الفرق بين المراجعتين لصفحة: «مستخدم:A.yasin/الملعب 2»

من ويكي‌حج
لا ملخص تعديل
 
(١٢ مراجعات متوسطة بواسطة نفس المستخدم غير معروضة)
سطر ١: سطر ١:
'''أبو بكر بن أبي قحافة''' كان من [[المسلم|المسلمين]] الأوائل و<nowiki/>[[المهاجرين]]، و<nowiki/>[[صحابي|صحابياً]] معروفاً، وحموَ [[النبي محمد (ص)|النبي]] (ص) والخليفة الأول من بعده. وكان مع النبي أثناء هجرته من [[مكة]] إلى [[المدينة]] وحاضراً في جميع [[غزوات النبي|غزواته]]. أصبح أبو بكر [[أمير الحج]] في السنة التاسعة للهجرة، في أول حج تمتّع للمسلمين من المدينة المنورة. وبحسب بعض الأخبار، كان أبو بكر أيضاً مسؤولاً عن [[الحج|الحجاج]] في [[السنة الهجرية الحادية عشرة]] أيام خلافته.
'''الدرج الخارجي للكعبة''' أو السلم الخارجي للكعبة؛ كان يستخدم لدخول [[الكعبة]] منذ القدم. وقد وقف [[النبي محمد (ص)|نبي الإسلام]] (ص) عليه في [[فتح مكة]] وألقى خطبته الشهيرة. كما صعد عليه الصحابي المعروف [[أبو ذر الغفاري]] وروى حديثاً في فضائل [[أهل البيت]] (ع) متّكئاً على [[باب الكعبة]].
== اسمه ونسبه ==
أبو بكر هو عبد الله بن أبي قحافة من قبيلة بني تيم بن مرة القرشي، وأمه أم الخير سلمى بنت صخر؛ وهي ابنة عم أبي قحافة. ووفقاً لما ذكره البعض فإنه ولد قبل ثلاث سنوات من [[عام الفيل]]. وقيل إنّ أبا بكر كان عمره 63 عاماً عندما توفي في [[السنة الهجرية الثالثة عشر]].


