عرض مصدر الإمام الحسن المجتبى(ع)

'''الإمام الحسن المجتبى(ع)'''، ابنُ أمير المؤمنين [[علي بن أبي طالب(ع)]]، هو الإمام الثاني [[الشيعة|للشيعة]] و [[الخليفة]] الخامس للمسلمين. وُصف بأنّه أشبه الناس [[النبي محمد (ص)|برسول الله(ص)]] في خلقه وخُلقه، وكان عابداً زاهداً، وقد نُقل أنّه تصدّق في حياته مرّات عدّة بنصف أمواله أو كلّها. بعد استشهاد أمير المؤمنين(ع)، بايعه الناس بالخلافة، وفي سنة 41 هـ اضطرّ إلى الصلح مع [[معاوية بن أبي سفيان]]، الذي ادّعى الخلافة وسار بجيش كبير من الشام لمقاتلة الإمام الحسن(ع) في العراق، بسبب تفرّق جيشه وضعف أنصاره.

حجّ الإمام الحسن(ع) مشياً على قدميه مراراً. وبعد استشهاده دُفن جثمانه في [[مقبرة البقيع]] بجوار قبر [[فاطمة بنت أسد]]، ثمّ دُفن عنده فيما بعد [[الإمام زين العابدين(ع)]] و [[الإمام الباقر(ع)]]. وبُنيت على قبورهم قبة عظيمة لاحقاً.

== الولادة والطفولة ==
وُلد الإمام الحسن(ع) في النصف من شهر رمضان<ref>. تاریخ مدینه دمشق، ج13، ص167؛ الارشاد, ج2, ص5.</ref> سنة 3 هـ في المدينة<ref>. ترجمه الامام الحسن من الطبقات الکبری، ص98؛ انساب الاشراف ج3، ص 219؛ اعلام الوری، ج1، ص402.</ref>. وورد في أكثر المصادر أنّه كان أشبه الناس [[النبي (ص)|برسول الله(ص)]]. فقد ورد عنه(ص) أنّه وصف الحسن(ع) بأنّه أشبه الناس به خَلقاً وخُلقاً.<ref>. الطبقات الکبری، الخامسه، ج1، ص245؛ الاستیعاب، ج1, ص 384.</ref> عاش سبع سنوات في عصر النبي(ص).<ref>. مناقب ال ابی طالب،  ج3، ص175.</ref> ومن ألقابه: سبط النبي، السيّد، الزكي، المجتبى، التقي، الوليّ، والطيب.<ref>. کشف الغمة، ج2،ص141؛ بحار الأنوار، ج43، ص255.</ref>

== الإمام الحسن بعد رسول الله(ص) ==
شهد الإمام الحسن(ع) أحداث العهود الثلاثة الأولى بعد النبي(ص). وقد وردت روايات عن مشاركته وأخيه الإمام الحسين(ع) في بعض الفتوحات<ref>. الکامل فی التاریخ، ج3، ص6.</ref>، إلّا أنّ الأدلّة التاريخية ترجّح عدم مشاركتهما.<ref>. نک: الحیاة السیاسیه للامام الحسن، ص114 ـ 130.</ref> كما حضر في أحداث محاصرة [[عثمان]] بأمر من أبيه أمير المؤمنين(ع)<ref>. مروج الذهب, ج 2, ص344؛ الامامه و السیاسه, ج1, ص44؛ تاریخ الطبری، ج 4، ص388-389.</ref>، ومن مواقفه المشهورة مرافقة [[أبي‌ذر]] عند نفيه.<ref>. أنساب الأشراف، ج5، ص543؛ تاریخ الیعقوبی، ج2، ص172.</ref>

=== في خلافة أمير المؤمنين(ع) ===
قضى الإمام الحسن(ع) ثلاثين سنة إلى جانب أبيه الإمام علي(ع). أرسله والده إلى [[الكوفة]] قبل [[وقعة الجمل]] لحشد الأنصار<ref>. الجمل، ص132, 175.</ref>، وشارك في صفّين، كما حضر [[قتال الخوارج]] وخطب مؤيّداً للإمام علي(ع).<ref>. حیاة الامام الحسن بن علی ، ج1، ص481-486.</ref> تولّى مع أخيه الحسين(ع) إدارة صدقات أمير المؤمنين(ع) في المدينة وضواحيها.<ref>. تهذیب الاحکام، ج9، صص145- 148.</ref>

