الفرق بين المراجعتين لصفحة: «البراءة من المشرکین»

لا ملخص تعديل
 
(١٥ مراجعة متوسطة بواسطة مستخدمين اثنين آخرين غير معروضة)
سطر ٦: سطر ٦:
البراءة من المشركين لها جذور في تاكيد [[القرآن الكريم]] على معاداة اعداء الله الى جانب المودة مع اولياء الله. هناك آيات كثيرة تتناول هذا الموضوع، الا ان معظم اهتمام القرآن الكريم بشان البراءة يتعلق بابلاغ [[آيات البراءة]] من المشركين في [[عصر نبي الاسلام(ص)]] وفي [[موسم الحج]] للعام التاسع من الهجرة.  
البراءة من المشركين لها جذور في تاكيد [[القرآن الكريم]] على معاداة اعداء الله الى جانب المودة مع اولياء الله. هناك آيات كثيرة تتناول هذا الموضوع، الا ان معظم اهتمام القرآن الكريم بشان البراءة يتعلق بابلاغ [[آيات البراءة]] من المشركين في [[عصر نبي الاسلام(ص)]] وفي [[موسم الحج]] للعام التاسع من الهجرة.  


وايضا تعد البرائة من المشركين جزء من رسالة الانبياء.وقام النبي الاكرم (ص) بعد [[فتح مكة]] بتطهير [[بيت الله الحرام]] من الأصنام، وفي [[حج العام التاسع الهجري]] تم اعلان البراءة من المشركين كافة. وفقا للاحاديث والروايات كان [[الائمة المعصومين]] عليهم السلام يستفادون من فرصة الحج لاعلان عن البراءة من المشركين.  
وايضا تعد البرائة من المشركين جزء من رسالة الانبياء. وقام النبي الاكرم (ص) بعد [[فتح مكة]] بتطهير [[بيت الله الحرام]] من الأصنام، وفي [[حج العام التاسع الهجري]] تم اعلان البراءة من المشركين كافة. وفقا للاحاديث والروايات كان [[الائمة المعصومين]] عليهم السلام يستفادون من فرصة الحج لاعلان عن البراءة من المشركين.  


==المصطلحات==
==المصطلحات==
مصدر كلمة البراءة «من ب-ر-ء» وجاءت بهذه المعاني:الهجر <ref>معجم مقاییس اللغة، ج1، ص236؛ تاج العروس، ج1، ص113؛ قاموس قرآن، ج1، ص173، «برا.</ref> والتباعد<ref>الصحاح، ج1، ص36؛ قاموس قرآن، ج1، ص173، «برء.</ref> والتخلي عن شيء (ابتعاد االشخص عن شيء یشمئز منه<ref>مفردات، ص121، «برا.</ref> والتحذير والتخويف<ref>لسان العرب، ج1، ص33، «برا.</ref> والتطهير من العيوب والرجس).<ref>العین، ج8، ص289؛ مفردات، ص121؛ التحقیق، ج1، ص239، «برا.</ref>  
مصدر كلمة البراءة من «ب-ر-ء» وجاءت بهذه المعاني:الهجر <ref>معجم مقاییس اللغة، ج1، ص236؛ تاج العروس، ج1، ص113؛ قاموس قرآن، ج1، ص173، «برا.</ref> والتباعد<ref>الصحاح، ج1، ص36؛ قاموس قرآن، ج1، ص173، «برء.</ref> والتخلي عن شيء (ابتعاد االشخص عن شيء یشمئز منه<ref>مفردات، ص121، «برا.</ref> والتحذير والتخويف<ref>لسان العرب، ج1، ص33، «برا.</ref> والتطهير من العيوب والرجس).<ref>العین، ج8، ص289؛ مفردات، ص121؛ التحقیق، ج1، ص239، «برا.</ref>  


البراءة والتبري و[[الولاية]] و[[التولي]] هما من [[فروع الدين]] للمسلمين وفي المصطلح الديني فان البراءة بمعنى التبري والكراهية من اعداء الله.<ref>التبیان، ج2، ص65-66.</ref>
البراءة والتبري و[[الولاية]] و[[التولي]] هما من [[فروع الدين]] للمسلمين وفي المصطلح الديني فان البراءة بمعنى التبري والكراهية من اعداء الله.<ref>التبیان، ج2، ص65-66.</ref>
سطر ١٧: سطر ١٧:
==آية البرائة==
==آية البرائة==
   
   
في [[القرآن الكريم]] و[[السنة النبوية]] (ص)<ref>الکافي، ج2، ص125.</ref> فان العداء مع اعداء الله و[[المسلمين]] قد جاء دائما الى جانب التودد مع اولياء الله.
في [[القرآن الكريم]] و [[السنة النبوية]] (ص)<ref>الکافي، ج2، ص125.</ref> فان العداء مع اعداء الله و[[المسلمين]] قد جاء دائما الى جانب التودد مع اولياء الله. ويولي القران الكريم المزيد من اهتمام بموضوع البراءة من المشركين في زمن [[نبي الاسلام (ص)]] في السنة الهجرية التاسعة من [[موسم الحج]].<ref>الکشاف، ج2، ص242-245؛ جوامع الجامع، ج2، ص36.</ref>
ويولي القران الكريم المزيد من اهتمام بموضوع البراءة من المشركين في زمن [[نبي الاسلام (ص)]] في السنة الهجرية التاسعة من [[موسم الحج]].<ref>الکشاف، ج2، ص242-245؛ جوامع الجامع، ج2، ص36.</ref>


في هذا العام، عندما انتهت حروب المسلمين مع [[الكفار]] والاعداء، واعتنق اهالي مناطق [[الطائف]] و[[الحجاز]] و[[تهامة]] و[[نجد]] والعديد من القبائل في جنوب [[شبه الجزيرة العربية]] الدين الاسلامي. في مثل هذه الظروف، فان نزول اوائل [[سورة التوبة]] بالاضافة إلى تبيين الأسس المعنوية للحكومة الاسلامية والتعبير عن افكارها ومعتقداتها التوحيدية ومواجهة اولئك الذين يحاربون هذا النهج،<ref>حیاة محمد، ص296-297؛ ابعاد سیاسي واجتماعي حج، ص106-107.</ref> فانه كان تاكيدا على [[وحدة]] المسلمين وتضامنهم وحماية للمسلمين الجدد امام دعايات [[المشركين]] والظالمين.
في هذا العام، عندما انتهت حروب المسلمين مع [[الكفار]] والاعداء، واعتنق اهالي مناطق [[الطائف]] و[[الحجاز]] و[[تهامة]] و[[نجد]] والعديد من القبائل في جنوب [[شبه الجزيرة العربية]] الدين الاسلامي. في مثل هذه الظروف، فان نزول اوائل [[سورة التوبة]] بالاضافة إلى تبيين الأسس المعنوية للحكومة الاسلامية والتعبير عن افكارها ومعتقداتها التوحيدية ومواجهة اولئك الذين يحاربون هذا النهج،<ref>حیاة محمد، ص296-297؛ ابعاد سیاسي واجتماعي حج، ص106-107.</ref> فانه كان تاكيدا على [[وحدة]] المسلمين وتضامنهم وحماية للمسلمين الجدد امام دعايات [[المشركين]] والظالمين.
سطر ٢٦: سطر ٢٥:


===نزول آية البراءة===
===نزول آية البراءة===
 


قبل العام التاسع الهجري وفي مختلف المناسبات حرم الله المسلمين من التودد والاعتماد على المشركين و[[اليهود]] و[[المسيحيين]]، وابرام معاهدات التعاون معهم، وشدد في آيات مختلفة من القرآن الكريم على ضرورة الابتعاد عن المشركين وبيان مصيرهم المشؤوم (مثل هذه الايات: [[سورة الانعام]]  الاية 106 و[[سورة التوبة]] الاية 5 و[[سورة القصص]] الاية 87 و[[سورةالفتح]] الاية 6 و[[سورة البينة]]، الاية 6).
قبل العام التاسع الهجري وفي مختلف المناسبات حرم الله المسلمين من التودد والاعتماد على المشركين و[[اليهود]] و[[المسيحيين]]، وابرام معاهدات التعاون معهم، وشدد في آيات مختلفة من القرآن الكريم على ضرورة الابتعاد عن المشركين وبيان مصيرهم المشؤوم (مثل هذه الايات: [[سورة الانعام]]  الاية 106 و[[سورة التوبة]] الاية 5 و[[سورة القصص]] الاية 87 و[[سورةالفتح]] الاية 6 و[[سورة البينة]]، الاية 6).
سطر ٣٢: سطر ٣١:
ومع ذلك، فان الوضع السياسي والاجتماعي لـ [[شبه الجزيرة]] والعلاقة بين المسلمين والمشركين اثر فتح مكة اصبحت بشكل بحيث اصبح التعبير عن البرائة من قبل الرسول الاكرم (ص) امرا حتميًا وضروريا لمنع بناء الثقة بين المسلمين والمشركين والكفار الناكثي للعهود وتمهيد الارضية لنشر واستدامة الإسلام.
ومع ذلك، فان الوضع السياسي والاجتماعي لـ [[شبه الجزيرة]] والعلاقة بين المسلمين والمشركين اثر فتح مكة اصبحت بشكل بحيث اصبح التعبير عن البرائة من قبل الرسول الاكرم (ص) امرا حتميًا وضروريا لمنع بناء الثقة بين المسلمين والمشركين والكفار الناكثي للعهود وتمهيد الارضية لنشر واستدامة الإسلام.