كان اسمه قبل [[الإسلام]] عبد الكعبة، فغيّره [[النبي محمد (ص)|النبي]] (ص) إلى عبد الله. وكان يُكنّى بأبي بكر، وذكروا له عدّة ألقاب كالصدّيق والعتيق.
كان مدخل الكعبة على مستوى الأرض قبل تجديد [[قريش]] للكعبة، ولكن أثناء عملية إعادة إعمارها في السنة الخامسة قبل البعثة تم رفع [[باب الكعبة]] فوق سطح الأرض لأول مرة، وبُني سلم للدخول إليها. كما تمّ تجديد هذا الدرج واستبداله عبر التاريخ مرات عديدة كانت آخرها عام 2000م.
=== الزوجة والأولاد ===
== الموقع والتاريخ ==
كانت كلّ من قُتيلة بنت عبد العزى، وأم رومان بنت عامر بن عويمر، و<nowiki/>[[أسماء بنت عميس الخثعمية]]، وحبيبة بنت خارجة بن زيد الخزرجية زوجات أبي بكر. وأبناؤه هم [[عبد الله بن أبي بكر|عبد الله]] و<nowiki/>[[عبد الرحمن بن أبي بكر|عبد الرحمن]] و<nowiki/>[[محمد بن أبي بكر|محمد]]. وبناته هنّ [[أسماء بنت أبي بكر|أسماء]] و<nowiki/>[[عائشة بنت أبي بكر|عائشة]] وأم كلثوم. وكانت عائشة زوجةً للنبي (ص)، وأسماء زوجةً [[الزبير بن العوام|للزبير بن العوام]] وأمّ [[عبد الله بن الزبير]].
وينقل الأزرقي أنّ [[باب الكعبة|مدخل الكعبة]] كان مستوياً على سطح الأرض قبل ترميمها، ولكن جرى رفعه أثناء عملية إعادة إعمارها في السنة الخامسة قبل البعثة وبُني سلم للدخول إليها.<ref>أخبار مكة، ج1، ص159-163.</ref> وبعد ذلك كان الداخلون إلى الكعبة يقومون بخلع أحذيتهم ووضعها تحت سلم المدخل.<ref>أخبار مكة، ج1، ص174.</ref>
== إسلامه ==
=== فضيلة المكان ===
ذكروا أنّ إسلام أبي بكر كان بعد إسلام [[الإمام علي|علي]] (ع). وبعد [[الإسلام]]؛ اشترى أبو بكر بعضاً من عبيد قريش المسلمين المعرضين للتعذيب وأعتقهم.
وقف [[النبي محمد (ص)|النبي]] (ص) في [[فتح مكة]] (10هـ) على درج الكعبة وألقى خطبته الشهيرة.<ref>دلائل النبوة، ج5، ص85؛ تاريخ الإسلام، ج2، ص556.</ref> وفي رواية أيضاً أنّ [[أبو ذر الغفاري|أبا ذر]] أحد أصحاب النبي (ص) المعروفين صعد على درجات الكعبة متكئاً على بابها وروى حديثاً في فضائل [[أهل البيت]] (ع).<ref>الأمالي، ص482.</ref>
== البناء وإعادة الإعمار ==
تم إصلاح وترميم واستبدال الدرج أو السلم الخارجي عدة مرات. وقد وصف الأزرقي - وهو مؤرخ وكاتب سيرة عاش في القرن الثالث الهجري - الدرج الخارجي للكعبة بأنه مصنوع من خشب الساج ويبلغ طوله 8.5 ذراعاً (ما يزيد قليلاً عن 4 أمتار) وعرضه 3.5 ذراعاً (قرابة 2 متر) وذو 13 درجة.<ref>أخبار مكة، ج1، ص310؛ [https://wikihaj.com/index.php?title=پرونده%3Aتاریخ_القویم_ج۴.pdf&page=141 التاريخ القويم، ج4، ص140].</ref> في القرن القمري الخامس، كان عرض السلم يستوعب 10 أشخاص.<ref>سفرنامه ناصر خسرو، ص130، 135-136.</ref>


وقد رافق أبو بكر [[النبي محمد (ص)|النبي]] (ص) في دعوة القبائل أيام الحج وآخر سنوات إقامته بمكة، لمعرفته بأنساب العرب. وحين [[هجرة النبي|هاجر]] النبي إلى [[المدينة]] كان أبو بكر بصحبته.
ووُصف درج الكعبة في القرن السادس الهجري بأنه مؤلف من تسع درجات، ذات قواعد خشبية، وتستخدم أربع عجلات لتسهيل حركته.<ref>رحلة ابن جبير، ص62-63.</ref> وفي عام 766هـ، بُني درج جديد للكعبة<ref>رحلة ابن بطوطة، ج1، ص372.</ref> بأمر من سلطان مصر المملوكي شعبان بن الحسين.<ref>إتحاف الورى، ج3، ص304؛ تاريخ عمارة المسجد الحرام، ص80.</ref> وفي عام 814هـ تم إصلاح بعض الأجزاء الخشبية من هذا الدرج.<ref>شفاء الغرام، ج1، ص138؛ إتحاف الورى، ج3، ص488.</ref>
== بعد الهجرة إلى المدينة ==
[[المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار|آخى]] رسول الله (ص) بين أبي بكر و<nowiki/>[[سالم مولى حذيفة]] أو [[خارجة بن زيد]]. وقد آخى بينه وبين [[عمر بن الخطاب|عمر]] قبل ذلك بمكة. وشارك أبو بكر في جميع [[غزوات النبي|الغزوات]] وفي بعض [[سرايا النبي|السرايا]] على عهد رسول الله (ص). وجاء في بعض الأخبار أنه كان حامل لواء [[المهاجرين]] في [[غزوة بني المصطلق]] في [[السنة الهجرية الخامسة]].
=== إمارة الحج في السنة التاسعة للهجرة ===
خرج أبو بكر [[أمير الحج|أميراً على الحج]] في [[السنة التاسعة للهجرة]] وهو أول حج للمسلمين. وجاء في رواية أنه خرج من المدينة إلى مكة برفقة ثلاثمائة رجل ليبلغ [[سورة براءة]] عن رسول الله (ص). وأخذ معه في هذه الرحلة خمسة من الإبل [[التضحية|للتضحية]]، وأُمر أن يقف [[يوم عرفة]] في [[عرفات]]، خلافاً [[المشركين|للمشركين]] الذين كانوا يقفون في [[المشعر]]، وأن يخرج من عرفات بعد غروب الشمس ومن المشعر بعد طلوع الشمس.


