الکتب الاسلامیة، 1365ش. | ||
* '''جامع البیان''': | * '''جامع البیان''': الطبري (م. 310ق.)، بمحاولة صدقي جمیل، بیروت، دار الفکر، 1415ق. | ||
* '''جوامع الجامع''': | * '''جوامع الجامع''': الطبرسي (م. 548ق.)، بمحاولة کرجي، طهران، 1378ش. | ||
* ''' | * '''چارچوبي تحلیلي برای بررسی سیاست خارجی''': روح الله رمضاني، ترجمه''': علیرضا طیب، طهران، نشر ني، 1380ش. | ||
* '''حج25''': رضا | * '''حج25''': رضا مختاري، طهران، مشعر، 1384ش. | ||
* '''حج27 | * '''حج27 گزارشي از حجگزاري 1427ق./ 1385ش.''': حسن مهدویان. | ||
* '''حج29''': حجت الله بیات و سید حسین | * '''حج29''': حجت الله بیات و سید حسین اسحاقي، طهران، مشعر، 1388ش. | ||
* '''الخصال''': الصدوق (م. 381ق.)، قم، | * '''الخصال''': الصدوق (م. 381ق.)، قم، جامعة مدرسین، 1403ق. | ||
* '''در راه برپایی حج | * '''در راه برپایی حج ابراهیمي''': عباسعلي عمید زنجاني، وزارة الارشاد. | ||
* '''روابط بین الملل در اسلام''': | * '''روابط بین الملل در اسلام''': جوادي آملي، بمحاولة سعید بندعلي، اسراء، 1388ش. | ||
* '''الروض الانف''': | * '''الروض الانف''': السهیلي (م. 581ق.)، بمحاولة عبدالرحمن، بیروت، دار احیاء التراث العربي، 1412ق. | ||
* '''زاد المسیر''': ابن | * '''زاد المسیر''': ابن جوزي (م. 597ق.)، بمحاولة محمد عبدالرحمن، بیروت، دار الفکر، 1407ق. | ||
* '''السنن الکبری''': | * '''السنن الکبری''': البیهقي (م. 458ق.)، بیروت، دار الفکر. | ||
* '''السیرة النبویه''': ابن هشام (م. 213/218ق.)، | * '''السیرة النبویه''': ابن هشام (م. 213/218ق.)، بمحاولة محمد محیی الدین، مصر، مکتبة محمد علي صبیح، 1383ق. | ||
* '''سیره ابن اسحق (السیر و | * '''سیره ابن اسحق (السیر و المغازي)''': ابن اسحق (م. 151ق.)، بمحاولة محمد حمید الله، معهد الدراسات و الابحاث. | ||
* '''سیمای حج در سال70''': سرهنگی، گیویان، بهبودی. | * '''سیمای حج در سال70''': سرهنگی، گیویان، بهبودی. | ||
* '''الصحاح''': | * '''الصحاح''': الجوهري (م. 393ق.)، بمحاولة العطار، بیروت، دار العلم للملایین، 1407ق. | ||
* '''الصحیفة | * '''الصحیفة السجادیة''': علي بن الحسین (ع)، قم، الهادي، 1418ق. | ||
* '''صحیفه امام''': مجموعه | * '''صحیفه امام''': مجموعه سخنراني امام خمینی1. | ||
* '''صحیفه حج''': سخنان امام خمینی1 و آیتالله خامنهای، مرکز تحقیقات حج. | * '''صحیفه حج''': سخنان امام خمینی1 و آیتالله خامنهای، مرکز تحقیقات حج. | ||
سطر ٢٨٢: | سطر ٢٧٤: | ||
* '''عربستان سعودی''': رقیه سادات عظیمی، وزارت امور خارجه، 1375ش. | * '''عربستان سعودی''': رقیه سادات عظیمی، وزارت امور خارجه، 1375ش. | ||
* '''علل الشرائع''': الصدوق (م. 381ق.)، | * '''علل الشرائع''': الصدوق (م. 381ق.)، بمحاولة بحر العلوم، نجف، المکتبة الحیدریه، 1385ق. | ||
* '''العین''': خلیل (م. 175ق.)، | * '''العین''': خلیل (م. 175ق.)، بمحاولة المخزومی و السامرائی، دار الهجره، 1409ق. | ||
* '''فتح الباری''': ابن حجر العسقلانی (م. 852ق.)، بیروت، دار المعرفه. | * '''فتح الباری''': ابن حجر العسقلانی (م. 852ق.)، بیروت، دار المعرفه. | ||
سطر ٢٩٠: | سطر ٢٨٢: | ||
* '''فتوح البلدان''': البلاذری (م. 279ق.)، بیروت، دار الهلال، 1988م. | * '''فتوح البلدان''': البلاذری (م. 279ق.)، بیروت، دار الهلال، 1988م. | ||
* '''قاموس قرآن''': علی اکبر قرشی، | * '''قاموس قرآن''': علی اکبر قرشی، طهران، دار الکتب الاسلامیه، 1371ش. | ||
* '''کامل الزیارات''': ابن قولویه القمی (م. 368ق.)، نجف، مرتضویه، 1356ق. | * '''کامل الزیارات''': ابن قولویه القمی (م. 368ق.)، نجف، مرتضویه، 1356ق. | ||
سطر ٢٩٦: | سطر ٢٨٨: | ||
* '''کتاب سلیم بن قیس''': الهلالی (م. 76ق.)، قم، الهادی، 1415ق. | * '''کتاب سلیم بن قیس''': الهلالی (م. 76ق.)، قم، الهادی، 1415ق. | ||
* '''الکافی''': الکلینی (م. 329ق.)، | * '''الکافی''': الکلینی (م. 329ق.)، بمحاولة غفاری، طهران، دار الکتب الاسلامیة، 1375ش. | ||
* '''الکامل فی ضعفاء الرجال''': عبدالله بن عدی (م. 365ق.)، | * '''الکامل فی ضعفاء الرجال''': عبدالله بن عدی (م. 365ق.)، بمحاولة غزاوي، بیروت، دار الفکر، 1409ق. | ||
* '''الکشاف''': الزمخشری (م. 538ق.)، قم، | * '''الکشاف''': الزمخشری (م. 538ق.)، قم، بلاغة، 1415ق. | ||
* '''گلواژههای حج و عمره''': علیرضا بصیری، | * '''گلواژههای حج و عمره''': علیرضا بصیری، طهران، مشعر، 1387ش. | ||
* '''لسان العرب''': ابن منظور (م. 711ق.)، قم، ادب الحوزه، 1405ق. | * '''لسان العرب''': ابن منظور (م. 711ق.)، قم، ادب الحوزه، 1405ق. | ||
* '''مبانی دینی و سیاسی برائت از مشرکین''': جواد | * '''مبانی دینی و سیاسی برائت از مشرکین''': جواد ورعي، مشعر، 1379ش. | ||
* '''مجمع البیان''': | * '''مجمع البیان''': الطبرسي (م. 548ق.)، بیروت، دار المعرفة، 1406ق. | ||
* '''مروری بر روابط ایران و عربستان در دو دهه اخیر''': بهرام اخوان | * '''مروری بر روابط ایران و عربستان در دو دهه اخیر''': بهرام اخوان کاظمي، معاونت پژوهشی سازمان تبلیغات، 1373ش. | ||
* '''المزار الکبیر''': محمد بن | * '''المزار الکبیر''': محمد بن المشهدي (م. 610ق.)، بمحاولة القیّومی، قم، النشر الاسلامي، 1419ق. | ||
* '''معانی القرآن''': الفراء (م. 207ق.)، | * '''معانی القرآن''': الفراء (م. 207ق.)، بمحاولة نجاتي و نجار، مصر، دار الکتب المصریة. | ||
* '''معجم البلدان''': یاقوت | * '''معجم البلدان''': یاقوت الحموي (م. 626ق.)، بیروت، دار صادر، 1995م. | ||
