الفرق بين المراجعتين لصفحة: «آیة القبلة»
(٩ مراجعات متوسطة بواسطة مستخدمين اثنين آخرين غير معروضة) | |||
سطر ١: | سطر ١: | ||
[[File:آیه قبله.jpg|220px|thumb|left|آية القبلة، آية ۱۴۴ سورة البقرة.]] | [[File:آیه قبله.jpg|220px|thumb|left|آية القبلة، آية ۱۴۴ سورة البقرة.]] | ||
'''آية القبلة''' ، هی الایة المائة والاربعة والاربعون من [[سورة البقرة]]، والتي تأمر [[ | '''آية القبلة'''، هی الایة المائة والاربعة والاربعون من [[سورة البقرة]]، والتي تأمر [[تحويل القبلة|بتحويل قبلة المسلمین]] من [[بيت المقدس]] إلى [[الكعبة]]. كان [[نبي الإسلام (ص)]] والمسلمون في البداية يقيمون صلواتهم باتجاه بيت المقدس. في السنوات الأولى بعد [[الهجرة]]، نزلت هذه الآية وأمرت المسلمين باقامة صلواتهم صوب [[المسجد الحرام]]. واعتبر المفسرون ان زمن نزول الاية كان ما بين 6 الى 19 شهرا بعد الهجرة.كمااعتبروا ان سبب نزول الاية هي ملامة اليهود ورغبة النبي (ص). ان البعض يعتقد ان آية القبلة نزلت في مسجد [[بني سلمة]] . ويسمى هذا المسجد بمسجد [[ذو القبلتين]]. ويشير البعض أيضًا إلى ان الاية نزلت في [[مسجد النبي (ص)]]. وفقا لبعض الروايات فان الأنبياء السابقين اعتبروا اقامة الصلاة من قبل النبي (ص) صوب القبلتين من علامات نبوته . | ||
كمااعتبروا ان سبب نزول الاية هي ملامة | |||
النص و الترجمة | == النص و الترجمة == | ||
{{آية|قَد نَرَى تَقَلُّبَ وَجهِكَ فِی السَّمَاء فَلَنُوَلِّینَّكَ قِبلَةً تَرضَاهَا فَوَلِّ وَجهَكَ شَطرَ المَسجِدِ الحَرَامِ وَحَیثُ مَا كُنتُم فَوَلُّوا وُجُوِهَكُم شَطرَهُ وَإِنَّ الَّذِینَ أُوْتُوا الكِتَابَ لَیعلَمُونَ أَنَّهُ الحَقُّ مِن رَّبِّهِم وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا یعمَلُونَ. | |||
}} | |||
== المفاهيم والدلالات == | == المفاهيم والدلالات == | ||
القبلة في اللغة بمعنى الاتجاه <ref>الصحاح، ج۵، ص۱۷۹۵؛ لسان العرب، ج11، ص537-545، «قبل»</ref> وفي المصطلح يطلق على الجهة التي تقع فيها الكعبة | [[القبلة]] في اللغة بمعنى الاتجاه<ref>الصحاح، ج۵، ص۱۷۹۵؛ لسان العرب، ج11، ص537-545، «قبل»</ref> وفي المصطلح يطلق على الجهة التي تقع فيها [[الكعبة]].<ref>مفردات، ص۳۹۲، «قبل»؛ جواهر الکلام، ج۷، ص۳۲۰.</ref> | ||
== اسباب النزول == | == اسباب النزول == | ||
كان [[النبي | {{طالع أیضا|تحويل القبلة}} | ||
كما اعتبر بعض المفسرين ان الايات من 142 الى 144 في سورة البقرة بانها ايات | كان [[النبي (ص )]] في [[مكة]] وخلال السنوات الأولى بعد [[الهجرة]] في [[المدينة المنورة]] يصلي صوب [[بيت المقدس]] الا ان رغبته كانت هي [[اقامة الصلاة]] صوب [[الكعبة]] ، وبالتالي كان في انتظار [[الوحي]] لتحويل القبلة. بعد نزول [[الاية]] 144 من [[سورة البقرة]] بعث الله الارتياح والبهجة في نفس النبي (ص) من خلال امره [[تحويل القبلة|بتحويل القبلة]] صوب [[المسجد الحرام]]. وقد عرفت هذه الاية بـ "[[آية القبلة]] <ref>بحار الانوار، ج۸۱، ص۳۳؛ المیزان، ج۱، ص۳۲۵.</ref>، كما من آیات 142، <ref>التبیان، ج۲، ص۳-۴؛ مجمع البیان، ج۱، ص۴۱۴.</ref>و 143 <ref>التفسیر الکبیر، ج۴، ص۱۰۷.</ref> و 150 <ref>المیزان، ج۱، ص۳۲۹.</ref> من سورة البقرة قد عرفت ايضا بايات تحويل القبلة. | ||