نتيجة لهذه العوامل وفي شهر [[ذي حجة]] للعام التاسع من الهجرة والذي اطلق عليه [[عام البراءة]]، وبعد انتهاء غزوة تبوك<ref>الطبقات، ج2، ص125-128؛ زاد المسیر، ج3، ص314.</ref> ووفقا لما ادلى به البعض فان الاول من [[شوال]] في ذلك العام تم نزول الايات الأولى من سورة التوبة {{آیة|بَرَاءَةٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ اِلَیالَّذِینَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُـشْرکِینَ... اَنَّ اللهَ بَرِیءٌ مِنَ الْمُشْرِکِینَ وَرَسُولُهُ...}}(سورة التوبة، 1-3)<ref>التفسیر الکبیر، ج15، ص524.</ref> وتم الاعلان فيها عن البراءة من المشركين الناكثين للعهود.
نتيجة لهذه العوامل وفي شهر [[ذي حجة]] للعام التاسع من الهجرة والذي اطلق عليه [[عام البراءة]]، وبعد انتهاء غزوة تبوك<ref>الطبقات، ج2، ص125-128؛ زاد المسیر، ج3، ص314.</ref> ووفقا لما ادلى به البعض فان الاول من [[شوال]] في ذلك العام تم نزول الايات الأولى من سورة التوبة {{آیة|بَرَاءَةٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ اِلَی الَّذِینَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُـشْرکِینَ... اَنَّ اللهَ بَرِیءٌ مِنَ الْمُشْرِکِینَ وَرَسُولُهُ...}}(سورة التوبة، 1-3)<ref>التفسیر الکبیر، ج15، ص524.</ref> وتم الاعلان فيها عن البراءة من المشركين الناكثين للعهود.


===مهمة ايصال ايات البراءة===
===مهمة ايصال ايات البراءة===


وبحسب المصادر، اثر نزول الايات المذكورة سلم النبي الاكرم (ص) آيات البراءة إلى [[ابي بكر]] للذهاب بها الى مكة المكرمة وقراءتها للحجاج، ولكن لم يمض وقت طويل فقد نزل [[الجبرائيل]] وامر بابلاغ هذه الايات من قبل النبي (ص) فقط او شخص من اهل بيته ومن هذا المنطلق تسلم [[الامام علي عليه السلام]]الايات في [[ذو الحليفة]] من ابي بكر <ref>نک: تفسیر عیاشي، ج2، ص73-74؛ مجمع البیان، ج5، ص6؛ تفسیر قرطبي، ج8، ص67-68.</ref>وقام بقراءتها للناس في يوم [[الحج الاكبر]] (10 ذي حجة).<ref>جامع البیان، ج10، ص85-86؛ مجمع البیان، ج5، ص7.</ref>
وبحسب المصادر، اثر نزول الايات المذكورة سلم النبي الاكرم (ص) آيات البراءة إلى [[ابي بكر]] للذهاب بها الى مكة المكرمة وقراءتها للحجاج، ولكن لم يمض وقت طويل فقد نزل [[الجبرائيل]] وامر بابلاغ هذه الايات من قبل النبي (ص) فقط او شخص من اهل بيته ومن هذا المنطلق تسلم [[الامام علي]] عليه السلام الايات في [[ذو الحليفة]] من ابي بكر <ref>نک: تفسیر عیاشي، ج2، ص73-74؛ مجمع البیان، ج5، ص6؛ تفسیر قرطبي، ج8، ص67-68.</ref>وقام بقراءتها للناس في يوم [[الحج الاكبر]] (10 ذي حجة).<ref>جامع البیان، ج10، ص85-86؛ مجمع البیان، ج5، ص7.</ref>


===اوامر لابلاغ البراءة===
===اوامر لابلاغ البراءة===
   
   
وفقا لايات البراءة فان دخول المشركين الى [[المسجد الحرام]] وأداءهم لمناسك الحج يعد محرما كما [[اداءهم باجساد عارية]]التي كانت من البدع السيئة لعدد من القبائل العربية وقريش<ref>سیرة ابن اسحق، ج2، ص75؛ السیرة النبویة، ج1، ص130-131؛ الروض الانف، ج1، ص249-250.</ref> اصبح عملا محرما.  
وفقا لايات البراءة فان دخول المشركين الى [[المسجد الحرام]] وأداءهم لمناسك الحج يعد محرما كما اداءهم باجساد عارية التي كانت من البدع السيئة لعدد من القبائل العربية وقريش<ref>سیرة ابن اسحق، ج2، ص75؛ السیرة النبویة، ج1، ص130-131؛ الروض الانف، ج1، ص249-250.</ref> اصبح عملا محرما. وتم منح للذين لم تكن لهم عهود مع الرسول الاكرم (ص) مهلة لمدة 4 اشهر <ref>البدایة والنهایة، ج5، ص44-45؛ مجمع البیان، ج5، ص7.</ref>لاعتناق [[الاسلام]] او مغادرة [[ارض الوحي]].<ref>نک: معاني القرآن، ج1، ص420؛ البدایة والنهایة، ج5، ص44-45؛ جوامع الجامع، ج2، ص37-38.</ref>
وتم منح للذين لم تكن لهم عهود مع الرسول الاكرم(ص) مهلة لمدة 4 اشهر <ref>البدایة والنهایة، ج5، ص44-45؛ مجمع البیان، ج5، ص7.</ref>لاعتناق [[الاسلام]] او مغادرة [[ارض الوحي]].<ref>نک: معاني القرآن، ج1، ص420؛ البدایة والنهایة، ج5، ص44-45؛ جوامع الجامع، ج2، ص37-38.</ref>


==البراءة في سائر آيات القرآن==
==البراءة في سائر آيات القرآن==
وبصرف النظر عن اية البراءة، فقد تم التاكيد في آيات أخرى من القرآن على الابتعاد عن المشركين، والابعاد المختلفة والمعاني والأحكام المتعلقة بهذه القضية. كما تم التاكيد على هذه الابعاد في سيرة والروايات المنقولة عن النبي (ص) والائمة المعصومين عليهم السلام.
وبصرف النظر عن اية البراءة، فقد تم التاكيد في آيات أخرى من القرآن على الابتعاد عن المشركين، والابعاد المختلفة والمعاني والأحكام المتعلقة بهذه القضية. كما تم التاكيد على هذه الابعاد في سيرة والروايات المنقولة عن النبي (ص) والائمة المعصومين عليهم السلام.


*'''استذكار سيرة الانبياء''': استنادا لايات القرآن، فان البراءة من المشركين كانت من سيرة انبياء الله. ان مقارعة الشرك ومظاهر [[عبادة الأصنام]] والبراءة منهم قد بدات في عصر [[النبي نوح عليه السلام]] ([[سورة نوح]]، 1-28) واستمرت من قبل [[النبي إبراهيم (ع)]]. [[(سورة الممتحنة]]، 4). عندما علم إبراهيم (ع) أن عمه [[ازر]] هو عدو لله [[تبرئ]] منه.{{آیة|فَلَمَّا تَبَیَّنَ لَهُ اَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّاَ مِنْهُ...}}(سوره توبه، 114). ان تصرف إبراهيم(ع) في التبري من اعداء الله رغم وجود روابط قرابة وثيقة بينهما تحول الى انموذج لدى المسلمين.<ref>احکام القرآن، ج5، ص327.</ref>
*'''استذكار سيرة الانبياء''': استنادا لايات القرآن، فان البراءة من المشركين كانت من سيرة انبياء الله. ان مقارعة الشرك ومظاهر [[عبادة الأصنام]] والبراءة منهم قد بدات في عصر [[النبي نوح عليه السلام]] ([[سورة نوح]]، 1-28) واستمرت من قبل [[النبي إبراهيم (ع)]]. [[(سورة الممتحنة]]، 4). عندما علم إبراهيم (ع) أن عمه [[ازر]] هو عدو لله [[تبرئ]] منه.{{آیة|فَلَمَّا تَبَیَّنَ لَهُ اَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّاَ مِنْهُ...}}(سوره توبه، 114). ان تصرف إبراهيم(ع) في التبري من اعداء الله رغم وجود روابط قرابة وثيقة بينهما تحول الى انموذج لدى المسلمين.<ref>احکام القرآن، ج5، ص327.</ref>