* '''معجم مقاییس اللغه''': ابن فارس (م. 395ق.)، | * '''معجم مقاییس اللغه''': ابن فارس (م. 395ق.)، بمحاولة عبدالسلام، قم، دفتر تبلیغات، 1404ق. | ||
* '''المغازی''': | * '''المغازی''': الواقدي (م. 207ق.)، بمحاولة مارسدن جونس، بیروت، اعلمي، 1409ق. | ||
* '''مفردات''': الراغب (م. 425ق.)، نشر الکتاب، 1404ق. | * '''مفردات''': الراغب (م. 425ق.)، نشر الکتاب، 1404ق. | ||
* '''من لا یحضره الفقیه''': الصدوق (م. 381ق.)، | * '''من لا یحضره الفقیه''': الصدوق (م. 381ق.)، بمحاولة غفاري، قم، النشر الاسلامي، 1404ق. | ||
* '''مناقب اهل البیت''': ''': حیدر | * '''مناقب اهل البیت''': ''': حیدر علي الشیرواني (م. قرن12ق.)، بمحاولة الحسون، منشورات الاسلامیة، 1414ق. | ||
* '''مناقب آل ابیطالب''': ابن شهرآشوب (م. 588ق.)، | * '''مناقب آل ابیطالب''': ابن شهرآشوب (م. 588ق.)، بمحاولة گروهی از اساتید نجف، نجف، المکتبة الحیدریة، 1376ق. | ||
* '''المیزان''': | * '''المیزان''': الطباطبائي (م. 1402ق.)، بیروت، اعلمي، 1393ق. | ||
* '''میقات حج (فصلنامه)''': | * '''میقات حج (فصلنامه)''': طهران، حوزه نمایندگی ولی فقیه در امور حج و زیارت. | ||
* '''وسائل الشیعه''': الحر | * '''وسائل الشیعه''': الحر العاملي (م. 1104ق.)، بمحاولة رباني شیرازي، بیروت، دار احیاء التراث العربي، 1403ق. | ||
{{end}} | {{end}} |
المراجعة الحالية بتاريخ ٠٦:٥٣، ١٠ أبريل ٢٠٢٠
ان البراءة من المشرکین تعني لغویا التنفر والتبري من المشرکین وفي المصطلح الراهن یطلق علی المساعي والاعمال التي تقام علی الصعید السیاسي للـحج بشکل اجتماعي وفي اطار مراسم البراءة من المشرکین خلال ایام الحج في مکة.
انطلقت مراسم البراءة من المشركين في عام 1979 على شكل مسيرات احتجاجية من قبل الحجاج الايرانيين خلال اداء مناسك الحج في مكة المكرمة وذلك بعد الثورة الاسلامية في ايران واثر تاكيد الامام الخميني (رض) على الابعاد السياسية للاسلام وتوسيع المفهوم القرآني والسنة النبوية الشريفة للاعلان عن البراءة من المشركين ومن اعداء الاسلام في كافة الازمنة. ويتم خلال هذه المسيرات الهتاف بشعارات ضد الشرك والطواغيت في ذلك الزمن مؤكدين على وحدة والاخوة بين المسلمين.
البراءة من المشركين لها جذور في تاكيد القرآن الكريم على معاداة اعداء الله الى جانب المودة مع اولياء الله. هناك آيات كثيرة تتناول هذا الموضوع، الا ان معظم اهتمام القرآن الكريم بشان البراءة يتعلق بابلاغ آيات البراءة من المشركين في عصر نبي الاسلام(ص) وفي موسم الحج للعام التاسع من الهجرة.
وايضا تعد البرائة من المشركين جزء من رسالة الانبياء. وقام النبي الاكرم (ص) بعد فتح مكة بتطهير بيت الله الحرام من الأصنام، وفي حج العام التاسع الهجري تم اعلان البراءة من المشركين كافة. وفقا للاحاديث والروايات كان الائمة المعصومين عليهم السلام يستفادون من فرصة الحج لاعلان عن البراءة من المشركين.
المصطلحات
مصدر كلمة البراءة من «ب-ر-ء» وجاءت بهذه المعاني:الهجر [١] والتباعد[٢] والتخلي عن شيء (ابتعاد االشخص عن شيء یشمئز منه[٣] والتحذير والتخويف[٤] والتطهير من العيوب والرجس).[٥]
البراءة والتبري والولاية والتولي هما من فروع الدين للمسلمين وفي المصطلح الديني فان البراءة بمعنى التبري والكراهية من اعداء الله.[٦]
يشير مصطلح «البراءة من المشركين» اليوم الى اداء مجموعة من الجهود الجماعية في البعد السياسي للحج في اطار اقامة مراسم للبراءة من المشركين في مكة المكرمة.
آية البرائة
في القرآن الكريم و السنة النبوية (ص)[٧] فان العداء مع اعداء الله والمسلمين قد جاء دائما الى جانب التودد مع اولياء الله. ويولي القران الكريم المزيد من اهتمام بموضوع البراءة من المشركين في زمن نبي الاسلام (ص) في السنة الهجرية التاسعة من موسم الحج.[٨]
في هذا العام، عندما انتهت حروب المسلمين مع الكفار والاعداء، واعتنق اهالي مناطق الطائف والحجاز وتهامة ونجد والعديد من القبائل في جنوب شبه الجزيرة العربية الدين الاسلامي. في مثل هذه الظروف، فان نزول اوائل سورة التوبة بالاضافة إلى تبيين الأسس المعنوية للحكومة الاسلامية والتعبير عن افكارها ومعتقداتها التوحيدية ومواجهة اولئك الذين يحاربون هذا النهج،[٩] فانه كان تاكيدا على وحدة المسلمين وتضامنهم وحماية للمسلمين الجدد امام دعايات المشركين والظالمين.
كما ان مختلف نكوث العهد من قبل المشركين تعد من اسباب نزول ايات البراءة من المشركين. وکان النبي الاکرم(ص) قد ابرم قبل فتح مکة ولا سيما غزوة تبوك، المعاهدات والصلح وعدم القتال مع عدد من القبائل العربية، بما في ذلك بني مدلج[١٠] وبني نضير وبني قريظة وبني قينقاع[١١] وبني عادياء[١٢] وايله[١٣]، وكذلك مع قبائل خزاعة[١٤]، وقريش[١٥] ومسيحيي نجران.[١٦] الا ان الكثير منهم انتهكوا عهودهم. بالاضافة الى ذلك كان هناك منافقون في المجتمع الاسلامي بمن فيهم جد بن قيس [١٧] وقبائل مثل مزينة[١٨] وجهينة[١٩] واشجع[٢٠] وغفار[٢١] واسلم[٢٢] وكانت اطاعة النبي (ص) فرضا عليهم الا انهم تخلوا عن مواكبة المسلمين في غزوة تبوك وجاءوا باعذار لعدم المشاركة في القتال ومن خلال عدم تقديم العون للجيش الاسلامي فقد انتهكوا عهدهم بمساعدة الرسول الاكرم (ص) ضد الأعداء والكفار.[٢٣]
نزول آية البراءة
قبل العام التاسع الهجري وفي مختلف المناسبات حرم الله المسلمين من التودد والاعتماد على المشركين واليهود والمسيحيين، وابرام معاهدات التعاون معهم، وشدد في آيات مختلفة من القرآن الكريم على ضرورة الابتعاد عن المشركين وبيان مصيرهم المشؤوم (مثل هذه الايات: سورة الانعام الاية 106 وسورة التوبة الاية 5 وسورة القصص الاية 87 وسورةالفتح الاية 6 وسورة البينة، الاية 6).
