الفرق بين المراجعتين لصفحة: «تحويل القبلة»
Hosainahmadi (نقاش | مساهمات) (استبدال الصفحة ب'==البواعث== ==الآيات حوله== == الروايات حوله == == زمانه == == مکانه ==') وسمان: استبدل تحرير مرئي |
Hosainahmadi (نقاش | مساهمات) لا ملخص تعديل |
||
(٩ مراجعات متوسطة بواسطة نفس المستخدم غير معروضة) | |||
سطر ١: | سطر ١: | ||
یعدّ '''تحويل القبلة''' من [[بيت المقدس]] إلی [[الکعبة]] من أهم الوقائع في صدر [[الإسلام]]. من البواعث التي سبّب التحويل هو تفاخر [[اليهود]] علی المسلمين بسبب تقدّمهم في جعل بيت المقدس قبلة، واختبار المسلمين لاتباع [[النبي]]، وتهيئة الکعبة للتطهير من الأصنام. تحدث [[القرآن الکريم]] عن تحويل القبلة في الآيات 142 إلی 150 من [[سورة البقرة]]. وقع التحويل في [[صلاة الظهر]] من اليوم الخامس عشر من شهر [[الرجب]] في السنة الثانية [[الهجرة|للهجرة]] وفي مسجد [[بني سلمة]] الذي اشتهر بعد ذلك [[مسجد القبلتين|بمسجد القبلتين]]. | |||
==البواعث== | ==البواعث== | ||
یمکن أن نعدّ البواعث التي أدّت إلی تحويل القبلة إلی ما يأتي: | |||
* ینقل أنّ [[اليهود]] کانوا یتفاخرون علی المسلمين بأقدميتهم زمانا في العبادة نحو [[بيت المقدس]] ویدّعون أنّ المسلمين اتّبعوا اليهود في اختیار القبلة وهذا أثار الحزن في [[رسول الله]]. | |||
* علی اعتقاد [[الزمخشري]]، کان رسول الله یتوقع من ربة أن یحول القبلة إلی [[الکعبة]] لأنها قبلة أبيه [[إبراهيم]] وأدعي للعرب إلی الإيمان لأنّ الکعبة مفخرتهم ومزارهم ومطافهم.<ref>الکشاف، الزمخشري، ج 1 : 202 . </ref> | |||
* یُستوعب من بعض الأحاديث أن الباعث للتحويل هو اختبار المسلمين لاتّباع النبي بما أمرهم وما نهاهم عنه؛ کان أهل [[مکة]] یحبّون الکعبة وأهل [[المدينة]] یحبون بيت المقدس فاختبارهم من بواعث تحويل القبلة.<ref>البرهان في تفسير القرآن، البحراني، ج1 : 159 .</ref> | |||
* یذکر أن الکعبة کان مشغولة في صدر [[الإسلام]] بأصنام المشرکين وکان لهم السلطة، فهدی الله رسوله إلی استقبال بيت المقدس لکونه قبلة لليهود الذين هم أقرب في دینهم من المشرکين إلی الإسلام ثمّ لما ظهر أمر الإسلام بهجرة رسول الله إلی المدينة، قرب زمان [[فتح مکة|الفتح]] وتوقع تطهير البيت من الأصنام، فجاء الأمر بتحويل القبلة.<ref>الميزان، الطباطبائي، ج1 : 329 .</ref> | |||
==الآيات حوله== | ==الآيات حوله== | ||
تشير إلی تحويل القبلة الآيات التالية من [[سورة البقرة]]: | |||
== | * '''سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴿۱۴۲﴾ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴿۱۴۳﴾ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ ﴿۱۴۴﴾ وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ ﴿۱۴۵﴾ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿۱۴۶﴾ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿۱۴۸﴾ وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴿۱۴۹﴾ وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴿۱۵۰﴾'''<ref>القرآن الکريم ، سورة البقرة : الآية 142 - 150 .</ref> | ||