 
*[[نهى القرآن الكريم في التودد مع غير المسلمين]]: في آيات اخرى من القران الكريم ينهى [[الله]] المسلمين من الاعتماد على الظالمین{{آیة|وَ لا تَرْکَنُوا اِلَی الَّذینَ ظَلَمُوا...}}([[سوره هود]]، 113)، اليهود والمسيحيين والتولى
*[[نهى القرآن الكريم في التودد مع غير المسلمين]]: في آيات اخرى من القران الكريم ينهى [[الله]] المسلمين من الاعتماد على الظالمین{{آیة|وَ لا تَرْکَنُوا اِلَی الَّذینَ ظَلَمُوا...}}([[سوره هود]]، 113)،اليهود والمسيحيين والتولى
<ref>التبیان، ج2، ص434</ref> والتودد والمحبة لهم<ref>المیزان، ج5، ص373؛ التفسیر الکبیر، ج12، ص384.</ref>{{آیة|یا اَیُّهَا الَّذینَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْیَهُودَ وَ النَّصاری اَوْلِیاءَ بَعْضُهُمْ اَوْلِیاءُ بَعْض...}}([[سوره مائده]]، 51). وايضا بسبب احتمال ايجاد علقة وتودد بين المسلمين و[[اهل الكتاب]] وبالتالي التاثر باخلاقهم في الاتباع من هوى النفس فقد تم نهي المسلمين من التودد لهم:<ref>التفسیر الکبیر، ج12، ص384؛ المیزان، ج5، ص373.</ref>{{آیة|وَ مَنْ یَتَوَلَّهُمْ مِنْکُمْ فَاِنَّهُ مِنْهُمْ}}(مائدة، 51).  
<ref>التبیان، ج2، ص434</ref> والتودد والمحبة لهم<ref>المیزان، ج5، ص373؛ التفسیر الکبیر، ج12، ص384.</ref>{{آیة|یا اَیُّهَا الَّذینَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْیَهُودَ وَ النَّصاری اَوْلِیاءَ بَعْضُهُمْ اَوْلِیاءُ بَعْض...}}([[سوره مائده]]، 51). وايضا بسبب احتمال ايجاد علقة وتودد بين المسلمين و[[اهل الكتاب]] وبالتالي التاثر باخلاقهم في الاتباع من هوى النفس فقد تم نهي المسلمين من التودد لهم:<ref>التفسیر الکبیر، ج12، ص384؛ المیزان، ج5، ص373.</ref>{{آیة|وَ مَنْ یَتَوَلَّهُمْ مِنْکُمْ فَاِنَّهُ مِنْهُمْ}}(مائدة، 51).  


*'''السماح في لعن الظالمين''': سمح القران الكريم باطلاق اللعن على الظالمين.{{آیة|لا یُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ اِلاَّ مَنْ ظُلِمَ}}([[سورة النساء]]، 148). ان حكم هذه الاية مطلقة وليس لها زمن أو مكان. نظرا للظلم الذي كان يمارسه المستكبرون ضد المسلمين فان الاية يمكن اعتبارها دليلا على السماح بالبراءة من المشركين، في ظل الظلم الذي يمارسه المتكبر على المسلمين.
*'''السماح في لعن الظالمين''': سمح القران الكريم باطلاق اللعن على الظالمين.{{آیة|لا یُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ اِلاَّ مَنْ ظُلِمَ}}([[سورة النساء]]، 148). ان حكم هذه الاية مطلقة وليس لها زمن أو مكان. نظرا للظلم الذي كان يمارسه المستكبرون ضد المسلمين فان الاية يمكن اعتبارها دليلا على السماح بالبراءة من المشركين، في ظل الظلم الذي يمارسه المتكبر على المسلمين.


 
*'''البراءة، صفة اتباع النبي (ص)''': في الآية 29 من [[سورة الفتح]]، تم وصف اتباع النبي (ص) بصفة التولى للمسلمين والتبري من الاعداء <ref>تفسیر ابن کثیر، ج3، ص124.</ref>{{آیة|مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَ الَّذینَ مَعَهُ اَشِدَّاءُ عَلَی الْکُفَّارِ رُحَماءُ بَیْنَهُمْ...}}.بحيث قالواإن شدة البراءة من المشركين واعداءالله بدرجة كانت بحيث تجنبوا المسلمون فيها الاتصال بأجسادهم وملابسهم.<ref>مجمع البیان، ج9، ص192.</ref>
*'''البراءة، صفة اتباع النبي (ص)''': في الآية 29 من [[سورة الفتح]]، تم وصف اتباع النبي (ص) بصفة التولى للمسلمين والتبري من الاعداء
<ref>تفسیر ابن کثیر، ج3، ص124.</ref>{{آیة|مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَ الَّذینَ مَعَهُ اَشِدَّاءُ عَلَی الْکُفَّارِ رُحَماءُ بَیْنَهُمْ...}}.بحيث قالواإن شدة البراءة من المشركين واعداءالله بدرجة كانت بحيث تجنبوا المسلمون فيها الاتصال بأجسادهم وملابسهم.<ref>مجمع البیان، ج9، ص192.</ref>
 


*'''فالله عدو للكافرين''':القرآن الكريم وفي مواجهة بين الله والكفار يعتبر عدائهم مع الله والانبياء والملائكة سيما جبرائيل و[[ميكائيل]] هو سببا لعداوة الله معهم.{{آیة|مَن کانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَ مَلائِکَتِهِ وَ رُسُلِهِ وَ جِبْرِیلَ وَ مِیکالَ فَاِنَّ اللهَ عَدُوٌّ لِلْکافِرِین}}([[سوره بقره]]، 98)
*'''فالله عدو للكافرين''':القرآن الكريم وفي مواجهة بين الله والكفار يعتبر عدائهم مع الله والانبياء والملائكة سيما جبرائيل و[[ميكائيل]] هو سببا لعداوة الله معهم.{{آیة|مَن کانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَ مَلائِکَتِهِ وَ رُسُلِهِ وَ جِبْرِیلَ وَ مِیکالَ فَاِنَّ اللهَ عَدُوٌّ لِلْکافِرِین}}([[سوره بقره]]، 98)
سطر ٦٥: سطر ٥٧:
==البراءة في تعاليم النبي (ص) والائمة المعصومين (ع)==
==البراءة في تعاليم النبي (ص) والائمة المعصومين (ع)==


قام النبي (ص)كسائر انبياء الله بمقارعة الكفار و[[عبدة الاصنام]]. بعد فتح مكة قام بتطهير بيت الله من الأصنام وفي [[العام التاسع الهجري]] اعلن البراءة من المشركين جميعا.<ref>ابعاد سیاسي واجتماعي حج، ص98.</ref> اعتبر عدد من العلماء أن الاتباع من سيرة الانبياء هي الاقتضاء بـ[[الايمان]] لهم مؤكدين ان المسلمين يتبعون في [[التولي]] كـ[[مناسك الحج]] من النبي (ص) وفي [[التبري]] يجب ايضاان يتبعونه وان يتبرؤون من المشركين.<ref>تفسیر تسنیم، ج14، ص542؛ ج15، ص704.</ref>
قام النبي (ص)كسائر انبياء الله بمقارعة الكفار و[[عبدة الاصنام]]. بعد فتح مكة قام بتطهير بيت الله من الاصنام وفي [[العام التاسع الهجري]] اعلن البراءة من المشركين جميعا.<ref>ابعاد سیاسي واجتماعي حج، ص98.</ref> اعتبر عدد من العلماء ان الاتباع من سيرة الانبياء هي الاقتضاء بـ[[الايمان]] لهم مؤكدين ان المسلمين يتبعون في [[التولي]] كـ[[مناسك الحج]] من النبي (ص) وفي [[التبري]] يجب ايضاان يتبعونه وان يتبرؤون من المشركين.<ref>تفسیر تسنیم، ج14، ص542؛ ج15، ص704.</ref>


الروايات [[الشيعية]] تؤكد ان الدين ليس الا الحب والبعض في سبيل الله.<ref>الخصال، ج1، ص21.</ref> وقد تناول ائمة الشيعة مرارا باهمية موضوع البراءة من اعداء الله والتودد الى اولياء الله<ref>صحیفة سجادیة، دعاي47؛ تفسیر منسوب به امام عسکري، ص19، 39.</ref> لدرجة أنه ذكرت في العديد من الادعية والزيارات بان هذا العمل يعتبر السبب في التقرب الى الله.«... انی اتقرب الی الله... بموالاتک... وبالبرائة ممن... قاتلک....»<ref>کامل الزیارات، ص177؛ المزار، ص482.</ref>
الروايات [[الشيعية]] تؤكد ان الدين ليس الا الحب والبعض في سبيل الله.<ref>الخصال، ج1، ص21.</ref> وقد تناول ائمة الشيعة مرارا باهمية موضوع البراءة من اعداء الله والتودد الى اولياء الله<ref>صحیفة سجادیة، دعاي47؛ تفسیر منسوب به امام عسکري، ص19، 39.</ref> لدرجة أنه ذكرت في العديد من الادعية والزيارات بان هذا العمل يعتبر السبب في التقرب الى الله.«... انی اتقرب الی الله... بموالاتك ... وبالبرائة ممن... قاتلك ....»<ref>کامل الزیارات، ص177؛ المزار، ص482.</ref>