وبعد أن [[الإحرام|أحرَم]] في [[ذو الحليفة|ذي الحليفة]] التقى وقت السحر ب<nowiki/>[[علي بن أبي طالب|علي]] (ع) في منطقة العرَج. وظن في البداية أنه قد تم عزله عن إمارة الحج؛ ولكنه علم بعد حديث علي بأنّ علياً (ع) أصبح هو المسؤول الوحيد عن إبلاغ تلك الآيات مع نزول الآيات الأولى من [[سورة التوبة]] (سورة براءة). وبناء على ذلك ذهب أبو بكر إلى مكة برفقة علي (ع)، وفي [[الحج]] خطب بالناس بعد ظهر اليوم السابع، ويوم عرفة، وبعد الظهر من عيد الأضحى في منى. وجاء في عدد من الروايات منها رواية عن [[ابن عباس]] أن أبا بكر عُزل عن إمارة الحج ورجع إلى المدينة.
وقد أرسل سيف الدين الشيخ المحمودي، المعروف بالمؤيد الشركسي، درجاً جديداً للكعبة عام 818هـ.<ref>إتحاف الورى، ج3، ص529.</ref> وهناك رواية أخرى تفيد أنه تم إرسال درج للكعبة عام 817هـ من قبل سلطان مصر سيف الدين شيخو.<ref>منائح الكرم، ج2، ص417.</ref>
== خلافته ==
 
اجتمع فريق من [[الأنصار]] بعد وفاة النبي محمد (ص) وقبل دفنه في [[سقيفة بني ساعدة]]، وتمت مبايعة أبي بكر خليفة للنبي (ص). رغم أنّ النبي كان قبل ذلك قد رفع يد علي بن أبي طالب (ع) في [[حجة الوداع]] في 18 من ذي الحجة سنة 10 للهجرة ([[حادثة الغدير]]) وأعلنه للناس حاكماً ووصياً من بعده.
وفي خبر منقول عام 1040هـ في العهد العثماني، كان طول الدرج حوالي أربعة أمتار، وله سبع درجات مصنوعة من خشب الصنوبر مع صفائح من النحاس والحديد، وكان مثبتّاً على أربع عجلات من النحاس.<ref>مفرحة الأنام، ص69.</ref>
=== ولاية الحجاج أيام الخلافة ===
 