== اعتراض اليهود == | |||
اعترض [[اليهود]] نحو [[رسول الله]] بعدما حوّلت القبلة إلی [[الکعبة]] من [[بيت المقدس]] بأنّه لو کان [[بیت المقدس]] قبلة بأمر [[الله]]، کیف ینقض حکمه بأمره علی تحويل القبلة وينسخ ما شرعه؟ ولو کان بغير أمر الله فهو الإنحراف عن الصواب والخروج من هداية الله. | |||
أجابهم رسول الله بأنّ جعل بيت کالکعبة أو أبنية کبيت المقدس قبلة، ليس لاقتضاء ذاتي منه یستحيل التعدي عنه حتی یکون بيت المقدس في کونه قبلة لا يتغير حکمه؛ بل جميع الأجسام والأبنية وجميع الجهات التي یمکن أن یتوجه إليه الإنسان في أنّها تقتضی حکما ولایستوجب تشريعا علی السواء، وکلّها لله یحکم فيها ما یشاء وکيف یشاء ومتی یشاء وما حکم به من حکم فهو لهداية الناس علی حسب ما يريد من صلاحهم وکمالهم الفردي والنوعي.<ref>مستدرك الوسائل، النوري، ج3 : 175 . </ref> | |||
== زمانه == | == زمانه == | ||
حوّل قبلة المسلمين في السنة الثانية [[الهجرة|للهجرة]] وهذا محلّ اتفاق المذاهب ولکن هناك اختلاف حول شهر الوقوع ويومه. یعتقد الأکثر أنّه وقع في اليوم الخامس عشر من شهر [[رجب]]<ref>بحار الأنوار، المجلسي، ج81 : 63 .</ref> و هناك بعض أقوال أخری: | |||
* اليوم السابع عشر من شهر رجب من السنة الثانية هـ.<ref>حياة النبي وسیرته، وشنوي، ج1 : 298 . </ref> | |||
* أول یوم من شهر رجب من السنة الثانية هـ.<ref>تفسير الطبري، ج2 : 3 .</ref> | |||
* اليوم الثامن عشر من شهر [[شعبان]] من السنة الثانية هـ.<ref>المنتقی في مولد المصطفی. </ref> | |||
* اليوم الخامس عشر من شهر شعبان من السنة الثانية هـ.<ref>نور الأبصار، شبلنجي : 44 . </ref> | |||
* یوم مجهول من شهر [[جمادي الثاني]] <ref>تاريخ الطبري، ج2 : 416 . </ref> | |||
== مکانه == | == مکانه == | ||
لا شك في أن تحويل القبلة وقع في [[المدينة]] ولکن اختلفت الأخبار والآراء في محلّ التحويل. لم توجد رواية علی وقوعه في [[المسجد النبوي]] ولکن يروی أنّ [[النبي]] کان في مسجد [[بني سلمة]] [[صلاة الظهر|لصلاة الظهر]] فأمِر علی تحويل القبلة أثناء الصلاة وهذا القول الأصح.<ref>مجمع البيان، الطبرسي، ج1 : 223 . </ref> بعض من العلماء یعتقدون أنّه وقع في مسجد [[بني حرام]]<ref>تاريخ المدينة المنورة، ابن شبّه، ج1 : 68 .</ref> والبعض أنّه حدث في مسجد [[بني عبدالأشهل]].<ref>تهذيب الأحکام، الطوسي، ج2 : 44 . </ref> | |||
== کيفيته == | |||
علی ما یبدو في الروايات، کان [[النبي]] إمام الجماعة [[صلاة الظهر|لصلاة الظهر]] وبعد رکعتين منها نزل [[جبرائيل]] عليه وأخبره بما أمر الله أن یتحوّل القبلة من [[بيت المقدس]] إلی [[الکعبة]]. فانصرف النبي نحو [[مکة]] واستدار المصلّون کما فعل النبي و حول الرجال مکان النساء والنساء مکان الرجال.<ref>وفاء الوفاء، السمهودي، ج1 : 362 . | |||
</ref> بنوا بعد ذلك للمسجد محرابين فاشتهر [[مسجد القبلتين|بمسجد القبلتين]]. | |||
== مواقع ذات صلة == | |||
* [[الکعبة]] | |||
* [[مسجد القبلتين]] | |||
