الفرق بين المراجعتين لصفحة: «ابو طالب»

سطر ١٩: سطر ١٩:


=== المكانة الاجتماعية ===
=== المكانة الاجتماعية ===
وبحسب [[حديث]] مرويّ عن [[الإمام علي(ع)]]، كان أبو طالب ـ مع فقره ـ سيّد قريش، ولم يُعرَف قبلَه فقيرٌ تولّى رئاسة قريش.<ref>تاریخ یعقوبی، ج۲، ص۱۴.</ref> وكانت مَكارمه مشهورة بينهم. ولِما كان له من حكمةٍ ونفوذ كلمة، كانت القبائل تحكمه بينهم عند وقوع الخلافات. ويُنسب إليه تأسيس سُنّة «القَسامة»؛ وهو الحلف بالأيمان عند الشهادة لأولياء الدم.<ref>سنن النسائی، ج۸، ص۳-۵؛ شرح نهج البلاغه، ج۱۵، ص۲۱۹.</ref> وظلّت هذه السنّة معمولاً بها في الإسلام أيضاً.<ref>شرح نهج البلاغه، ج۱۵، ص۲۱۹.</ref>
وبحسب [[حديث]] مرويّ عن [[الإمام علي(ع)]]، كان أبو طالب ـ مع فقره ـ سيّد قريش، ولم يُعرَف قبلَه فقيرٌ تولّى رئاسة قريش.<ref>تاریخ یعقوبی، ج۲، ص۱۴.</ref> وكانت مَكارمه مشهورة بينهم. ولِما كان له من حكمةٍ ونفوذ كلمة، كانت القبائل تحكمه بينهم عند وقوع الخلافات. ويُنسب إليه تأسيس سُنّة «[[القسامة|القَسامة]]»؛ وهو الحلف بالأيمان عند الشهادة لأولياء الدم.<ref>سنن النسائی، ج۸، ص۳-۵؛ شرح نهج البلاغه، ج۱۵، ص۲۱۹.</ref> وظلّت هذه السنّة معمولاً بها في الإسلام أيضاً.<ref>شرح نهج البلاغه، ج۱۵، ص۲۱۹.</ref>


=== الخصائص ===
=== الخصائص ===
كان أبو طالب مشهوراً بالسَّخاء.[٩] كما كان شاعراً قويّاً متميّزاً.[١٠] وقد لقي شعره في القرون الإسلامية الأولى اهتماماً لدى كبار الشعراء والأدباء.[١١] وقد نظم في نصرة النبي(ص) قصيدةً اشتهرت بـ «اللاميّة».[١٢] وجُمعت أشعاره في القرن الثالث الهجري على يد أبي هِفّان المهزمي بعنوان ''ديوان أبي طالب''.[١٣]
كان أبو طالب مشهوراً بالسَّخاء.<ref>انساب الاشراف، ج۲، ص۲۸۸.</ref> كما كان شاعراً قويّاً متميّزاً.<ref>شرح نهج البلاغه، ج۱۵، ص۲۱۹.</ref> وقد لقي شعره في القرون الإسلامية الأولى اهتماماً لدى كبار الشعراء والأدباء.<ref>الکتاب، ج۳، ص۲۶۰-۲۶۱؛ البیان و التبیین، ج۳، ص۳۰.</ref> وقد نظم في نصرة النبي(ص) قصيدةً اشتهرت بـ «[[اللامية|اللاميّة]]».<ref>ایمان ابی طالب، مفید، ص۱۸.</ref> وجُمعت أشعاره في القرن الثالث الهجري على يد أبي هِفّان المهزمي بعنوان ''ديوان أبي طالب''.<ref>دیوان ابی‌طالب، ۲۰۰۳م، ص۳۷ و۴۶.</ref>
 