ومع ذلك، فان الوضع السياسي والاجتماعي لـ شبه الجزيرة والعلاقة بين المسلمين والمشركين اثر فتح مكة اصبحت بشكل بحيث اصبح التعبير عن البرائة من قبل الرسول الاكرم (ص) امرا حتميًا وضروريا لمنع بناء الثقة بين المسلمين والمشركين والكفار الناكثي للعهود وتمهيد الارضية لنشر واستدامة الإسلام.
نتيجة لهذه العوامل وفي شهر ذي حجة للعام التاسع من الهجرة والذي اطلق عليه عام البراءة، وبعد انتهاء غزوة تبوك[٢٤] ووفقا لما ادلى به البعض فان الاول من شوال في ذلك العام تم نزول الايات الأولى من سورة التوبة ﴿بَرَاءَةٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ اِلَی الَّذِینَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُـشْرکِینَ... اَنَّ اللهَ بَرِیءٌ مِنَ الْمُشْرِکِینَ وَرَسُولُهُ...﴾ (سورة التوبة، 1-3)[٢٥] وتم الاعلان فيها عن البراءة من المشركين الناكثين للعهود.
مهمة ايصال ايات البراءة
وبحسب المصادر، اثر نزول الايات المذكورة سلم النبي الاكرم (ص) آيات البراءة إلى ابي بكر للذهاب بها الى مكة المكرمة وقراءتها للحجاج، ولكن لم يمض وقت طويل فقد نزل الجبرائيل وامر بابلاغ هذه الايات من قبل النبي (ص) فقط او شخص من اهل بيته ومن هذا المنطلق تسلم الامام علي عليه السلام الايات في ذو الحليفة من ابي بكر [٢٦]وقام بقراءتها للناس في يوم الحج الاكبر (10 ذي حجة).[٢٧]
اوامر لابلاغ البراءة
وفقا لايات البراءة فان دخول المشركين الى المسجد الحرام وأداءهم لمناسك الحج يعد محرما كما اداءهم باجساد عارية التي كانت من البدع السيئة لعدد من القبائل العربية وقريش[٢٨] اصبح عملا محرما. وتم منح للذين لم تكن لهم عهود مع الرسول الاكرم (ص) مهلة لمدة 4 اشهر [٢٩]لاعتناق الاسلام او مغادرة ارض الوحي.[٣٠]
البراءة في سائر آيات القرآن
وبصرف النظر عن اية البراءة، فقد تم التاكيد في آيات أخرى من القرآن على الابتعاد عن المشركين، والابعاد المختلفة والمعاني والأحكام المتعلقة بهذه القضية. كما تم التاكيد على هذه الابعاد في سيرة والروايات المنقولة عن النبي (ص) والائمة المعصومين عليهم السلام.
- استذكار سيرة الانبياء: استنادا لايات القرآن، فان البراءة من المشركين كانت من سيرة انبياء الله. ان مقارعة الشرك ومظاهر عبادة الأصنام والبراءة منهم قد بدات في عصر النبي نوح عليه السلام (سورة نوح، 1-28) واستمرت من قبل النبي إبراهيم (ع). (سورة الممتحنة، 4). عندما علم إبراهيم (ع) أن عمه ازر هو عدو لله تبرئ منه.﴿فَلَمَّا تَبَیَّنَ لَهُ اَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّاَ مِنْهُ...﴾
(سوره توبه، 114). ان تصرف إبراهيم(ع) في التبري من اعداء الله رغم وجود روابط قرابة وثيقة بينهما تحول الى انموذج لدى المسلمين.[٣١]
- نهى القرآن الكريم في التودد مع غير المسلمين: في آيات اخرى من القران الكريم ينهى الله المسلمين من الاعتماد على الظالمین﴿وَ لا تَرْکَنُوا اِلَی الَّذینَ ظَلَمُوا...﴾
(سوره هود، 113)، اليهود والمسيحيين والتولى [٣٢] والتودد والمحبة لهم[٣٣]﴿یا اَیُّهَا الَّذینَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْیَهُودَ وَ النَّصاری اَوْلِیاءَ بَعْضُهُمْ اَوْلِیاءُ بَعْض...﴾ (سوره مائده، 51). وايضا بسبب احتمال ايجاد علقة وتودد بين المسلمين واهل الكتاب وبالتالي التاثر باخلاقهم في الاتباع من هوى النفس فقد تم نهي المسلمين من التودد لهم:[٣٤]﴿وَ مَنْ یَتَوَلَّهُمْ مِنْکُمْ فَاِنَّهُ مِنْهُمْ﴾ (مائدة، 51).
- السماح في لعن الظالمين: سمح القران الكريم باطلاق اللعن على الظالمين.﴿لا یُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ اِلاَّ مَنْ ظُلِمَ﴾
(سورة النساء، 148). ان حكم هذه الاية مطلقة وليس لها زمن أو مكان. نظرا للظلم الذي كان يمارسه المستكبرون ضد المسلمين فان الاية يمكن اعتبارها دليلا على السماح بالبراءة من المشركين، في ظل الظلم الذي يمارسه المتكبر على المسلمين.
- البراءة، صفة اتباع النبي (ص): في الآية 29 من سورة الفتح، تم وصف اتباع النبي (ص) بصفة التولى للمسلمين والتبري من الاعداء [٣٥]﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَ الَّذینَ مَعَهُ اَشِدَّاءُ عَلَی الْکُفَّارِ رُحَماءُ بَیْنَهُمْ...﴾
.بحيث قالواإن شدة البراءة من المشركين واعداءالله بدرجة كانت بحيث تجنبوا المسلمون فيها الاتصال بأجسادهم وملابسهم.[٣٦]
- فالله عدو للكافرين:القرآن الكريم وفي مواجهة بين الله والكفار يعتبر عدائهم مع الله والانبياء والملائكة سيما جبرائيل وميكائيل هو سببا لعداوة الله معهم.﴿مَن کانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَ مَلائِکَتِهِ وَ رُسُلِهِ وَ جِبْرِیلَ وَ مِیکالَ فَاِنَّ اللهَ عَدُوٌّ لِلْکافِرِین﴾
(سوره بقره، 98)
البراءة في تعاليم النبي (ص) والائمة المعصومين (ع)
قام النبي (ص)كسائر انبياء الله بمقارعة الكفار وعبدة الاصنام. بعد فتح مكة قام بتطهير بيت الله من الاصنام وفي العام التاسع الهجري اعلن البراءة من المشركين جميعا.[٣٧] اعتبر عدد من العلماء ان الاتباع من سيرة الانبياء هي الاقتضاء بـالايمان لهم مؤكدين ان المسلمين يتبعون في التولي كـمناسك الحج من النبي (ص) وفي التبري يجب ايضاان يتبعونه وان يتبرؤون من المشركين.[٣٨]
الروايات الشيعية تؤكد ان الدين ليس الا الحب والبعض في سبيل الله.[٣٩] وقد تناول ائمة الشيعة مرارا باهمية موضوع البراءة من اعداء الله والتودد الى اولياء الله[٤٠] لدرجة أنه ذكرت في العديد من الادعية والزيارات بان هذا العمل يعتبر السبب في التقرب الى الله.«... انی اتقرب الی الله... بموالاتك ... وبالبرائة ممن... قاتلك ....»[٤١]
نطاق البراءة
من خلال آيات القرآن، يمكن ان نعرف بان حكم البراءة يشمل جميع اعداء الله، بما في ذلك الكفار والمشركين والمنافقين[٤٢] واليهود والمسيحيين.[٤٣] المشركون وكفرانهم بالله ورسله [٤٤] واليهود من خلال كفرانهم بالرسول الاكرم (ص) وعدائهم لجبرائيل[٤٥] والمسيحيين من خلال كفرانهم برسول الله (ص) واعتبارهم المسيح (ع) ابن الله (سورة التوبة، 30؛ والمنافقين من خلال عداءهم مع النبي الاكرم (ص) وكفرانهم به (سورة المنافقون، 1)، تعد مصاديق لمعاداة الله ورسوله. هناك عدد من الروايات التي تؤيد هذا الرأي أيضًا.[٤٦] يمكن القول ان الحديث عن المشركين بشكل مطلق (سورة التوبة، 28-11)، واهل الذمة من المشركين والكفار (سورة التوبة، 29-32)، ومكتنزي الذهب (سورة التوبة، 34-35) والمنافقين (سورة التوبة، 50-57). يؤكد في سورة التوبة أن البراءة لا تختص بالمواجهة مع المشركين الناكثين للعهود.