كما اعتبر بعض المفسرين ان الايات من 142 الى 144 في سورة البقرة بانها ايات تحويل القبلة.<ref>الوسیط، ج۱، ص۲۹۴.</ref> | |||
== زمان ومكان نزول الاية == | == زمان ومكان نزول الاية == | ||
يختلف [[المفسرون]] حول زمان ومكان نزول اية القبلة | {{طالع أیضا|مسجد القبلتین}} | ||
يختلف [[المفسرون]] حول زمان ومكان نزول اية القبلة [[تحويل القبلة|وتحويل القبلة]] لدى المسلمين ويشيرون الى ان الزمن يتراوح من 6<ref>جامع البیان، ج۲، ص۲۸؛ مجمع البیان، ج۱، ص۴۱۴.</ref> والى 19<ref>وفاء الوفاء، ج۱، ص۲۷۸؛ المیزان، ج۱، ص۳۳۳.</ref> شهرا بعد [[الهجرة|الهجرة النبوية]]. ان بعض المفسرين يعتبرون انه نظرا لتاريخ تحویل القبلة والذي كان في شهر رجب من العام الثاني للهجرة هو الاصح بحيث تغيرت القبلة بعد 17 شهرا من الهجرة النبوية.<ref>المیزان، ج۱، ص۳۳۱.</ref> كما ان هناك ايضا خلاف في وجهات النظر بشأن اية تحويل القبلة ونزولها في الصباح ام الظهر ام العصر<ref>الطبقات، ج۱، ص۱۸۶، ۱۸۷؛ تفسیر بغوي، ج۱، ص۱۲۵.</ref> كما هناك خلاف في الراي حول مكان نزول الاية في حي [[بني سلمة]] <ref>الطبقات، ج۱، ص۱۸۶؛ تفسیر ثعلبي، ج۲، ص۱۲.</ref> المكان الذي اطلق عليه [[مسجد القبلتين]]<ref>تاریخ یعقوبي، ج۲، ص۴۲؛ تفسیر بغوي، ج۱، ص۱۲۵.</ref> او [[مسجد النبي (ص)]].<ref>الطبقات، ج۱، ص۱۸۶.</ref> | |||
== سبب النزول == | == سبب النزول == | ||
وقد اعتبر ان سبب نزول آية القبلة هو القاء [[اليهود]] في [[المدينة]] اللوم على [[النبي الاكرم (ص )|النبي (ص )]] و[[المسلمين]] بسبب اقامة صلواتهم صوب [[بيت المقدس]]. | |||
وقد اعتبر ان سبب نزول | |||
وقد قيل في سبب نزول آية القبلة، أنه خلال | وقد قيل في سبب نزول آية القبلة، أنه خلال هجرة النبي ( ص ) إلى المدينة المنورة، كان العديد من سكان هذه المدينة هم من [[اليهود]]، النبي ( ص ) امر باقامة الصلاة صوب [[بيت المقدس]] لجذب اليهود الى الاسلام<ref>جامع البیان، ج۲، ص۴؛ تفسیر ثعلبي، ج۲، ص۲۸؛ تفسیر بغوي، ج۱، ص۱۲۴.</ref> ومن هذا المنطلق فقد كان يهود المدينة في البداية سعداء الا ان بعد فترة القوا باللوم على المسلمين وقالوا: "إذا كان محمد (ص) ينتقد ديننا واسلافنا وقد جاء بشريعة مستقلة فلماذا يصلي صوب قبلتنا وليست لديه قبلة مستقلة، في حين أن [[الكعبة]] [[المسجد الحرام|والمسجد الحرام]] كانت قبلة لـ[[ابراهيم]] (ع) وكان [[النبي(ص)]] ايضا لديه الرغبة في اقامة الصلاة صوب الكعبة<ref>جامع البیان، ج۲، ص۲۹؛ روض الجنان، ج۲، ص۲۰۸؛ تفسیر ابن کثیر، ج۱، ص۱۹۸.</ref> لذلك، عرض رسول الله (ص) إلى [[جبرائيل]] طلبه الذي كان في قلبه لتحويل القبلة واقامة الصلاة صوب الكعبة. وأخبره جبرائيل أن يطلب بنفسه من الله بـ[[تحويل القبلة]] <ref>تفسیر ثعلبي، ج۲، ص۱۱؛ مجمع البیان، ج۱، ص۴۱۹.</ref> النبي (ص) ومن اجل رعاية الادب في محضر الله لم يتكلم بهذا الامر<ref>روض الجنان، ج۲، ص۲۰۸.</ref> الا انه وفقا لاية القبلة كان ينظر إلى السماء وينتظر تحويل القبلة، الا ان نزلت هذه الاية<ref>جامع البیان، ج۲، ص۲۸؛ اسباب النزول، ص۲۷.</ref> ان انتظار تحويل القبلة ليس نابع من استياء النبي(ص) ازاء اقامة الصلاة صوب بيت المقدس بل كان يريد من الله ان يخصص له ولامته قبلة، كما نرى في الاية عبارة {{آیة|تَرضاها | ||