==نطاق البراءة==
==نطاق البراءة==
   
   
من خلال آيات القرآن، يمكن ان نعرف بان حكم البراءة يشمل جميع اعداء الله، بما في ذلك الكفار والمشركين و[[المنافقين]]<ref>تفسیر ابن ابي حاتم، ج6، ص1895؛ الکشاف، ج2، ص315.</ref> واليهود والمسيحيين.<ref>التبیان، ج3، ص550.</ref> المشركون وكفرانهم بالله ورسله
من خلال آيات القرآن، يمكن ان نعرف بان حكم البراءة يشمل جميع اعداء الله، بما في ذلك الكفار والمشركين و[[المنافقين]]<ref>تفسیر ابن ابي حاتم، ج6، ص1895؛ الکشاف، ج2، ص315.</ref> واليهود والمسيحيين.<ref>التبیان، ج3، ص550.</ref> المشركون وكفرانهم بالله ورسله
<ref>نک:ارشادالاذهان، ص609.</ref> واليهود من خلال كفرانهم بالرسول الاكرم(ص) وعدائهم لجبرائيل<ref>تفسیر ابن کثیر، ج1، ص228.</ref> والمسيحيين من خلال كفرانهم برسول الله (ص) واعتبارهم [[المسيح (ع)]] ابن الله (سورة التوبة، 30؛ والمنافقين من خلال عداءهم مع النبي الاكرم (ص) وكفرانهم به ([[سورة المنافقون]]، 1)، تعد مصاديق لمعاداة الله ورسوله. هناك عدد من الروايات التي تؤيد هذا الرأي أيضًا.<ref>الکافي، ج1، ص282.</ref> يمكن القول ان الحديث عن المشركين بشكل مطلق (سورة التوبة، 28-11)، واهل الذمة من المشركين والكفار (سورة التوبة، 29-32)، ومكتنزي الذهب (سورة التوبة، 34-35) والمنافقين (سورة التوبة، 50-57). يؤكد في سورة التوبة أن البراءة لا تختص بالمواجهة مع المشركين الناكثين للعهود.
<ref>نک:ارشادالاذهان، ص609.</ref> واليهود من خلال كفرانهم بالرسول الاكرم (ص) وعدائهم لجبرائيل<ref>تفسیر ابن کثیر، ج1، ص228.</ref> والمسيحيين من خلال كفرانهم برسول الله (ص) واعتبارهم [[المسيح (ع)]] ابن الله (سورة التوبة، 30؛ والمنافقين من خلال عداءهم مع النبي الاكرم (ص) وكفرانهم به ([[سورة المنافقون]]، 1)، تعد مصاديق لمعاداة الله ورسوله. هناك عدد من الروايات التي تؤيد هذا الرأي أيضًا.<ref>الکافي، ج1، ص282.</ref> يمكن القول ان الحديث عن المشركين بشكل مطلق (سورة التوبة، 28-11)، واهل الذمة من المشركين والكفار (سورة التوبة، 29-32)، ومكتنزي الذهب (سورة التوبة، 34-35) والمنافقين (سورة التوبة، 50-57). يؤكد في سورة التوبة أن البراءة لا تختص بالمواجهة مع المشركين الناكثين للعهود.


==طرق التعبير عن البراءة==
==طرق التعبير عن البراءة==
   
   
البراءة هي حالة روحية، ويتم التعبير عنها بطرق مختلفة تتناسب مع الاوضاع والظروف، مثل الكراهية في النفس وتغيير ملامح الوجه والتعبير بالكلمات،{{آیة|وَ اِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَ ما یَعْبُدُونَ اِلاَّ اللهَ...}}([[سورة کهف]]، 16) او الابتعاد عن الشخص الذي يتم التبري منه(... وَ اجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ...)}}  ([[سورة نحل]]، 36) والقتال معه.(سورة توبة، 1-3) تعتبر الهجرة من هيمنة الكفار واعداء الله نوعا من البراءة العملية ولذلك فان الله يسقط عن المؤمنين اي التزام من عاتقهم ازاء سائر المؤمنين الذين لم يهاجروا من أراضي الكفار، الا في مساعدتهم في دينهم.([[سوره انفال]]، 72)<ref>نمونه، ج7، ص256.</ref> ويرى علماء الإسلام ان البراءة بمعنى التبري النفسي والابتعاد عن التقارب معهم يشمل كافة اعداء الله والكفار.
البراءة هي حالة روحية، ويتم التعبير عنها بطرق مختلفة تتناسب مع الاوضاع والظروف، مثل الكراهية في النفس وتغيير ملامح الوجه والتعبير بالكلمات،{{آیة|وَ اِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَ ما یَعْبُدُونَ اِلاَّ اللهَ...}}([[سورة کهف]]<nowiki>، 16) او الابتعاد عن الشخص الذي يتم التبري منه(... وَ اجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ...)}}  (</nowiki>[[سورة نحل]]، 36) والقتال معه.(سورة توبة، 1-3) تعتبر الهجرة من هيمنة الكفار واعداء الله نوعا من البراءة العملية ولذلك فان الله يسقط عن المؤمنين اي التزام من عاتقهم ازاء سائر المؤمنين الذين لم يهاجروا من أراضي الكفار، الا في مساعدتهم في دينهم.([[سوره انفال]]، 72)<ref>نمونه، ج7، ص256.</ref> ويرى علماء الإسلام ان البراءة بمعنى التبري النفسي والابتعاد عن التقارب معهم يشمل كافة اعداء الله والكفار.


ان التعبير عن البراءة و[[اللعن]] والمواجهة العملية لا يقتصر الا على الكفار والمستكبرين الذين لا يلتزمون بعهدهم ويظهرون عداءهم لله والمسلمين.<ref>روابط بین الملل در اسلام، ص180-181.</ref> لهذا السبب، يشير القرآن الكريم إلى سبب القتال والعداء مع هؤلاء الاشخاص هو عدم التزامهم بعهدهم مع المسلمين، وليس كفرهم،{{آیة|وَ اِنْ نَکَثُوا اَیْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَ طَعَنُوا فی دینِکُمْ فَقاتِلُوا اَئِمَّةَ الْکُفْرِ اِنَّهُمْ لا اَیْمانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ یَنْتَهُونَ}}.(سورة توبة، 12) لذلك التعبير عن البراءة من الذين لم يلتزموا بعهدهم اعتبروه واجبا على كافة المسلمين والمتحالفين معهم.<ref>بیان السعادة، ج2، ص245.</ref>  
ان التعبير عن البراءة و[[اللعن]] والمواجهة العملية لا يقتصر الا على الكفار والمستكبرين الذين لا يلتزمون بعهدهم ويظهرون عداءهم لله والمسلمين.<ref>روابط بین الملل در اسلام، ص180-181.</ref> لهذا السبب، يشير القرآن الكريم إلى سبب القتال والعداء مع هؤلاء الاشخاص هو عدم التزامهم بعهدهم مع المسلمين، وليس كفرهم،{{آیة|وَ اِنْ نَکَثُوا اَیْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَ طَعَنُوا فی دینِکُمْ فَقاتِلُوا اَئِمَّةَ الْکُفْرِ اِنَّهُمْ لا اَیْمانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ یَنْتَهُونَ}}.(سورة توبة، 12) لذلك التعبير عن البراءة من الذين لم يلتزموا بعهدهم اعتبروه واجبا على كافة المسلمين والمتحالفين معهم.<ref>بیان السعادة، ج2، ص245.</ref>  
سطر ٩٦: سطر ٨٨:
===سيرة الائمة المعصومين عليهم السلام===
===سيرة الائمة المعصومين عليهم السلام===
   
   
في أعقاب وفاته، استمرت اعلان البراءة من اعداء الله في الحج واتسع نطاقه في البراءة من الحكام الظالمين لذلك كان [[الائمة الشيعة عليهم السلام]] يدعون مرارا [[المسلمين]] في اجتماع الحج العظيم الى الابتعاد والتبري عن المستكيرين وحكام الجور.
في أعقاب وفاته، استمرت اعلان البراءة من اعداء الله في الحج واتسع نطاقه في البراءة من الحكام الظالمين لذلك كان [[الائمة الشيعة عليهم السلام]] يدعون مرارا [[المسلمين]] في اجتماع الحج العظيم الى الابتعاد والتبري عن المستكيرين وحكام الجور.