طرق التعبير عن البراءة
البراءة هي حالة روحية، ويتم التعبير عنها بطرق مختلفة تتناسب مع الاوضاع والظروف، مثل الكراهية في النفس وتغيير ملامح الوجه والتعبير بالكلمات،﴿وَ اِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَ ما یَعْبُدُونَ اِلاَّ اللهَ...﴾ (سورة کهف، 16) او الابتعاد عن الشخص الذي يتم التبري منه(... وَ اجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ...)}} (سورة نحل، 36) والقتال معه.(سورة توبة، 1-3) تعتبر الهجرة من هيمنة الكفار واعداء الله نوعا من البراءة العملية ولذلك فان الله يسقط عن المؤمنين اي التزام من عاتقهم ازاء سائر المؤمنين الذين لم يهاجروا من أراضي الكفار، الا في مساعدتهم في دينهم.(سوره انفال، 72)[٤٧] ويرى علماء الإسلام ان البراءة بمعنى التبري النفسي والابتعاد عن التقارب معهم يشمل كافة اعداء الله والكفار.
ان التعبير عن البراءة واللعن والمواجهة العملية لا يقتصر الا على الكفار والمستكبرين الذين لا يلتزمون بعهدهم ويظهرون عداءهم لله والمسلمين.[٤٨] لهذا السبب، يشير القرآن الكريم إلى سبب القتال والعداء مع هؤلاء الاشخاص هو عدم التزامهم بعهدهم مع المسلمين، وليس كفرهم،﴿وَ اِنْ نَکَثُوا اَیْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَ طَعَنُوا فی دینِکُمْ فَقاتِلُوا اَئِمَّةَ الْکُفْرِ اِنَّهُمْ لا اَیْمانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ یَنْتَهُونَ﴾ .(سورة توبة، 12) لذلك التعبير عن البراءة من الذين لم يلتزموا بعهدهم اعتبروه واجبا على كافة المسلمين والمتحالفين معهم.[٤٩]
الخطاب العام للمسلمين وإعلان البراءة من المشركين في جوار الكعبة يشير ايضا الى ان مفهوم البراءة في هذه الايات يتجاوز الحالة الروحية ويتطلب الابتعاد عن الكافرين والمشركين وفرض العزلة عليهم.[٥٠]
البراءة من المشركين والحج
ومن وجهة نظرة مؤيدي البراءة من المشركين فانه نظرا لعدم تخصيص مكان وزمان محددين للبراءة من اعداء الله فان الحرم وايام الحج يعدان أنسب موقع للتعبير عن البراءة من المستكبرين وذلك نظرا للتجمع الاسلامي العظيم.[٥١]
ان التعابير القرانية﴿قِیَامًا لِلنَّاسِ﴾ (سورة مائدة، 97)؛﴿مثابةً للناسِ و اَمْناً﴾ (سورة بقرة، 125)؛﴿وُضِعَ للناس﴾ سوره آلعمران، 96)؛﴿مُبَارَکًا وَهُدًی لِلْعَالَمِینَ﴾ (سوره آلعمران، 96) التي تشير الى طبيعة ودور الحج الاجتماعي وبيت الله الحرام[٥٢] يمكن اعتبارها البراءة من المشركين احدى النتائج الاجتماعية للحج وذلك نظرا للتغيير في مصاديقها ووفقا لاحوالات المجتمع الاسلامي ومتطلبات العصر. كما يمكن اعتبار التعابير في الروايات مثل جهاد الضعفاء وتوصيف الحج من عوامل تعزيز الدين[٥٣] هي اشارة الى البعد السياسي للحج وموضوع البراءة من المشركين.
السيرة النبوية(ص)
البراءة من الشرك وآثارها في مسار الاهداف الرئيسية للـتوحيد، كانت لها ماضي بين الانبياء السابقين سيما النبي ابراهيم (ع) وبغض النظر عن الاسس القرانية استمرت في عصر النبي الاعظم (ص) في مناسك مثل رمي الجمرات[٥٤] ولذلك استفاد النبي الاكرم (ص)من فرصة الحج لنشر الاسلام وطرد الشرك خلال اقامته في مكة المكرمة.[٥٥]
وتؤكد الآية 3 من سورة التوبة على البراءة سيما في ايام الحج وارض الحرم. وتشير الروايات أن النبي (ص) اعرب عن برائته للمشركين في حالات مثل القاءه الخطب في منى وعرفة وغدير خم في حجة الوداع مؤكدا على الابعاد السياسية للحج.[٥٦]
سيرة الائمة المعصومين عليهم السلام
في أعقاب وفاته، استمرت اعلان البراءة من اعداء الله في الحج واتسع نطاقه في البراءة من الحكام الظالمين لذلك كان الائمة الشيعة عليهم السلام يدعون مرارا المسلمين في اجتماع الحج العظيم الى الابتعاد والتبري عن المستكيرين وحكام الجور.
الإمام الحسين(ع): الامام الحسين (ع) من خلال الاستفادة من فرصة الحج قام بالكشف عن مفاسد معاوية ومساعيه الخبيثة في جمع من اصحابه والتابعين له[٥٧] محذرا المسلمين منه.[٥٨]
في عام 60 للهجرة عندما غادر المدينة اثر رفضه البيعة مع يزيد اختيار مكة لاطلاع المسلمين على معارضته مع يزيد وخلافته خلال اداء مناسك الحج.[٥٩]
الإمام سجاد(ع): تجاهل الامام السجاد عليه السلام في جوار الكعبة هشام بن عبد الملك الطاغوت في زمانه وادلى بحديث[٦٠] يكشف عن احتجاجه وبراءته منه.
سيرة سائر الائمة المعصومين: تفيد الروايات ان الامام الباقر[٦١] والامام الصادق[٦٢] والامام الكاظم عليهم السلام[٦٣] من خلال الاستفادة من فرصة الحج اعربوا عن احتجاهم للحكومات الظالمة في فترة زمانهم.
الاراء المعارضة للبراءة
في المقابل، عارض البعض اقامة مراسم البراءة من المشركين للأسباب التالية:
- أ. البراءة من المشركين كانت مخصصة في عهد الرسول الاكرم (ص) ولا تنطبق في عصرنا هذا.
- ب. تعتبر هذه المراسم من مصاديق الجدل في الحج بحيث تم النهي عنها في ﴿وَ لا جِدالَ فِی الْحَجِّ﴾
(الآية 197 من سورة البقرة.[٦٤]
- ج. سيرة النبي (ص)في مناسك الحج لم تكن سوى التلبية والدعاء.
