الفرق بين المراجعتين لصفحة: «توسعة المسجد النبوي (الوليد بن عبد الملك)»
ط (نقل A.yasin صفحة توسعة المسجد النبوي(وليد بن عبد الملك) إلى توسعة المسجد النبوي (الوليد بن عبد الملك): تعريب العنوان) |
|||
(لا فرق)
|
المراجعة الحالية بتاريخ ٠٢:٢٧، ٢٧ يناير ٢٠٢٤
توسعة بناء المسجد النبوي (الوليد بن عبد الملك)، كانت التوسعة الوحيدة في العصر الأموي، وتمت بأمر من الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك (86-96 هـ) وعلى يد عامله عمر بن عبد العزيز حاكم المدينة المنورة.
هُدم المسجد عام 88 للهجرة، وانتهت إعادة بنائه في عام 91 للهجرة. وأضيفت المنازل المحيطة بالمسجد إلى مساحته. وفي عملية التوسعة هذه، تم هدم دور زوجات الرسول (ص) أيضاً وإضافتها إلى منطقة المسجد. وبلغت مساحة المسجد حوالي 100 متر مربع. وبنيت 4 منارات للمسجد في هذه التوسعة.
وتعد السمة المميزة لهذا التجديد هي استخدام الزخارف في بناء جدران وسقف المسجد. كما كان من سمات العمارة في هذه التوسعة تزيين الجدران بالشرفات (التيجان المسنّنة)، وطلاء الأعمدة بالذهب، واستخدام أشكال أوراق الشجر في الزخرفة، والمئذنة، والمحراب المجوف.
إعادة البناء والتوسعة
بقي المسجد النبوي على حاله من توسعة عثمان التي جرت (29-30 هـ) حتى خلافة الوليد بن عبد الملك (حكم 86-96 هـ)،[١] إلا أنه مع بداية حكم الوليد؛ كانت هناك حاجة لمساحة أكبر بسبب كثرة المصلين،[٢] فكلف عامله على المدينة المنورة عمر بن عبد العزيز بتوسعة المسجد.[٣] وبدأت أعمال إعادة البناء في شهر صفر من سنة 88 للهجرة، واستمرت حتى 91 للهجرة.[٤]
هدايا الإمبراطورية الرومانية
ويقال أن الوليد بن عبد الملك طلب من الإمبراطور الروماني عمالاً ومواد لبناء المسجد، ووافق الإمبراطور الروماني على ذلك، وقيل إنه أرسل المساعدة مع أربعين ألف مثقال من الذهب لإعادة بناء المسجد.[٥] وذكرت بعض المصادر أن عدد العمال المرسلين هو 20، بينما ذكر البعض الآخر 40 عاملاً من الروم و 40 عاملاً من القبط.[٦]
تحديد القبلة
أثناء هدم جدار القبلة وإعادة بنائه، دعا عمر بن عبد العزيز شيوخ المدينة المنورة للإشراف على الوضع الصحيح للجدار الجديد.[٧] وتحدثت بعض المصادر عن أهمية جدار القبلة ودقة تعيينه، بحيث لم يكن يُنزع أي حجر من جدار القبلة، إلا إذا وُضع آخر مكانه.[٨]
إضافة الدور المحيطة بالمسجد
بأمر من الوليد بن عبد الملك؛ تم شراء البيوت المحيطة بالمسجد وإضافتها إلى مساحته.[٩] وتم الاستيلاء على بعض المنازل بالقوة، مثل منزل الحسن بن الحسن (ع) الذي يُعتبر منزل السیدة فاطمة (س).[١٠]
وفي هذا الوقت أيضاً تم هدم غرف زوجات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وأضيفت إلى المسجد مثل باقي البيوت[١١] مما تسبب في حدوث بعض الاحتجاجات؛[١٢] وصاحب تدمير بعضها كمنزل حفصة بنت عمر بن الخطاب ممانعة من قبل عبد الله بن عبد الله بن عمر.[١٣]
خصائص التوسعة في هذه الدورة
ورد في المصادر اسم صالح بن كيسان على أنه المشرف على عمليات البناء، واسم محمد بن جعفر بن وردان مهندساً له.[١٤] وفي هذه الفترة كانت القناطر مقوسة الشكل وكانت تحيط بالصحن. و تعلو الجدران شرفات (كشكل التاج).[١٥] وبني ميزاب للسطح في هذه الفترة لأول مرة في التاريخ،[١٦] كما تم فرش قاع صحن المسجد بالحصى.[١٧]
الأساس و الأعمدة
صُنعت الأساسات و الأعمدة من الحجر المنقوش، كما استُخدم الجير والجص في بنائها. وكانت الأعمدة مصنوعة من قطع حجرية منحوتة واستخدم فيها الحديد المغطى بالرصاص، وقاعدة الأعمدة مربعة ورؤوسها مزينة بالذهب. وكان جسم الأعمدة مصقولًا بطلاء أبيض. وفُرش قاع صحن المسجد بالحصى.[١٨]
المساحة