'''الإمام الحسين(ع)''': [[الامام الحسين (ع)]] من خلال الاستفادة من فرصة الحج قام بالكشف عن مفاسد [[معاوية]] ومساعيه الخبيثة في جمع من [[اصحابه]] و[[التابعين]] له<ref>کتاب سلیم بن قیس، ص787؛الاحتجاج، ج2، ص18-19؛ بحار الانوار، ج33،ص181-182.</ref> محذرا المسلمين منه.<ref>نک:الاحتجاج، ج2، ص18-19.</ref>  
'''الإمام الحسين(ع)''': [[الامام الحسين (ع)]] من خلال الاستفادة من فرصة الحج قام بالكشف عن مفاسد [[معاوية]] ومساعيه الخبيثة في جمع من [[اصحاب|اصحابه]] و[[التابعين]] له<ref>کتاب سلیم بن قیس، ص787؛الاحتجاج، ج2، ص18-19؛ بحار الانوار، ج33،ص181-182.</ref> محذرا المسلمين منه.<ref>نک:الاحتجاج، ج2، ص18-19.</ref>  
                              
                              
في عام 60 للهجرة عندما غادر المدينة اثر رفضه البيعة مع [[يزيد]] اختيار مكة لاطلاع المسلمين على معارضته مع يزيد وخلافته خلال اداء مناسك الحج.<ref>سیره پیشوایان، ج9، ص11؛ زندگانی چهارده معصوم، ج7، ص38.</ref>
في عام 60 للهجرة عندما غادر المدينة اثر رفضه البيعة مع [[يزيد]] اختيار مكة لاطلاع المسلمين على معارضته مع يزيد وخلافته خلال اداء مناسك الحج.<ref>سیره پیشوایان، ج9، ص11؛ زندگانی چهارده معصوم، ج7، ص38.</ref>


'''الإمام سجاد(ع)''': تجاهل [[الامام السجاد عليه السلام]] في جوار [[الكعبة]] [[هشام بن عبد الملك]] الطاغوت في زمانه وادلى بحديث
'''الإمام سجاد(ع)''': تجاهل [[الامام السجاد عليه السلام]] في جوار [[الكعبة]] [[هشام بن عبد الملك]] الطاغوت في زمانه وادلى بحديث<ref>نک: المناقب، ج3، ص306-307.</ref> يكشف عن احتجاجه وبراءته منه.
<ref>نک: المناقب، ج3، ص306-307.</ref> يكشف عن احتجاجه وبراءته منه.


'''سيرة سائر الائمة المعصومين''': تفيد الروايات ان [[الامام الباقر]]<ref>میقات حج، سال1، ش4، ص11، «بهره گیری از ابعاد سیاسی حج.</ref> و[[الامام الصادق]]<ref>مناقب اهل البیت، ص268.</ref> و[[الامام الكاظم عليهم السلام]]<ref>المناقب، ج3، ص427-429.</ref> من خلال الاستفادة من فرصة الحج اعربوا عن احتجاهم للحكومات الظالمة في فترة زمانهم.  
'''سيرة سائر الائمة المعصومين''': تفيد الروايات ان [[الامام الباقر]]<ref>میقات حج، سال1، ش4، ص11، «بهره گیری از ابعاد سیاسی حج.</ref> و[[الامام الصادق]]<ref>مناقب اهل البیت، ص268.</ref> و[[الامام الكاظم عليهم السلام]]<ref>المناقب، ج3، ص427-429.</ref> من خلال الاستفادة من فرصة الحج اعربوا عن احتجاهم للحكومات الظالمة في فترة زمانهم.  
سطر ١١٤: سطر ١٠٤:
*أ. البراءة من المشركين كانت مخصصة في عهد الرسول الاكرم (ص) ولا تنطبق في عصرنا هذا.
*أ. البراءة من المشركين كانت مخصصة في عهد الرسول الاكرم (ص) ولا تنطبق في عصرنا هذا.
*ب. تعتبر هذه المراسم من مصاديق الجدل في الحج بحيث تم النهي عنها في {{آیة|وَ لا جِدالَ فِی الْحَجِّ}}(الآية 197 من سورة البقرة.<ref>المباني الدینية والسیاسية البراءة من المشرکین، ص162؛ البرائة من المشرکین، ص232-251.</ref>
*ب. تعتبر هذه المراسم من مصاديق الجدل في الحج بحيث تم النهي عنها في {{آیة|وَ لا جِدالَ فِی الْحَجِّ}}(الآية 197 من سورة البقرة.<ref>المباني الدینية والسیاسية البراءة من المشرکین، ص162؛ البرائة من المشرکین، ص232-251.</ref>
*ج. سيرة النبي (ص)في مناسك الحج لم تكن سوى التلبية والدعاء.
*ج. سيرة النبي (ص)في مناسك الحج لم تكن سوى التلبية والدعاء.
*د.اطلاق الشعارات ضد الأعداء والهتافات تتعارض مع اهداف الحج وتعد معصية.<ref>البرائة من المشرکین، ص232-251.</ref>
*د.اطلاق الشعارات ضد الأعداء والهتافات تتعارض مع اهداف الحج وتعد معصية.<ref>البرائة من المشرکین، ص232-251.</ref>
سطر ١٢٠: سطر ١١١:


كما أن مفهوم البراءة عن طريق الجدل بمعنى النزاع مع الطرف الاخر ورده بالدليل او شبه الدليل<ref>الکلیات، ص353، «جدل. </ref> فانه يختلف من حيث المصداق والاحكام.
كما أن مفهوم البراءة عن طريق الجدل بمعنى النزاع مع الطرف الاخر ورده بالدليل او شبه الدليل<ref>الکلیات، ص353، «جدل. </ref> فانه يختلف من حيث المصداق والاحكام.
ان عددا من مصادر الروايات<ref>الکافي، ج4، ص338؛ من لا یحضره الفقیه، ج2، ص328؛ البرهان، ج1، ص427.</ref> والتفاسير<ref>تفسیر ابن ابي حاتم، ج1، ص348-349؛ التبیان، ج2، ص164؛ تفسیر ابن کثیر، ج1، ص407.</ref> قد فسرت أيضا الجدل المحظور بشكل اخر،بحيث لم يشتمل أي منها على البراءة من المشركين.
ان عددا من مصادر الروايات<ref>الکافي، ج4، ص338؛ من لا یحضره الفقیه، ج2، ص328؛ البرهان، ج1، ص427.</ref> والتفاسير<ref>تفسیر ابن ابي حاتم، ج1، ص348-349؛ التبیان، ج2، ص164؛ تفسیر ابن کثیر، ج1، ص407.</ref> قد فسرت أيضا الجدل المحظور بشكل اخر، بحيث لم يشتمل أي منها على البراءة من المشركين.


===اتساع نطاق البراءة===
===اتساع نطاق البراءة===
سطر ١٢٦: سطر ١١٧:
البعض يرى انه رغم نكث العهد من قبل المشركين وعدائهم ازاء المسلمين وحصر البراءة من مشركي مكة و[[الحجاز]] في [[شبه الجزيرة العربية]] خلال صدر الاسلام فان مع انتشار الإسلام واتساع نطاق الظلم والعداء من قبل المستكبرين ازاء المسلمين في انحاء العالم فان زمان ومكان البراءة ايضا اصبح امرا متسعا.<ref>حج27، ص85؛ میقات حج، ش25، ص35، 38-40، «المباني الدینية البراءة من المشرکین.</ref>
البعض يرى انه رغم نكث العهد من قبل المشركين وعدائهم ازاء المسلمين وحصر البراءة من مشركي مكة و[[الحجاز]] في [[شبه الجزيرة العربية]] خلال صدر الاسلام فان مع انتشار الإسلام واتساع نطاق الظلم والعداء من قبل المستكبرين ازاء المسلمين في انحاء العالم فان زمان ومكان البراءة ايضا اصبح امرا متسعا.<ref>حج27، ص85؛ میقات حج، ش25، ص35، 38-40، «المباني الدینية البراءة من المشرکین.</ref>


== الامام الخميني(رض) واحياء سنة البراءة من المشركين ==
==الامام الخميني(رض) واحياء سنة البراءة من المشركين==


يعود احياء سنة البراءة من المشركين وتبيين اسسها في الفترة الراهنة الى [[الامام الخميني (رض)]].
يعود احياء سنة البراءة من المشركين وتبيين اسسها في الفترة الراهنة الى [[الامام الخميني (رض)]].
سطر ١٥٨: سطر ١٤٩:
===الحج الدامي===
===الحج الدامي===
                                                                        
                                                                        
وقد ادت اقامة مراسم البراءة من المشركين الى اتساع نطاق النزاع اعتبارا من عام 1983 الا انه في معظم الحالات كانت يتم تسوية المشاكل عبر التفاوض ومتابعة الطرفين. هذه الخلافات استمرت حتى عام 1987 وفي هذا العام ورغم  التنسيق الكامل بين السلطات الإيرانية والسعودية في إقامة مراسم البراءة من المشركين هاجمت القوات السعودية الحجاج في بعد ظهر اليوم السادس من [[ذي حجة]] 1407 هـ. في مکة<ref>نک: آن سوی حج خونین، ص13-20.</ref>بعد لحظات من بدء المراسم والقاء كلمة المشرف على الحجاج مستخدمين الاسلحة البيضاء والنارية وتواكبها بعض الاشخاص ذي زي مدني كانوا منتشرين على أسطح المباني.<ref>آن سوی حج خونین، ص15-20.</ref>
وقد ادت اقامة مراسم البراءة من المشركين الى اتساع نطاق النزاع اعتبارا من عام 1983 الا انه في معظم الحالات كانت يتم تسوية المشاكل عبر التفاوض ومتابعة الطرفين. هذه الخلافات استمرت حتى عام 1987 وفي هذا العام ورغم  التنسيق الكامل بين السلطات الايرانية والسعودية في اقامة مراسم البراءة من المشركين هاجمت القوات السعودية الحجاج في بعد ظهر اليوم السادس من [[ذي حجة]] 1407 هـ. في مکة<ref>نک: آن سوی حج خونین، ص13-20.</ref>بعد لحظات من بدء المراسم والقاء كلمة المشرف على الحجاج مستخدمين الاسلحة البيضاء والنارية وتواكبها بعض الاشخاص ذي زي مدني كانوا منتشرين على اسطح المباني.<ref>آن سوی حج خونین، ص15-20.</ref>