- د.اطلاق الشعارات ضد الأعداء والهتافات تتعارض مع اهداف الحج وتعد معصية.[٦٥]
وردا على هذه الاشكاليات، يمكن القول أنه إلى جانب ان البراءة من المشركين والفاسدين، متجذرة في القرآن الكريم والسيرة النبوية (ص) وسيرة الأئمة المعصومين (ع)، فإن الاطار العام للبراءة في القرآن والسنة تحول دون تخصيصها بفترة تاريخية محددة لمنع العودة الى الكفر والشرك بمختلف أشكالها وايضا الحفاظ على وحدة المسلمين وتضامنهم، فيجب مواصلة مراسم البراءة من المشركين بشكل يتناغم مع اي فترة زمنية.[٦٦]
كما أن مفهوم البراءة عن طريق الجدل بمعنى النزاع مع الطرف الاخر ورده بالدليل او شبه الدليل[٦٧] فانه يختلف من حيث المصداق والاحكام. ان عددا من مصادر الروايات[٦٨] والتفاسير[٦٩] قد فسرت أيضا الجدل المحظور بشكل اخر، بحيث لم يشتمل أي منها على البراءة من المشركين.
اتساع نطاق البراءة
البعض يرى انه رغم نكث العهد من قبل المشركين وعدائهم ازاء المسلمين وحصر البراءة من مشركي مكة والحجاز في شبه الجزيرة العربية خلال صدر الاسلام فان مع انتشار الإسلام واتساع نطاق الظلم والعداء من قبل المستكبرين ازاء المسلمين في انحاء العالم فان زمان ومكان البراءة ايضا اصبح امرا متسعا.[٧٠]
الامام الخميني(رض) واحياء سنة البراءة من المشركين
يعود احياء سنة البراءة من المشركين وتبيين اسسها في الفترة الراهنة الى الامام الخميني (رض). بحيث يعتبر القاعدة الرئيسية للبراءة من المشركين هي التولي والتبري،[٧١] وبتوسيع مفهومها القرآني في سورة التوبة، يعتبر هدم اصنام الكعبة بأمر من النبي (ص) هو نوع من البراءة من المشركين ويعتقد بأن عنصرها الرئيسي هو رفض عبادة الاصنام واعلان البراءة من المشركين واعداء الإسلام وادانة سياساتهم التامرية والظالمة،[٧٢] ويجب على المسلمين ان يعرفوا الاصنام الجديدة في عصرنا الراهن والقيام بهدمها.[٧٣] وفقا لذلك فانه لا يعتبر البراءة محصورة بزمن ومكان محدد ويؤكد على تكرار هذه المراسم سنويا.[٧٤]
والنتيجة الاخرى لتوسيع معنى البراءة من وجهة نظرته هي اي دفاع عن المسلمين امام المستكبرين يعتبره شكلا من أشكال البراءة من المشركين.[٧٥]
عدم اكتمال الحج من دون البراءة: من وجهة نظرة مؤسس الجمهورية الإسلامية الايرانية فإن اهتمام الحجاج بالابعاد السياسية والاجتماعية للحج يفشل مخططات الظالمين ويمهد الارضية لنيل الحرية الحقيقة.[٧٦] وبناء على هذا الرأي،يعتبر الامام الخميني (رض) ان الحج من دون اداء البراءة من المشركين يعد غير مكتملا وعديم القيمة.[٧٧]
البراءة من الشرك والظلم: في رأيه، فان مراسم البراءة قد حولت الكعبة الى قاعدة دائمة للتوحيد وإعلان البراءة من الشرك والظلم، [٧٨] وبعض أعمال الحج، مثل رمي الجمرات تاتي في هذا السياق[٧٩] بالاضافة الى ذلك، يتطلب الإعلان عن البراءة في أي وقت الاساليب والبرامج المتناسبة لها[٨٠] وتنقيذها على شكل مسيرات تعد من الاساليب في العصر الراهن.[٨١]
نتائج البراءة:البراءة من مظاهر الشرك الى جانب اقامة ملتقيات للمسلمين فی جوار بيت الله الحرام بامكانها ان تترتب علیه ثمار مثل ترسيخ الاخوة، وحل الخلافات في الامة الاسلامية، وابراز عظمة الاسلام وذلة الكافرين.[٨٢]
التأكيد على تعریف المصادیق الجديدة للأعداء: نظرا للابعاد السياسة للاسلام اشار الإمام الخميني (رحمة الله عليه) وفي اول عيد الأضحى بعد انتصار الثورة الإسلامية في رسالة موجهة إلى الحجاج،الى ضرورة مواجهة آثار الطاغوت والعودة الى الاسلام الحقيقي.[٨٣]
في السنوات التالية،ايضا اكد على المصاديق الجديدة لاعداءالإسلام،مبينا ضرورة تعريفها والبراءة منها[٨٤] في الحج من اجل احباط مؤامراتهم.[٨٥] وكان يؤكد دوما من خلال مخاطبة القائمين على شؤون الحجاج على الاستفادة من طاقات الحج لتطهيرها من الطاغوت والعودةالى الاسلام الحقيقي.[٨٦]
البراءة من المشركين بعد الثورة الإسلامية
اقيمت اولى مراسم البراءة من المشركين للحجاج الايرانيين بعد انتصار الثورة في عام 1979 وذلك من خلال مسيرة هادئة انطلقت في المدينة المنورة وتحولت تدريجياً إلى مسيرة احتجاجية.