عين أبو بكر في السنة الحادية عشرة للهجرة [[عمر بن الخطاب]] والياً على الحجاج، وأدى [[العمرة]] في شهر رجب في السنة الثانية عشرة للهجرة، وتولى مسؤولية الحجاج في موسم ذلك العام بنفسه. وقد ذكر البعض أن أبا بكر لم يحجّ أيام خلافته، وعين عمر بن الخطاب أو [[عتاب بن أسيد]] عاملَ النبي (ص) على مكة أو [[عبد الرحمن بن عوف]] أميراً على الحج.
وفي عام 1097هـ؛ أمر أحمد باشا - والي جدة العثماني وإمام الحرم آنذاك - ببناء درج جديد للكعبة مع درابزين على جانبيه في 16 [[شهر رمضان|رمضان]] من نفس العام.<ref>منائح الكرم، ج5، ص19.</ref>
== وفاته ==
=== الدرج الذي تبرع به حكام الهند ===
توفي أبو بكر إثر مرضه في السابع من جمادى الآخرة سنة 13 للهجرة. وبعد عامين وثلاثة أشهر و26 يوماً من الخلافة، توفي عن عمر يناهز 63 عاماً، وعندما توفي ترك خلفه واحة من غنائم بني النضير وأراضٍ في البحرين والغابة و<nowiki/>[[خيبر]].
يُذكر أنه في الأعوام 1116 و1240 و1300هـ، تم بناء أدراج جديدة وإرسالها إلى [[الكعبة]] من قبل الحكام [[المسلمين]] المحليين في الهند.<ref>[https://wikihaj.com/index.php?title=پرونده%3Aتاریخ_القویم_ج۴.pdf&page=141 التاريخ القويم، ج4، ص141-143.]</ref>
== العهد السعودي ==
وفي عام 1376هـ، تم الكشف عن سلم خشبي جديد صنع في مصر بأمر من الملك سعود بن عبد العزيز، مكون من 11 درجة بأغطية فضية ومزخرفة بزخارف عربية ذهبية.<ref>[https://wikihaj.com/index.php?title=پرونده%3Aتاریخ_القویم_ج۴.pdf&page=142 التاريخ القويم، ج4، ص142-143.]</ref>
 
وقد ذكر الكردي - أحد مؤرخي القرن الرابع عشر الهجري - نوعين من الأدراج الخارجية في عصره؛ أحدهما صغير يتّسع لشخص واحد، والآخر متحرك ويتّسع لعدة أشخاص. وكان هناك درجان من النوع الثاني يوضعان بجوار [[بئر زمزم]]<ref>[https://wikihaj.com/index.php?title=پرونده%3Aتاریخ_القویم_ج۴.pdf&page=140 التاريخ القويم، ج4، ص140].</ref> ويستخدمان في حالات مثل [[غسيل الكعبة]] و<nowiki/>[[تركيب ستائر الكعبة|تركيب الستائر]] والإصلاحات والمراسم المتعلقة بتوسعة [[الحرم المكي|الحرم]].<ref>التاريخ القويم، ج2، ص441.</ref>
=== الدرج الخارجي الحالي ===
تم افتتاح درج خارجي جديد في عام 2000م، أثناء مراسم غسل الكعبة المشرفة، وبحضور عدد من الوفود الإسلامية الحاضرة في [[حج|الحج]]. وكان مصنوعاً من خشب الساج بطول 565 سم، وارتفاع 480 سم، وعرض 188 سم، ووزن 6.5 ألف كغ. ويعمل هذا الدرج الكهربائي بـ 24 بطارية ويتم التحكم فيه بشكل آلي.<ref>[https://www.almowaten.net/2022/08/مواصفات-سلم-الكعبة-المشرفة/ «مواصفات سلم الكعبة المشرفة»]، موقع المواطن.</ref>
== معرض الصور ==
<gallery>
پلکان قدیمی کعبه.jpg|صورة لدرج الكعبة القديم
نمایی دیگر از پلکان خارجی کعبه.jpg|صورة أخرى لدرج الكعبة الخارجي
نمایی از پلکان جدید کعبه.jpg|صورة لدرج الكعبة الجديد
نمایی از انتقال پلکان ورودی.jpg|صورة تظهر تحريك درج دخول الكعبة
مشخصات پلکان جدید.jpg|مواصفات الدرج الجديد
تعمیر نردبان خارجی کعبه.jpg|صيانة درج الكعبة الخارجي
انتقال پلکان ورودی کعبه.jpg|تحريك درج دخول الكعبة
امکانات پلکان جدید.jpg|إمكانات الدرج الجديد
</gallery>
 