* [[بيت المقدس]] | |||
== الهوامش == | |||
{{الهوامش}} | |||
<references /> | |||
{{پایان}} | |||
== المنابع == | |||
{{اقتباس | |||
| پیش از لینک = جريدة | |||
| منبع = '''میقات الحجّ العدد ۹'''، هیئت تحریریة، پژوهشکده حج و زیارت، تهران، مشعر، ۱۴۱۹ | |||
| پس از لینک = | |||
| لینک = https://mighatulhajj.hzrc.ac.ir/issue_12110_12111.html | |||
}}''' | |||
[[fa: تغییر قبله]] |
المراجعة الحالية بتاريخ ١٢:٥٣، ١٨ يونيو ٢٠٢٢
یعدّ تحويل القبلة من بيت المقدس إلی الکعبة من أهم الوقائع في صدر الإسلام. من البواعث التي سبّب التحويل هو تفاخر اليهود علی المسلمين بسبب تقدّمهم في جعل بيت المقدس قبلة، واختبار المسلمين لاتباع النبي، وتهيئة الکعبة للتطهير من الأصنام. تحدث القرآن الکريم عن تحويل القبلة في الآيات 142 إلی 150 من سورة البقرة. وقع التحويل في صلاة الظهر من اليوم الخامس عشر من شهر الرجب في السنة الثانية للهجرة وفي مسجد بني سلمة الذي اشتهر بعد ذلك بمسجد القبلتين.
البواعث
یمکن أن نعدّ البواعث التي أدّت إلی تحويل القبلة إلی ما يأتي:
- ینقل أنّ اليهود کانوا یتفاخرون علی المسلمين بأقدميتهم زمانا في العبادة نحو بيت المقدس ویدّعون أنّ المسلمين اتّبعوا اليهود في اختیار القبلة وهذا أثار الحزن في رسول الله.
- علی اعتقاد الزمخشري، کان رسول الله یتوقع من ربة أن یحول القبلة إلی الکعبة لأنها قبلة أبيه إبراهيم وأدعي للعرب إلی الإيمان لأنّ الکعبة مفخرتهم ومزارهم ومطافهم.[١]
- یُستوعب من بعض الأحاديث أن الباعث للتحويل هو اختبار المسلمين لاتّباع النبي بما أمرهم وما نهاهم عنه؛ کان أهل مکة یحبّون الکعبة وأهل المدينة یحبون بيت المقدس فاختبارهم من بواعث تحويل القبلة.[٢]
- یذکر أن الکعبة کان مشغولة في صدر الإسلام بأصنام المشرکين وکان لهم السلطة، فهدی الله رسوله إلی استقبال بيت المقدس لکونه قبلة لليهود الذين هم أقرب في دینهم من المشرکين إلی الإسلام ثمّ لما ظهر أمر الإسلام بهجرة رسول الله إلی المدينة، قرب زمان الفتح وتوقع تطهير البيت من الأصنام، فجاء الأمر بتحويل القبلة.[٣]
الآيات حوله
تشير إلی تحويل القبلة الآيات التالية من سورة البقرة:
- سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴿۱۴۲﴾ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴿۱۴۳﴾ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ ﴿۱۴۴﴾ وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ ﴿۱۴۵﴾ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿۱۴۶﴾ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿۱۴۸﴾ وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴿۱۴۹﴾ وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴿۱۵۰﴾[٤]
اعتراض اليهود
اعترض اليهود نحو رسول الله بعدما حوّلت القبلة إلی الکعبة من بيت المقدس بأنّه لو کان بیت المقدس قبلة بأمر الله، کیف ینقض حکمه بأمره علی تحويل القبلة وينسخ ما شرعه؟ ولو کان بغير أمر الله فهو الإنحراف عن الصواب والخروج من هداية الله.