وكان يجتمع عدد كبير من الحجاج الإيرانيين وغير الإيرانيين بالتنسيق مع الحكومة السعودية في أماكن وهم يرددون الشعارات يعلنون من خلالها عن براءتهم من الشرك والطواغيت في ذلك الزمان ويدعون المسلمين الى الوحدة والأخوة.الا ان اثر تقارب الحكومة السعودية من الولايات المتحدة، فقد واجهت اقامة هذه المراسم صعوبات وقيود على الرغم من التنسيق بين الحكومتين الإيرانية والسعودية.[٨٧] ان اعتبار مراسم البراءة من المشركين بدعة من قبل اتباع محمد بن عبد الوهاب شكلت عقبة أخرى امام مراسم البراءة من المشركين.[٨٨]
مسيرة الوحدة في عام 1981
في اعقاب هذه القيود وخلال مسيرة الوحدة التي انطلقت في المدينة المنورة عام 1981 هاجمت القوات السعودية الحجاج الإيرانيين.في هذا العام بعث الملك خالد بن عبد العزيز، ملك السعودية برسالة الى الامام الخميني (رض) اشار فيها الى رأي علماء الحجاز في فردية فريضة الحج واعتبر تنظيم المظاهرات أثناء الحج بأنها بدعة ويزاحم سائر الحجاج.[٨٩]
الإمام الخميني وفي رده على هذه الرسالة دعا الدول الإسلامية الى الوحدة معتبرا النفاق والخلاف بانه يعد مصدرا لكافة معاناة المسلمين مشيرا الى الدور التاريخي للحرمين الشريفين باعتباره مركزا عباديا وسياسيا للمسلمين معتبرا توصيف اداء مراسم البراءة من المشركين في مكة المكرمة بالجريمة بانها ناتجة عن الفهم الخاطئ والمارب المغرضة والدعايات الضخمة للقوى العظمى.[٩٠]
الحج الدامي
وقد ادت اقامة مراسم البراءة من المشركين الى اتساع نطاق النزاع اعتبارا من عام 1983 الا انه في معظم الحالات كانت يتم تسوية المشاكل عبر التفاوض ومتابعة الطرفين. هذه الخلافات استمرت حتى عام 1987 وفي هذا العام ورغم التنسيق الكامل بين السلطات الايرانية والسعودية في اقامة مراسم البراءة من المشركين هاجمت القوات السعودية الحجاج في بعد ظهر اليوم السادس من ذي حجة 1407 هـ. في مکة[٩١]بعد لحظات من بدء المراسم والقاء كلمة المشرف على الحجاج مستخدمين الاسلحة البيضاء والنارية وتواكبها بعض الاشخاص ذي زي مدني كانوا منتشرين على اسطح المباني.[٩٢]
وبحسب البيان الرسمي لوزارة الخارجية الايرانية، اسفرت الهجمات عن استشهاد واسر وفقدان 366 شخصًا، وفي وقت لاحق وصل عدد القتلى الى 400 شخص.[٩٣] هذا الحادث ادى الى تسمية هذا اليوم بيوم الجمعة الدامي في مكة بجيث ادت الى ردة فعل شديدة للغاية من قبل الامام الخميني.[٩٤]
بعد هذا الحادث، قطعت العلاقات بين إيران والسعودية لمدة اربعة اعوام، فضلا عن توقف ايفاد الحجاج الايرانيين الى هذا البلد.[٩٥]
بعد وفاة الامام الخميني (رض)
بعد وافة الامام الخميني، اكد آية الله الخامنئي، منذ بداية قيادته، على مواقف مؤسس الثورة الاسلامية على الابعاد السياسية للحج، بما في ذلك الاعلان عن البراءة من المشركين، واعتبرها فرصة لمواجهة خطط الاستكبار والصهيونية.[٩٦]
على الرغم من استئناف العلاقات الايرانية - السعودية في عام 1991 وايفاد الحجاج، الا ان عملية منع السعوديين من اقامة مراسم البراءة من المشركين كانت مستمرة خلال هذه الفترة،بحيث اقامة هذه المراسم واجهت بصعوبات خلال هذه السنوات. في عام 1991 اقيمت المراسم امام بعثه الجمهورية الاسلامية الايرانية في مكة المكرمة.[٩٧][٩٨]وفي عام 1992 الموافق للسادس من ذي حجة عام 1412 اقيمت هذه المراسم بشكل عظيم كالعام السابق له.[٩٩]
مراسم البراءة خلال الاعوام الاخيرة
منذ عام 1993 وبسبب معارضة الحكومة السعودية وانتشار القوات العسكرية في محل اقامة المراسم[١٠٠] تم الغاء مراسم البراءة من المشركين في مكة المكرمة وبموافقة سماحة قائد الثورة اقيمت هذه المراسم في البدء في منى[١٠١] وفي السنوات التالية اقيمت في عرفات[١٠٢]. ومنذ ذلك الحين، تقام مراسم البراءة من المشركين كل عام في عرفات بخطاب سماحة قائد الثورة الاسلامية وبحضور شخصيات دينية وسياسية ومفكرين من الدول الاسلامية.
في السنوات الاخيرة انطلقت هذه المراسم صباح يوم عرفة في موقع بعثة سماحة قائد الثورة الاسلامية في صحراء عرفات بحيث بعد تلاوة ايات من القران الكريم يقوم الحجاج الايرانيين وغير الايرانيين باطلاق شعارات مثل «الموت لإسرائيل» و«الموت لامريكا»، و«یا ایها المسلمون اتّحدوا اتّحدوا» و«التفرقة والخلاف هي اتباعا للشيطان» ثم يقوم المشرف على الحجاج الايرانيين بقراءة خطاب سماحة قائد الثورة الاسلامية باللغتين الفارسية والعربية. في الختام يتم قراءة البيان الختامي یقوم الحجاج بتاييده بالتكبير بعد قراءة كل فقرة منه.[١٠٣]
الهوامش
- ↑ معجم مقاییس اللغة، ج1، ص236؛ تاج العروس، ج1، ص113؛ قاموس قرآن، ج1، ص173، «برا.
- ↑ الصحاح، ج1، ص36؛ قاموس قرآن، ج1، ص173، «برء.
- ↑ مفردات، ص121، «برا.
- ↑ لسان العرب، ج1، ص33، «برا.
- ↑ العین، ج8، ص289؛ مفردات، ص121؛ التحقیق، ج1، ص239، «برا.
- ↑ التبیان، ج2، ص65-66.
- ↑ الکافي، ج2، ص125.
- ↑ الکشاف، ج2، ص242-245؛ جوامع الجامع، ج2، ص36.
- ↑ حیاة محمد، ص296-297؛ ابعاد سیاسي واجتماعي حج، ص106-107.
- ↑ السیرة النبویة، ج2، ص434؛ الطبقات، ج2، ص7؛ تاریخ یعقوبي، ج2، ص66.
- ↑ اعلام الوری، ج1، ص157-158؛ امتاع الاسماع، ج1، ص69؛ نک: انساب الاشراف، ج1، ص371؛ المغازي، ج1، ص176.
- ↑ فتوح البلدان، ص44؛ معجم البلدان، ج2، ص67.
- ↑ فتوح البلدان، ص67.
- ↑ انساب الاشراف، ج1، ص79-80؛ المغازی، ج2، ص781-782؛ تفسیر فرات کوفی، ص162.
- ↑ الطبقات، ج2، ص74؛ انساب الاشراف، ج1، ص439-440؛ السنن الکبری، ج9، ص232-233؛ السیرة النبویة، ج4، ص851-852.
- ↑ الطبقات، ج1، ص219-220؛ فتوح البلدان، ص72-73.
- ↑ السیرة النبویة، ج4، ص944.
- ↑ الطبقات، ج1، ص222.
- ↑ الکامل، ج6، ص46؛ اسد الغابه، ج1، ص217.
- ↑ الطبقات، ج1، ص234.
- ↑ اسد الغابه، ج2، ص118.
- ↑ المغازي، ج3، ص1075.
- ↑ التفسیر الکبیر، ج15، ص523؛ جامع البیان، ج10، ص77؛ زاد المسیر، ج3، ص301-302؛ بحارالانوار، ج21، ص205.
- ↑ الطبقات، ج2، ص125-128؛ زاد المسیر، ج3، ص314.
- ↑ التفسیر الکبیر، ج15، ص524.
- ↑ نک: تفسیر عیاشي، ج2، ص73-74؛ مجمع البیان، ج5، ص6؛ تفسیر قرطبي، ج8، ص67-68.
- ↑ جامع البیان، ج10، ص85-86؛ مجمع البیان، ج5، ص7.
- ↑ سیرة ابن اسحق، ج2، ص75؛ السیرة النبویة، ج1، ص130-131؛ الروض الانف، ج1، ص249-250.
- ↑ البدایة والنهایة، ج5، ص44-45؛ مجمع البیان، ج5، ص7.
- ↑ نک: معاني القرآن، ج1، ص420؛ البدایة والنهایة، ج5، ص44-45؛ جوامع الجامع، ج2، ص37-38.
- ↑ احکام القرآن، ج5، ص327.
- ↑ التبیان، ج2، ص434
- ↑ المیزان، ج5، ص373؛ التفسیر الکبیر، ج12، ص384.
- ↑ التفسیر الکبیر، ج12، ص384؛ المیزان، ج5، ص373.
- ↑ تفسیر ابن کثیر، ج3، ص124.
- ↑ مجمع البیان، ج9، ص192.
- ↑ ابعاد سیاسي واجتماعي حج، ص98.
- ↑ تفسیر تسنیم، ج14، ص542؛ ج15، ص704.
- ↑ الخصال، ج1، ص21.
- ↑ صحیفة سجادیة، دعاي47؛ تفسیر منسوب به امام عسکري، ص19، 39.
- ↑ کامل الزیارات، ص177؛ المزار، ص482.