وبحسب البيان الرسمي لوزارة الخارجية الإيرانية، اسفرت الهجمات عن استشهاد واسر وفقدان 366 شخصًا، وفي وقت لاحق وصل عدد القتلى الى 400 شخص.<ref>کیهان، 12/5/1366؛ گل‌واژه‌های حج و عمره، ص112.</ref> هذا الحادث ادى الى تسمية هذا اليوم بيوم [[الجمعة الدامي]] في مكة بجيث ادت الى ردة فعل شديدة للغاية من قبل الإمام الخميني.<ref>صحیفة امام، ج20، ص349-350، 391؛ ج21، ص74.</ref>
وبحسب البيان الرسمي لوزارة الخارجية الايرانية، اسفرت الهجمات عن استشهاد واسر وفقدان 366 شخصًا، وفي وقت لاحق وصل عدد القتلى الى 400 شخص.<ref>کیهان، 12/5/1366؛ گل‌واژه‌های حج و عمره، ص112.</ref> هذا الحادث ادى الى تسمية هذا اليوم بيوم [[الجمعة الدامي]] في مكة بجيث ادت الى ردة فعل شديدة للغاية من قبل الامام الخميني.<ref>صحیفة امام، ج20، ص349-350، 391؛ ج21، ص74.</ref>


بعد هذا الحادث، قطعت العلاقات بين إيران و[[السعودية]] لمدة اربعة اعوام، فضلا عن توقف إيفاد الحجاج الايرانيين الى هذا البلد.<ref>کیهان، 26/5/1366؛ عربستان سعودی، ص126.</ref>
بعد هذا الحادث، قطعت العلاقات بين إيران و[[السعودية]] لمدة اربعة اعوام، فضلا عن توقف ايفاد الحجاج الايرانيين الى هذا البلد.<ref>کیهان، 26/5/1366؛ عربستان سعودی، ص126.</ref>


===بعد وفاة الامام الخميني (رض)===
===بعد وفاة الامام الخميني (رض)===
سطر ١٦٨: سطر ١٥٩:
بعد وافة الامام الخميني، اكد [[آية الله الخامنئي]]، منذ بداية قيادته، على مواقف مؤسس الثورة الاسلامية على الابعاد السياسية للحج، بما في ذلك الاعلان عن البراءة من المشركين، واعتبرها فرصة لمواجهة خطط الاستكبار و[[الصهيونية]].<ref>نک: صحیفة حج، ج2، ص172-173، 203.</ref>
بعد وافة الامام الخميني، اكد [[آية الله الخامنئي]]، منذ بداية قيادته، على مواقف مؤسس الثورة الاسلامية على الابعاد السياسية للحج، بما في ذلك الاعلان عن البراءة من المشركين، واعتبرها فرصة لمواجهة خطط الاستكبار و[[الصهيونية]].<ref>نک: صحیفة حج، ج2، ص172-173، 203.</ref>


على الرغم من استئناف العلاقات الايرانية - السعودية في عام 1991 وايفاد الحجاج، الا ان عملية منع السعوديين من اقامة مراسم البراءة من المشركين كانت مستمرة خلال هذه الفترة،بحيث اقامة هذه المراسم واجهت بصعوبات خلال هذه السنوات. في عام 1991 اقيمت المراسم امام [[بعثه الجمهورية الاسلامية]]الايرانية في مكة المكرمة.<ref>سیماي حج در سال 70، ص190.</ref><ref>کیهان، 30/3/1370.</ref>وفي عام 1992 الموافق للسادس من ذي حجة عام 1412 اقيمت هذه المراسم بشكل عظيم كالعام السابق له.<ref>نک:با کاروان ابراهیم، ص113-145.</ref>
على الرغم من استئناف العلاقات الايرانية - السعودية في عام 1991 وايفاد الحجاج، الا ان عملية منع السعوديين من اقامة مراسم البراءة من المشركين كانت مستمرة خلال هذه الفترة،بحيث اقامة هذه المراسم واجهت بصعوبات خلال هذه السنوات. في عام 1991 اقيمت المراسم امام بعثه الجمهورية الاسلامية الايرانية في مكة المكرمة.<ref>سیماي حج در سال 70، ص190.</ref><ref>کیهان، 30/3/1370.</ref>وفي عام 1992 الموافق للسادس من ذي حجة عام 1412 اقيمت هذه المراسم بشكل عظيم كالعام السابق له.<ref>نک:با کاروان ابراهیم، ص113-145.</ref>


===مراسم البراءة خلال الاعوام الاخيرة===
===مراسم البراءة خلال الاعوام الاخيرة===
سطر ١٧٩: سطر ١٧٠:
==المنابع==
==المنابع==
{{الهوامش}}
{{الهوامش}}
* '''آن سوی حج خونین''': سید حسن میردامادی، تهران، مرکز تحقیقات و نشر حج، 1367ش.
* '''آن سوی حج خونین''': سید حسن میردامادي، طهران، مرکز تحقیقات و نشر حج، 1367ش.


* '''ابعاد سیاسی و اجتماعی حج''': محمد تقی رهبر، تهران، مشعر، 1377ش.
* '''ابعاد سیاسي و اجتماعي حج''': محمد تقی رهبر، طهران، مشعر، 1377ش.


* '''الاحتجاج''': ابومنصور الطبرسی (م. 520ق.)، به کوشش سید محمد باقر، دار النعمان، 1386ق.
* '''الاحتجاج''': ابومنصور الطبرسي (م. 520ق.)، بمحاولة سید محمد باقر، دار النعمان، 1386ق.


* '''احقاق الحق''': نورالله الحسینی الشوشتری (م. 1019ق.)، تعلیقات شهاب الدین نجفی، قم، مکتبة النجفی، 1406ق.
* '''احقاق الحق''': نورالله الحسینی الشوشتری (م. 1019ق.)، تعلیقات شهاب الدین نجفی، قم، مکتبة النجفي، 1406ق.


* '''احکام القرآن''': الجصاص (م. 370ق.)، به کوشش قمحاوی، بیروت، دار احیاء التراث العربی، 1405ق.
* '''احکام القرآن''': الجصاص (م. 370ق.)، بمحاولة قمحاوي، بیروت، دار احیاء التراث العربي، 1405ق.


* '''ارشاد الاذهان الی تفسیر القرآن''': محمد سبزواری (م. 1409ق.)، بیروت، دار التعارف، 1419ق.
* '''ارشاد الاذهان الی تفسیر القرآن''': محمد سبزواري (م. 1409ق.)، بیروت، دار التعارف، 1419ق.


* '''اسد الغابه''': ابن اثیر (م. 630ق.)، بیروت، دار الکتاب العربی.
* '''اسد الغابة''': ابن اثیر (م. 630ق.)، بیروت، دار الکتاب العربي.


* '''اعلام الوری''': الطبرسی (م. 548ق.)، قم، آل البیت''':، 1417ق.
* '''اعلام الوری''': الطبرسي (م. 548ق.)، قم، آل البیت''':، 1417ق.


* '''امتاع الاسماع''': المقریزی (م. 845ق.)، به کوشش محمد عبدالحمید، بیروت، دار الکتب العلمیه، 1420ق.
* '''امتاع الاسماع''': المقریزي (م. 845ق.)، بمحاولة محمد عبدالحمید، بیروت، دار الکتب العلمیة، 1420ق.


* '''انساب الاشراف''': البلاذری (م. 279ق.)، به کوشش زکار و زرکلی، بیروت، دار الفکر، 1417ق.
* '''انساب الاشراف''': البلاذري (م. 279ق.)، بمحاولة زکار و زرکلی، بیروت، دار الفکر، 1417ق.


* '''با کاروان ابراهیم در سال 71''': جعفریان و خسروی، مشعر، 1371ش.
* '''با کاروان ابراهیم در سال 71''': جعفریان وخسروي، مشعر، 1371ش.


* '''با کاروان عشق در سال 72''': رسول جعفریان، تهران، مشعر، 1372ش.
* '''با کاروان عشق در سال 72''': رسول جعفریان، طهران، مشعر، 1372ش.


* '''بحار الانوار''': المجلسی (م. 1110ق.)، بیروت، دار احیاء التراث العربی، 1403ق.
* '''بحار الانوار''': المجلسي (م. 1110ق.)، بیروت، دار احیاء التراث العربي، 1403ق.