== إمامة وخلافة الإمام الحسن(ع) ==
بعد ضربة أمير المؤمنين(ع)، نصّ على إمامة ولده الحسن(ع)، فتولّى الأمر قرابة ستة أشهر. بايعه الناس يوم 21 رمضان سنة 40 هـ. أمّا معاوية، فقد رفض الاعتراف بخلافته وسار بجيش ضخم نحو العراق. نظّم الإمام الحسن(ع) جيشه لمواجهته، لكن الشائعات والخيانات أحدثت اضطراباً شديداً، حتى إنّ بعض جنوده نهبوا خيمته وجرحوه في مظلم ساباط. في مثل هذه الظروف اضطرّ الإمام إلى الصلح، حفاظاً على شيعته وحقناً لدماء المسلمين.

فرض الإمام شروطاً في الصلح، منها: ألّا يعهد معاوية بالخلافة إلى أحد بعده، وأن يُترك الأمر شورى بين المسلمين، وألّا يُؤذى أهل البيت(ع) أو شيعتهم.

=== فضائل ومناقب ===
وُصف الإمام الحسن(ع) بأنّه أعبد أهل زمانه وأزهدهم. وكان مشهوراً بسخائه وجوده، حتى لُقّب بـ "كريم أهل البيت". وقد تصدّق بماله مرّات عدّة كلّه أو نصفه.

=== الحج ===
ذكرت المصادر أنّ الإمام الحسن(ع) حجّ خمساً وعشرين مرّة ماشياً على قدميه. وكان يعلّل ذلك بأنّه أقرب إلى الخضوع لله عزّ وجلّ.

=== زوجات الإمام الحسن(ع) ===
ذُكر من زوجاته: أمّ الحق بنت طلحة بن عبيد الله، حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر، هند بنت سهيل بن عمرو، وجعدة بنت الأشعث بن قيس. وذكر الشيخ المفيد أيضاً: أم بشير بنت عقبة بن عمرو بن ثعلبة، وخولة بنت منظور الفزارية. وتفاوتت الروايات في عدد زوجاته بين عشرة وأحد عشر. وبعض المصادر نسبت إليه أعداداً مبالغاً فيها لا تثبت تاريخياً.

=== أولاد الإمام الحسن(ع) ===
ذُكر أنّ له خمسة عشر ولداً، وقيل ستة. واستمرّ نسله من ابنيه الحسن وزيد. شارك جميع أولاده في كربلاء إلى جانب الإمام الحسين(ع).

لاحقاً، كان الحسنيون من أبرز خصوم العباسيين، مثل محمد النفس الزكية وأخيه إبراهيم، وكذلك الحسين بن علي بن الحسن (شهيد فخ سنة 169 هـ). وفي القرن الرابع الهجري أسّس الأشراف الحسنيون إمارة في مكة استمرّت حتى قيام الدولة السعودية.

=== استشهاد الإمام الحسن(ع) ===
المشهور أنّه استُشهد مسموماً في 28 صفر سنة 50 هـ. وقيل أيضاً 47 هـ أو 49 هـ. والرأي المشهور أنّ زوجته جعدة بنت الأشعث سمّمته بتحريض من معاوية.

=== قبر الإمام الحسن(ع) ===
أوصى الإمام(ع) أن يُدفن بجوار جدّه رسول الله(ص). حاول أهل بيته تنفيذ وصيته، لكن بني أمية بقيادة مروان بن الحكم وبعض نساء النبي(ص) منعوهم. كاد الأمر أن يؤدي إلى مواجهة بين بني هاشم وبني أمية، غير أنّ الإمام الحسين(ع) امتثل لوصية أخيه الحسن(ع) بالسكوت. فدُفن في البقيع قرب قبر جدّته فاطمة بنت أسد وعمّه العباس.

لاحقاً، بُنيت قبة على قبور الإمام الحسن(ع)، العباس، الإمام زين العابدين(ع) والإمام الباقر(ع)، وكانت من أعظم أبنية المدينة. وفي سنة 495 هـ أعاد الوزير السلجوقي مجد الملك بناءها. لكن في 8 شوال 1343 هـ دمّرها الوهابيون.