- ↑ تفسیر ابن ابي حاتم، ج6، ص1895؛ الکشاف، ج2، ص315.
- ↑ التبیان، ج3، ص550.
- ↑ نک:ارشادالاذهان، ص609.
- ↑ تفسیر ابن کثیر، ج1، ص228.
- ↑ الکافي، ج1، ص282.
- ↑ نمونه، ج7، ص256.
- ↑ روابط بین الملل در اسلام، ص180-181.
- ↑ بیان السعادة، ج2، ص245.
- ↑ ابعاد سیاسي واجتماعي حج، ص101.
- ↑ میقات حج، ش30، ص216-228، «برائت از مشرکین از دیدگاه امام خمیني.
- ↑ المیزان، ج14، ص369.
- ↑ نک: التهذیب، ج5، ص22.
- ↑ نک: علل الشرائع، باب177، ص437.
- ↑ نک:الطبقات، ج8، ص7؛ فتح الباري، ج1، ص60.
- ↑ نک: السیرة النبویة، ج4، ص1022-1025؛ تاریخ یعقوبي، ج2، ص102-109.
- ↑ کتاب سلیم بن قیس، ص787؛الاحتجاج، ج2، ص18-19؛ بحار الانوار، ج33،ص181-182.
- ↑ نک:الاحتجاج، ج2، ص18-19.
- ↑ سیره پیشوایان، ج9، ص11؛ زندگانی چهارده معصوم، ج7، ص38.
- ↑ نک: المناقب، ج3، ص306-307.
- ↑ میقات حج، سال1، ش4، ص11، «بهره گیری از ابعاد سیاسی حج.
- ↑ مناقب اهل البیت، ص268.
- ↑ المناقب، ج3، ص427-429.
- ↑ المباني الدینية والسیاسية البراءة من المشرکین، ص162؛ البرائة من المشرکین، ص232-251.
- ↑ البرائة من المشرکین، ص232-251.
- ↑ در راه برپایی حج ابراهیمي، ص166.
- ↑ الکلیات، ص353، «جدل.
- ↑ الکافي، ج4، ص338؛ من لا یحضره الفقیه، ج2، ص328؛ البرهان، ج1، ص427.
- ↑ تفسیر ابن ابي حاتم، ج1، ص348-349؛ التبیان، ج2، ص164؛ تفسیر ابن کثیر، ج1، ص407.
- ↑ حج27، ص85؛ میقات حج، ش25، ص35، 38-40، «المباني الدینية البراءة من المشرکین.
- ↑ صحیفة امام، ج20، ص111.
- ↑ صحیفة امام، ج20، ص314-315؛ صحیفه حج، ج1، ص184.
- ↑ صحیفة حج، ج1، ص197-199.
- ↑ صحیفة امام، ج20، ص94.
- ↑ صحیفة امام، ج20، ص317-318.
- ↑ صحیفة امام، ج15، ص168-169.
- ↑ صحیفةامام، ج21، ص22.
- ↑ مباني دیني وسیاسي برائت از مشرکان، ص86.
- ↑ ابعاد سیاسی واجتماعی حج، ص111.
- ↑ صحیفة حج، ج1، ص188-189.
- ↑ صحیفة حج، ج1، ص184، 197، 199.
- ↑ نک: وسائل الشیعه، ج11، ص16؛ میقات حج، ش30، ص227-228، «برائت از مشرکان از دیدگاه امام خمینی.
- ↑ صحیفةامام، ج10، ص158.
- ↑ صحیفة امام، ج18، ص86-89؛ ج19، ص333-345.
- ↑ صحیفه امام، ج13، ص207-211.
- ↑ میقات حج، ش30، ص98، «امارت حج وزعامت حجاج.
- ↑ نک: چارچوبی تحلیلی برای بررسی سیاست خارجی، ص88-89.
- ↑ مروري بر روابط ایران وعربستان در دو دهه اخیر، ص34.
- ↑ روزنامه جمهوری اسلامي، سال سوم، ش682.
- ↑ صحیفه امام، ج15، ص290.
- ↑ نک: آن سوی حج خونین، ص13-20.
- ↑ آن سوی حج خونین، ص15-20.
- ↑ کیهان، 12/5/1366؛ گلواژههای حج و عمره، ص112.
- ↑ صحیفة امام، ج20، ص349-350، 391؛ ج21، ص74.
- ↑ کیهان، 26/5/1366؛ عربستان سعودی، ص126.
- ↑ نک: صحیفة حج، ج2، ص172-173، 203.
- ↑ سیماي حج در سال 70، ص190.
- ↑ کیهان، 30/3/1370.
- ↑ نک:با کاروان ابراهیم، ص113-145.
- ↑ مروری بر روابط ایران وعربستان، ص95، 97.
- ↑ با کاروان عشق، ص171-173.
- ↑ صحیفه حج، ج2، ص230.
- ↑ حج27، ص324؛ حج25، ص294-301؛ حج29، ص162-172.
المنابع
- آن سوی حج خونین: سید حسن میردامادي، طهران، مرکز تحقیقات و نشر حج، 1367ش.
- ابعاد سیاسي و اجتماعي حج: محمد تقی رهبر، طهران، مشعر، 1377ش.
- الاحتجاج: ابومنصور الطبرسي (م. 520ق.)، بمحاولة سید محمد باقر، دار النعمان، 1386ق.
- احقاق الحق: نورالله الحسینی الشوشتری (م. 1019ق.)، تعلیقات شهاب الدین نجفی، قم، مکتبة النجفي، 1406ق.
- احکام القرآن: الجصاص (م. 370ق.)، بمحاولة قمحاوي، بیروت، دار احیاء التراث العربي، 1405ق.
- ارشاد الاذهان الی تفسیر القرآن: محمد سبزواري (م. 1409ق.)، بیروت، دار التعارف، 1419ق.
- اسد الغابة: ابن اثیر (م. 630ق.)، بیروت، دار الکتاب العربي.
- اعلام الوری: الطبرسي (م. 548ق.)، قم، آل البیت:، 1417ق.
- امتاع الاسماع: المقریزي (م. 845ق.)، بمحاولة محمد عبدالحمید، بیروت، دار الکتب العلمیة، 1420ق.
- انساب الاشراف: البلاذري (م. 279ق.)، بمحاولة زکار و زرکلی، بیروت، دار الفکر، 1417ق.
- با کاروان ابراهیم در سال 71: جعفریان وخسروي، مشعر، 1371ش.
- با کاروان عشق در سال 72: رسول جعفریان، طهران، مشعر، 1372ش.
- بحار الانوار: المجلسي (م. 1110ق.)، بیروت، دار احیاء التراث العربي، 1403ق.
- البدایة و النهایة: ابن کثیر (م. 774ق.)، بمحاولة علي شیري، بیروت، دار احیاء التراث العربي، 1408ق.
- البرائة من المشرکین بین المعنی الشرعی و التاویلات الشیعي: عبدالرحمن بن عبدالله آل علی، دار اضواء المجتمع.
- البرهان في تفسیر القرآن: البحراني (م. 1107ق.)، قم، البعثة، 1415ق.
- بیان السعادة: الجنابذي (م. 1327ق.)، بیروت، اعلمي، 1408ق.
- تاج العروس: الزبیدي (م. 1205ق.)، بمحاولة علي شیري، بیروت، دار الفکر، 1414ق.
- تاریخ الیعقوبي: احمد بن یعقوب (م. 292ق.)، بیروت، دار صادر، 1415ق.
- التبیان: الطوسي (م. 460ق.)، بمحاولة العاملي، بیروت، دار احیاء التراث العربي.