== الهوامش ==
{{الهوامش}}
<references />
{{پایان}}
 
== المنابع ==
{{الهوامش}}
*'''إتحاف الورى''': عمر بن محمد بن فهد (وفاة 885هـ.)، تحقيق عبد الكريم، مكة، جامعة‌ أم القرى، 1408هـ.
*'''أخبار مكة''': الأزرقي (وفاة 248هـ.)، تحقيق رشدي الصالح، مكة، مكتبة الثقافة، 1415هـ.
*'''الأمالي''': الطوسي (وفاة 460هـ.)، قم، دار الثقافة، 1414هـ.
*'''پلكان كعبة''': أبو الفضل رباني، دانشنامة حج و حرمين شريفين، ۱۳۹۲ش.
*'''تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير''': الذهبي (وفاة 748هـ.)، تحقيق عمر عبدالسلام، بيروت، دار الكتاب العربي، 1410هـ.
*'''تاريخ عمارة المسجد الحرام''': فوزية حسين مطر، مكة، جامعة‌ أم القرى، 1406هـ.
*'''التاريخ القويم''': محمد طاهر الكردي، تحقيق ابن دهيش، بيروت، دار خضر، 1420هـ.
*'''دلائل النبوة''': البيهقي (وفاة 458هـ.)، تحقيق عبد المعطي، بيروت، دار الكتب العلمية، 1405هـ.
*'''رحلة ابن بطوطة''': ابن بطوطة (وفاة 779هـ.)، تحقيق التازي، الرباط، المملكة المغربية، 1417هـ.
*'''رحلة ابن جبير''': محمد بن أحمد (وفاة 614هـ.)، بيروت، دار مكتبة الهلال، 1986م.
*'''سفرنامة ناصر خسرو''': ناصر خسرو (وفاة 481هـ.)، طهران، زوّار، 1381ش.
*'''شفاء الغرام''': محمد الفاسي (وفاة 832هـ.)، تحقيق جماعة من العلماء، بيروت، دار الكتب العلمية، 1421هـ.
*'''مفرحة الأنام في تأسيس بيت الله الحرام''': زين العابدين بن نور الدين الحسيني، تحقيق عمار عبودي نصار، طهران، مشعر، 1428هـ.
*'''منائح الكرم''': علي بن تاج الدين السنجاري (وفاة 1125هـ.)، تحقيق المصري، مكة، جامعة‌ أم القرى، 1419هـ.
* '''[https://www.almowaten.net/2022/08/مواصفات-سلم-الكعبة-المشرفة/ «مواصفات سلم الكعبة المشرفة»]'''، موقع المواطن، تاريخ النشر: 15/8/2022م، تاريخ المشاهدة: 12/5/2024م.

المراجعة الحالية بتاريخ ١٧:٤٩، ١٧ مايو ٢٠٢٤

الدرج الخارجي للكعبة أو السلم الخارجي للكعبة؛ كان يستخدم لدخول الكعبة منذ القدم. وقد وقف نبي الإسلام (ص) عليه في فتح مكة وألقى خطبته الشهيرة. كما صعد عليه الصحابي المعروف أبو ذر الغفاري وروى حديثاً في فضائل أهل البيت (ع) متّكئاً على باب الكعبة.

كان مدخل الكعبة على مستوى الأرض قبل تجديد قريش للكعبة، ولكن أثناء عملية إعادة إعمارها في السنة الخامسة قبل البعثة تم رفع باب الكعبة فوق سطح الأرض لأول مرة، وبُني سلم للدخول إليها. كما تمّ تجديد هذا الدرج واستبداله عبر التاريخ مرات عديدة كانت آخرها عام 2000م.