يقال أنه في عملية إعادة البناء هذه؛ تم توسيع مساحة المسجد إلى 200 × 200 ذراع (100 × 100 متر مربع).[١٩] لكن السمهودي قدّر عرض المسجد في اتجاه القبلة بـ 167.50 ذراعاً وطوله (أي الواجهة الغربية التي تتصل بحائط القبلة بشكل شبه عمودي) 200 ذراع.[٢٠]
الأروقة
وفي جهة القبلة تم وضع 18 رواقاً باتجاه عمودي علی الجدار الجنوبي. وكما كان هناك خمسة أروقة على هذا الجانب، وثلاثة أروقة في الجهة الشرقية، وأربعة أروقة في الجهة الغربية،[٢١] وفي الجهة الشمالية خمسة أروقة موازية للحائط الشمالي.[٢٢]
وتم نصب أحد عشر قنطرة محمولة علی عشرة أعمدة في كل من الواجهة الجنوبية و الشمالية للصحن، وفي الواجهة الشرقية والغربية نُصبت أربعة عشر قنطرة محمولة علی ثلاثة عشر عمود.[٢٣]
الجدران
كان تسقيف وزخرفة الجدران في هذه الفترة يتميز عنه في فترات أخرى من خلال الرخام والذهب والبلاط الفسيفسائي وأنماط الأشجار وأوراق الشجر المنقوشة.[٢٤] ويحتوي جدار القبلة أيضًا على 14 نافذة مُشَبَّكة منحوتة ومذهبة كُتب أعلاها سور قصيرة من القرآن.[٢٥] وورد في بعض المصادر كتابة سورة الفاتحة، ومن سورة الشمس إلى آخر سورة الناس.[٢٦] وكان ارتفاع الحائط الغربي أقل بقليل من ذراعين (حوالي 95 سم)، والحائط الشرقي ذراعان وأربعة أصابع (حوالي 110 سم). والسبب في بناء الجدران بارتفاعات مختلفة هو أن الجدار الشرقي كان يقع في جهة السيل.[٢٧]
السقف
كان للمسجد سقفان أحدهما فوق الآخر. وكان السقف السفلي بارتفاع 23 ذراعاً (11.45 متراً) والسقف العلوي 25 ذراعاً (12.45 متراً).[٢٨] كما تم بناء سقف المسجد من خشب الساج، محمول على جسور خشبية ترتكز مباشرة علی الأعمدة.[٢٩]
الأبواب
كان لمسجد النبي (ص) أربعة أبواب رئيسية: باب السلام وباب الرحمة في الجدار الغربي، وباب النساء وباب جبرائیل في الجدار الشرقي. هناك اختلافات في الرأي في المصادر حول الزيادة على هذه الأبواب الأربعة. وأرجع البعض إضافة 20 بابًا إلى المسجد النبوي إلى عهد الوليد بن عبد الملك، واعتبره آخرون من العصر العباسي. وينسب البعض بناء بابين في الحائط الشمالي على يسار ويمين المحراب إلى هذه الفترة.[٣٠]
المحراب المُجَوَّف
وفقًا لما ذكره المؤرخون؛ تم إنشاء المحراب المُجَوَّف خلال هذه الفترة.[٣١] وقبل ذلك؛ لم يكن هناك محراب منحوت داخل الحائط. وكان لقنطرة المحراب أقواس مغطاة بالذهب.[٣٢] وكان تحت قنطرة المحراب مكان يتكئ عليه النبي(ص) أثناء قيامه من السجود.[٣٣] ويقال أن مرآة مربعة كانت موجودة في وسط المحراب تعود ملكيتها لعائشة.[٣٤] وكان هناك باب على يمين المحراب يدخل ويخرج منه الإمام. وعلى الجانب الأيسر كان هناك باب مدعوم بألواح حديدية. وكان هناك طريق مسطح بين هذين البابين.[٣٥]
المقصورة
وكما في الفترة السابقة؛ تم بناء مقصورة من خشب الساج[٣٦] لإمام المصلين خلال هذه الفترة من أجل الصلاة فيه.[٣٧] كما بُني سقف للمقصورة وتمت زخرفته بالفسيفساء.[٣٨] وكان هذا السقف يقع فوق المحراب ويختلف عن باقي أسقف الجناح الجنوبي.[٣٩] واعتبرت بعض المصادر أن المقصورة كانت تقع في منطقة فتحة الضوء فوق المحراب.[٤٠]
وحول ارتفاع سقف المقصورة ذكر البعض أنها كانت على ذراعين، وذكر آخرون حجمه على أنه مستوى المقصورة نفسها.[٤١]
المئْذَنة
بُنيت المئذنة في عهد الوليد بن عبد الملك أيضًا على شكل مجوف كالمحراب.[٤٢] وبُني في كل زاوية مئْذَنة بقاعدة 8 × 8 أذرع (حوالي 4 × 4 أمتار). ويقول البعض أن ارتفاعها كان 55 (27 متراً) أو 60 ذراعاً (30 متراً).[٤٣] وذكر البعض الآخر أن ارتفاع المئْذَنة الجنوبية الشرقية والشمالية الشرقية كان يبلغ 55 ذراعاً، بينما يبلغ ارتفاع المَئْذَنة الشمالية الغربية 53 ذراعاً.[٤٤]
وتروي بعض المصادر أن المَئْذَنة الجنوبية الغربية هُدمت بأمر من سليمان بن عبد الملك[٤٥] لأنها كانت تطل على محل إقامته.[٤٦]
الهوامش
- ↑ معالم المدینة المنورة بین العمارة و التاریخ، ص163.؛ المدینة المنورة، ص 66.