- التحقیق: المصطفوي، طهران، وزارة الارشاد، 1374ش.
- تسنیم: جوادي آملي، قم، اسراء، 1378ش.
- تفسیر ابن ابیحاتم (تفسیر القرآن العظیم): ابن ابیحاتم (م. 327ق.)، بمحاولة اسعد محمد، بیروت، المکتبة العصریة، 1419ق.
- تفسیر ابن کثیر (تفسیر القرآن العظیم): ابن کثیر (م. 774ق.)، بمحاولة شمس الدین، بیروت، دار الکتب العلمیة، 1419ق.
- تفسیر العیاشي: العیاشي (م. 320ق.)، بمحاولة رسولي محلاتي، طهران، المکتبة العلمیة الاسلامیة.
- التفسیر الکبیر: الفخر الرازي (م. 606ق.)، بیروت، دار احیاء التراث العربي، 1415ق.
- التفسیر المنسوب الی الامام العسکري7: بمحاولة ابطحي، قم، مدرسه امام مهدي، 1409ق.
- تفسیر فرات الکوفي: الفرات الکوفي (م. 307ق.)، بمحاولة محمد کاظم، طهران، وزارة الارشاد، 1374ش.
- تفسیر قرطبی (الجامع لاحکام القرآن): القرطبي (م. 671ق.)، بیروت، دار احیاء التراث العربي، 1405ق.
- تفسیر نمونه: مکارم شیرازي و الاخرین، طهران، دار الکتب الاسلامیة، 1375ش.
- تهذیب الاحکام: الطوسي (م. 460ق.)، بمحاولة موسوي و آخوندي، طهران، دار الکتب الاسلامیة، 1365ش.
- جامع البیان: الطبري (م. 310ق.)، بمحاولة صدقي جمیل، بیروت، دار الفکر، 1415ق.
- جوامع الجامع: الطبرسي (م. 548ق.)، بمحاولة کرجي، طهران، 1378ش.
- چارچوبي تحلیلي برای بررسی سیاست خارجی: روح الله رمضاني، ترجمه: علیرضا طیب، طهران، نشر ني، 1380ش.
- حج25: رضا مختاري، طهران، مشعر، 1384ش.
- حج27 گزارشي از حجگزاري 1427ق./ 1385ش.: حسن مهدویان.
- حج29: حجت الله بیات و سید حسین اسحاقي، طهران، مشعر، 1388ش.
- الخصال: الصدوق (م. 381ق.)، قم، جامعة مدرسین، 1403ق.
- در راه برپایی حج ابراهیمي: عباسعلي عمید زنجاني، وزارة الارشاد.
- روابط بین الملل در اسلام: جوادي آملي، بمحاولة سعید بندعلي، اسراء، 1388ش.
- الروض الانف: السهیلي (م. 581ق.)، بمحاولة عبدالرحمن، بیروت، دار احیاء التراث العربي، 1412ق.
- زاد المسیر: ابن جوزي (م. 597ق.)، بمحاولة محمد عبدالرحمن، بیروت، دار الفکر، 1407ق.
- السنن الکبری: البیهقي (م. 458ق.)، بیروت، دار الفکر.
- السیرة النبویه: ابن هشام (م. 213/218ق.)، بمحاولة محمد محیی الدین، مصر، مکتبة محمد علي صبیح، 1383ق.
- سیره ابن اسحق (السیر و المغازي): ابن اسحق (م. 151ق.)، بمحاولة محمد حمید الله، معهد الدراسات و الابحاث.
- سیمای حج در سال70: سرهنگی، گیویان، بهبودی.
- الصحاح: الجوهري (م. 393ق.)، بمحاولة العطار، بیروت، دار العلم للملایین، 1407ق.
- الصحیفة السجادیة: علي بن الحسین (ع)، قم، الهادي، 1418ق.
- صحیفه امام: مجموعه سخنراني امام خمینی1.
- صحیفه حج: سخنان امام خمینی1 و آیتالله خامنهای، مرکز تحقیقات حج.
- الطبقات الکبری: ابن سعد (م. 230ق.)، بیروت، دار صادر.
- عربستان سعودی: رقیه سادات عظیمی، وزارت امور خارجه، 1375ش.
- علل الشرائع: الصدوق (م. 381ق.)، بمحاولة بحر العلوم، نجف، المکتبة الحیدریه، 1385ق.
- العین: خلیل (م. 175ق.)، بمحاولة المخزومی و السامرائی، دار الهجره، 1409ق.
- فتح الباری: ابن حجر العسقلانی (م. 852ق.)، بیروت، دار المعرفه.
- فتوح البلدان: البلاذری (م. 279ق.)، بیروت، دار الهلال، 1988م.
- قاموس قرآن: علی اکبر قرشی، طهران، دار الکتب الاسلامیه، 1371ش.
- کامل الزیارات: ابن قولویه القمی (م. 368ق.)، نجف، مرتضویه، 1356ق.
- کتاب سلیم بن قیس: الهلالی (م. 76ق.)، قم، الهادی، 1415ق.
- الکافی: الکلینی (م. 329ق.)، بمحاولة غفاری، طهران، دار الکتب الاسلامیة، 1375ش.
- الکامل فی ضعفاء الرجال: عبدالله بن عدی (م. 365ق.)، بمحاولة غزاوي، بیروت، دار الفکر، 1409ق.
- الکشاف: الزمخشری (م. 538ق.)، قم، بلاغة، 1415ق.
- گلواژههای حج و عمره: علیرضا بصیری، طهران، مشعر، 1387ش.
- لسان العرب: ابن منظور (م. 711ق.)، قم، ادب الحوزه، 1405ق.
- مبانی دینی و سیاسی برائت از مشرکین: جواد ورعي، مشعر، 1379ش.
- مجمع البیان: الطبرسي (م. 548ق.)، بیروت، دار المعرفة، 1406ق.
- مروری بر روابط ایران و عربستان در دو دهه اخیر: بهرام اخوان کاظمي، معاونت پژوهشی سازمان تبلیغات، 1373ش.
- المزار الکبیر: محمد بن المشهدي (م. 610ق.)، بمحاولة القیّومی، قم، النشر الاسلامي، 1419ق.
- معانی القرآن: الفراء (م. 207ق.)، بمحاولة نجاتي و نجار، مصر، دار الکتب المصریة.
- معجم البلدان: یاقوت الحموي (م. 626ق.)، بیروت، دار صادر، 1995م.
- معجم مقاییس اللغه: ابن فارس (م. 395ق.)، بمحاولة عبدالسلام، قم، دفتر تبلیغات، 1404ق.
- المغازی: الواقدي (م. 207ق.)، بمحاولة مارسدن جونس، بیروت، اعلمي، 1409ق.
- مفردات: الراغب (م. 425ق.)، نشر الکتاب، 1404ق.
- من لا یحضره الفقیه: الصدوق (م. 381ق.)، بمحاولة غفاري، قم، النشر الاسلامي، 1404ق.
- مناقب اهل البیت: : حیدر علي الشیرواني (م. قرن12ق.)، بمحاولة الحسون، منشورات الاسلامیة، 1414ق.
- مناقب آل ابیطالب: ابن شهرآشوب (م. 588ق.)، بمحاولة گروهی از اساتید نجف، نجف، المکتبة الحیدریة، 1376ق.
- المیزان: الطباطبائي (م. 1402ق.)، بیروت، اعلمي، 1393ق.
- میقات حج (فصلنامه): طهران، حوزه نمایندگی ولی فقیه در امور حج و زیارت.
- وسائل الشیعه: الحر العاملي (م. 1104ق.)، بمحاولة رباني شیرازي، بیروت، دار احیاء التراث العربي، 1403ق.