الموقع والتاريخ

وينقل الأزرقي أنّ مدخل الكعبة كان مستوياً على سطح الأرض قبل ترميمها، ولكن جرى رفعه أثناء عملية إعادة إعمارها في السنة الخامسة قبل البعثة وبُني سلم للدخول إليها.[١] وبعد ذلك كان الداخلون إلى الكعبة يقومون بخلع أحذيتهم ووضعها تحت سلم المدخل.[٢]

فضيلة المكان

وقف النبي (ص) في فتح مكة (10هـ) على درج الكعبة وألقى خطبته الشهيرة.[٣] وفي رواية أيضاً أنّ أبا ذر أحد أصحاب النبي (ص) المعروفين صعد على درجات الكعبة متكئاً على بابها وروى حديثاً في فضائل أهل البيت (ع).[٤]

البناء وإعادة الإعمار

تم إصلاح وترميم واستبدال الدرج أو السلم الخارجي عدة مرات. وقد وصف الأزرقي - وهو مؤرخ وكاتب سيرة عاش في القرن الثالث الهجري - الدرج الخارجي للكعبة بأنه مصنوع من خشب الساج ويبلغ طوله 8.5 ذراعاً (ما يزيد قليلاً عن 4 أمتار) وعرضه 3.5 ذراعاً (قرابة 2 متر) وذو 13 درجة.[٥] في القرن القمري الخامس، كان عرض السلم يستوعب 10 أشخاص.[٦]

ووُصف درج الكعبة في القرن السادس الهجري بأنه مؤلف من تسع درجات، ذات قواعد خشبية، وتستخدم أربع عجلات لتسهيل حركته.[٧] وفي عام 766هـ، بُني درج جديد للكعبة[٨] بأمر من سلطان مصر المملوكي شعبان بن الحسين.[٩] وفي عام 814هـ تم إصلاح بعض الأجزاء الخشبية من هذا الدرج.[١٠]

وقد أرسل سيف الدين الشيخ المحمودي، المعروف بالمؤيد الشركسي، درجاً جديداً للكعبة عام 818هـ.[١١] وهناك رواية أخرى تفيد أنه تم إرسال درج للكعبة عام 817هـ من قبل سلطان مصر سيف الدين شيخو.[١٢]

وفي خبر منقول عام 1040هـ في العهد العثماني، كان طول الدرج حوالي أربعة أمتار، وله سبع درجات مصنوعة من خشب الصنوبر مع صفائح من النحاس والحديد، وكان مثبتّاً على أربع عجلات من النحاس.[١٣]

وفي عام 1097هـ؛ أمر أحمد باشا - والي جدة العثماني وإمام الحرم آنذاك - ببناء درج جديد للكعبة مع درابزين على جانبيه في 16 رمضان من نفس العام.[١٤]

الدرج الذي تبرع به حكام الهند

يُذكر أنه في الأعوام 1116 و1240 و1300هـ، تم بناء أدراج جديدة وإرسالها إلى الكعبة من قبل الحكام المسلمين المحليين في الهند.[١٥]

العهد السعودي

وفي عام 1376هـ، تم الكشف عن سلم خشبي جديد صنع في مصر بأمر من الملك سعود بن عبد العزيز، مكون من 11 درجة بأغطية فضية ومزخرفة بزخارف عربية ذهبية.[١٦]

وقد ذكر الكردي - أحد مؤرخي القرن الرابع عشر الهجري - نوعين من الأدراج الخارجية في عصره؛ أحدهما صغير يتّسع لشخص واحد، والآخر متحرك ويتّسع لعدة أشخاص. وكان هناك درجان من النوع الثاني يوضعان بجوار بئر زمزم[١٧] ويستخدمان في حالات مثل غسيل الكعبة وتركيب الستائر والإصلاحات والمراسم المتعلقة بتوسعة الحرم.[١٨]

الدرج الخارجي الحالي

تم افتتاح درج خارجي جديد في عام 2000م، أثناء مراسم غسل الكعبة المشرفة، وبحضور عدد من الوفود الإسلامية الحاضرة في الحج. وكان مصنوعاً من خشب الساج بطول 565 سم، وارتفاع 480 سم، وعرض 188 سم، ووزن 6.5 ألف كغ. ويعمل هذا الدرج الكهربائي بـ 24 بطارية ويتم التحكم فيه بشكل آلي.[١٩]