* '''البدایة و النهایه''': ابن کثیر (م. 774ق.)، به کوشش علی شیری، بیروت، دار احیاء التراث العربی، 1408ق.
* '''البدایة و النهایة''': ابن کثیر (م. 774ق.)، بمحاولة علي شیري، بیروت، دار احیاء التراث العربي، 1408ق.


* '''البرائة من المشرکین بین المعنی الشرعی و التاویلات الشیعی''': عبدالرحمن بن عبدالله آل علی، دار اضواء المجتمع.
* '''البرائة من المشرکین بین المعنی الشرعی و التاویلات الشیعي''': عبدالرحمن بن عبدالله آل علی، دار اضواء المجتمع.


* '''البرهان فی تفسیر القرآن''': البحرانی (م. 1107ق.)، قم، البعثه، 1415ق.
* '''البرهان في تفسیر القرآن''': البحراني (م. 1107ق.)، قم، البعثة، 1415ق.


* '''بیان السعاده''': الجنابذی (م. 1327ق.)، بیروت، اعلمی، 1408ق.
* '''بیان السعادة''': الجنابذي (م. 1327ق.)، بیروت، اعلمي، 1408ق.


* '''تاج العروس''': الزبیدی (م. 1205ق.)، به کوشش علی شیری، بیروت، دار الفکر، 1414ق.
* '''تاج العروس''': الزبیدي (م. 1205ق.)، بمحاولة علي شیري، بیروت، دار الفکر، 1414ق.


* '''تاریخ الیعقوبی''': احمد بن یعقوب (م. 292ق.)، بیروت، دار صادر، 1415ق.
* '''تاریخ الیعقوبي''': احمد بن یعقوب (م. 292ق.)، بیروت، دار صادر، 1415ق.


* '''التبیان''': الطوسی (م. 460ق.)، به کوشش العاملی، بیروت، دار احیاء التراث العربی.
* '''التبیان''': الطوسي (م. 460ق.)، بمحاولة العاملي، بیروت، دار احیاء التراث العربي.


* '''التحقیق''': المصطفوی، تهران، وزارت ارشاد، 1374ش.
* '''التحقیق''': المصطفوي، طهران، وزارة الارشاد، 1374ش.


* '''تسنیم''': جوادی آملی، قم، اسراء، 1378ش.
* '''تسنیم''': جوادي آملي، قم، اسراء، 1378ش.


* '''تفسیر ابن ابی‌حاتم (تفسیر القرآن العظیم)''':  ابن ابی‌حاتم (م. 327ق.)، به کوشش اسعد محمد، بیروت، المکتبة العصریه، 1419ق.
* '''تفسیر ابن ابی‌حاتم (تفسیر القرآن العظیم)''':  ابن ابی‌حاتم (م. 327ق.)، بمحاولة اسعد محمد، بیروت، المکتبة العصریة، 1419ق.


* '''تفسیر ابن کثیر (تفسیر القرآن العظیم)''':  ابن کثیر (م. 774ق.)، به کوشش شمس الدین، بیروت، دار الکتب العلمیه، 1419ق.
* '''تفسیر ابن کثیر (تفسیر القرآن العظیم)''':  ابن کثیر (م. 774ق.)، بمحاولة شمس الدین، بیروت، دار الکتب العلمیة، 1419ق.


* '''تفسیر العیاشی''': العیاشی (م. 320ق.)، به کوشش رسولی محلاتی، تهران، المکتبة العلمیة الاسلامیه.
* '''تفسیر العیاشي''': العیاشي (م. 320ق.)، بمحاولة رسولي محلاتي، طهران، المکتبة العلمیة الاسلامیة.


* '''التفسیر الکبیر''': الفخر الرازی (م. 606ق.)، بیروت، دار احیاء التراث العربی، 1415ق.
* '''التفسیر الکبیر''': الفخر الرازي (م. 606ق.)، بیروت، دار احیاء التراث العربي، 1415ق.


* '''التفسیر المنسوب الی الامام العسکری7''': به کوشش ابطحی، قم، مدرسه امام مهدی، 1409ق.
* '''التفسیر المنسوب الی الامام العسکري7''': بمحاولة ابطحي، قم، مدرسه امام مهدي، 1409ق.


* '''تفسیر فرات الکوفی''': الفرات الکوفی (م. 307ق.)، به کوشش محمد کاظم، تهران، وزارت ارشاد، 1374ش.
* '''تفسیر فرات الکوفي''': الفرات الکوفي (م. 307ق.)، بمحاولة محمد کاظم، طهران، وزارة الارشاد، 1374ش.


* '''تفسیر قرطبی (الجامع لاحکام القرآن)''':  القرطبی (م. 671ق.)، بیروت، دار احیاء التراث العربی، 1405ق.
* '''تفسیر قرطبی (الجامع لاحکام القرآن)''':  القرطبي (م. 671ق.)، بیروت، دار احیاء التراث العربي، 1405ق.


* '''تفسیر نمونه''': مکارم شیرازی و دیگران، تهران، دار الکتب الاسلامیه، 1375ش.
* '''تفسیر نمونه''': مکارم شیرازي و الاخرین، طهران، دار الکتب الاسلامیة، 1375ش.


* '''تهذیب الاحکام''': الطوسی (م. 460ق.)، به کوشش موسوی و آخوندی، تهران، دار الکتب الاسلامیه، 1365ش.
* '''تهذیب الاحکام''': الطوسي (م. 460ق.)، بمحاولة موسوي و آخوندي، طهران، دار الکتب الاسلامیة، 1365ش.


* '''جامع البیان''': الطبری (م. 310ق.)، به کوشش صدقی جمیل، بیروت، دار الفکر، 1415ق.
* '''جامع البیان''': الطبري (م. 310ق.)، بمحاولة صدقي جمیل، بیروت، دار الفکر، 1415ق.


* '''جوامع الجامع''': الطبرسی (م. 548ق.)، به کوشش گرجی، تهران، 1378ش.
* '''جوامع الجامع''': الطبرسي (م. 548ق.)، بمحاولة کرجي، طهران، 1378ش.


* '''چارچوبی تحلیلی برای بررسی سیاست خارجی''': روح الله رمضانی، ترجمه''': علیرضا طیب، تهران، نشر نی، 1380ش.
* '''چارچوبي تحلیلي برای بررسی سیاست خارجی''': روح الله رمضاني، ترجمه''': علیرضا طیب، طهران، نشر ني، 1380ش.


* '''حج25''': رضا مختاری، تهران، مشعر، 1384ش.
* '''حج25''': رضا مختاري، طهران، مشعر، 1384ش.


* '''حج27 گزارشی از حج‌گزاری 1427ق./ 1385ش.''': حسن مهدویان.
* '''حج27 گزارشي از حج‌گزاري 1427ق./ 1385ش.''': حسن مهدویان.


* '''حج29''': حجت الله بیات و سید حسین اسحاقی، تهران، مشعر، 1388ش.
* '''حج29''': حجت الله بیات و سید حسین اسحاقي، طهران، مشعر، 1388ش.


* '''الخصال''': الصدوق (م. 381ق.)، قم، جامعه مدرسین، 1403ق.
* '''الخصال''': الصدوق (م. 381ق.)، قم، جامعة مدرسین، 1403ق.


* '''در راه برپایی حج ابراهیمی''': عباسعلی عمید زنجانی، وزارت ارشاد.
* '''در راه برپایی حج ابراهیمي''': عباسعلي عمید زنجاني، وزارة الارشاد.


* '''روابط بین الملل در اسلام''': جوادی آملی، به کوشش سعید بندعلی، اسراء، 1388ش.
* '''روابط بین الملل در اسلام''': جوادي آملي، بمحاولة سعید بندعلي، اسراء، 1388ش.


* '''الروض الانف''': السهیلی (م. 581ق.)، به کوشش عبدالرحمن، بیروت، دار احیاء التراث العربی، 1412ق.
* '''الروض الانف''': السهیلي (م. 581ق.)، بمحاولة عبدالرحمن، بیروت، دار احیاء التراث العربي، 1412ق.


* '''زاد المسیر''': ابن جوزی (م. 597ق.)، به کوشش محمد عبدالرحمن، بیروت، دار الفکر، 1407ق.
* '''زاد المسیر''': ابن جوزي (م. 597ق.)، بمحاولة محمد عبدالرحمن، بیروت، دار الفکر، 1407ق.


* '''السنن الکبری''': البیهقی (م. 458ق.)، بیروت، دار الفکر.
* '''السنن الکبری''': البیهقي (م. 458ق.)، بیروت، دار الفکر.


* '''السیرة النبویه''': ابن هشام (م. 213/218ق.)، به کوشش محمد محیی الدین، مصر، مکتبة محمد علی صبیح، 1383ق.
* '''السیرة النبویه''': ابن هشام (م. 213/218ق.)، بمحاولة محمد محیی الدین، مصر، مکتبة محمد علي صبیح، 1383ق.


* '''سیره ابن اسحق (السیر و المغازی)''':  ابن اسحق (م. 151ق.)، به کوشش محمد حمید الله‏، معهد الدراسات و الابحاث.
* '''سیره ابن اسحق (السیر و المغازي)''':  ابن اسحق (م. 151ق.)، بمحاولة محمد حمید الله‏، معهد الدراسات و الابحاث.