- ↑ عمارة و توسعة المسجد النبوي، ص 100.
- ↑ المدینه المنوره، ص 66.
- ↑ معالم المدینة المنورة بین العمارة و التاریخ، ج4، ص163.
- ↑ وفاء الوفاء ج2، ص 268.
- ↑ معالم المدینة المنورة بین العمارة و التاریخ، ص165.
- ↑ عمارة و توسعه المسجد النبوی، ص 101.
- ↑ وفاءالوفا، ج 2، ص 271.
- ↑ المدینة المنورة، 67-68.؛ وفاءالوفا، ج2، ص262.
- ↑ وفاءالوفا، ج 2، ص 262-263.
- ↑ المدینة المنورة، ص 68.
- ↑ عمارة و توسعة المسجد النبوي، ص 100.
- ↑ وفاءالوفا، ج 2، ص 265.
- ↑ المدینة المنورة، ص 72.
- ↑ المدینة المنورة، ص 69.
- ↑ عمارة و توسعه المسجد النبوي، ص 101.
- ↑ عمارة و توسعة المسجد النبوي، ص 103.
- ↑ عمارة و توسعة المسجد النبوي، ص 103.
- ↑ المدینة المنورة، ص 86.
- ↑ المدینة المنورة 67.
- ↑ المدینة المنورة، ص 68.
- ↑ المدینة المنورة، ص 69.
- ↑ المدینة المنورة، ص 69.
- ↑ المدینة المنورة، ص 70.؛ عمارة و توسعة المسجد النبوي، ص 106.
- ↑ عمارة و توسعة المسجد النبوي، ص 105.
- ↑ عمارة و توسعة المسجد النبوي، ص 101.
- ↑ المدینة المنورة، ص 71.
- ↑ المدینة المنورة، ص 71.؛ عمارة و توسعة المسجد النبوي، ص 104.
- ↑ المدینة المنورة، ص 69.
- ↑ المدینة المنورة، ص 71.
- ↑ المدینة المنورة، ص 73؛ عمارة و توسعه المسجد النبوی، ص 108.
- ↑ المدینه المنوره، ص 70؛ العقد، ج3، ص 365-366؛عمارة و توسعه المسجد النبوی، ص 108.
- ↑ المدینة المنورة، ص 70؛ عمارة و توسعه المسجد النبوی، ص 108.
- ↑ المدینة المنورة، ص 70؛ العقد، ج3، ص 365-366.
- ↑ المدینة المنورة، ص 70؛ العقد، ج3، ص 365-366؛ عمارة و توسعة المسجد النبوي، ص 108، بحوث تاریخیة، ص 38-39.
- ↑ المدینة المنورة، ص 71.
- ↑ عمارة و توسعة المسجد النبوي، ص 102.
- ↑ عمارة و توسعة المسجد النبوي، ص 102.
- ↑ المدینة المنورة، ص 71.
- ↑ المدینة المنورة، ص 71.
- ↑ المدینة المنورة، ص 71.
- ↑ المدینة المنورة، ص 73.
- ↑ المدینة المنورة، ص71.
- ↑ عمارة و توسعة المسجد النبوي، ص 107.
- ↑ المدینة المنورة، ص 71
- ↑ عمارة و توسعة المسجد النبوي، ص 107.
المنابع
- العقد الفرید، ابن عبد ربه، القاهرة، 1293هـ.
- بحوث تاریخیة: عمارة المسجد النبوي الشریف، محمد حمزة إسماعیل الحداد، 1419هـ.
- پژوهشنامه تاریخ، «مسجد سازی در اندلس»، تفضلي، عباس علي، الرقم 7، صيف 1386ش.
- عمارة وتوسعة المسجد النبوي الشریف عبر التاریخ، ناجي محمد حسن عبد القادر الأنصاري، نادي المدینة المنورة الأدبي، 1996م.
- المدينة المنورة تطورها العمراني وتراثها المعماري، صالح لمعي مصطفی، دار النهضة العربیة، بیروت، 1981م.
- معالم المدینة المنورة بین العمارة والتاریخ، عبد العزیز بن عبد الرحمن بن إبراهیم کعکي، المجلد الرابع، والمجلد الأول، بیروت: مؤسسة التاریخ العربي للطباعة والنشر والتجارة، الطبعة الأولی، 1432هـ.
- وفاء الوفا بأخبار دار المصطفی، علي بن عبد الله السمهودي، تحقیق قاسم السامرائي، ج2، مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، 1422هـ.