=== وفاته ===
=== وفاته ===
توفّي أبو طالب في شهر ذي القعدة أو في منتصف شوّال من العام العاشر للبعثة، وهو في السادسة والثمانين من عمره، وقيل في التاسعة والثمانين أو التسعين.[١٤] ودُفن ـ كما دُفن أبوه عبد المطلب[١٥] ـ في مقبرة جَنّة المعلّى بمكة.[١٦] وسمّى النبي(ص) ذلك العام الذي شهد وفاة أبي طالب وخديجة بـ «عام الحُزن».[١٧] وبعد وفاته اشتدّت الضغوط على المسلمين.[١٨] والمقبرة التي دُفن فيها تُعرف لدى الإيرانيين باسم «مقبرة أبي طالب».[١٩]
توفّي أبو طالب في شهر ذي القعدة أو في منتصف شوّال من العام العاشر للبعثة، وهو في السادسة والثمانين من عمره، وقيل في التاسعة والثمانين أو التسعين.<ref>الطبقات، ابن سعد، ج۱، ص۱۲۵؛ تاریخ یعقوبی، ج۲، ص۳۵.</ref> ودُفن ـ كما دُفن أبوه عبد المطلب<ref>الطبقات، ابن سعد، ج۱، ص۱۱۹.</ref> ـ في مقبرة [[مقبرة أبي طالب|جَنّة المعلّى]] بمكة.<ref>انساب الاشراف، ج۲، ص۲۸۹.</ref> وسمّى [[النبي محمد (ص)|النبي(ص)]] ذلك العام الذي شهد وفاة أبي طالب و<nowiki/>[[خديجة]] بـ «[[عام الحزن|عام الحُزن]]».<ref>امتاع الاسماع، ج۱، ص۴۵.</ref> وبعد وفاته اشتدّت الضغوط على المسلمين.<ref>السیرة ‌النبویه، ج۲، ص۲۸۴؛ تاریخ طبری، ج۲، ص۶۸-۶۹؛ دلائل النبوه، ج۲، ص۳۴۹-۳۵۰.</ref> والمقبرة التي دُفن فيها تُعرف لدى الإيرانيين باسم «[[جنة المعلاة|مقبرة أبي طالب]]».<ref>آثار اسلامی مکه و مدینه، ص161.</ref>


== كفالته للنبي(ص) ==
== كفالته للنبي(ص) ==
بعد وفاة عبد المطلب، تولّى أبو طالب ـ وفق وصيّته ـ كفالة النبي(ص) وكان حينها في الثامنة من عمره.[٢٠] وقد نُقل أنّ أبا طالب كان يُظهر له من المحبة ما لم يُظهره لأبنائه، ويُهيّئ له أفضل الطعام، ويجعل فراشه إلى جانب فراشه، ويحرص على أن يصحبه دائماً.[٢١] وكان يأخذه معه في سفراته التجارية، وفي إحدى تلك الرحلات حدثت حادثة لقاء الراهب بَحيرا وبشارته لأبي طالب بنبوّة محمد(ص).[٢٢]
بعد وفاة [[عبد المطلب]]، تولّى أبو طالب ـ وفق وصيّته ـ كفالة [[النبي محمد (ص)|النبي(ص)]] وكان حينها في الثامنة من عمره.<ref>تاریخ طبری، ج۲، ص۱۸؛ دلائل النبوه، ج۲، ص۲۲.</ref> وقد نُقل أنّ أبا طالب كان يُظهر له من المحبة ما لم يُظهره لأبنائه، ويُهيّئ له أفضل الطعام، ويجعل فراشه إلى جانب فراشه، ويحرص على أن يصحبه دائماً.<ref>الطبقات، ابن سعد، ج۱، ص۱۱۹.</ref> وكان يأخذه معه في سفراته التجارية، وفي إحدى تلك الرحلات حدثت حادثة لقاء [[الراهب بحيرا|الراهب بَحيرا]] وبشارته لأبي طالب بنبوّة محمد(ص).<ref>الطبقات، ابن سعد، ج۱، ص۱۲۰-۱۲۱؛ انساب الاشراف، ج۱، ص۱۰۶.</ref>


وقد نصح أبو طالب النبي(ص) بالعمل التجاري مع خديجة،[٢٣] ثم مثّلَهُ في خطبتها،[٢٤] وقيل إنّه هو الذي تولّى عقد الزواج أيضاً.[٢٥]
وقد نصح أبو طالب النبي(ص) بالعمل التجاري مع خديجة<ref>الطبقات، ابن سعد، ج۱، ص۱۲۹؛ انساب الاشراف، ج۱، ص۱۰۶.</ref>، ثم مثّلَهُ في خطبتها<ref>انساب الاشراف، ج۱، ص۱۰۷؛ تاریخ یعقوبی، ج۲، ص۲۰.</ref>، وقيل إنّه هو الذي تولّى عقد الزواج أيضاً.<ref>تاریخ یعقوبی، ج۱، ص۳۴۱؛ الروض الانف، ج۲، ص۲۳۸؛ شرح نهج البلاغه، ج۱۴، ص۷۰.</ref>


== دعمه للنبي(ص) ==
== دعمه للنبي(ص) ==