* '''سیمای حج در سال70''': سرهنگی، گیویان، بهبودی.
* '''سیمای حج در سال70''': سرهنگی، گیویان، بهبودی.


* '''الصحاح''': الجوهری (م. 393ق.)، به کوشش العطار، بیروت، دار العلم للملایین، 1407ق.
* '''الصحاح''': الجوهري (م. 393ق.)، بمحاولة العطار، بیروت، دار العلم للملایین، 1407ق.


* '''الصحیفة السجادیه''': علی بن الحسین (ع)،  قم، الهادی، 1418ق.
* '''الصحیفة السجادیة''': علي بن الحسین (ع)،  قم، الهادي، 1418ق.


* '''صحیفه امام''': مجموعه سخنرانی امام خمینی1.
* '''صحیفه امام''': مجموعه سخنراني امام خمینی1.


* '''صحیفه حج''': سخنان امام خمینی1 و آیت‌الله خامنه‌ای، مرکز تحقیقات حج.
* '''صحیفه حج''': سخنان امام خمینی1 و آیت‌الله خامنه‌ای، مرکز تحقیقات حج.
سطر ٢٨٣: سطر ٢٧٤:
* '''عربستان سعودی''': رقیه سادات عظیمی، وزارت امور خارجه، 1375ش.
* '''عربستان سعودی''': رقیه سادات عظیمی، وزارت امور خارجه، 1375ش.


* '''علل الشرائع''': الصدوق (م. 381ق.)، به کوشش بحر العلوم، نجف، المکتبة الحیدریه، 1385ق.
* '''علل الشرائع''': الصدوق (م. 381ق.)، بمحاولة بحر العلوم، نجف، المکتبة الحیدریه، 1385ق.


* '''العین''': خلیل (م. 175ق.)، به کوشش المخزومی و السامرائی، دار الهجره، 1409ق.
* '''العین''': خلیل (م. 175ق.)، بمحاولة المخزومی و السامرائی، دار الهجره، 1409ق.


* '''فتح الباری''': ابن حجر العسقلانی (م. 852ق.)، بیروت، دار المعرفه.
* '''فتح الباری''': ابن حجر العسقلانی (م. 852ق.)، بیروت، دار المعرفه.
سطر ٢٩١: سطر ٢٨٢:
* '''فتوح البلدان''': البلاذری (م. 279ق.)، بیروت، دار الهلال، 1988م.
* '''فتوح البلدان''': البلاذری (م. 279ق.)، بیروت، دار الهلال، 1988م.


* '''قاموس قرآن''': علی اکبر قرشی، تهران، دار الکتب الاسلامیه، 1371ش.
* '''قاموس قرآن''': علی اکبر قرشی، طهران، دار الکتب الاسلامیه، 1371ش.


* '''کامل الزیارات''': ابن قولویه القمی (م. 368ق.)، نجف، مرتضویه، 1356ق.
* '''کامل الزیارات''': ابن قولویه القمی (م. 368ق.)، نجف، مرتضویه، 1356ق.
سطر ٢٩٧: سطر ٢٨٨:
* '''کتاب سلیم بن قیس''': الهلالی (م. 76ق.)، قم، الهادی، 1415ق.
* '''کتاب سلیم بن قیس''': الهلالی (م. 76ق.)، قم، الهادی، 1415ق.


* '''الکافی''': الکلینی (م. 329ق.)، به کوشش غفاری، تهران، دار الکتب الاسلامیه، 1375ش.
* '''الکافی''': الکلینی (م. 329ق.)، بمحاولة غفاری، طهران، دار الکتب الاسلامیة، 1375ش.


* '''الکامل فی ضعفاء الرجال''': عبدالله بن عدی (م. 365ق.)، به کوشش غزاوی، بیروت، دار الفکر، 1409ق.
* '''الکامل فی ضعفاء الرجال''': عبدالله بن عدی (م. 365ق.)، بمحاولة غزاوي، بیروت، دار الفکر، 1409ق.


* '''الکشاف''': الزمخشری (م. 538ق.)، قم، بلاغت، 1415ق.
* '''الکشاف''': الزمخشری (م. 538ق.)، قم، بلاغة، 1415ق.


* '''گل‌واژه‌های حج و عمره''': علیرضا بصیری، تهران، مشعر، 1387ش.
* '''گل‌واژه‌های حج و عمره''': علیرضا بصیری، طهران، مشعر، 1387ش.


* '''لسان العرب''': ابن منظور (م. 711ق.)، قم، ادب الحوزه، 1405ق.
* '''لسان العرب''': ابن منظور (م. 711ق.)، قم، ادب الحوزه، 1405ق.


* '''مبانی دینی و سیاسی برائت از مشرکین''': جواد ورعی، مشعر، 1379ش.
* '''مبانی دینی و سیاسی برائت از مشرکین''': جواد ورعي، مشعر، 1379ش.


* '''مجمع البیان''': الطبرسی (م. 548ق.)، بیروت، دار المعرفه، 1406ق.
* '''مجمع البیان''': الطبرسي (م. 548ق.)، بیروت، دار المعرفة، 1406ق.


* '''مروری بر روابط ایران و عربستان در دو دهه اخیر''': بهرام اخوان کاظمی، معاونت پژوهشی سازمان تبلیغات، 1373ش.
* '''مروری بر روابط ایران و عربستان در دو دهه اخیر''': بهرام اخوان کاظمي، معاونت پژوهشی سازمان تبلیغات، 1373ش.


* '''المزار الکبیر''': محمد بن المشهدی (م. 610ق.)، به کوشش القیّومی، قم، النشر الاسلامی، 1419ق.
* '''المزار الکبیر''': محمد بن المشهدي (م. 610ق.)، بمحاولة القیّومی، قم، النشر الاسلامي، 1419ق.


* '''معانی القرآن''': الفراء (م. 207ق.)، به کوشش نجاتی و نجار، مصر، دار الکتب المصریه.
* '''معانی القرآن''': الفراء (م. 207ق.)، بمحاولة نجاتي و نجار، مصر، دار الکتب المصریة.


* '''معجم البلدان''': یاقوت الحموی (م. 626ق.)، بیروت، دار صادر، 1995م.
* '''معجم البلدان''': یاقوت الحموي (م. 626ق.)، بیروت، دار صادر، 1995م.


* '''معجم مقاییس اللغه''': ابن فارس (م. 395ق.)، به کوشش عبدالسلام، قم، دفتر تبلیغات، 1404ق.
* '''معجم مقاییس اللغه''': ابن فارس (م. 395ق.)، بمحاولة عبدالسلام، قم، دفتر تبلیغات، 1404ق.


* '''المغازی''': الواقدی (م. 207ق.)، به کوشش مارسدن جونس، بیروت، اعلمی، 1409ق.
* '''المغازی''': الواقدي (م. 207ق.)، بمحاولة مارسدن جونس، بیروت، اعلمي، 1409ق.


* '''مفردات''': الراغب (م. 425ق.)، نشر الکتاب، 1404ق.
* '''مفردات''': الراغب (م. 425ق.)، نشر الکتاب، 1404ق.


* '''من لا یحضره الفقیه''': الصدوق (م. 381ق.)، به کوشش غفاری، قم، نشر اسلامی، 1404ق.
* '''من لا یحضره الفقیه''': الصدوق (م. 381ق.)، بمحاولة غفاري، قم، النشر الاسلامي، 1404ق.


* '''مناقب اهل البیت''': ''': حیدر علی الشیروانی (م. قرن12ق.)، به کوشش الحسون، منشورات الاسلامیه، 1414ق.
* '''مناقب اهل البیت''': ''': حیدر علي الشیرواني (م. قرن12ق.)، بمحاولة الحسون، منشورات الاسلامیة، 1414ق.


* '''مناقب آل ابی‌طالب''': ابن شهرآشوب (م. 588ق.)، به کوشش گروهی از اساتید نجف، نجف، المکتبة الحیدریه، 1376ق.
* '''مناقب آل ابی‌طالب''': ابن شهرآشوب (م. 588ق.)، بمحاولة گروهی از اساتید نجف، نجف، المکتبة الحیدریة، 1376ق.


* '''المیزان''': الطباطبائی (م. 1402ق.)، بیروت، اعلمی، 1393ق.
* '''المیزان''': الطباطبائي (م. 1402ق.)، بیروت، اعلمي، 1393ق.


* '''میقات حج (فصلنامه)''':  تهران، حوزه نمایندگی ولی فقیه در امور حج و زیارت.
* '''میقات حج (فصلنامه)''':  طهران، حوزه نمایندگی ولی فقیه در امور حج و زیارت.


* '''وسائل الشیعه''': الحر العاملی (م. 1104ق.)، به کوشش ربانی شیرازی، بیروت، دار احیاء التراث العربی، 1403ق.
* '''وسائل الشیعه''': الحر العاملي (م. 1104ق.)، بمحاولة رباني شیرازي، بیروت، دار احیاء التراث العربي، 1403ق.


{{end}}
{{end}}