معرض الصور

الهوامش

  1. أخبار مكة، ج1، ص159-163.
  2. أخبار مكة، ج1، ص174.
  3. دلائل النبوة، ج5، ص85؛ تاريخ الإسلام، ج2، ص556.
  4. الأمالي، ص482.
  5. أخبار مكة، ج1، ص310؛ التاريخ القويم، ج4، ص140.
  6. سفرنامه ناصر خسرو، ص130، 135-136.
  7. رحلة ابن جبير، ص62-63.
  8. رحلة ابن بطوطة، ج1، ص372.
  9. إتحاف الورى، ج3، ص304؛ تاريخ عمارة المسجد الحرام، ص80.
  10. شفاء الغرام، ج1، ص138؛ إتحاف الورى، ج3، ص488.
  11. إتحاف الورى، ج3، ص529.
  12. منائح الكرم، ج2، ص417.
  13. مفرحة الأنام، ص69.
  14. منائح الكرم، ج5، ص19.
  15. التاريخ القويم، ج4، ص141-143.
  16. التاريخ القويم، ج4، ص142-143.
  17. التاريخ القويم، ج4، ص140.
  18. التاريخ القويم، ج2، ص441.
  19. «مواصفات سلم الكعبة المشرفة»، موقع المواطن.

المنابع

  • إتحاف الورى: عمر بن محمد بن فهد (وفاة 885هـ.)، تحقيق عبد الكريم، مكة، جامعة‌ أم القرى، 1408هـ.
  • أخبار مكة: الأزرقي (وفاة 248هـ.)، تحقيق رشدي الصالح، مكة، مكتبة الثقافة، 1415هـ.
  • الأمالي: الطوسي (وفاة 460هـ.)، قم، دار الثقافة، 1414هـ.
  • پلكان كعبة: أبو الفضل رباني، دانشنامة حج و حرمين شريفين، ۱۳۹۲ش.
  • تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير: الذهبي (وفاة 748هـ.)، تحقيق عمر عبدالسلام، بيروت، دار الكتاب العربي، 1410هـ.
  • تاريخ عمارة المسجد الحرام: فوزية حسين مطر، مكة، جامعة‌ أم القرى، 1406هـ.
  • التاريخ القويم: محمد طاهر الكردي، تحقيق ابن دهيش، بيروت، دار خضر، 1420هـ.
  • دلائل النبوة: البيهقي (وفاة 458هـ.)، تحقيق عبد المعطي، بيروت، دار الكتب العلمية، 1405هـ.
  • رحلة ابن بطوطة: ابن بطوطة (وفاة 779هـ.)، تحقيق التازي، الرباط، المملكة المغربية، 1417هـ.
  • رحلة ابن جبير: محمد بن أحمد (وفاة 614هـ.)، بيروت، دار مكتبة الهلال، 1986م.
  • سفرنامة ناصر خسرو: ناصر خسرو (وفاة 481هـ.)، طهران، زوّار، 1381ش.
  • شفاء الغرام: محمد الفاسي (وفاة 832هـ.)، تحقيق جماعة من العلماء، بيروت، دار الكتب العلمية، 1421هـ.
  • مفرحة الأنام في تأسيس بيت الله الحرام: زين العابدين بن نور الدين الحسيني، تحقيق عمار عبودي نصار، طهران، مشعر، 1428هـ.
  • منائح الكرم: علي بن تاج الدين السنجاري (وفاة 1125هـ.)، تحقيق المصري، مكة، جامعة‌ أم القرى، 1419هـ.
  • «مواصفات سلم الكعبة المشرفة»، موقع المواطن، تاريخ النشر: 15/8/2022م، تاريخ المشاهدة: 12/5/2024م.