أجابهم رسول الله بأنّ جعل بيت کالکعبة أو أبنية کبيت المقدس قبلة، ليس لاقتضاء ذاتي منه یستحيل التعدي عنه حتی یکون بيت المقدس في کونه قبلة لا يتغير حکمه؛ بل جميع الأجسام والأبنية وجميع الجهات التي یمکن أن یتوجه إليه الإنسان في أنّها تقتضی حکما ولایستوجب تشريعا علی السواء، وکلّها لله یحکم فيها ما یشاء وکيف یشاء ومتی یشاء وما حکم به من حکم فهو لهداية الناس علی حسب ما يريد من صلاحهم وکمالهم الفردي والنوعي.[٥]
زمانه
حوّل قبلة المسلمين في السنة الثانية للهجرة وهذا محلّ اتفاق المذاهب ولکن هناك اختلاف حول شهر الوقوع ويومه. یعتقد الأکثر أنّه وقع في اليوم الخامس عشر من شهر رجب[٦] و هناك بعض أقوال أخری:
- اليوم السابع عشر من شهر رجب من السنة الثانية هـ.[٧]
- أول یوم من شهر رجب من السنة الثانية هـ.[٨]
- اليوم الثامن عشر من شهر شعبان من السنة الثانية هـ.[٩]
- اليوم الخامس عشر من شهر شعبان من السنة الثانية هـ.[١٠]
- یوم مجهول من شهر جمادي الثاني [١١]
مکانه
لا شك في أن تحويل القبلة وقع في المدينة ولکن اختلفت الأخبار والآراء في محلّ التحويل. لم توجد رواية علی وقوعه في المسجد النبوي ولکن يروی أنّ النبي کان في مسجد بني سلمة لصلاة الظهر فأمِر علی تحويل القبلة أثناء الصلاة وهذا القول الأصح.[١٢] بعض من العلماء یعتقدون أنّه وقع في مسجد بني حرام[١٣] والبعض أنّه حدث في مسجد بني عبدالأشهل.[١٤]
کيفيته
علی ما یبدو في الروايات، کان النبي إمام الجماعة لصلاة الظهر وبعد رکعتين منها نزل جبرائيل عليه وأخبره بما أمر الله أن یتحوّل القبلة من بيت المقدس إلی الکعبة. فانصرف النبي نحو مکة واستدار المصلّون کما فعل النبي و حول الرجال مکان النساء والنساء مکان الرجال.[١٥] بنوا بعد ذلك للمسجد محرابين فاشتهر بمسجد القبلتين.
مواقع ذات صلة
الهوامش
- ↑ الکشاف، الزمخشري، ج 1 : 202 .
- ↑ البرهان في تفسير القرآن، البحراني، ج1 : 159 .
- ↑ الميزان، الطباطبائي، ج1 : 329 .
- ↑ القرآن الکريم ، سورة البقرة : الآية 142 - 150 .
- ↑ مستدرك الوسائل، النوري، ج3 : 175 .
- ↑ بحار الأنوار، المجلسي، ج81 : 63 .
- ↑ حياة النبي وسیرته، وشنوي، ج1 : 298 .
- ↑ تفسير الطبري، ج2 : 3 .
- ↑ المنتقی في مولد المصطفی.
- ↑ نور الأبصار، شبلنجي : 44 .
- ↑ تاريخ الطبري، ج2 : 416 .
- ↑ مجمع البيان، الطبرسي، ج1 : 223 .
- ↑ تاريخ المدينة المنورة، ابن شبّه، ج1 : 68 .
- ↑ تهذيب الأحکام، الطوسي، ج2 : 44 .
- ↑ وفاء الوفاء، السمهودي، ج1 : 362 .