لذلك، عرض رسول الله (ص)إلى جبرائيل طلبه الذي كان في قلبه | }}.<ref>تفسیر قمي، ج۱، ص۶۳؛ بحار الانوار، ج۱۹، ص۱۹۸؛ المیزان، ج۱، ص۳۵.</ref> | ||
== نظر النبي | == نظر النبي ( ص ) الى السماء == | ||
هناك نظرتان بخصوص سبب نظر | هناك نظرتان بخصوص سبب نظر النبي (ص)إلى السماء: | ||
* لأنه قد وعد من قبل بـ[[تحويل القبلة]] فكان ينظر الى السماء في انتظار نزول جبرائيل والمجيء بحكم تحويل القبلة. | |||
* لم يتكلم النبي بامنيته في تحويل القبلة وكان ينظر إلى السماء وينتظر لانه لا يسمح للـ[[انبياء]] أن يسألوا الله شيئًا من دون اذن الهي.<ref>مجمع البیان، ج۱، ص۴۲۲؛ التفسیر الکبیر، ج۴، ص۱۲۲، ۱۲۳.</ref> | |||
== علامة النبوة == | == علامة النبوة == | ||
وفقًا للروايات فان اقامة النبي | وفقًا للروايات فان اقامة النبي (ص ) صلواته صوب القبلتين كانت من علامات نبوته وقد اعلن بهذا الامر [[الأنبياء]] السابقون و كان علماء اليهود والمسيح مطلعون بذلك<ref>تفسیر ثعلبي، ج۲، ص۱۰؛ روض الجنان، ج۲، ص۱۹۵.</ref> وفقا للرواية المنقولة عن [[الإمام صادق (ع)]]،النبي (ص) كان يصلى بطريقة صوب بيت المقدس بحيث لا تكون الكعبة وراء ظهره. <ref>الکافي، ج۳، ص۲۸۶؛ بحار الانوار، ج۱۹، ص۲۰۰.</ref> | ||
==الهوامش== | ==الهوامش== | ||
سطر ٤٠: | سطر ٤٣: | ||
| نویسنده = علیاکبر مؤمنی | | نویسنده = علیاکبر مؤمنی | ||
}} | }} | ||
*'''اسباب النزول''': الواحدي (م.۴۶۸ق.)، | *'''اسباب النزول''': الواحدي (م.۴۶۸ق.)، قاهرة، الحلبي وشركاه، ۱۳۸۸ق. | ||
* '''بحار الانوار''': المجلسي (م.۱۱۱۰ق.)، بیروت، دار احیاء التراث العربي، ۱۴۰۳ق. | * '''بحار الانوار''': المجلسي (م.۱۱۱۰ق.)، بیروت، دار احیاء التراث العربي، ۱۴۰۳ق. | ||
* '''تاریخ الیعقوبي''': احمد بن یعقوب (م.۲۹۲ق.)، بیروت، دار صادر، ۱۴۱۵ق. | * '''تاریخ الیعقوبي''': احمد بن یعقوب (م.۲۹۲ق.)، بیروت، دار صادر، ۱۴۱۵ق. | ||
سطر ٤٦: | سطر ٤٩: | ||
*'''تفسیر ابن کثیر (تفسیر القرآن العظیم) ''': ابن كثیر (م.۷۴۴ق.)، بمحاولة مرعشلي، بیروت، دار المعرفة، ۱۴۰۹ق. | *'''تفسیر ابن کثیر (تفسیر القرآن العظیم) ''': ابن كثیر (م.۷۴۴ق.)، بمحاولة مرعشلي، بیروت، دار المعرفة، ۱۴۰۹ق. | ||
*'''تفسیر القمي''': القمي (م.۳۰۷ق.)، بمحاولة الجزائري، قم، دار الكتاب، ۱۴۰۴ق. | *'''تفسیر القمي''': القمي (م.۳۰۷ق.)، بمحاولة الجزائري، قم، دار الكتاب، ۱۴۰۴ق. | ||
*'''التفسیر الكبیر''': الفخر الرازي (م.۶۰۶ق.)، قم، دفتر | *'''التفسیر الكبیر''': الفخر الرازي (م.۶۰۶ق.)، قم، دفتر الاعلان، ۱۴۱۳ق. | ||
*'''التفسیر الوسیط''': سید محمد طنطاوي، قاهرة، دار المعارف، ۱۴۱۲ق. | *'''التفسیر الوسیط''': سید محمد طنطاوي، قاهرة، دار المعارف، ۱۴۱۲ق. | ||
*'''تفسیر بغوي (معالم التنزیل) ''': البغوي (م.۵۱۰ق.)، بمحاولة خالد عبدالرحمن، بیروت، دار المعرفة. | *'''تفسیر بغوي (معالم التنزیل) ''': البغوي (م.۵۱۰ق.)، بمحاولة خالد عبدالرحمن، بیروت، دار المعرفة. | ||
سطر ٦٢: | سطر ٦٥: | ||
*'''وفاء الوفاء''': السمهودي (م.۹۱۱ق.)، بمحاولة محمد عبدالحمید، بیروت، دار الكتب العلمیة، ۲۰۰۶م. | *'''وفاء الوفاء''': السمهودي (م.۹۱۱ق.)، بمحاولة محمد عبدالحمید، بیروت، دار الكتب العلمیة، ۲۰۰۶م. | ||
{{end}} | {{end}} | ||
[[تصنيف:آيات مشهورة]] |